أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نضال الربضي - الرسالة إلى الدكتور حسن محسن رمضان














المزيد.....

الرسالة إلى الدكتور حسن محسن رمضان


نضال الربضي

الحوار المتمدن-العدد: 4330 - 2014 / 1 / 9 - 18:45
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الرسالة إلى الدكتور حسن محسن رمضان

تحية طيبة دكتور حسن،

كنت ُ في بداية نشرك لسلسلة مقالاتك قد تحاورت معك ثم انسحبت حينما أحسست أن النبرة قد علت عن الحدود التي أرسمها، و هنا أنا لا أدعي امتلاك المعيار الأفضل للحوار بقدر ما أعرض معياري الذي أعتقد أن هدوءه أقدر على حفظ جو صحي من النقاش الذكي و الحر، و لقد قلت لك وقتها أنني سأكتفي بقراءة مقالاتك دون التعليق عليها.

لقد قررت اليوم أن أكتب لك هذه الرسالة لأنني ألاحظ عند قراءتي حجم الردود على مقالاتك و نوعها ما يؤكد خبرتي المتواضعة بأن التعصب لا يعرف دينا ً أو شعبا ً و مجموعة ً معينة فهو داء تشترك فيه البشرية جمعاء، و كم كنت أتمنى أن لا ينساق المعلقون إلى هذه الطريقة و المفردات، دون أن تعني هذه الرسالة أنني أرغب في الخوض بموضوع المقالات أو أنني لا أملك ردا ً علميا ً نقديا ً ، فلدي الكثير جدا ً لأقوله لكني أعلم أنك قد اتخذت قرارك و الحوار لن يغير فيه هذا من جهة، و من جهة ثانية أؤمن بحقك التام في قول ما تريد.

كما أن دافعي للكتابة لك هو إعجابي بردك الأخير على الأستاذ "أحمد حسن البغدادي" فهو يؤكد لي ما رأيته فيك بواسطة مقالاتك التي تابعتها و المنشورة على الحوار المتمدن بخصوص رؤيتك للسلفية و الأباضية و العصمة النبوية و السيرة و الأحاديث، و هذا يشير بوضوح إلى نزاهتك و مهنيتك و إنسانيتك أيضا ً و التي لا أشك فيها لحظة ً لكن أقدرها و أثمنها، و أعتقد أنني أفهم جيدا ً رغبتك في كشف الحقائق كما تؤمن بها أنت، مع التأكيد أن الحقائق نسبية و ليست مُطلقة و بالتالي كل منا لديه جزء منها لكن لا أحد يمتلكها.

ينبغي علي أيضا ً حتى أكون صريحا ً معك وواضحا ً فأبرز أمامك سبب انزعاجنا كمسيحين من مقالاتك أو ربما دعني أعيد صياغة جزء من العبارة الأخيرة لأكون أكثر دقة، سأقول: " سبب انزاعجي أنا كمسيحي من مقالاتك". إن سبب هذا الانزعاج ليس محتواها النقدي فأنا معتاد على قراءة النقد و البحث فيه بل و الترحيب به لأنه يعينني أن ابحث أكثر و أفهم أكثر و أؤكد ما يحتاج لتأكيد و أغير ما يحتاج لتغير، لكن سبب الانزعاج هو أنني أرى أن مجهودك يأتي في هذه المرحلة التي نعاني فيها نحن مسيحيي الشرق من هجمة شرسة جدا ً علينا تتهدم فيها كنائسنا و نُخرج من ديارنا بغير حق و نُقتل و تُختطف راهباتنا و يُذبح كهنتنا بقطع رؤوسهم و نشاهد هذا منشورا ً على اليوتيوب بينما نفر بأبنائنا و بناتنا من أرضنا التي نحن مزروعون فيها منذ آلاف السنين إلى أوروبا و أمريكا، مع تضاؤل قدرتنا إلى حد الانعدام على بناء ما تهدم و تعويض ما ذهب و إقناع المهاجرين بالعودة، فيكون الضرر علينا أكبر من الضرر على إخوتنا من المسلمين الذين ينهضون بسرعة كونهم هم الأكثرية العددية و المتلقون لدعم الأشخاص و الجمعيات و الدولة نفسها و الدول الإسلامية المانحة.

أما سبب عتابي عليك و أنا لا أملك أن أعاتبك، هو أن رجلا ً بعقلك و قدرتك على البحث و التقصي مع ملكة الكتابة و ربط الأفكار و حسن تقديمها، لا يُظهر اهتماما ً بمأساة شرق ٍ يفرغ من أحد مكوناته الحضارية و الثقافية و الدينية، و ينظر إلى من أصبحوا في أوطانهم أقليات فلا ينتصر لهم بسلسلة مقالات تبرز هويتهم الحضارية و مساهمتهم الفعالة و الأصيلة في بناء هذه البلدان، في الوقت الذي نسعى فيه بكل قوتنا لأن نتشبث بجذورنا و ندافع عما بقي لنا في وجه من يستكثرون علينا ليس فقط الأرض لكن أيضا ً اختلاف العقيدة و الفكر و المنهج، و الوجود.

سيدي الكريم أنا أكتب هذا المقال لا لكي تتوقف عن الكتابة، أبدا ً، فهذا حقك وواجبك ما دمت تعتقد أنك تعلم ُ حقا ً و تحارب باطلا ً و أنا أؤمن تمام الإيمان بقول عملاق النفس البشرية الراحل العظيم نجيب محفوظ حينما أورد على لسان أحمد الشيوعي و عبد المنعم الإخواني قوله التالي الذي اشتركا فيه على تنافر مذهبيهما:

"أنا أؤمن بالحياة و الناس و أجد نفسي ملزما ً باتباع مثلهم العليا ما اعتقدت أنها الحق إذ النكوص عن ذلك جبن و هروب، و أرى نفسي ملزما ً بالثورة على مثلهم ما اعتقدت أنها باطل، إذ النكوص عن ذلك خيانة"

لكني أكتب إليك كي تعيد التفكير في أولويات توجيه النقد و الفكر بما يخدم هذا الشرق و حسب مصائبه و محنه و مشاكله التي لا تنتهي، لا بما يصب في مأساة المسيحين.

أخيرا ً و أنا لا أملك أن أتكلم باسم المسيحين لكن أملك أن أتكلم باسم واحد منهم فقط و هو نفسي، أرجو منك قبول اعتذاري عما تتعرض له من هجوم ٍ شخصي لا أقبله و لا أرضاه.

و تفضل بقبول الاحترام و التقدير.



#نضال_الربضي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دراما المشاعر – اللاوعي و ندوب نفسية
- ما هي المسيحية – تأمل صباحي قصير
- قراءة في بواعث الفعل عند السلفين التكفيرين
- -ثُلاثيو القوائم- – نظرة إلى أدب الخيال العلمي الأول
- من سفر التطوير الديني - إصلاح الكنيسة – الطلاق
- هل المسلمون طيبون؟ هل المسيحيون أطيب؟
- عن الله و الشيطان – وصف ُالمشهد
- من سفر التطور – أين ذهب الشعر؟
- من سفر الله - في مشكلة التسليم – إن شاء الله و ألف ألف مبروك
- الفصح الميلادي – تأمل
- عشتار – 1- الله و الشيطان، مُلحق إغنائي
- انخماد الوهج – مسيحيو الشرق بين عدم اكتراث الأكثرية المعتدلة ...
- أبون دبشمايو ، نثقدش شماخ – إلى قلب الله
- عن يوسف النجار – في زمن الميلاد
- اليونسيف، الميلاد و العطاء – أنت أيضا ً تستطيع!
- أشعياء النبي - في التحضير النفسي للميلاد – صبي ٌّ صغير ٌ يسو ...
- تسعة أيام قبل الميلاد – المسيحيون، ما زلنا هنا!
- مُصالَحة ُ الإيمان مع العقل – الممكن الضروري.
- قيمة الإنجيل الحقيقية – لماذا المسيحية كخيار؟
- حوار مع الله – محاولة للفهم


المزيد.....




- الأرجنتين تطالب الإنتربول بتوقيف وزير إيراني بتهمة ضلوعه بتف ...
- الأرجنتين تطلب توقيف وزير الداخلية الإيراني بتهمة ضلوعه بتفج ...
- هل أصبحت أميركا أكثر علمانية؟
- اتفرج الآن على حزورة مع الأمورة…استقبل تردد قناة طيور الجنة ...
- خلال اتصال مع نائبة بايدن.. الرئيس الإسرائيلي يشدد على معارض ...
- تونس.. وزير الشؤون الدينية يقرر إطلاق اسم -غزة- على جامع بكل ...
- “toyor al janah” استقبل الآن التردد الجديد لقناة طيور الجنة ...
- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات ...
- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نضال الربضي - الرسالة إلى الدكتور حسن محسن رمضان