بعض من اخبار الزمن الذى سبق اختفاء ابو يوسف الفران

سليم نزال

الحوار المتمدن-العدد: 4332 - 2014 / 1 / 11 - 01:05
المحور: الادب والفن
    

بعض من اخبار الزمن الذى سبق اختفاء ابو يوسف الفران

سليم نزال


المشكله الكبرى فى معرفه اخبار ابو يوسف الفران هى فى كثره الروايات التى تدور حوله.و عاده ما كنت اقصد معمرى القريه الذين يتذكرون ما رواه اجدادهم و اجاد اجدادهم من حكايات عن ابو يوسف.و من حسن الحظ ان هؤلاء المعمرين حتى و ان فقد بعضهم الذاكره القريبه الا ان الذاكره البعيده لم تزل سليمه .من بعض ما سمعته مثلا كان عن الصداقه التى ربطت بين اخر سلاطين الايوبيين السلطان الصالح ايوب و ابو يوسف. ابو يعقوب و قد كان حفيدا لمعمرجى القريه اخبرنى ان ابو يوسف كان يتردد على مصر بين حين و اخر, للقاء السلطان الصالح ايوب فى مقره فى قاهره المعز.ابو جميل الحراث اكد ذات الخبر و قال ان جده اخبره ان ابو يوسف كان فى القاهره عندما كان السلطان الصالح ايوب يحتضر بل و انه شارك فى جنازته يوم وفاته.


. كما قيل ان ابو يوسف كان الذى قدم النصيحه لزوجه السلطان الارمنيه شجره الدر, ان تخفى خبر موت زوجها اثناء تصدى الايوبيين لقوات فرنسيه فى مدينه المنصوره بقياده ملكهم لويس التاسع.و قيل ان ابو يوسف اخبر شجره الدر ان اعلان خبر وفاه السلطان فى هذا الوقت من شانه ان يضعف معنويات الجنود. خاصه ان ابو يوسف كما اكد العدد من الرواه كان قلقا من النفوذ المتزايد للمماليك فى الجيش الايوبى.
كانت تلك اوقاتا عصيبه بالفعل ..فالقوات الفرنسيه كانت تتقدم فى مصر و فى فلسطين وصلت طلائع قوات المغول الى مدينه الخليل .

بعد ذلك عين المماليك قراقوش حاكما عاما على فلسطين و بدا عصر الظلم . عندها قرر الاهالى ارسال وفد للقاء قراقوش لابلاغه بالظلم الذى يلحق الاهالى .قيل لى ان الوفد كان اربعين رجلا فلما وصلوا القصر لم يبق منهم الا ابو يوسف و احد احفاد ابو جميل الحراث اسمه ابو نعوم الحراث .جاء قراقوش و هو يحمل سوطا و مضى يتاملهما بنظره سخريه و هما واقفين و و هو يمشى حولهما .

لماذا جئتما لمقابلتى
رد ابو يوسف. لاننا مظلومين و نريدك رد الظلم عنا !
من اوكلكما ان تتحدثان باسم الاهالى ؟ رد ابو يوسف , ضميرنا الذى اوكلنا ان ناتى اليك.
ضحك قراقوش بسخريه و صوت عال و بدا بضربهما بالسوط و هو يصرخ, تظنان انفسكما اشاوس و ابطال و حسب كلام الراوى ظل قراقوش يضربهما حتى تعب و توقف. ثم سالهما لماذا لم تستعطفانى ان اتوقف عن ضربكما .رد ابو يوسف
الذى يطالب بحقه لا يستعطف احدا !

اما عن كيفيه خروجهما من قصر قراقوش فقد سمعت روايات عده .منها ان قراقوش احس بمرض مفاجىء و انشغل الجميع به , و منها انه تم سجنهما و قد هربا من السجن فيما بعد .
بعد تلك الاحداث اخبر احد رعيان القريه انه لم يرى اى ضوء فى منزل ابو يوسف لعده ايام .سرعان ما انتشر خبر غياب ابو يوسف فى القريه التى عم فيها القلق من اختفاء ابو يوسف المفاجىء. كان ذلك قبل زمن من حلول الجراد الذى اكل الزرع و الضرع فى القريه و حولها الى خربه لبعض الوقت .ابو درويش الطنبرجى اخبرنى انه سمع من جده ان ابو يوسف كان فى مدينه بلخ فى زمن الامبراطوريه الخوارزميه .و انه كان من اخر الرجال الذين تركوا المدينه عندما هاجمها المغول و ذبحوا سكانها .و هناك من اخبر ان ابو يوسف كان فى ذات الوقت فى مدينه دمشق و انه توفى فيها بل و اقسم احدهم انه شاهد جنازه مهيبه فى دمشق قيل له انها لابى يوسف الفران .و هناك الكثير من الاهالى من اعتقدوا بقدره ابو يوسف ان يكون فى اكثر من مكان فى نفس الوقت .
لكن احدا لم يستطيع ان يعرف اين ذهب. كما ان احدا لم يعرف ان كان ابو يوسف على قيد الحياه ام لا ..
و فى تلك الازمنه كان الاهالى رجالا و نساء و اطفالا يقفون كل مساء على التله المقابله لبيت ابو يوسف ليروا ان كان هناك ضوء فى منزله.استمر اجتماع الاهالى هذا لحوالى مائه عام حتى اطلق الاهالى اسم تله ابو يوسف على هذا المكان .
احد المعمرين اخبر انه فى تلك الفتره لاحظ احد الرعيان ان دخانا ابيضا كثيفا يتصاعد من منزل ابو يوسف و يتجه نحو السماء.و لما هرع الرعيان ظنا منهم ان بيت ابو يوسف يحترق و لكنهم لم يجدوا اى اثار لحريق.راع اخر روى انه شاهد لهبا يتصاعد من منزل ابو يوسف و لم يكن هناك اى اثر لنار .و هناك من قال ان الثلج المتساقط على الجبل المقابل للقريه اتخذ شكل لحيه ابو يوسف البيضاء .هذا بعض من سمعته من اشاعات و قصص كانت مدار حديث سهرات القريه فى تلك الازمان .

حصلت تلك الاحداث فى وقت تبدل الازمنه .تبدل الحكام واحدا بعد الاخر و بدا عصر المؤامرات و علم الناس ان شجره الدر اعتلت العرش ثم قتلت بعد ذلك فى حمامها بالقباقيب, و قيل انها طحنت جواهرها قبل ايام من مقتلها لكى لا تستخدمها ضرتها التى امرت بقتلها . بعد ذلك بدات الصراعات و المؤامرات فى القصر بين بين قيادات الجيش المملوكى , ايبك و اقطاى و قطز الى ان حسم الجنرال قطز الصراع لمصلحته فيما بعد وواجه المغول و ردهم على اعقابهم فى عين جالوت القريبه من غزه . اما حياه سكان القريه فلم يحصل لها تبدل كبير منذ زمن اختفاء ابو يوسف . استمر الناس يتزوجون و ينجبون اطفالا و و يقيمون الاعراس و يدفنون امواتهم و يباركون الثمرة الاولى فى المواسم( يتبع)

#سليم_نزال (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات