أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وديع العبيدي - احتفالية سعدي يوسف في عيده الثمانين (17)















المزيد.....

احتفالية سعدي يوسف في عيده الثمانين (17)


وديع العبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 4330 - 2014 / 1 / 9 - 18:46
المحور: الادب والفن
    


وديع العبيدي
احتفالية سعدي يوسف في عيده الثمانين (17)
اللّون.. وما بعدَه!..
يعتمد التصوف على [العلامات، الإشارات، الأصوات]. واللون أحد العلامات المقترنة بالظاهر من ثياب أو أعلام أو أصباغ. والألوان تتعدد عند المتصوفة تبعا لتعدد طرائقهم وتمييز أنفسهم عن بعضهم حسب مشايخهم وأقطابهم. ويعتبر اللون (الأخضر) دالة على الطريقة القادرية [أتباع الشيخ عبد القادر الجيلاني المتوفي 561هـ]. واللون (الأحمر) دالة على الطريقة الأحمدية [أتباع الشيخ أحمد البدوي المتوفي 627هـ]. واللون (الأسود) علامة الرفاعية [أتباع الشيخ أحمد الرفاعي المتوفي 578هـ]. واللون (الأبيض) علامة الطريقة البرهانية [أتباع الشيخ ابراهيم الدسوقي المتوفي 676هـ]. واللون (الأصفر) علامة الطريقة الشاذلية [أتباع الشيخ أبي الحسن الشاذلي المتوفي 656هـ]. وللون (الأخضر) في التصوف الاسلامي امتياز على ما عداه، لكنايته عن الانتساب للبيت النبوي.
الألوان تسم - كذلك- (عمائم) رجال الدين الشيعة من المجتهدين، إذ يشير اللون (الأبيض) للعالمية [عالم دين]، واللون (الأسود) خاصة بالسادة (ذرية فاطمة بنت محمد وعلي بن ابي طالب). واللون (الأخضر) دالة على الأشراف [النسب النبوي الهاشمي]. وفي بعض الصور المتداولة للأمام علي بن ابي طالب، تتشح ثيابه باللون (الأخضر) بينما عمامته باللون (الأسود)، دالة اجتماع أصول النبوة والأمامة في شخصه.
وفي الديانة المسيحية يتشح الرهبان ورجال الدين الأرثوذكس بالمسوح والعمائم (السّود)، بينما يتشح رجال الدين الكاثوليك باللون (الأبيض).
وفي الرسومات المسيحية التي ظهرت في القرون الوسطى، يرمز اللون (الأحمر) للأصل السماوي للسيد المسيح، ويرمز اللون (الأبيض) للملائكة –ذوي الأجنحة-، ويرمز اللون (الأصفر) للروح القدُس.
وقد انتقلت رموزية اللون في التاريخ الاجتماعي الأوربي ومنه السياسي المعاصر حسب جداول لها جانب من الأهمية الاعلامية. فاللون (الأحمر) دالة الاشتراكيين الدمقراطيين، واللون (الأزرق) دالة القوميين المحافظين، واللون (الأصفر) دالة اللبراليين الأحرار، واللون (الأسود) دالة المسيحيين الوطنيين، واللون (الأخضر) لأنصار البيئة وجماعة الخضر.
وتدخل الألوان كذلك في مدرج يعقوب لدى (القبالاه) [Kabalah] التي يعتبرها البعض منهجا للتصوف العبري. كما تحتل أهمية في الديانات الهندية والبوذية والتراث الأغريقي والروماني.

يقول الشاعر في قصيدة (الشيوعي الأخير يعود إلى البصرة)..
في البصرة رايات سود
في البصرة رايات بيض،
في البصرة رايات من نخل ذي أعجاز خاوية (اللون الأخضر)
لكن في البصرة ، أيضاً، وبلا أي كلام (أرجوكم!): رايات الملكة الأعلى من كل الرايات!
[المقصود بالملكة هنا اليزابيث الثانية (الأولى كانت تمول – القرصان- فرانسس دربك في القرن السادس عشر، الميلادي طبعاً) واليزابيث الثانية هي ملكة انجلترا والبصرة وما جاورها في القرن الحادي والعشرين].
*
لكنني، وأنا الشيوعي الأخير،
أظل أحمل رايتي الحمراء.. /[ لندن في 25. 5. 2006]
وفي قصيدة (سيمفونية مرئية) المؤرخة في [لندن 15. 1. 2013] تتشكل القصيدة من ثلاثة مقاطع يسم كلا منها لون واحد من الألوان التالية [أبيض، أخضر، أحمر] بالتدرج.
يتعامل الشاعر سعدي يوسف بوعي وقصدية تامّة داخل مشغَله الشعري، أي أن اهتمامه [بالألوان] وترتييها ليس محض مصادفة أو ظاهرة عفوية، وللقارئ اعتماد المرجعية المناسبة له لترجيح المعنى والدلالة.
وسمة (الأخضر) لدى الشاعر هي إحالة من (الأحمر) الأكثر سبقا وأكثر شهرة لديه. وإذا كان اللون (الأحمر) يلتقي ويتناص في [القرمزيّ، القانيّ، الورد] الواردة في شعره، فأن اللون (الأخضر) أكثر حضورا في دوال النبات والشجر التي يحفل بها شعره.
المرجح في تأويل (الأخضر) لا يبتعد عن –العمق- الديني الذي يشكل بؤرة تجتمع الأفكار الاجتماعية والمشاعر الانسانية المذابة في [الآخر] – الناس أو الانسان في مفهومه المطلق.
يا سيدي يا بن يوسف‏
من لي سواك إذا أغلقت حانة في الرباط؟‏
من لي سواك إذا أغلقت بالعراق النوافذ؟ / قصيدة (حوار مع الأخضر بن يوسف)
شخصية الأخضر بن يوسف ليست تاريخية، -ولا ينبغي لها-، ولا هي تراثية وإن التبست في الذاكراتية، أو استعارت من (عهد طفولته) ما يبتني به قوامها، وليست في أفضل تجلياتها، غير (- ابن يوسف) نفسه الذي قد لا يجد (سعدا) في اسمه، أو يكتشف -كارماه- الجديدة في (الأخضر) كما سبق وتماهى معه في صورة بوذا (جلسة للوتس).
فالبعد الأبتسمولوجي للأخضر أكبر بكثير من التحديد الأيديولوجي الضيق لدالة الأحمر التي عصفت بها رياح الأخفاقات وتبدّلات مؤشر السّاعة.
جاء اعتناق الشاعر لهذه الشخصية بحماس واندفاع غير عادي، عبر اتخاذها عنوانا لكتابين خلال (نصف) عقد واحد [1972، 1977]، وغير واحد من قصائده عبر أربعة عقود من ظهورها. بالمقابل لم يحتل اللون (الأحمر) ولا لفظ (الشيوعي) غلاف أحد كتبه خلال ذلك. التغير المفاجئ في هذا المجال، كان من انعكاسات الاحتلال الأميركي -كما تورده المصادر الغربية [American Invasion of Iraq]- لبلده (2003)، ممثلة في خيبته من ردود الأفعال الوطنية..
[يشتمونني يا أدريان ريتش لأني ضدّ الاحتلال . ومن بين هؤلاء رفاقٌ لي لم يُسَمـوا الاحتلال احتلالاً حتى الآن.] / قصيدة (21 إطلاقة لأدريان ريتش)/ 7. 9. 2012
والعنوان الوحيد في هذا الاتجاه هو ديوان (الشيوعي الأخير يدخل الجنة) الصادر عام 2007 (دار توبقال بالمغرب)، حيث تتكرر صفة (الشيوعي الأخير) بإلحاج وقصدية في عناوين قصائده، لتأكيد المتغافَل عنه، واستحضار المُغيّب. ولكن حتى هذا العنوان لم ينفصل عن دائرة المصطلح الديني (.. يدخل الجنة)، وديوان (صلاة الوثني) الصادر عام 2004 (دمشق).
ورغم استمرار معاودة الشاعر لسميّه (الأخضر)، في نص [تناوبات/ 2011]، يمكن القول.. بتراجع جهد الشاعر وحماسه في استكمال وتدعيم تلك الشخصية المبتكَرة والتي سوف يكون لها شأن متزايد مستقبلا، في دراسة شعره واسهاماته الحداثية في التجديد والاضافة.
طيلة الفترة من (1977) حتى (1993) استمرت دولة الأخضر بدون منافس، حيث ظهرت مجموعته (الوحيد يستيقظ)، بعد عقدين من أول ظهور للأخضر بن يوسف (1972). وبعد عقد من صدور (الوحيد يستيقظ)، وهي فترة ما بعد الاحتلال ومضاعفاتها الفكرية والنفسية والسياسية، حيث يصدر الشاعر جملة استحالات حكائية تتداخل في شخصه ويتناص فيها، مثل: (صلاة الوثني) عام 2004، (حفيد امرئ القيس) عام 2006، (الشيوعي الأخير يدخل الجنة) عام 2006، و(أغنية صيّاد السمك..) عام 2008،
لكن كلّ هذه الشخصيات والمراميز المتعددة والمتنوعة، لا تخرج في جوهرها عن إطار وفضاء وخطاب (الأخضر بن يوسف)، حيث يحمل كلّ من أولئك شيئا من تفاصيل الأخضر ومسوحه ولغته.
أنتَ
حفيدُ كندةَ
وامرؤ القيسِ... النبيُّ
أفقْ
لماذا أنت في أرضٍ لقيصرَ
أيُّ معنى أن تكون بلندن الصغرى
أو الكبرى
أقول لك النصيحة يا رفيقي..
غادرِ الآنَ..
امرؤ القيسِ الذي قد جاء.. لا تتركه ينتظر! / [قصيدة (غادر الآن)/ لندن في 22. 11. 2011]
أنّ سعدي يوسف عصيّ على التنميط في قالب فني أو فكري أو شخصية أو لون، ولكن تواصلية الأخضر معه تعدّ رقما قياسيا.
هل يمكن، عبر كلّ تلك الرموز والاستعارات والتناصات أو الاستحالات الشعرية والذاتية، استكناه ما يريد الشاعر سعدي يوسف أن يقوله؟.. ما هي رسالته أو كلمته التي ما زالت تتحشرج منذ ستة عقود.. ذلك ما يحتاج مزيدا من القراءة والاطلاع على تجربته وجوانبها. ولكن.. ليس قبل أن ينتهي الشاعر من رحلة البحث عن كارماه الأصلية..
آهِ ...
لا بُدَّ
أنّ الذي يتراءى ، وما لا ترى :
مطرٌ .
غيرَ أنكَ في ظُلمةٍ ، لا ترى .
أنتَ لستَ تُحِسُّ بما أرعشَ الشجرةْ
أنتَ لستَ تُحسُّ بما جعلَ الطيرَ يدخلُ في الشجرةْ.
مطرٌ لا يُرى
مطرٌ قد أحَسَّ به الطيرُ قبلكَ
والشجرةْ .

مطرٌ سوف يهطلُ في الليلِ
تحتَ المخدةِ
أغزرَ ممّا دعا الطيرَ أن يحتمي بدمِ الشجرةْ
....................
....................
....................
وها أنتذا
مثلَ أعمى
ترى!
قصيدة (غفلةٌ)/ أمستردام 11.08.2012



#وديع_العبيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- احتفالية سعدي يوسف في عيده الثمانين (16)
- احتفالية سعدي يوسف في عيده الثمانين (15)
- احتفالية سعدي يوسف في عيده الثمانين (14)
- احتفالية سعدي يوسف في عيده الثمانين (13)
- احتفالية سعدي يوسف في عيده الثمانين (12)
- احتفالية سعدي يوسف في عيده الثمانين (11)
- احتفالية سعدي يوسف في عيده الثمانين (10)
- احتفالية سعدي يوسف في عيده الثمانين (9)
- احتفالية سعدي يوسف في عيده الثمانين (8)
- احتفالية سعدي يوسف في عيده الثمانين (7)
- احتفالية سعدي يوسف في عيده الثمانين (6)
- احتفالية سعدي يوسف في عيده الثمانين (5)
- احتفالية سعدي يوسف في عيده الثمانين (4)
- انحطاط الأمة.. والخوف من الكلمة
- احتفالية سعدي يوسف في عيده الثمانين (3)
- احتفالية سعدي يوسف في عيده الثمانين (2)
- احتفالية سعدي يوسف في عيده الثمانين (1)
- اتجاهات الرأي.. والرؤية العراقية
- الكراهية.. الأكثر كراهية!..
- في علم الاجتماع القبلي (10)


المزيد.....




- في شهر الاحتفاء بثقافة الضاد.. الكتاب العربي يزهر في كندا
- -يوم أعطاني غابرييل غارسيا ماركيز قائمة بخط يده لكلاسيكيات ا ...
- “أفلام العرض الأول” عبر تردد قناة Osm cinema 2024 القمر الصن ...
- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وديع العبيدي - احتفالية سعدي يوسف في عيده الثمانين (17)