أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامي الذيب - وما على الرسول إلا البلاغ المبين















المزيد.....

وما على الرسول إلا البلاغ المبين


سامي الذيب
(Sami Aldeeb)


الحوار المتمدن-العدد: 4331 - 2014 / 1 / 10 - 04:44
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في 8 سبتمبر 1977، التقيت في مبنى الأهرام في القاهرة مع المفكر والكاتب المصري حسين فوزي وسألته كيف يمكن التعامل مع الحركات الإسلامية التي تطالب بتطبيق "شرع الله" الذي جاء في الكتب السماوية علي يد الأنبياء. وكان رده أن الله قد خلق البشرية في ستة أيام ثم ذهب ليستريح في اليوم السابع كما جاء في التوراة. وبما انه رأى قبل استراحته أن كل ما عمله حسن حسب قول التوراة، فلم يكن هناك داع لرجوعه للعمل في اليوم الثامن. وعليه لم يكن له مجال لإرسال الأنبياء. فالأنبياء لم يحصلوا على أي تفويض من الله بل كل منهم جاء بناء علي تفويض ذاتي لا دخل لله فيه، وما ادعاؤهم بان الله أرسلهم للبشرية إلا حيلة للسيطرة على الغير وإسكات معارضيهم . وعندما سألته لماذا لا يكتب ذلك في جريدة الأهرام، كان رده: "هل تريد موتي؟". فقلت له ما الحل اذن؟ أجابني: مع الجماهير يجب أن تلجأ للحيلة. فالجماهير لا تتقبل مثل هذا الكلام الصريح.

في بداية عام 2010 التقيت في روما على مائدة الإفطار بأستاذ جليل من شمال أفريقيا لن أذكر اسمه ولا بلده. وفي مجرى الحديث فاجأني بكلام لم أكن أتوقعه منه البتة، خاصة أنه من عائلة عريقة معروفة بالعلم والدين. فقد قال لي بالحرف الواحد: "ما دام العرب يؤمنون أن القرآن كلام الله، فلن يتقدموا". صدمت لدى سماعي هذه الكلمات ولم أتمكن من إمساك لساني فسالته: "ممكن رجاءً أن تقول لي أين كتبت هذا الكلام؟" فقد كنت أود أن استشهد به، خاصة أنه مؤلف لعدد من الكتب ومعترف به في شمال أفريقيا لا بل في عدد من الدول الغربية وشغل منصباً مرموقاً في بلده. وإذا بصاحبي يجيبني: "أنت مجنون؟ هل تريد موتي؟ من سيطعم أولادي وزوجتي؟ هذا الكلام لا يمكن أن يكتب قبل خمسين سنة. ولنفرض أني كتبته فما فائدته؟ ومن سوف يصدقني؟"

وفي "رسالة صادقة" وجهها لي السيد الفاضل غسان صابور عبر مقال في الحوار المتمدن http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=393397 طلب مني تأجيل كتابة افكاري "مائة أو مائتي سنة أو أكثر.. لأن الوقت غير مناسب.. وخاصة العقول في مشرقنا.. وحتى بكل العالم العربي أو الإسلامي.. لم تنضج بعد لقبول وتفهم هذه الكتابات البركانية".

لقد مر الغرب في ازمة فكرية حادة في العصور الماضية بسبب النصوص الدينية إلا انه عاد واعترف بأخطائه نحو من اضهدهم من المفكرين. ونذكر هنا ثلاثة شواهد على ذلك:
- في عام 1536 تم خنق وحرق أول مترجم للتوراة بالإنكليزية "ويليام تيندال" بأمر من ملك إنكلترا وتحريض من الكنيسة. ولكن اليوم هناك عدة معاهد تحمل اسمه تكريما له، وله تمثال حتى داخل كنيسة في لندن، كما ان الكنيسة اللوثرية في امريكا تحتفل بعيده كشهيد.
- وفي عام 1553 تم حرق الطبيب وعالم الدين "ميغيل سيرفيت" حيا في جنيف بتحريض من المصلح "جون كالفان". إلا أن الكنيسة في جنيف شيدت له نصبا تذكاريا تكفيرا عن ذنبها يمكن رؤية صورته هنا http://commons.wikimedia.org/wiki/File:MonumentServet1.jpg . وهناك شارع مهم في جنيف يحمل اسمه.
- وفي عام 1616 حاكمت الكنيسة عالم الفلك جاليليو بسبب دفاعه عن فكرة دوران الأرض حول الشمس، وهو ما يخالف ما جاء في التوراة، ووضعته تحت الإقامة الجبرية ومنعته من التدريس وحرَّمت كتبه. وقد اعترفت الكنيسة بخطئها نحوه في مجمع الفاتيكان الثاني الذي انعقد بين عام 1962 و 1965. وفي عام 2009 اقامت الكنيسة في روما قداس تكريما له في ذكرى مرور 445 سنة على ميلاده.

اعرف تمام المعرفة ان انتقاداتي نحو الإسلام تثير ضغينة المسلمين، ولكني أرى انه لا يحق لي أن اكذب عليهم. فالطبيب الذي يخفي عن المريض حقيقة مرضه لا يخدمه، لا بل يضره كل المضرة ويخون مهنته. وانا شخصيا انتقد الإسلام ليس بغضا بالمسلمين، بل لمحبتي لهم. فأنا أريدهم أن يتصرفوا أفضل مما هم عليه اليوم وترك تعاليم الإسلام التي أكل عليها الدهر وشرب وحولت بلادهم إلى دمار وانهار من الدماء. اريد من احبائي المسلمين أن يفهموا اني اغار عليهم ولا اسمح لنفسي ان اخونهم بمداهنتهم. فما هم عليه اليوم ناتج عن تعاليم الإسلام التي تنتمي للقرن السابع والتي تصلح فقط لوضعها في متحف التاريخ.

اعرف تمام المعرفة بأن المسلمين لن يقبلوا مني هذه الانتقادات في وقتنا هذا، فهم ضحية غسيل مخ منذ 14 قرن من أول لحظة إلى آخر لحظة من حياتهم اذ يتم همس الشهادتين في اذن المسلم حال ميلاده وبعد موته. وخلال حياته يتم تعريضه لسيل من التعاليم الدينية من المدرسة حتى الجامعة ومن الجامع إلى وسائل الإعلام الرسمية وغير الرسمية. وإن خولت للمسلم نفسه الخروج عن دين الإسلام فحد الردة يمثل رادعا يمنعه من الإعلان عن ذلك. يعيش اذن المسلم في سجن طول حياته. ولا بد لإخراجه من هذا السجن من تحطيم جدار السجن بكل الوسائل المتاحة، كل على قدر استطاعته.

وأنا شخصيا مقتنع كل الاقتناع بأن المسلمين سوف يخرجوا يوما ما من سجنهم تماما كما فعل الغربيون، طال الزمن أو قصر. وعندها سوف يرون أن انتقاداتي للإسلام هي في حقيقتها أكبر خدمة اقدمها لهم. قد أرى تحرر المسلمين من سجن دينهم في حياتي، وقد يراه احفادي أو احفاد احفادي. وأنا شخصيا لا انتظر شكرا على ما افعل: "وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ". ولا تهمني المسبات التي تصلني يوميا من بعض قرائي الذين عمت التعاليم الإسلامية بصرهم وبصيرتهم. كل ما يهمني هو أن اكون امينا في توصيل كلمتي لهم تعبيرا عن حبي لهم. وكما يقول القرآن: "وما على الرسول إلا البلاغ المبين".

وكل ما يمكنني قوله لمن يسبوني: سامحكم الله، أو كما قال المسيح قبل موته على الصليب: "يا رب اغفر لهم لانهم لا يعرفون ماذا يفعلون".

د. سامي الذيب
مدير مركز القانون العربي والإسلامي http://www.sami-aldeeb.com
كتبي المجانية : http://www.sami-aldeeb.com/sections/view.php?id=14
حملوا طبعتي العربية للقرآن بالتسلسل التاريخي والرسم الكوفي المجرد : http://www.sami-aldeeb.com/articles/view.php?id=315
حملوا كتابي عن الختان : http://www.sami-aldeeb.com/articles/view.php?id=131
ومن يجد مشكلة في التحميل أو يريد التبرع لهذا المشروع، يمكنه الاتصال بي على عنواني التالي:
[email protected]



#سامي_الذيب (هاشتاغ)       Sami_Aldeeb#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اهديكم القرآن بالرسم الكوفي المجرد
- محمد من نبي الى زير نساء وسفاح
- امنيتي هذا العام انتهاء الإسلام
- مشكلة فهم القرآن والكتب المكدسة الأخرى
- هل نضع القرآن في المتحف أم في المزبلة؟
- نعم ضعوا القرآن في المتحف
- قرآن بدون تنقيط وبدون تشكيل
- ضرب الله بالحذاء 2
- ضرب الله بالحذاء
- الى أي مدى الصراحة مع المسلمين؟
- الدين الفنكوش والخطر الداهم
- ما فائدة الحوار مع المسلمين؟
- أين الخطأ: في الإسلام أم في المسلمين؟
- اعتراف محمد الأخير
- قاعات مشتركة للعبادة وحل مشكلة المسجد الأقصى
- حوار حول طبعتي للقرآن
- القرآن بين الفهم والبصم
- قرآن سعودي للببغاوات
- القرآن: طبعة علمية منقحة
- نكتة مؤلف القرآن رقم 3


المزيد.....




- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- لوموند: المسلمون الفرنسيون وإكراهات الرحيل عن الوطن
- تُلّقب بـ-السلالم إلى الجنة-.. إزالة معلم جذب شهير في هاواي ...
- المقاومة الإسلامية تستهدف تحركات الاحتلال في موقعي المالكية ...
- مكتب التحقيقات الفيدرالي: جرائم الكراهية ضد اليهود تضاعفت ثل ...
- قناة أمريكية: إسرائيل لن توجه ضربتها الانتقامية لإيران قبل ع ...
- وفاة السوري مُطعم زوار المسجد النبوي بالمجان لـ40 عاما
- نزلها على جهازك.. استقبل الآن تردد قناة طيور الجنة الجديد 20 ...
- سلي أولادك وعلمهم دينهم.. تردد قناة طيور الجنة على نايل سات ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامي الذيب - وما على الرسول إلا البلاغ المبين