أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عمرو عبد الرحمن - هرمجدون وإخوان الماسون















المزيد.....


هرمجدون وإخوان الماسون


عمرو عبد الرحمن

الحوار المتمدن-العدد: 4331 - 2014 / 1 / 10 - 17:57
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


اشتعل المسرح العالمي أخيراً بأحداث جسام، أبطالها هم فى الحقيقة مجرد كومبارس لما ومن هو قادم خلال عقد على الأكثر أو على الأقل، وذلك بعد أن شهد العالم ظهور ما يسمي بالربيع العربي، الذي أطاح بعروش طغاة بدوا وكأنهم خالدون، وحاول بالمقابل تأسيس دولة "الإخوان المسلمون"....... لتكون بمثابة رأس حربة الهلال السني بمنطقة الشرق الأوسط، كما جري فى تونس واليمن وسورية ومن قبلهما في تركيا وفي فلسطين، وربما في الأردن عما قريب، بينما كان الحال مختلفا في مصر، لم يدم الحكم الإخواني سوي عاماً واحداً، سرعان ما تداعي علي وقع ثورة شعبية هادرة، أعادت رسم المشهد السياسي في بلاد وادي النيل بالكامل، حيث كانت هذه المحنة القاسية، هي الوسيلة الوحيدة لإيقاظ المصريين من غفوة دامت ما يقرب من ثلاثة قرون، ولتصبح تجربة النهضة التي عاشتها مصر في عهد أميرها الأشهر "محمد علي بك الكبير" علي وشك التكرار بصورة معاصرة وكذا بجميع تداعياتها اللاحقة، وأهمها ولا شك، تلك المواجهة المرتقبة بين شعب وجيش، وبين قوي الغرب الصهيو- ماسوني، الذي عجز تحطيم بأس مصر بحيلة الجيل الرابع من الحروب، كما انطلت علي جيرانهم الأقربين، فانتصرت مصر في موقعة الثلاثين من يونيو بتحالف شعبي - عسكري مذهل، ما يجهل قوي هذا الكيان الصهيو- ماسوني، وظهرها إلي الحائط لا بديل أمامها سوي العودة للحروب التقليدية، كما قد تشهد حدود مصر الشمالية والشرقية، ربما عما قريب جدا!!

والأمر المؤكد هنا أن هذا الصعود الإسلامي لتيار بعينه "الإخوان"، قد حدث على الرغم من بلوغ سيطرة الغرب المسيحي بزعامة أميركا على العالم، أَوْجَها.

وهذه الأخيرة - أي أميركا - كانت قد سبق وأعلنت في أوائل العقد الماضي حربا صليبيةً ضروساً ضد الإسلام وأهله، فى كل مكان فى العالم، من أفغانستان شرقا وحتى بلاد المغرب غربا.

التحدي الصليبي

السؤال الذي يطرح نفسه بقوة، هو كيف تمكنت دولة الإخوان المسلمين من التمكين لرموزها وقياداتها وأحزابها فى منطقة الشرق الأوسط، علي مدي العقد الماضي، متحدية هذه الحرب الصليبية وتلك السيطرة الأميريكية المطلقة، سياسيا وعسكريا، إقليميا ودوليا؟

وقبل أن نتسرع بمحاولة الإجابة، علينا ألا ننسي تفاصيل بعينها مثل أن أنقرة - أول عاصمة للإخوان فى العالم - تعتبر أكبر حليف "إسلامي" ليس فقط لواشنطن، بل وللناتو - أكبر حلف عسكري غربي فى العالم وربما فى التاريخ.

وأن القاهرة - ثاني أكبر عاصمة إخوانية، سابقا - كانت حتي شهور قليلة مضت تتمتع بعلاقات خاصة مع واشنطن، وهي التي بدت وكأنها مصرة علي أن تفرض نفسها على الجميع، على الرغم من أن الثورة المصرية في يناير 2011، عبرت جليا عن رفض استمرار العلاقات الخاصة "المشبوهة" بين النظام المصري وبين أميركا، التى اعتبرها عديد من نشطاء الثورة عدوا لا يقل ضراوة عن الكيان الصهيوني، بل هي في حقيقتها جزءً لا يتجزأ منه.

لا ننس أيضا أن جميع النظم الحاكمة فى دول الخليج، بشكل أو بآخر، ومهما حاولت التململ من الحين للآخر، هي ضمن الحلف الصهيو - أمريكي الكبير، حيث جميع أصحاب السمو والفخامة والمعالي على يقين دائم أن بقائهم على عروشهم وبجوار آبار نفطهم: مرهون بالرضا الأمريكي والقبول الصهيوني.

ربيع الإخوان

فى السياق تشير التطورات الدرامية المتتالية التى آلت إليها ثورات الربيع العربي، إلى أن النظم الجديدة الحاكمة فى دول الربيع العربي ليست بعيدة عن "التعاون" و"التنسيق" المكثف مع البيت الأبيض، والغرب عموما، ولا يمكن فى هذا السياق إغفال اتهامات وجهها البعض بأنه لولا الموافقة الأمريكية، فى اللحظات الفارقة قبل وأثناء عملية الفرز بعد انتهاء الجولة الرئاسية الحاسمة، ما صعد ممثل الجماعة ورئيس ذراعها السياسية إلى سدة الحكم في يوليو 2012.

هرمجدون

التوافق "التكتيكي" الواضح بين جماعة الإخوان وروافدها ما بين مشتددة أو إرهابية، وبين الغرب الصهيوني، لا يمكن أن يأتي هكذا هباء، نقيضاً للخلاف الإثني الشاسع بين المعسكرين، بل لابد وأن يكون هناك هدفٌ مشتركٌ على أرض الواقع القريب، وليس هناك أقرب من صراع يقف فيه الأعداء الألداء - كما يفترض - من الإخوان المسلمين "السنة" والغرب الصهيوني فى خندق واحد، فيم يقف على طرف النقيض منه معسكر الشيعة، بقيادة إيران ومعها حزب الله ونظام بشار السوري العلوي، وهذا الأخير قد قارب على السقوط.

ومن هنا يأتي أهمية الحلف الغربي - الإخواني، حيث من المستحيل للغرب الصهيوني تحطيم إيران وحلفائها، بدون دعم من جانب إخوان مصر - قبل تحررها من حكم الإرهاب - وتركيا والأردن وفلسطين (تحديدا حركة حماس في غزة) ودول الخليج السنية وذلك بطول جبهات القتال المتوقع فتحها بطول شطئان الخليج العربي وتخوم الشام ........

ولنتذكر معا كيف أن قوات التحالف الدولي بكل ما تملكه من إمكانات عسكرية جبارة، لم تتمكن من إتمام مهمة طرد الجيش العراقي من الكويت المحتل، إلا عندما تدخل الجيش المصري وقاد تنفيذ العمليات على الأرض، الأمر الذي يفسر شراسة الرفض وعنف رد الفعل الغربي المضاد لثورة يونيو المصرية، والتي كانت بمثابة "انقلاب" علي قواعد اللعبة الشطرنجية، التي وضعتها قوي الماسون العالمية مستخدمة قوي الإخوان "الطائفية" بامتياز، من أجل تمهيد الساحة الشرق أوسطية، لمعركة "هرمجدون" التي يري اليهود - حكام العالم الحقيقيين بالذهب والسيف - أنه بدونها لا نزول لـ"مسيحهم" ولا قيام لدولتهم المزعومة ....... من النيل إلي الفرات.

جهاد ماكيافيللي

لم يأت إذن الصعود الإخواني، المحسوب "على" الإسلام، وليس لصالحه، نتيجة جهاد فى سبيل الله، ولكن على إثر صراع عنيف ضد نظام ديكتاتوري، كان بدوره ألعوبة فى يد واشنطن، وحيث عندما شاخ هذا النظام، وثبت عجزه عن الاستمرار فى أداء فروض الولاء والطاعة و.......... العمالة، لسيده الأمريكي، باتت الأرض مهيئة لزلزال الثورة التى أطاح شبابها ومراهقوها خلال أيام برأس النظام .

وعندئذ وجد تنظيم الإخوان المسلمين الكرة وقد ألقيت - قدراً أو قل غدراً - فى يده، وفى لا وقت استطاع إقناع القوي المسيطرة على الساحة محليا ودوليا، أنه قادر على وراثة حكم البلاد، ونجح فى "طمأنة" الجميع أنه لن يؤسس لذلك النظام "الإرهابي" المتشدد دينيا، كما روج لذلك النظام البائد الذي استخدم أسلوب "الفزاعة" للترهيب من حكم الإخوان ليضمن بقائه ومن ثمَّ استمراره فى اضطهاد جميع معارضيه من أقصي اليمين إلي أقصي اليسار وحتي المواطنين العاديين، مرتكنا إلي التخوف الغربي - المسيحي - من الصعود الإسلامي.

إن البراجماتية - الماكيافيلية التى انتهجها الإخوان على مدي عقود وعبر عهود من "الحكم بغير ما أنزل الله" - وفقا لمبادئهم، تؤكدها شواهد عدة، فعندما حانت فرصتهم الأولي للصعود إلى حكم مصر عقب سقوط الملكية، عام 1952، حاولوا احتواء النظام العسكري بعلاقات طيبة ودفئ مصطنع، إلا أن محاولاتهم قد انكشفت من جانب "ناصر" ورفاقه، وسرعان ما سقطوا في فخ محاولة اغتيال الزعيم فى الإسكندرية ، فانتهي شهر العسل بينهم وبين النظام سريعاً ودراميا ودامياً.

البراجماتية والماكيافيللية ذاتهما، لجأت الجماعة إليهما قبل ثلاثة أعوام من لحظة كتابة هذه السطور، عندما سقط نظام الطاغية المخلوع مبارك، ولكنهم نجحوا هذه المرة، حينما ظهروا أمام الجميع باعتبارهم "شركاء" فى الثورة، على الرغم من أن زعمائها مسجل ومشهود لهم تصريحات إعلامية عديدة قبيل سقوط النظام برضاهم عن بقاء الرئيس محمد حسني مبارك رئيسا لمصر مدي الحياة، كما صدرت عن أكثر من قيادة إخوانية تصريحات مساندة للديكتاتور فى عز اشتعال ثورة يناير، قبل أن ينقلبوا جميعا ضده ونظامه عقب سقوطه، في لقطة ماكيافيليية ولا أبشع.

صراع السيادة

ونظرة سريعة إلى الصراع الذي نشب أثناء كتابة دستور 2012 الذي أسقطه الشعب المصري، بين إصرار السلفيين على إقرار بند السيادة لله وانحياز الإخوان إلى القوي "المدنية" فى مطالبتهم بإقرار أن السيادة للشعب كما ينص النظام الديمقراطي، تكشف حجم الهوة بين ما يعتنقه الإخوان وبين ما ينفذونه - مؤقتا - فالديمقراطية وفق كل ما جاء فى كتب الإخوان ونظرياتهم الموثقة، تُعتبر نظاما مخالفا للإسلام لأنه يجعل سلطة التشريع للشعب، أو من ينوب عنهم (كأعضاء البرلمان).

وعليه : فيكون الحكم فيه لغير الله تعالى ، بل للشعب ونوابه، وتصبح العبرة ليست بإجماع من يطلق عليهم "أهل الحل والعقد"، بل بالأكثرية من جمهور المواطنين، ويصبح اتفاق الأغلبية ملزما للأمة حتى ولو كانت الأغلبية على خطأ، وحيث السبيل الوحيد لتصحيح هذا الخطأ هو صندوق الانتخاب وليس الاحتكام إلي شرع الله.

وحيث فى ظل الديمقراطية يمكن أن تشهد البلاد تشريع ما تعد من المحرمات، عبر قوانين تبيح الإجهاض، وزواج المثليين، والفوائد الربوية، وشرب الخمر وإباحة الزنا، إذا تم بالتراضِ، وهكذا.

وقد ورد في كتاب الله من آيات، اعتبرها مشايخ "الإخوان" أدلة على بطلان الديمقراطية وتعارضها مع شرع الله، ومنها:

( فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ ) غافر/12.
( إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ ) يوسف/40.
(أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ) التين/8.
( قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا لَهُ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ مَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَداً) الكهف/26.
( أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ ) المائدة/50.
( مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآَبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ) يوسف/40.
( إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ ) الأنعام/57 ".

وكذا من أحاديث الرسول "صلى الله عليه وسلم":

- عن عبدالرحمن بن سمرة رضي الله عنه قال: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم: (يا عبدالرحمن بن سمرة لا تسأل الإمارة، فإن أُعطيتها عن مسألة وُكلتَ إليها، وإن أُعطيتها عن غير مسألة أُعنتَ عليها..). متفق عليه.
- عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إنكم ستحرصون على الإمارة، وستكون ندامة يوم القيامة، فنِعْم المرضعة وبِئْست الفاطمة). أخرجه البخاري.
- عن أبي موسى رضي الله عنه قال: دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم أنا ورجلان من قومي فقال أحد الرجلين: أمِّرنا يا رسول الله، وقال الآخر مثله، فقال: (إنا لا نوليِّ هذا من سأله ولا من حرص عليه). متفق عليه.

إلي جانب أن ما ورد من كتابات عن رؤوس الإخوان "ضد" الديمقراطية، حدث ولاحرج، فالشيخ "سيد قطب": وهو أحد كبار أئمة الجماعة الإرهابية، عرف عنه رفضه المطلق للديمقراطية، ولأى محاولة للتوفيق بين الإسلام والديمقراطية، كما عارض بشدة وصف الإسلام بأنه ديمقراطي، وكان يتساءل إذا كان نظام الحكم الديمقراطي قد أفلس في الغرب، فكيف نستورده نحن في الشرق؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

ويمكن فى السياق ذاته الاسترشاد بفتوي أحد كبار قيادات السلفيين وحزب النور - ياسر برهامى - حيث قال فى تصريح سابق له: الديمقراطية حرام والأحزاب حرام والحاكمية لله وحده - عز وجل، وعلي الرغم من ذلك فقد نفض "برهامي" وقيادات حزبه أيديهم سريعا من شراكتهم المتأسلمة مع الإخوان، وأظهروا وجه التوافق مع الشعب وجيشه، علي الالتزام بخارطة الطريق التي أنتجتها ثورة يونيو ضد حكم الجماعة التي أصبحت موصومة بالإرهاب، رسميا ومن قبلُ شعبيا.

ماسونية وصهيونية

المثير للجدل الشديد فى هذا الأمر، ذلك التشابه التلقائي بين منهج جماعة الإخوان التي لجأت إلى الماكيافيللية والبراجماتية فى تحقيق أهدافها، وهو الوصول للحكم وفرض نظام حكمها "الشرعي" وإقامة دولة "الخلافة الإسلامية"، وبين أسوأ جماعات الأرض - الماسونية والصهيونية - التي سبقتها في اللجوء إلى المبادئ ذاتها، كي تتخذها ستارا لتنفيذ أجندتهم السرية، وصولا إلي سدة الحكم العالمي تمهيدا لإقامة الدولة اليهودية الكبري في الشرق الأوسط.

فالمحافل الماسونية والمؤسسات الصهيونية تسيطر منذ أكثر من ثلاثة قرون، علي ساسة وسياسات العالم واقتصاداته بهدف تخريب العالم الذي يحكمه الآن، الغرب المسيحي، ومن قبله الشرق المسلم، لكي يظهر فى النهاية ملك اليهود ليقضي على الأمميين - غير اليهود - ويحكم العالم ألف عام ثم تقوم القيامة واليهود هم أسياد الأرض، كما تشي بذلك بروتوكولات صهيون.

والمعروف أن بروتوكولات صهيون - بدورها - تنص عى أن الديمقراطية، فكرة سلبية (!!!) وأنها فى حقيقتها خدعة كبرى.

وهي الخدغة التي استغلها الساسة الصهاينة لتنفيذ مخططاتهم، وكانت وسيلتهم فى القرون الوسطي والحديثة لإزاحة الأنظمة الملكية أو السياسية في أوروبا التي كانت تقف عائقا أمام سيطرتهم على العالم، بدءا من الثورتين البريطانية والفرنسية، مرورا بالبلشفية، وصولا إلي ثورات الربيع العربي، وكلها في حقيقة الأمر ثورات ماسونية قلباً، وإن اختلف القالب.

والتفاصيل نقرأها معا:

البروتوكول الأول:

"إن الغاية تبرر الوسيلة، وعلينا ونحن نضع خططنا ألا نلتفت إلى ما هو خير واخلاقي بقدر ما نلتفت إلى ما هو ضروري ومفيد، وإن الجمهور بربري، وتصرفاته في كل مناسبة على هذا النحو، فما أن يضمن الرعاع الحرية، حتى يمسخوها سريعاً فوضى، والفوضى في ذاتها قمة البربرية، إن الحرية السياسية ليست حقيقة، بل فكرة، ويجب أن يعرف الانسان كيف يسخر هذه الفكرة عندما تكون ضرورية، فيتخذها طُعماً لجذب العامة إلى صفه، إذا كان قد قرر أن ينتزع سلطة منافس له. وتكون المشكلة يسيرة إذا كان هذا المنافس موبوءاً بأفكار الحرية التي تسمى التحررية، ومن أجل هذه الفكرة يتخلى عن بعض سلطته.

ولذا فهم يخططون لدفع الشعوب للمطالبة بالديمقراطية التي لا يعون حقيقتها ولا يفهمون مغزاها، والتي ستؤدي لفوضى عارمة، وتجعل الشعوب تستغيث طلبا لتغيير الوضع، وهذا كله من أجل التمهيد لقيام حكم الملكهم اليهودي الذي سيقوم حكمه على الدكتاتورية، لأنها الأفضل لبقاء حكمهم.
البرتوكول الثاني:

سنختار من بين العامة رؤساء إداريين ممن لهم ميول العبيد، ولن يكونوا مدربين على فن الحكم، ولذلك سيكون من اليسير أن يمسخوا قطع شطرنج في أيدي مستشارينا العلماء الحكماء الذين دربوا خصيصًا على حكم العالم منذ الطفولة الباكرة.

البروتوكول العاشر:
إن كل من يسمون متحررين فوضويين، كل واحد منهم يجري وراء طيف الحرية ظانًا أنه يستطيع أن يفعل ما يشاء، أي أن كل واحد منهم ساقط في حالة فوضى في المعارضة التي يفضلها لمجرد الرغبة في المعارضة.
• الدستور ليس أكثر من مدرسة للفتن والاختلافات والمشاحنات والهيجانات الحزبية العميقة، وكل شيء يُضعف نفوذ الحكومة.
• لقد وضعنا في مكان الملك أضحوكة في شخص رئيس يشبهه.. قد اخترناه من الدهماء بين مخلوقاتنا وعبيدنا.. وسندبر انتخاب أمثال هؤلاء الرؤساء ممن تكون صحائفهم السابقة مسودة بفضيحة أو صفة أخرى سرية مربية، حتّى يكون منفذًا وفيًا لأغراضنا، لأنه سيخشى التشهير.
• سنعطي الرئيس سلطة إعلان الحكم العرفي، بحجّة أن كونه رئيس الجيش يمنحه هذا الحق لحماية الدستور الجمهوري الجديد
• وسيكون لرئيس الجمهورية باعتباره رأس السلطة التنفيذية حق دعوة البرلمان وحله.... وسيكون للرئيس في حالة حل المجلس إرجاء الدعوة لبرلمان جديد.. وسنغري الوزراء وكبار الموظفين الإداريين الآخرين الذين يحيطون بالرئيس، كي يموّهوا أوامره، بأن يصدروا التعليمات من جانبهم، حتّى يتحملوا المسؤولية بدلاً من الرئيس عن هذه الانتهاكات الصارخة للدستور.. وبإرشادنا سيفسر الرئيس القوانين التي يمكن فهمها بوجوه عدة.
• سيكون للرئيس كذلك حقّ نقض القوانين وحق اقتراح قوانين وقتية جديدة، بل له كذلك إجراء تعديلات في العمل الدستوري للحكومة محتجًا بأنه أمر تقتضيه سعادة البلاد.
• مثل هذه الامتيازات سنقدمها في دستور البلاد لتغطية النقص التدريجي لكل الحقوق الدستورية، إلى أن يصرخ الناس الذين مزقتهم الخلافات وتعذبوا تحت إفلاس حكامهم هاتفين: "اخلعوهم، وأعطونا حاكمًا عالميًا واحدًا يستطيع أن يوحدنا، ويمحق كل أسباب الخلاف، وهي الحدود والقوميات والأديان والديون الدولية ونحوها.. حاكمًا يستطيع أن يمنحنا السلام والراحة اللذين لا يمكن أن يوجدا في ظل حكومة رؤسائنا وملوكنا وممثلينا".

صهيوإخوان

من هنا يبدو التوازي واضحا بشدة بين خطط الإخوان المسلمين لإقامة دولتهم "الإسلامية"، وبين مخططات اليهود لخراب العالم وإقامة دولتهم "اليهودية" على أنقاضه.

ومن هنا أيضا يمكن فهم الصورة كاملة، حيث خرج العملاق الإخواني من القمقم، ولكن ليس ليؤسس لدولة إسلامية، بل لكي يلاعب العالم بنفس قواعد لعبته، فكانت الخطوة الثانية بعد الصفقة السياسية الكبري التي (ظنت الجماعة أنها قد ابرمتها مع "العسكر" وما كانت إلا فخاً منصوبا لاصطيادهم بسيناريو الصعود إلي الهاوية)، هي إنشاء ما وصفه بالذراع السياسية للجماعة، متمثلا فى حزب الحرية والعدالة.......

والسؤال: لماذا ببساطة لم تتحول الجماعة ذاتها تلقائيا إلى حزب سياسي، يكون رئيسه هو المرشد، د. محمد بديع؟

الإجابة: لأن الفكر الإخواني (المتطرف - بالأساس) لا يؤمن بالديمقراطية، التى تقوم أساسا على حكم الشعب بالشعب، وقيام الأحزاب والانتخابات التى يشارك فيها السادة والعلماء، جنبا إلى جنب والدهماء من عامة الشعب.

سؤال آخر: هل امتلك مرشد الجماعة كارنيه عضوية بحزب الحرية والعدالة؟

الإجابة فورا: بالطبع لا.

فهذا الحزب لم يكن إلا ذراع، أو بالأحري قناع يخفي أجندة الجماعة السرية، والتى تعتبر أن النظم التي سادت فى مصر والعالم مخالفة للشرع الحنيف، والدليل على ذلك ما اشتهرت باسم وثيقة فتح مصر، الموثقة قضائيا عندما قام أحدهم برفع دعوي قضائية ضد الجماعة فى عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك، استنادا لتلك الوثيقة التى وقع عليها، أحد كبار قادتها وهو خيرت الشاطر، وتنص على أن مصر دولة "جاهلية" ينبغي فتحها وإعادتها مجددا إلى عقد الإسلام.

من هنا أيضا يمكن تفهم استحالة انضمام الأب الروحي للجماعة، إلى حزبها السياسي، وأنه يستحيل أن يشارك رسميا فى "ممارسة سياسية" تتناقض والفكر المتشدد الذي ينتمي إليه، هو وجميع رموز الجماعة التى قامت تحت زعم استعادة الخلافة الإسلامية، التي سقطت أوائل القرن الماضي، على خلفية حرب صهيو - صليبية، ضد العالم الإسلامي أجمع، انتهت بغرس الكيان الصهيوني فى فلسطين العربية.

من هنا كذلك، نستوعب كيف حاولت الجماعة تنفيذ مخططها الاستراتيجي بكل السبل والوسائل، بما فيها بيع أراض الوطن بصفقات مع أعدائه في سيناء وجنوبي البلاد، والسيطرة علي مواقع صنع القرار والتمكين لعناصرها في جميع مفاصل الدولة رغم أنف المصريين، ومحاولة خداع العالم، بأنها مؤمنة بالديمقراطية والتعددية الحزبية والانتخابات الحرة، والتأكيد مراراً علي أنها لا تري غضاضة فى التعامل مع القروض الربوية مع أكثر كيانات العالم المالية صهيونية وهو صندوق النقد الدولي، وغير ذلك من وسائل التضليل التى اعتبرتها قيادات الجماعة تطبيقا لحديث رسول الله - صلي الله عليه وسلم - الحرب خدعة؟

كلمة للتاريخ: إن الله طيبٌ لا يقبلُ إلا طيباً....... ولا أظن أن تحقيق "الطيب" بأساليب تتعدي حدود الخداع، إلى التحالف مع أعداء الله ومفسدي خلقه وأرضه، لم يكن ليتقبله الله عز وجل، وشعبه بالتالي من أبناء مصر، وفيهم من فيهم من خير أجناد الأرض.



#عمرو_عبد_الرحمن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حدث ذات يوم في الأزهر -الشريف-
- الوطني - إخوان .. وحديقة الديناصورات
- الْمَمْلَكَةْ وأَمِيرْكَا: إِلَي مَتَي تَبْقَي الْشَاةُ فِي ...
- من الشعب المصري إلي الجميع: انتهي الدرس يا أغبياء
- الفزاعة والدراويش، والثور والماتادور
- هل تصمد الإسكندرية أمام ضربة التسونامي بسلاح ال-H A A R P- ا ...
- عمرو عبد الرحمن: الإخوان سلاح الفوضي الخلاقة .. مصر تجابه ال ...
- ماذا يحدث في لبنان: محاولة تحليل للأوضاع الحالية
- بين أبجدية الأخلاق وأخلاقية المجتمع


المزيد.....




- جريمة غامضة والشرطة تبحث عن الجناة.. العثور على سيارة محترقة ...
- صواريخ إيران تتحدى.. قوة جيش إسرائيل تهتز
- الدنمارك تعلن إغلاق سفارتها في العراق
- وكالة الطاقة الذرية تعرب عن قلقها من احتمال استهداف إسرائيل ...
- معلومات سرية وحساسة.. مواقع إسرائيلية رسمية تتعرض للقرصنة
- الفيضانات في تنزانيا تخلف 58 قتيلا وسط تحذيرات من استمرار هط ...
- بطائرة مسيرة.. الجيش الإسرائيلي يزعم اغتيال قيادي في حزب ال ...
- هجمات جديدة متبادلة بين إسرائيل وحزب الله ومقتل قيادي في الح ...
- مؤتمر باريس .. بصيص أمل في دوامة الأزمة السودانية؟
- إعلام: السعودية والإمارات رفضتا فتح مجالهما الجوي للطيران ال ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عمرو عبد الرحمن - هرمجدون وإخوان الماسون