أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - اسماعيل ميرشم - هل بالامكان ترسيخ الديمقراطية في العراق ؟















المزيد.....

هل بالامكان ترسيخ الديمقراطية في العراق ؟


اسماعيل ميرشم

الحوار المتمدن-العدد: 4330 - 2014 / 1 / 9 - 21:22
المحور: المجتمع المدني
    


هل بالامكان ترسيخ الديمقراطية في العراق؟
اعتقد من الصعب ترسيخ الديمقراطية- واعني الديمقراطية الحقيقية بحيث تتحقق في ظلها الحريات الفردية والحقوق المدنية والاقتصاديةوالثقافية للفرد وللجماعة، من خلال حكم القانون وفصل السلطات ووجود اعلام حر وانتخابات حرة ونزيه وشفافه والصوت الواحد للشخص ليتحكم بها ومن خلال صناديق الاقتراع للتدواول الدوري السلمي للسلطة في العراق او في البلدان العربية في الشرق الاوسط. واعتقد بصعوبه تحقيق هذا ان لم يكن مستحيلا.
فحسب الاستاذ الجامعي في جامعة ستاندفورد والخبير العالمي في مجال الديمقراطية لاري دايموند حيث يقول ما معناه، لتحقيق الديمقراطية في ايه مجتمع يشترط توفر ثلاثة شروط وهي اولها وجود طبقة وسطى بنسبة كبيرة اي اكثر من نصف المجتمع وثانيا الوضع الاقتصادي بحيث تكون معدل دخل الفرد السنوي مرتفعا ومكتفيا واما الشرط الثالث فهي وجود نسبة عالية جدا من المتعلمين مع حرية حصولهم على المعلومات الصحيحة. فلو تمحصنا الوضع في العراق على سبيل المثال ، سنكتشف توفر ربما شرط واحد من الشروط الثلاثة الانفة الذكر وهي ربما بامكان المواطن الوصول للمعلومات من خلال توفر الكم الهائل من القنوات الفضائية والصحف اليومية والمجلات وغيرها، ولكن لاتتوفر الشرطين الاخرين، وان توفرت نسبة لاباس بها من المتعلمين لكن نوعية التعليم وواسلوب التعليم في العراق لم تكن ولحد اليوم الا نوعية هابطة بل تعيسة بحيث لا تساعد المتعلم على التفكير المستقل ولا تساعد على التفكير التحليلي او التفكير المنطقي النقدي الهادي وكيفية تفحص اللامر من عدة وجوه قبل القفز الى القرار واصدار الحكم وووو كالتي موجودة في العراق.
وبخصوص الشرط الاخير مثل الدخل "البحبوح " ولاكبر نسبة من الشعب غير مفقود ولان اغلبية الشعب موظفين عند الحكومة وبما ان الحكومة دخلها من واردات النفط لذلك تملك الحكومة القوة النقدية وتعطيها للمواطنيين بحيث تتحكم بسلوك المواطن وبحيث تصب في مصلحة الحزب الفلاني او الكتلة الفلانية واغلب هذه الاحزاب اما دينية او قومية او مناطقية او عشائرية وجميعها تعمل لمصالح ولاهداف ليست لها علاقة بتحقيق الديمقراطية الحقيقة بقدر مصالحها الانية او المكانية او غيرها.
واما العالم الياباني الاصل فوكوياما منظر فرضية"نهاية التاريخ" فيقول لو اراد اية شعب او بلد تحقيق الديمقراطية-الحقيقة فيستوجب انجاز اربعة مستويات وهي اولا: ايمان النخبة السياسية والشعب بان الديمقراطية هي الاسلوب الافضل والقانون الاكمل ليتحكموا اليها وليحكموا من خلالها وعلى اساسها . واما المستوى الثاني: فهي وجود دستور كعقد اجتماعي بين الحاكم والشعب مستفتى ومتفق عليه ويطبق بحيث تكون فصل السلطات وحكم القانون وغيرها من الامور المتعلقة بالدستور وتطبيقاتها. واما امستوى الثالت: لتحيق الديمقراطية فهي وجود موؤسسات مجتمع مدني حر وقوي وفعال نابع من بين شرائح المجتمع وتدافع عن حقوقهم وتعمل كصمان امان ورقيب ما بين الشعب والسلطة والسوق. واما المستوى الرابع والاخير: فهي رسوخ الثقافة الديمقراطية في المجتمع، اي بمعنى ان تمارس السلوك الديمقراطي داخل العائلة وداخل المدارس وفي مواقع العمل وحتى بخصوص القضايا التاريخية وغيرها، بحيث تتحقق تغيير في طريقة التفكير واسلوب النظرة للاشياء والتعامل مع الاخر والواقع والاحداث وتقبل الاختلاف والتغيير واعتبارهما هي القانون وان الجمود والتمسك بالماضي هي الضمور والانغلاق والتخلف.
دعنا الان نتمحص وضع العراق اليوم، فبعد اكثر من عشرة سنوات من سقوط النظام الاستبدادي السابق والمباشرة بالانتقال نحو نظام ديمقراطي-تعددي-برلماني. ماذا تحقق والعراقييون في ايه مستوى من المستويات الاربعة.
بكل تاكيد العراقيون تقبلوا العملية الديمقراطية كايديولوجية وكنظام حكم والنخبة السياسية ومن خلال لجنة كتابة الدستور قاموا بكتابة الدستور الجديد والشعب باغلبية كبيرة صوتت عليها، رغم وجود نواقص وغوامض كثيرة فيها ولكن هذه كلها يمكن مراجعتها وتطويرها لان التطوير هي سمة الحياة وحاجة للدفع نحو الافضل دائما. ولكن ومع الاسف توقفت المستويات عند هذا الحدين الاولين ولو حتى هذين الحدين فيهما نواقص وتواجهها تحديات كبيرة.
واما المستوى الثالت والرابع فلم يتحققان فلا توجد في العراق منظمات مجتمع مدني قوية وحرة ونابعة من بين شرائح الجماهير ومدافعة عن حقوقهم وتتبنى حاجياتهم واما المستوى الرابع فنحن مازلنا بعدين عنها كثيرا ولعدة اسباب وربما اهمها الارث التقيل "لثقافة" السلطوية والاستبداد والتهميش والتخوين والتملق وغيرها من الصفات القاتلة للابداع والصدق والشجاعة التي مكثت في العراق طويلا وتغلغلت في النفوس و مناهج التعليم والاعلام والحياة الاجتماعية من العائلة الى الشارع وفي اغلب مناحي الحياة من الطفولة الى الكهلولة وغيرها، فضلا عن ترسيخ الاعراف العشائرية والغيبيات وغيرها وهذه جميعها تناقض مع ثقافة الديمقراطية حيث الحوار الحر والمشاركة المتكافئة حيث اختلاف الرأي والتعبير عن مايجول في النفس والنقد والصدق مع الذات والاخر في سبيل تحقيق التغيير ونحو الافضل دائما.
اذن هناك ديمقراطية تسمى ديمقراطية انتخابية في العراق وهي حالها حال الموجودة في باكستان وبنغلاديش وغيرها ومنذ عقود وليس ديمقراطية –حقيقة، فالاخيرة تعمل لتغيير المستوى المعاشي والخدمي والتعلمي للمواطنين وترفع من وعيهم وغيرها. لحد اليوم ولو بعد مرور اكثر من عشرة سنوات على الغزو وتغيير نظام الحكم فلم تتحقق ديمقراطية-حقيقة بل هناك تراجع حتى في المستويات الاولين التي تحققت، ففي الجانب تطبيق العدالة وفصل السلطات وفي كيفية وانتقائية وتفسيروالتعامل مع الدستور التي صوتت عليها الشعب وباغلبية مريحة وان كانت مع الاسف الشديد لم يطلع على مضمونها النسبة العظمى من بين الذين صوتوا عليها بنعم او صوتوا ضدها بلا!!!
فهل العراق سيتحرك باتجاه المستويين الثالت والرابع لتحقيق الديمقراطية- الحقيقة وترسيخها، ام سيتراجع حتى عن المستويين الذين تم تحقيقهما بشق الانفس وبمبالغ هائلة وبدماء غالية؟



#اسماعيل_ميرشم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحل في المزيد من الديمقراطية ام باعادة الدكتاتورية؟
- متى المواطن تتمتع بحقوقه في العراق الجديد؟
- هل بامكان الجمع بين الديمقراطية والفدرالية في الشرق الاوسط؟
- ميراث الانظمة الاستبدادية وتحرر الشعوب
- الالوان
- المواقف من الانقلاب-الثوره التي حصلت في مصرمبدئيه ام انتهازي ...
- ما دافع الانتحاري لقتل نفسه وقتل البشر من حوله؟
- من هو العنصري؟
- الاخلاق والدفاع عن قضية شعب
- هل يعرف شعوبنا ماذا يريدون؟
- الكورد تعرض للاظهاد من قبل الاخرين بسبب هويته القومية وليس ب ...
- الفساد والرشوة في عراق اليوم سلوك موروث ام طارئ جديد؟
- نذير-الحرب- في العراق ورسالة-كانت- في السلام
- أطفال العراق مابين عهدين
- نتائج الفرق الرياضية العراقية وعبارة-انشاء الله-
- المنتخب العراقي لكرة القدم ومباريات اليابان
- السفارة العراقية في سيئول تقيم مأدبة افطار لابناء الجالية
- هل حقق الفريق الكوري غايته في اولمبياد لندن؟
- الحكام الكورييين واستعدادهم للاعتذار للشعب عن اخطائهم
- توقيع الرئيس بين عهدين


المزيد.....




- -الرئاسة الفلسطينية- تدين استخدام واشنطن -الفيتو- ضد عضوية ف ...
- فيتو أمريكي بمجلس الأمن ضد العضوية الكاملة لفلسطين في الأمم ...
- مؤسسات الأسرى: إسرائيل تواصل التصعيد من عمليات الاعتقال وملا ...
- الفيتو الأمريكي.. ورقة إسرائيل ضد عضوية فلسطين بالأمم المتحد ...
- -فيتو-أمريكي ضد الطلب الفلسطيني للحصول على عضوية كاملة بالأم ...
- فيتو أمريكي يفشل مشروع قرار لمنح فلسطين العضوية الكاملة بالأ ...
- فشل مشروع قرار لمنح فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة ...
- فيتو أمريكي ضد عضوية فلسطين في الأمم المتحدة
- الرئاسة الفلسطينية تدين استخدام واشنطن -الفيتو- لمنع حصول فل ...
- فيتو أميركي ضد عضوية فلسطين في الأمم المتحدة


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - اسماعيل ميرشم - هل بالامكان ترسيخ الديمقراطية في العراق ؟