أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - اسعد الامارة - ابني المراهق في ازمة ..كيف اتعامل معه؟















المزيد.....

ابني المراهق في ازمة ..كيف اتعامل معه؟


اسعد الامارة

الحوار المتمدن-العدد: 1232 - 2005 / 6 / 18 - 09:46
المحور: حقوق الاطفال والشبيبة
    


مما لاشك فيه ان اول دائرة يتعلم منها الطفل هي الاسرة ، وان احدى تلك المرتكزات المهمة هي البعد العاطفي ومن خلاله تنمو العلاقة بين افراد الاسرة وتتأثر بما يغدق به الاب والام معاً على ابنائهما ، فالطفل يتلقى الدعم العاطفي والنفسي والمعنوي من اسرته . هذا المنح الذي يقدمه الوالدين يعطي الفرصة للاحساس بالقوة والتنشئة النفسية السليمة للابناء وللوالدين انفسهم ، فالوالدية ودورها في اثبات القدرة على لمْ شمل الاسرة بابناء من البنين والبنات تعطي الاحساس بالقوة والشعور بالسلطة الذاتية في تحقيق اهم هذف من اهداف الحياة ، لذا فالاب والام يمثلان القيادة الانموذج لابنائهم ويمثلون دور المرشد والموجه لحسن سلوكهم حتى ان عالم النفس الشهير " ادلر" قال : ان كل فرد يشعر بالعجز والقصور منذ الطفولة ويقضي بقية حياته محاولا التعويض عن النقص ، ويحاول الفرد ان يسد الشعور بالنقص باساليب عديدة منها ممارسة القوة كلما اتيحت له الفرصة بما في ذلك المجال العائلي ، وهنا ينصب حديثنا عن ازمة المراهق الذي تشتعل في داخله ناراً ، والاب يقف متسلطاً يستند في ممارسة سلطانه في البيت .. قد يكون هذا الاستبداد والتسلط نتيجة الافكار التربوية الخاطئة او ربما الجهل او قلة الدراية بالاساليب التربوية الصحيحة في التعامل مع ابنه المراهق او ابنته المراهقة ، ويرجع البعض من علماء النفس هذه الممارسة الى وجود ضغوط واضطرابات في شخصية الاب سواء بفعل عوامل داخلية او خارجية ، هذه الاسباب تنطبق على الام ايضا بحيث تجعلها ذات طبائع استبدادية متطرفة في التوجيه واساليب التربية .
يقول د. عبد الرحمن العيسوي ، تعني المراهقة في علم النفس الاقتراب من النضج الجسمي والعقلي والنفسي والاجتماعي ولكنه ليس النضج نفسه ، لانه في مرحلة المراهقة يبدأ الفرد في النضج العقلي والجسمي والنفسي والاجتماعي ولكنه لايصل الى اكتمال النضج الا بعد سنوات عديدة قد تصل الى تسع سنوات ، لذا فأن علماء النفس عدوا مرحلة المراهقة هي مرحلة انتقال من الطفولة الى الرجولة ، وبها من التغيرات النفسية والعاطفية لا حصر لها ، حيث يحدث النمو الجسمي والعقلي والنفسي والاجتماعي فضلا عن هناك مجموعة مختلفة من مظاهر النمو التي لا تصل كلها الى مرحلة النضج في وقت واحد وتبرز هذه المظاهر في :
- اقامة نوع جديد من العلاقات الناضجة مع زملاء العمر من الجنسين
- اكتساب الدور المؤنث والمذكر المقبول اجتماعياً (اي النضج الجسمي والانفعالي) لكل جنس من الجنسين
- اكتساب الاستقلال الانفعالي بشكل مفاجئ عن الاباء والامهات في الممارسة اليومية
- التفكير والاستعداد لمرحلة جديدة مثل الزواج وحياة الاسرة
- تعلم مجموعة من القيم الخلقية الجديدة التي تقود سلوكه وتهديه .
ان الدراسات النفسية المتخصصة بالمراهقة تحدد بداية مرحلة المراهقة ببداية البلوغ الذي يحدث تقريبا في سن الحادية عشرة بالنسبة للمراهق الفتى ، حيث يحدث اول قذف للفتى وتحدث اول دورات الطمث او الحيض عند الفتاة وتمتد مرحلة المراهقة الى سن 21 سنة تقريبا وتزداد ازمة المراهقة كلما ازدادت ضغوطها وتكالبت الاحداث على المراهق من اهله اولا ، واقرانه ثانيا ، او حينما تزداد المدة التي تفصل البلوغ والاستقلال الاقتصادي ، فكلما حقق المراهق لنفسه الاستقلال اىقتصادي وتكوين اسرة قلت فترة تعرضه للازمات النفسية .
من المشاهدات العيانية الواقعية ان المراهق يعيش صراعات بسبب وجود اهداف متناقضة ومتعاضة في داخل نفسه يرغب في تحقيقها لانها تحمل اللذة له مثل اللعب والتعرف على الجنس الاخر واقامة العلاقات معه وتعلم عادات سلوكية سيئة مثل التدخين وما ال ذلك من عادات ، وبنفس الوقت اذا استطاع تحقيقها فأنه سيكون من المستحيل تحقيق الواجبات الاخرى التي تحمل معها وبين ثناياها الالم والمعاناة ، وهي التواصل مع المدرسة واستذكار الدروس ومتابعة تنفيذ الواجبات الملقاة على عاتقه مثل اوامر ونواهي الوالدين ومتطلبات اعباء الدراسة والشؤون العلمية ، فتراه ينزع دائما الى الميل نحو اللذة لانها هي الاسهل عادة وهي بنفس الوقت بداية التمرد ويمتاز المراهق خلال هذه المرحلة العمرية بانه مغامر ويحب المغامرات والمخاطر وارتكاب الاخطاء ويعبر الدكتور احمد عزت راجح عن الصراعات التي يعاني منها المراهق على هذا النحو:

- صراع بين مغريات الطفولة والرجولة
- صراع بين شعوره الشديد بذاته وشعوره الشديد بالجماعة
- صراع جنسي بين الميل المتيقظ وتقاليد المجتمع او بينه وبين ضميره
- صراع ديني بين ما تعلمه من شعائر وبين ما يصوره له تفكيره الجديد
- صراع عائلي بين ميله الى التحرر من قيود الاسرة وبين سلطة الاسرة
- صراع بين مثالية المتطلبات والواقع المغري.

ان المشكلة الوجدانية التي تأخذ الجانب الاعظم في تكوينه ، هي الاخرى تشكل الجزء الاكبر من سلوكه ، فهو يغرق في الخيالات وفي احلام اليقظة التي تستغرق وقته وجهده وتبعده عن عالم الواقع ، فضلا عن ان جميع المراهقين يميلون الى فكرة الحب من اول نظرة فيقع صريع لاول حب معتقداً ان هذا الحب حقيقي ودائم ولكنه في الواقع ينقصه النضج والاتزان وكثيراً ما تنتهي الزيجات التي تتم في سن مبكرة وتحت ظرف عاصف بالفشل لانها لا تقوم على اساس من النضج الوجداني ولا تستند الى المنطق السليم . ويرى علماء النفس ان خصائص النمو الانفعالي تسير جنبا الى جنب مع خصائص النمو العقلي حيث تاخذ خصائص النمو الانفعالي سلوكيات متضاربة تنحصر في ما يلي :
- الحساسية الشديدة الزائدة حيث التأثر السريع لاتفه الاسباب والمثيرات وشدة الحساسية بما يسمعه من مواعظ دينية وقصص انسانية ومواقف توجيهية وتربوية لا يعيرها اي انتباه او اهمية لانها لا تتناسب مع توجهاته.
- التمرد والعصيان وهو ناجم من شعوره لاثبات الذات والرد على جميع اشكال السلطة في الاسرة والمدرسة وحتى القانون ان تطلب الامر ، فضلا عن الميل الواضح لتبني السلوك العدواني .
- سيادة اخلام اليقظة حيث تكون المتنفس الرئيس لتحقيق الرغبات والامال والامنيات التي يحلم بها وهي بنفس الوقت تعد اشباعاً لما فقده في الحياة الواقعية وانفصام اواصر الصلة بين الابوين والمدرسين .
- الميل الواضح والملفت للنظر للاهتمام بالجنس الآخر كتعويض عما فقده من روابط ، فيكون التعلق به يكاد يكون بشكل اعمى .
- الصراع النفسي البطء او التردد في اخذ القرارات .
- التقلب وعدم الثبات في المزاج واسلوب التعامل وطريقة التفاهم مع الاخرين حتى مع المقربين من اخوته.
- الميل الى المثالية وحب الزعامة والتفرد بالرأي دون غيره والظهور الدائم بان مايراه هو الصح ، وما يراه والديه والمعلمين هو الخطأ ، كذلك بروز الميل الواضح الى السلوك العدواني .
- التناقض الواضح في الاقوال والافعال .
اما الخصائص العقلية ونموها ، فانها تأخذ بالازدياد بشكل ملحوظ وخصوصا القدرات العقلية في حين تهدأ سرعة نمو الذكاء خلال فترة المراهقة وابرز مظاهر النمو العقلي تكون في الادراك ، الفهم ، التخيل ، ففي الادراك يتسع ليشمل الماضي والمستقبل ، ما كان وما يكون وما سيكون عليه ، فهو يستطيع ربط الحقائق وتحليل الاحداث بما يمتلك من قدرة ، بينما في الفهم تزداد قدرته على بشكل واضح ويزداد لديه نمو التقكير المجرد والقدرة على فرض الفرضيات وتقديم الادلة والبراهين . اما قدرة التخيل فتزداد ايضا وتشبع قدراته بالاتجاه الى الموسيقى والادب والشعر كذلك تزداد قدرته على الانتباه واستيعاب المعلومات والتذكر .
يقول علماء نفس المراهقة ان المراهق تظهر عليه بعض السمات خلال هذه المرحلة من اهمها :

- انه لا يتسم بالصبر فهو يريد حلولا انيه في الحال
- الشك في التوجيهات واساليب التربية والقيم القديمة التي يؤمن به والده
- كراهيته الواضحة للمدرسة وهروبه منها
- الشعور بالضياع في عالم ملئ بالمثيرات ، عالم مترامي الاطراف والتوجهات
- مشكلات واضحة في التاخر الدراسي او الضعف الدراسي
- رغبة المراهق في تغيير المجتمع او الانخراط فيه بعنف وايجاد مكان له فيه بشدة

كيف نساعد المراهق
ترى الرؤية الارشادية السيكولوجية ان قدرة المراهق على الاسهام في حل المشكلات التي يعاني منها قائمة على اساس ما وصل اليه من نضج عقلي ونفسي وجسمي واجتماعي وهوبذلك يستطيع ان يحل مشكلاته وان يحقق ذاته اذا ساعدناه في فهم ذاته وفي فهم مشكلاته فهما صحيحاً ، فهو يسعى للحصول على المساعدة من زملاء في مثل سنه اكثر من سعيه للحصول عليها من الكبار
عامة ، لذا توجب اولا مقابلة اباء المراهقين انفسهم لارشادهم وتعريفهم بحقيقة مرحلة النمو التي يمر المراهق وخصائصها بحيث يتأكون من ان ما يصدر منه من سلوك مثل التمرد او العصيان انما
هو جزء من النمو في هذه المرحلة كما تساعد هذه المعرفة الاباء لتفهم حقيقة رغبة المراهق في الاستقلال عن الاسرة بانها رغبة طبيعية ومن شأن هذا الارشاد ان يساعد كلاً من المراهق ووالديه على حد سواء ، لذا توجب ما يلي :

- مد جسور التواصل والحوار مع المراهق ولو بوساطة آخر يثق به .
- قبول ما يصدر منه من سلوك غير واعي وارشاده باللين نحو الصحيح بالتدريج
- نتقبله كما هو لكي نعيد التوازن لذاته المهزوزة
- توجيهه نحو اختيار افضل الاصدقاء
- اقناعه باللين والتوجيه المركز بتقليل ممارسة العادات السيئة مثل التدخين او ممارسة العادة السرية او اقامة العلاقات مع الجنس الاخر بشدة واندفاع والتوجه نحو ممارسة الرياضة
- مساعدته على التنظيم الجزئي لاوقات الدراسة في البيت وتنمية هوايات جديدة لديه .
- اقناعه بتناول الغذاء المتوازن وتجنب الاكثار من الوجبات السريعة .
- اعادة بناء الحوار بوسائل جديدة .
- اشعاره بالمحافظة على خصوصياته وعدم توجيه النقد اللاذع له او تهديده بكيانه .
- اشعاره في الطمأنينة في بيته .

خلاصة القول ان الابن المراهق في مهب الريح ، كثيراً ما تعتريه حالات من اليأس والحزن والالم التي لا يعرف لها سببا ، فالمراهق طريد مجتمع الكبار والصغار اذا تصرف كطفل سخر منه الكبار واذا تصرف كرجل انتقده الرجال ايضا وعلاج هذه الحالة يكون بقبوله في مجتمعات الكبار واتاحة الفرصة امامه للاشتراك في نشاطاتهم وتحميله المسؤولية التي تتناسب مع قدراته وخبراته تدريجيا وبهدوء مع اللين في التوجيه والارشاد وبذلك فأننا نعيد بناء تشكيل تكوينه النفسي ولو استمر الحال وقتا من الزمن وهي بكل الاحوال ازمة نتمنى ان تمر بهدوء ولا تترك اثارا ً سلبية يتحمل اوزارها الوالدين والاخوة في البيت الواحد .



#اسعد_الامارة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الهفوات وفلتات اللسان وزلات القلم!!رؤية نفسية
- الايحاء ..المدخل السيكولوجي لمصادرة العقل
- الجامعة العربية المفتوحة في الدانمارك التنوع العلمي المتجانس ...
- الشخصية الفيتشية Fetishism انحرافات
- الشخصية بين اضطرابها ونضجها
- العنف والتعصب ..كسب وهمي ناقص
- الشخصية المازوخية وانحرافاتها
- العنف يسود العالم
- رؤية في الفكر العلمي العملي
- الشخصية السادية وانحرافاتها
- التوحد(التقمص)..بين القوة واصطناعها!!
- الارق ..واضطرابات النوم
- الشخصية المتقلبة Cycloid
- الخيال الفكري عند الفصامي
- الشخصية المتفجرة Explosive
- فيدراليةجنوب العراق..السمات والخصائص
- اطفال العراق بين المدرسة والكفن
- التعصب .. تعزيز لصورة الذات السلبية
- الشخصية المتزنة
- العراق..الوضوء بالدم


المزيد.....




- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة
- زاهر جبارين عضو المكتب السياسى لحماس ومسئول الضفة وملف الأسر ...


المزيد.....

- نحو استراتيجية للاستثمار في حقل تعليم الطفولة المبكرة / اسراء حميد عبد الشهيد
- حقوق الطفل في التشريع الدستوري العربي - تحليل قانوني مقارن ب ... / قائد محمد طربوش ردمان
- أطفال الشوارع في اليمن / محمد النعماني
- الطفل والتسلط التربوي في الاسرة والمدرسة / شمخي جبر
- أوضاع الأطفال الفلسطينيين في المعتقلات والسجون الإسرائيلية / دنيا الأمل إسماعيل
- دور منظمات المجتمع المدني في الحد من أسوأ أشكال عمل الاطفال / محمد الفاتح عبد الوهاب العتيبي
- ماذا يجب أن نقول للأطفال؟ أطفالنا بين الحاخامات والقساوسة وا ... / غازي مسعود
- بحث في بعض إشكاليات الشباب / معتز حيسو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - اسعد الامارة - ابني المراهق في ازمة ..كيف اتعامل معه؟