أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حكيم العبادي - مفاهيم ... ( 10 ) ماذا يجري في العراق ... ( الجزء الثالث ) الحل ... كيف سنجتاز عنق الزجاجة ؟؟؟















المزيد.....


مفاهيم ... ( 10 ) ماذا يجري في العراق ... ( الجزء الثالث ) الحل ... كيف سنجتاز عنق الزجاجة ؟؟؟


حكيم العبادي

الحوار المتمدن-العدد: 4331 - 2014 / 1 / 10 - 19:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كلهم أقوياء الا ّ الوطن ... ضعيف ٌ بهم !!! .
كلهم مسلحون إلا ّ الوطن ... أعزل ٌ بهم !!!.
كلهم أغنياء إلا ّ الوطن ... فقير ٌ بهم !!! .

الشعب مصدر القوة :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد زلزال وتسونامي توهوكو ، الذي ضرب اليابان في مارس 2011 ... كتبت مقالا ً ذكرت فيه عبارة : ( اليابانيون سيعلمون العالم دروسا ً جديدة في فن التعامل مع الكوارث )... وهكذا كان ... لكن الناس لا تحسن القراءة .
ما فعله المهندس المتقاعد ( ياسوتيرو يامادا) ، كان واحدا ً من الدروس الرائعة التي لم نقرأها كما ينبغي ... فلقد تطوع هذا المهندس المسن مع عدة مئات من كبار السن لتشكيل فرق لتنظيف مفاعل ( فوكوشيما ) من آثار التلوث النووي ... ليحمي الشباب من آثار ومخاطر هذه الإشعاعات !!! .
السبب وراء التطوع لم يكن الحماية المباشرة للشباب فقط ... بدافع الشهامة والتضحية ، كما يتصور البعض ...وإنما لحسابات علمية لشعب يمتلك الكثير من الوعي ... فالسرطانات التي تصيب المتعرضين للإشعاعات النووية تصيب أعضاء التكاثر ( الخصى والمبايض ) أكثر من أي عضو آخر ... وهذه الأعضاء قد أنجزت ما عليها بالنسبة لهؤلاء ، وأنجبت ، و إكتفت ... ولم تعد تطمع بالمزيد ، حتى لو كان هذا ممكنا ً ... سبب آخر يدفعهم للتطوع هو الخبرة والحكمة التي أكسبهم إياها الزمن... وبهذا ستقل الأخطاء التي يسببها الإندفاع وقلة المهارة عند الشباب ... ومن المعلوم ان عملا ً كهذا يتطلب الصبر والحكمة اكثر مما يتطلب القوة والتهور .
هذا النوع من المواقف والإنجازات تقوم بها الشعوب لا الحكومات !!! ... ويعتمد على وعيها ... وقيمها ... ومفاهيمها .

حكومة العراق القادمة :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بإختصار شديد ... وقبل كل شيء ... لا يمكن للصالحين أن يصلوا لكرسي الحكم في العراق حاليا ً!!! ... والسبب بسيط جدا ً ... ف ( كيفما تكونون يُولـّى عليكم )... وطالما كان الحاكم يأتي عن طريق الإقتراع الشعبي ... و نتيجة لتخلف الناس ، وقلة وعيها ، وتمزقها ، و تحشدها الطائفي والعشائري ، وحملها للسلاح ، وعدم وجود نخبة واعية ، وتدني مستوى الفئة التي تدعي الثقافة ، وهشاشة مفهوم الوطنية ، وكثرة التجاذبات ، وتدهور مستوى التعليم ، وهيمنة الدين على الشارع العراقي ... وتفشي الفقر والجهل والبطالة والمخدرات والأمية ... فضلا ً عن وجود إيران و السعودية وتركيا ودول الخليج وكثير من الأجندات الخارجية الأخرى ... صارغالبية الشعب عبارة عن كتل ٍ بشرية تسوقها العمائم وشيوخ العشائر و أبواق الطائفية والمخابرات وأبواق الإعلام الرخيص أو المشترى ... وتتوزعها الطوائف والقبائل و الأسماء ... ولهذا فإن الطريقة الوحيدة لإنقاذ الناس وإنقاذ العراق ، هي في تغيير الناس ... وليس في تغيير الحكومة ... فبشعب كهذا سيفشل أي برلمان حتى لو كان من الملائكة ... وستفشل أي جكومة حتى لو كانت من الانبياء ... ففي كل طائفة ، هناك من الحمقى ، والعملاء ، من هم على إستعداد لحرق البلد شريطة ان لا يصل غيرهم إلى حكم العراق !!! .
هذا الواقع المر للمجتمع ... أفرز حكومة محاصصاتية من اللصوص جاءت بروح إنتقامية و إنتهازية قذرة ... ومؤهلات ضحلة ... وقصر نظر عجيب ... و أفرز معارضة أقرب للإرهاب منها إلى الوطنية ... تؤمن بالتحالف مع الشيطان من اجل إسقاط الحكومة ... يقودها مجموعة من الصبيان الذين لا حكمة ولا عقل ولا وطنية ولا شرف لهم ... وكل دوافعهم للمعارضة هو عدم حصولهم على قطعة مجزية من كعكة الحكم .
ويلتقي الطرفان الحكومة والمعارضة ، بخطاب ديني طائفي ، سطحي و عدواني ... ويتكئان على أجندة خارجية واضحة ... ولهذا فلا خير فيهما للعراق ... ولا خير فيهما لطائفتيهما ... ولا خير فيهما للإنسانية ... ولا خير فيهما للحياة .
هذا الواقع يفرز حقيقتين لا يمكن تجاوزهما :
أولا ً : سيفشل الشيعة في تشكيل أي حكومة قوية لتفرق أهوائهم ، و تمزقهم ، بسبب نظام تعدد المراجع ... والفساد الذي لم يسبقهم إليه أحد ... و رعاية كبار الشيعة لطقوس دينية لا علاقة لها ببناء الدولة... ولا يبغون منها إلا تحشيد الناس لغايات إنتخابية للسيطرة على الحكم ... لكن هذه الطقوس تضعف الدولة بشكل كبير .
ثانيا ً : لن يتقبل السنة فكرة حكم الشيعة ... لتأثير القوى الخارجية عليهم أولا ً ...و بسبب تغلغل القوى السلفية المتطرفة بينهم ثانيا ً ... كما أنهم لن يستطيعوا تشكيل الحكومة لقلة عددهم وبسبب التمترس الطائفي لعموم الشعب .
ولهذا سيبقى الشيعة في الحكم ... ولكن أي حكم ؟؟؟؟ ... هو للمهزلة اقرب ... كمن يدخل السباق برجل كسيحة !!! .
حكومة لا تنفع إلا للسرقة وتعيين الاقارب و حصد الشتائم وإحتقار الناس !!! .
ما هو الحل إذن ؟؟؟ .

أنا وصاحبي السياسي :
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
حين بينت لصاحبي الحل السريع لحل مشكلة العراق ... ضحك مليا ً وقال هات حلك البطيء ... قلت له إسمع : ــ سأبتديء معك بحكاية من التأريخ ، وحكاية من الواقع ، عما يمكن للعقل ان بفعله ... قال هات ما عندك .

العقل والتاج :
ــــــــــــــــــــــــــــــ
قلت له يروي الفردوسي في ملحمته الكبرى ( الشاهنامة) قصة طريفة عن إختراع الشطرنج .
يقول : حين إبتكر عالم الرياضيات ( سيسا ) الشطرنج ... قام بتقديمه هدية لملك الهند أنذاك ... فطلب منه الملك أن يختار اي جائزة يرغب بها ... فطلب سيسا من الملك ان يضع حبة رز في المربع الأول ... وحبتبن في الثاني ... وأريعة في الثالث ... وهكذا حتى يأتي على ال64 مربعا ً !!! .
إكتشف الملك بعد إسبوع من المحاولات أن هذا هو المستحيل بعينه ... لأن عدد الحبوب المطلوب يعادل إنتاج الهند ملياري مرة ... ويعادل إنتاج العالم 1000 مرة !!! .
لهذه الإسطورة عدة معان ٍ لم يفهمها الناس ... لذلك سأحكيها لكم في مقالات كيف نقرأ في الأسبوع القادم .
ما يهمني حاليا ً هو الإشارة إلى واحد ٍ من معانيها الرائعة فقط ... وهو المعنى الذي ألهمني فكرة الحل الذي سأحدثكم عنه !!! ...ألا وهو فكرة مضاعفة العدد على طريقة المتواليه الهندسية ، و التي أعول عليها كثيرا ً في إنقاذ العراق !!! .

شروط إنقاذ العراق :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قلنا إن تغيير الحكومة لن يغير شيئا ً ... فالحاكم القوي يستطيع إرهاب الناس ... ويستطيع بناء دولة متماسكة ظاهريا ً ... لكنها منهارة من الداخل ... و إنسانها بلا كرامة !!! ... وتأريخ العراق والدول العربية حافل بحكام مثل هؤلاء .
يسأل عبدالملك بن مروان الحجاج عن الوضع في العراق فيجيبه : (( على ما تحب يا أمير المؤمنين ... من تكلم قطعت رقبته ... ومن سكت مات بدائه !!! )) ... وهي نفس الوصية التي أوصاها عبدالملك لولده الوليد وهو على فراش الموت .
هذا صار من المستحيلات ... فلا دكتاتورية في العصر الحديث .
إذن الحل الوحيد هو تغيير الشعب ... وبناء وعي وطني ... ووعي ديمقراطي ... ووعي ليبرالي... ووعي تعايشي ... هذه هو الحل الوحيد ... ولا سبيل لهذا دون عمل !!! .
قلت لصاحبي ستضيع السنون تلو السنين ... ولن يستطيع احد حكم البلاد العربية بعد اليوم !!! .
صناديق الإقتراع تحتاج شعوباً واعية ، والشعوب العربية ليست كذلك ... وأفضل صيغة يمكن أن تصلونها هي المحاصصة التي خربت لبنان لاكثر من سبعين سنة ... وهاهو عاجز عن تشكيل حكومة منذ عشرات السنين .
قال : دول الخليج مستقرة ... قلت له لأن شعوبها تتشكل من 90 % من الاجانب الذين يخافون الخروج على القانون ... ويدفعون رسوما ً عالية ... والمواطنون مرفهون بسبب قلتهم ... ولا إنتخاب فيها حاليا ً على الأقل ... وهذا لا يمكن ان يتسنى لغير دول الخليج فلا تقارن .
قال : والحل ؟؟؟ .
قلت له أن نغير الشعب ونبني له وعيا ً تعايشيا ً وثقافة وطنية رصينة ، لا طائفية ولا عشائرية !!! .
قال ولكنك تقول إن هذا غير ممكن ... قلت له : - غير ممكن حين نعتمد طريقتكم ... لكنه ممكن بطريقتي !!! .
قال : كيف ؟؟؟.

الحل :
ــــــــــــــــــ
السنون ضائعة ... ومنذ طرحت فكرتي لليوم ضاعت حوالي 10 سنوات من عمر العراق بالتناحر والدماء والموت ... وسبقتها أكثر من ثمانين سنة من العصر الحديث ، وبعد تحرر العراق من الاستبداد العثماني بالتخلف والتناحر والدكتاتورية ...و ضاعت مثلها عشرات السنين من عمر لبنان ... ولا أمل بالخلاص ... فحين تكون المعطيات ثابتة يكون من الغباء إنتظار نتائج مختلفة .
لذلك ليس كثيرا ً أن نعمل على بناء وعي الشعب ... وتغييره تدريجيا ً ... وحسب طريقة سيسا مخترع الشطرنج !!! .
أبدأ بنفسي ... على ان أغير صديقا ً واحدا ً في السنة الاولى ... وهذا ليس مستحيلا ً كما ترى ... وفي السنة الثانية نصبح أربعة ... وفي الثالثة ثمانية ... وفي الرابعة ستة عشر ... وهكذا ... وسنصبح بعد 25 سنة بقدر نفوس العراق حاليا ً ... أي : (( 32.600.000 )) !!! .
هؤلاء المنضوون تحت هذه الفكرة ... ينذرون أنفسهم جسورا ً لغد الوطن الجميل ... فيرفضون الطائفية ... ويرفضون الإشتراك في الإنتخابات الحالية أو الترشيح لها لفترة 25 سنة ... ويصبحون بؤرا ً نظيفة واعية ترصع المجتمع المثقل بالامراض .
فكر قليلا ً وقال : ـــ لكن 25 سنة فترة طويلة .
قلت له : ـــ هذا إذا بدأت وحدي ...حينها سأحتاج عشر سنوات لنصبح الف شخص ... أما إذا بدأنا بألف شخص فسنختصر هذه العشر سنوات ... وإذا إختصرنا السنة إلى ستة أشهر مثلا ً فسنختصر نصف الفترة السابقة ... وهكذا ترى أن الفترة التي وضعتها ، هي فترة إفتراضية تصح إذا عملت وحدي !!!.
أطمح بهذه الفكرة لأن أؤسس لوعي وطني ، وتعايشي دائم ...ولإصلاح مجتمع من بعد ... ولهذا فلا أهمية لعدد السنوات .

الجلد المفروم والوعي المفروم :
ــــــــــــــــــــــــــــ
الطريقة التقليدية التي يستخدمها الجراحون لترقيع الحروق ، هي كشط طبقة من الجلد السليم للمحروق ... وزرعها فوق المناطق المحروقة بعد تهيئتها لتقبل هذه الطبقة الجديدة ... المنطقة المكشوط عنها جلدها ستعوضه بجلد آخر سليم ... والمنطقة المحروقة ستتقبل الطبقة المكشوطة ، وتغذيها ، فتنمو كجلد ٍ جديد .
في أحد الايام ... واجهت أستاذنا الأكبر ، وشيخ الجراحين العراقيين ، المرحوم ، الدكتور خالد ناجي مشكلة مع مريض من هذا النوع .
كان المريض مصابا ً بحروق واسعة جدا ً تغطي معظم جسده ... ولم تكن كمية الجلد السليم تكفي لتغطية المناطق الواسعة المحروقة ... فكر المرحوم خالد ناجي ... ثم طلب من أحد المضمدين ان يذهب لشارع الرشيد القريب من مستشفى المجيدية القديم ... وتحديدا ً لسوق الهرج ... ويشتري ماكنة لفرم اللحم !!! .
( تحول مستشفى المجيدية إلى المستشفى الجمهوري في باب المعظم لاحقا ً ، ثم صار تابعا ً لمدينة الطب في العام 1970 ... حيث بقيت فيه ردهات الاذن والأنف والحنجرة ، والعيون ، والكسور ... حتى فتحت مستشفى الجراحات التخصصية في عام 1991 ... وإنتقلنا إليها ) .
ظل الأطباء المساعدون والمخدرون والممرضات في حيص بيص ... وكلهم يتسائل بماذا عساه يفكر خالد ناجي ؟؟؟ ... وماذا سيفعل بماكنة فرم اللحم ؟؟؟ ... هل تراه يحتاجها لبيته لتحضير الكباب الذي يشتهر به العراقيون ؟؟؟ .
حين جاءت ماكنة فرم اللحم ، طلب المرحوم ناجي تعقيمها ... ثم قام بقشط طبقة معقولة من جلد المريض السليم ... وقام بفرمها ... ثم بدأ بنثرها هنا وهناك على المناطق المحروقة من جسد المريض وسط ذهول الجميع !!! .
نجحت الطريقة الرائعة ... وإشتهرت عالميا ً بإسم المرحوم العبقري ناجي ... وتحمل الإسم نفسه : ( طريقة الجلد المفروم ) ... وقد إستخدمتها بريطانيا في الكثير من عملياتها ... وكان بعضها في حرب الفوكلاند مع الارجنتين .
هذه هي القصة الثانية التي حكيتها لصاحبي ... قلت له سأصبح ومن يوافقني الفكرة ... خلايا صحيحة ، سليمة تتكاثر في المجتمع وتنتشر ببطء ... لتصنع نسيجا ً سليما ً مختلفا ً عن النسيج السابق المريض ... وسننتج وعيا ً جديدا ً ، لا جلدا ً جديدا ً ... وسنعمل منذ الايام الأولى على ان نكون مختلفين ... و سأقدم على عمل اي شيء من أجل فكرتي هذه ... إعطاء المحاضرات ... الزيارات الميدانية ... نشر المقالات... كتابة المفاهيم ..وضع آلية العمل للتأثير بالناس ... الخ .

الفكرة بإختصار :
ــــــــــــــــــــــــــــــ
المليشيات قوية بتلاحمها وبسلاحها .. وكذلك العشائر والطوائف والأحزاب ... والضعيف الوحيد هم الشرفاء المستقلون ، والوطنيون من الشعب .. هؤلاء لا شيء يجمعهم ... لذلك هم ضعفاء ... وهذه الفكرة توحدهم تحت شعار الوطنية ... وشعار الوعي .. لا ليتسلطوا على الآخرين كما يفعل غيرهم ... إنما ليحموا انفسهم ويحافظوا على بلدهم وثرواتهم من اللصوص والمفسدين ... شأنهم شأن الشعوب المتقدمة .
نحن لا نؤسس حزبا ً ولا طائفة .. نحن بإختصار نريد إصلاح المجتمع .
فكرة الوعي المفروم ، أو المزروع ... لا تكتفي بأن يكون الإنسان صالحا ً في المجتمع .. إنما تريد منه ان يكون مؤثرا ً في شخص واحد على الأقل ، هو هدفه لتلك السنة ... ليحوله بالتدريج إلى شخص وطني ، غير طائفي ، تعايشي ، محب للحياة ...وبهذا نعمل على تغيير المجتمع .
تاليا ً بعض مباديء الفكرة ، كرؤية أولية ، قابلة للتطوير من قبل أصدقائي و من سيشاركني الرؤية :
1. نتعهد بعدم الدخول في أي فعالية سياسية لحد أدنى هو 10 سنوات ... لذلك فلا مكان لأي شخص يفكر في مصلحة خاصة ، أو إنتخابية بيننا .
2. سنضحي لنكون جسرا ً لعراق نظيف ... ولا فائدة نرجوها من أي شيء ... وعلى غير القادرين على التضحية أن يبتعدوا عنا منذ الآن .
3. يجب ان يؤمن ، من يرغب في العمل معنا ، بفكرة ان سعادته القصوى هي في تحقيق شيء لبلده ...وفي إقتناعه النفسي والاخلاقي بالفكرة ... بحيث يشعر ان سعادته هو في تحقيق هذا الهدف ... فيسعى اليه بحرص كبير .
4. أعلم أننا قليلون ..ولهذا بنيت فكرتي على شخص واحد ... ولا اعتقد ان بلدا ً ، أيا ًكان ، يخلو من شرفاء يستطيعون تنفيذ هذه الفكرة .
5. جميع البرامج الاخرى ستفشل لانها تعتمد على الكم والشعارات والإجتماعات والمظاهر ... ويتراكض اليها الانتهازيون واصحاب الاغراض.. بينما هذا المشروع لا فائدة شخصية منه لأي شخص ... وهو تضحية مطلقة ... ولهذا سيكتب له النجاح بجهود الصادقين .
6. الفكرة ليست في بناء وعي سليم في المستقبل فقط ... بل نبدأ منذ لحظة إقتناعنا بها بالعمل ... فيكون المؤمن بالفكرة نموذجا ً في أدائه واجبه في العمل ... وفي الحرص على نظافة الشارع الذي يسكن فيه ... وفي توجيه أبنائه ... وفي رفض أي دعوة طائفية ومحاربتها ... وفي تقريب صديق واحد على الأقل من الطائفة الاخرى ... وفي تقديم المعونة والدعم لإسناد شخص آخر في نفس المنطقة على الأقل ... كأن يكون فقيرا ً ... ولا أعتقد أن من يستطيع إطعام ثلاثة يعجز عن إطعام الرابع ... أو من تستطيع توجيه أربعة أبناء تعجز عن أن تضيف إليهم يتيما ً من جيرانها ، أو طفلا ً تكون والدته مريضة .. أو غير متمكنة من توجيهه .. أو تعليمه ... أو ان يقوم طالب جامعي بمساعدة أبناء الجيران وتعليمهم ، خصوصا من لا يملكون رسوم الدروس الخاصة .. أو تعليم الأمييين القراءة والكتابة ... وهكذا .
بإختصار لا يوجد إنسان لا يستطيع ان يكون نافعا ً في المجتمع ، إلا من لا يريد ذلك ... وهؤلاء لا نريدهم بيننا .
7. يقوم من يؤمن بهذه الفكرة بحذف جميع الأصدقاء الطائفيين ... وحظر من ينشر هذه المنشورات ... كذلك حظر من يستخدم البذاءة والشتائم في تعليقاته ... ومن يشحع عليها .
8. سأبدأ بنفسي.. سألخص هذه المحاضرات.. ساحالول ايصالها الى المناهج الحكومية ... ربما يرفضون.. لن أيأس.. ساقوم باعطاء محاضرات اينما تيسر للتبشير بفكرتي... ونشر مفاهيمي.
9. لا يوجد اصلاح يأتي من الخارج .. وليس هناك حكومة قادرة ان تصنع شعبا .. ولا يوجد تهريج وشتائم و تسابق في البذاءة يمكن ان تغير مجتمعا ...بل يجب ان تكون هناك عملية تغيير حقيقي في الوعي ... ثورة مفاهيم .. تنمو ببط ء .. لكنها ستؤتي أكلها متى ما توفر لها الرجال الحقيقيون...والعدد المطلوب ليس بكثير ... سنبدأ برجل ٍ واحد .
10. كم من السنين والقرون والعرب لا يعرفون إلى أين يمضي بهم الطريق ... دعونا نجرب الخمسة عشر عاما ً القادمة .
11. لا بديل لنا .. ها انتم تشاهدون المجتمع العربي وهو يتخبط بين خليط غريب من المفاهيم المتنافرة القذرة ... الطائفية والعشائرية والأنانية والقومية ورغبات الجوار والعادات والتقاليد ... ولا حل إلا بأن نتوحد في ظل مفهوم وحيد هو الوطن ... وقوة وحيدة هي القانون ... ليعيش أطفالنا بسلام ... بعيدا ً عن هذا التخبط والموت والفقر والتخلف .
12. في أي إنتخابات تجري في العراق الآن ، سينتخب رجل الدين أو الطائفة عدة ملايين ... بينما لا ينتخب الوطني الشريف إلا عشرات ... لذلك لن يدخل الإنتخابات وطني عاقل ... ويجعل من نفسه مسخرة بخسارته المدوية ... ولن يتغير هذا إلا ببناء قاعدة وطنية سليمة تستطيع إنتخاب البرنامج الافضل... لا الشخص المحكوم بصفة خاصة ... وحتى لو فشلت هذه القاعدة في الوصول إلى الحكم ... فستكون قد أرست الأسس الصحيحة لنشوء معارضة شريفة ، تفهم معنى الديمقراطية ، ولا تحرق البلد .
13. الوعي لا يصنعه إلا التعليم ... والتعليم بضحالته التي هو عليها ..و بسيطرة الأحزاب والطوائف على مقدراته ... لن يتمكن من صناعة وعي وطني بالشكل الصحيح... ولهذا لم اجد غير هذه الفكرة بديلا ً ... أي أن يقوم الوطنيون الشرفاء ، رغم قلة عددهم ، بصناعة وعي نظيف للمجتمع بدلا ً من المدرسة الضعيفة ... وبدلا ً من الكتاب الذي لا يقرأه احد .

العرب والديمقراطية :
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
لقد كفر افلاطون بالديمقراطية يوما ً ما !!! ... والسبب هو أن الديمقراطية هي من قتل سقراط بالسم !!! ... فلقد تم التصويت على الحكم ، ورجحت كفة الراغبين بإعدام سقراط !!! .
نعم هذه نتيجة الديمقراطية حين توهب للأغبياء والتافهين والقطعان التي تسوقها قيم الطائفة والعشيرة .
إذن لا بد ان يدفع العراقيون ثمن قلة وعيهم وتخلفهم ... مصائبا ً وأجيالا ً !!! ... ولا بد لهم أن يدفعوا ثمن التدهور في منظومة القيم التي أفرزتها ال 40 سنة الماضية .
وسيدفعونها سنينا ً طويلة من الدماء والخراب .
وليس في الإمكان إلا إختصار هذه الخسائر للجيل القادم على الاقل ، ولمن يدركها من هذا الجيل إذا احسن الناس إلتقاط الفكرة!!!.
هذه الفكرة بسيطة جدا ً ... ورأس مالها الوحيد هو صدق المنخرطين فيها أولا ً ... والزمن ثانيا ً .
لكن نتائجها مضمونة ... حيث لا لصوص فيها ولا إنتهازيون ... لأنها تفتقر للمصالح والوظائف والإنتخابات !!! .
في العراق الآن أقل من عشرة أشخاص يتقاسمون السلطة وثروة البلد ... و300 شخص يساعدونهم ويكتفون بالفتات ... وبضعة ملايين من الاغبياء الذين يساعدون في وصول هؤلاء الى سدة الحكم .. وعشرات الملايين من المظلومين ، والمقهورين ، والجياع ، والعراة ، والهاربين ، والضحايا .
يجب أن نضع حدا ً لهذا ... ونستبدل عدة الملايين الأغبياء ... بغيرهم من الواعين والوطنيين والقادرين على إختيار الأصلح .
لن نخسر شيئا ً إلا التفاهة ... والكسل ... والأنانية ... والتخلف ... وكل ما عدا ذلك فجميل .
الدكتور حكيم العبادي
https://www.facebook.com/hakim.alabadi



#حكيم_العبادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هكذا نقرأ ... ( 5 ) إبتكار الشطرنج .... مقال إعتراضي
- مفاهيم (17 ) ... المال والبنون زينة الحياة الدنيا .... 7.202 ...
- مفاهيم ( 16 )... فن التعليق
- سحر النص الفيروزي ... ( 44 ) يا ريت ... إنت وانا في البيت عم ...
- مفاهيم ... ( 15 ) SAPIOSEXAL العجز الجنسي الوحيد الذي يعاني ...
- مفاهيم ... ( 14 ) ... فيروز وحديث البلد ... مباخر ٌ أم مباو. ...
- مفاهيم ... ( 13 ) ... وديع الصافي في رحاب الله هل لبنان قطعة ...
- سحر النص الفيروزي ... ( 43 ) قديش كان في ناس ... الإنتظار ال ...
- مفاهيم .... ( 12 ) إختاره القدر ليكون ضحية ً ... ولكنه أبى إ ...
- مفاهيم ( 11 ) ... رمضان هل هو شهر الله وشهر الرحمة ؟؟؟ هذا ا ...
- سحر النص الفيروزي ... ( 2 ) لبنان وفيروز
- وصلت الرسالة ... الدور الدور الدور الدور ... موعودة يلى عليك ...
- مفاهيم ... ( 9 ) ماذا يجري في العراق ... ( الجزء الثاني ) ال ...
- مفاهيم ... ( 8 ) ... ماذا يجري في العراق ... ( الجزء الأول )


المزيد.....




- -جريمة ضد الإنسانية-.. شاهد ما قاله طبيب من غزة بعد اكتشاف م ...
- بالفيديو.. طائرة -بوينغ- تفقد إحدى عجلاتها خلال الإقلاع
- زوجة مرتزق في أوكرانيا: لا توجد أموال سهلة لدى القوات المسلح ...
- مائتا يوم على حرب غزة، ومئات الجثث في اكتشاف مقابر جماعية
- مظاهرات في عدة عواصم ومدن في العالم دعمًا لغزة ودعوات في تل ...
- بعد مناورة عسكرية.. كوريا الشمالية تنشر صورًا لزعيمها بالقرب ...
- -زيلينسكي يعيش في عالم الخيال-.. ضابط استخبارات أمريكي يؤكد ...
- ماتفيينكو تؤكد وجود رد جاهز لدى موسكو على مصادرة الأصول الرو ...
- اتفاق جزائري تونسي ليبي على مكافحة الهجرة غير النظامية
- ماسك يهاجم أستراليا ورئيس وزرائها يصفه بـ-الملياردير المتعجر ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حكيم العبادي - مفاهيم ... ( 10 ) ماذا يجري في العراق ... ( الجزء الثالث ) الحل ... كيف سنجتاز عنق الزجاجة ؟؟؟