أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وشنان أمال - العنف الريعي في نيجيريا اسبابه وتداعياته















المزيد.....

العنف الريعي في نيجيريا اسبابه وتداعياته


وشنان أمال

الحوار المتمدن-العدد: 4331 - 2014 / 1 / 10 - 13:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


العنف الريعي في نيجيريا أسبابه وتداعياته

تشهد نيجيريا وضع أمني متردي وتراجع في الاستقرار وارتفاع في درجات العنف وتعقيد الصراع بإعطائه أبعاد اثنية وطائفية ، بالإضافة إلى انتهاز الفرصة من قبل العصابات التي وجدت البيئة الملائمة لتفشي الظواهر السلبية عبر مأسسة العنف من خلال إدخال العامل التنظيمي والتمويل وخلق شبكات تضرب البنية الاقتصادية والوحدة السياسية وكذلك المصالح النفطية للدول الكبرى والشركات النفطية الأجنبية.
أسباب العنف الريعي في نيجيريا:
تواجه نيجيريا نوعين من الصراعات ،الأول مرتبط بالنفط أو ما يعرف "بالعنف الريعي" أي حول تقاسم العائدات النفطية ،إذ غالبًا ما يكون كنتيجة لضعف الترتيبات السياسية المؤسسية مثل الشفافية والمساءلة .
أما النوع الثاني من التهديد فيتمثل في الشبكات الإجرامية التي تستثمر في عدم الاستقرار الداخلي وتسعى لاستغلال نقاط ضعف المجتمع من صراع وتنافس ...الخ وتتجلى هذه التهديدات في :سرقة وتهريب النفط ، الاتجار بالأسلحة،القرصنة ،وترتبط هذه التهديدات مع بعضها البعض بشكل وثيق حيث يغذيها الصراع و اللااستقرار في المنطقة
يخضع مصطلح العنف لمجموعة متنوعة من التفسيرات ويتفق الكثيرون على أن جميع أشكال العنف تترتب عن غياب الانسجام الاجتماعي .ومن هنا تختلف الآراء حول العنف الذي يترتب عن امتلاك الدولة للموارد ،إذ يرى "مايكل ووتس"Michael Watts أن العنف في الدول الريعية ناتج أساسًا عن سوء توزيع الثروة والفساد وهو ما سماه ب "البتروعنف" ويترتب عن هذا الأخير عنف اجتماعي ،إجرام،تدمير البيئة...الخ. لاحظ "مايكل ووتس" أن الدول الريعية تنطوي على درجات مرتفعة من العنف والذي ينقسم إلى العنف الجسدي وهو إلحاق الضرر بالأشخاص مثل القتل والاختطاف والعنف النفسي والعنف البيئي. ،إذ تتبنى الجماعات المسلحة استراتيجيات ممنهجة لزيادة العنف من أجل الحصول على العائدات النفطية.
هناك علاقة ارتباطية بين امتلاك الدولة للموارد وظواهر الصراع والعنف فيها،إذ أن معظم البلدان التي تعتمد في قطاعها التصديري بشكل كبير على مورد طبيعي تكون معرضة بشكل كبير إلى العنف الداخلي ويكون الصراع والعنف غالبا نتيجة لسوء توزيع الثروة.
أكد كل من "بول كولير" Paul collierو"انك هوفلر"Ank Hofller أن الجماعات المحرومة تميل إلى استخدام العنف والوسائل المسلحة والانخراط في النشاط الإجرامي للاستفادة من الموارد،فالدولة التي يقوم اقتصادها على القطاع الريعي بدلاً من فرض الضرائب تكون غالبا دولة ضعيفة ومهددة بالانقسام حسب "كولير و هوفلر" . وقد لعب النفط دورا أساسيا في الحروب والصراعات في إفريقيا ،"نظرا لتنافس الأفراد والجماعات على العائدات ،إذ تدفعهم الرغبة للاستفادة المطلقة من العائدات النفطية نحو العنف " .
تعد منطقة دلتا النيجر قلب الإنتاج النفطي النيجيري مثالاً قويًا يثبت الفرضية القائمة على متغيرين هما الموارد والصراع،إذ تعاني المنطقة من درجات عنف مرتفعة،فهي موطن ل 140جماعة اثنية ،هذا التنوع أدى في كثير من الأحيان إلى التنافس على المنافع الاقتصادية والسياسية وزاد وجود النفط من حدة التوترات خاصة "وأن المنطقة تستفيد من 13بالمئة فقط من عائدات النفط الوطنية" .
يُعد النفط عاملاً أساسيًا في تحريك الصراع في منطقة دلتا النيجر،"فالمطالب الأساسية للجماعات هي التوزيع العادل للعائدات النفطية ، حيث بدأت أزمة دلتا النيجر عام 1990 مع ظهور الحركات المسلحة التي بدأت الطعن في شرعية الدولة النيجيرية " وينقسم العنف في منطقة دلتا النيجر إلى ثلاث مستويات و هي :
المستوى الأول:عنف بين المتشددين المحليين والدولة النيجيرية.
المستوى الثاني :عنف بين المتشددين والشركات النفطية الأجنبية.
المستوى الثالث:عنف فيما بين المجتمعات المحلية.
يعود العنف في منطقة دلتا النيجر إلى مجموعة من العوامل وهي :
- سوء توزيع العائدات النفطية":إن العائدات النفطية لها أثارها الايجابية والسلبية من بينها قيام الصراع على العائدات الناجم عن سوء التوزيع أو ما يسميه البعض بلعنة الموارد" ،إذ أدى سوء التوزيع في منطقة دلتا النيجر إلى زيادة حدة العنف والصراع.
- السياسات الحكومية:"سعت الحكومة النيجيرية للحفاظ على علاقات القوة مع الشركات النفطية الأجنبية والتي قوضت تدريجيا وضع الأقليات ومنع وصولها إلى الموارد " والتي تعد أمر بالغ الأهمية لفهم معضلة الأقليات ،فالسيطرة على الموارد أصبح عامل مغذي للصراع .
- المركزية المالية:"تعتمد نيجيريا على مركزة السياسة المالية التي أدت إلى عزل الأقليات المنتجة للنفط في منطقة دلتا النيجر وحرمانهم من الحصول على الثروة" ،هذا ما عزز الهيمنة المالية للحكومة الاتحادية وزاد من درجات العنف بين الدولة والسكان والحكومات المحلية.
-الحلول العسكرية: تتجه الحكومة النيجيرية إلى تبني الخيار العسكري واللجوء الدائم إلى القوة والقمع لمواجهة العنف في المنطقة " ،هذا ما زاد الوضع تعقيدا وحول عنصر الاثنية إلى عنصر تعبئة وأصبح الانتماء الاثني عاملا في تكوين وتنظيم الميليشيات.
إن استجابة الحكومة العنيفة غذت المزيد من العداء في منطقة دلتا النيجر حيث تنتهج الحكومة النيجيرية السياسة القمعية لفرض السلم واعتماد الدولة على القوة كان نتيجة اعتمادها على مورد واحد يجعلها في كل وقت مهددة من القوى السلبية وبالتالي فهي تفضل الخيار العسكري نظرا لغياب البدائل والخيارات.
-الأوضاع الاقتصادية و الاجتماعية : تعتبر منطقة دلتا النيجر أفقر المناطق في العالم" إذ يعيش الفرد ب واحد دولار يوميا "،مع ارتفاع معدلات البطالة والأمية والتهميش السياسي كلها عوامل ساهمت في خلق بيئة خصبة لنمو الظواهر الإجرامية.إذ" أشارت منظمة العفو الدولية عام 2005 إلى أن سكان دلتا النيجر هم من بين أكثر المجتمعات فقرا ،إذ لا يعيشون فقط الفقر وإنما التدهور البيئي الناجم عن التسرب النفطي" وهذا ما تفسره مقاربة "مايكل روس"michael Rouss إذ يرى أن الفقر و المظالم والتعدد
العرقي والاثني يزيد من درجات العنف واندلاع حروب أهلية في الدول الريعية .
تداعيات العنف الريعي في نيجيريا:
يعد التمرد والعنف نتيجة للأزمات الاقتصادية وانخفاض الفرص والنهب.إذ تعيش منطقة دلتا النيجر مفارقات تناقضية ،فهي أغنى منطقة نفطية وفي نفس الوقت يعد سكانها أفقر المجتمعات،هذا ما أدى إلى ظهور الميليشيات المسلحة وهي تشكل بذلك نموذجا للأقاليم الغنية من حيث الموارد إلا أن الظواهر السلبية المتمثلة في العنف،الصراع ،التدهور البيئي ..الخ جعلتها من أفقر المناطق نظرا للسياسات اللاعقلانية التي تنتهجها الحكومة النيجيرية.
ونتيجة للوضع الداخلي في منطقة دلتا النيجر وفشل المجتمعات المحلية في إيصال مطالبهم إلى السلطة عبر الطرق السلمية ظهورت جماعات مسلحة تنتهج أسلوب العنف والقوة لتحقيق مطالبها من بينها حركة من أجل تحرير دلتا النيجر" التي تأسست عام 2006 والتي تخوض حربا تشمل السلطة المركزية والشركات النفطية الأجنبية العاملة في نيجيريا. تنتهج الحركة أسلوب الاختطاف ، القتل ، الابتزاز وتفجير أنابيب النفط وضرب المنشات والبنية التحتية النفطية لنيجيريا"
عملت الحركة على تكثيف الهجمات ضد المنشات النفطية والأفراد العاملين بالقطاع النفطي وأدت إلى خسائر مادية كبيرة حيث" خسرت نيجيريا بسبب الهجمات على أنابيب النفط والمنشات النفطية 587الف برميل وسنة 2008 تراجع الإنتاج ب 25بالمئة إلى 40بالمئة من إنتاج النفط النيجيري حيث انخفض الإنتاج من 2.5مليون برميل يوميا عام2005 إلى 1.9مليون برميل عام 2008" .
بدأت حركات التمرد إجراءات أكثر شمولاً خاصة ضد الشركات النفطية الأجنبية والدولة النيجيرية منها" تبني برنامج واسع لتعطيل إنتاج النفط مثل إغلاق المنشات النفطية اختطاف الموظفين، إذ اختطفت 200 عامل عام 2006 كرهائن وحجز طائرات الهيلكوبتر وزوارق الشركات النفطية" ،حيث تميل العلاقة بين الشركات النفطية الأجنبية والجماعات المسلحة لأن تكون عدائية ،حيث ينظر لها كطرف في الصراع وسبب في عدم الاستقرار.
تعتبر الشركات النفطية الأجنبية طرفًا مستهدفًا في الهجمات المسلحة حيث" اتهم شعب "ايجاو" الشركات النفطية الأجنبية بتوظيف قوات حكومية لحماية عملياتها وبالتالي فان شعب ايجاو يعتبر الشركات النفطية الأجنبية عدو يجب استهدافه" .
"أجبرت الشركات النفطية الأجنبية على تخفيض الإنتاج بنسبة 40بالمئة بين عامي 2005 و2009 " نتيجة لأعمال العنف المتكررة في منطقة دلتا النيجر مما أدى إلى تراجع في التصدير وتراجع في العائدات النفطية والأرباح التي تعد الدعامة الأساسية لتمويل مشاريع الحكومة ،إذ لم تستطع الحكومة القيام بمشاريع بعيدًا عن القطاع النفطي "وتساهم منطقة دلتا النيجر بعائدات قدرها 350مليار دولار" .إذ تٌعد من أغنى المناطق النفطية في نيجيريا .
أصبح استخراج النفط بالنسبة لسكان منطقة دلتا النيجر مرادف للسلب والاستغلال إذ" طالبت جماعة"ايجاو" العرقية الحق في استعادة السيطرة على مواردها وأصبحت ضد استخراج النفط ،وتحول الاحتجاج إلى تمرد فيما بعد" .
شكل العنف في دلتا النيجر تهديدًا قويًا للمصالح النفطية للبلدان التي تعتمد على النفط النيجيري، من بينها الولايات المتحدة الأمريكية ،التي تعتبر المنطقة بيئة مساعدة على نمو الحركات المتشددة ومع استمرارية الطلب العالمي على النفط ،أصبح الوصول إليه مصلحة إستراتيجية قبل كل شيء وأصبحت الولايات المتحدة الأمريكية تراهن على عدم انقطاع الإمدادات النفطية من المنطقة المضطربة ،حيث طالبت ببسط سيطرة الدولة ومؤسساتها لتأمين النفط،بالإضافة إلى بسط نفوذ الشركات النفطية العاملة في المنطقة .
تراهن الحكومة النيجيرية على علاقاتها بالولايات المتحدة الأمريكية وشركائها الأجانب والشركات النفطية الأجنبية لاستخدام القوة العسكرية لقمع أي احتجاج أو تمرد،هذا ما أدى إلى استبعاد الأقليات المحلية وتهميشها ،"وما زاد الوضع تعقيدا هو رؤية الحكومة النيجيرية لحركة دلتا النيجر على أنها منظمة إرهابية وجماعة إجرامية يجب القضاء عليها" .
نستنتج أن العنف الريعي في نيجيريا هو احد الأسباب الرئيسية المؤدية إلى تراجع الإنتاج النفطي ،ويعد تراجع الإنتاج الناجم عن عدم الاستقرار وضعا مقلقا لنيجيريا ،إذ يعد النفط الدعامة الأساسية للاقتصاد .



#وشنان_أمال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- مصدر إسرائيلي يعلق لـCNN على -الانفجار- في قاعدة عسكرية عراق ...
- بيان من هيئة الحشد الشعبي بعد انفجار ضخم استهدف مقرا لها بقا ...
- الحكومة المصرية توضح موقف التغيير الوزاري وحركة المحافظين
- -وفا-: إسرائيل تفجر مخزنا وسط مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم ...
- بوريل يدين عنف المستوطنين المتطرفين في إسرائيل ويدعو إلى محا ...
- عبد اللهيان: ما حدث الليلة الماضية لم يكن هجوما.. ونحن لن نر ...
- خبير عسكري مصري: اقتحام إسرائيل لرفح بات أمرا حتميا
- مصدر عراقي لـCNN: -انفجار ضخم- في قاعدة لـ-الحشد الشعبي-
- الدفاعات الجوية الروسية تسقط 5 مسيّرات أوكرانية في مقاطعة كو ...
- مسؤول أمريكي منتقدا إسرائيل: واشنطن مستاءة وبايدن لا يزال مخ ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وشنان أمال - العنف الريعي في نيجيريا اسبابه وتداعياته