أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عارف معروف - مجانين محلتنا !














المزيد.....

مجانين محلتنا !


عارف معروف

الحوار المتمدن-العدد: 4329 - 2014 / 1 / 8 - 22:18
المحور: كتابات ساخرة
    


كان لمحلتنا مجانينها :
"حميد خبالو"....الذي ماكان يلّذ له شيء مثل التهامه الزنابير الحمراء التي يصطادها عند اكوام القمامة قرب دكاكين القصابين ،غير مكترث بابرها المؤلمة . " هاشم الدب"...المنغولي ذو الجسد الممتليء بقناطير الشحم واللحم و الذي يمّر من " جادتنا " مساءا، عائدا من مقّره الاثير .. مقبرة الشيخ معروف الكرخي ، بعد ان يكون قد ملأ معدته بكل ما جاد به زوار المقبرة ، خصوصا عند زيارة الموتى ايام الخميس من كل اسبوع ، فنشيعه مصفقين ، على ايقاع واحد، يحبه هو كثيرا وسرعان ما يهتز جسده راقصا على وقعه ، بالاهزوجة التي خصصناه بها :
ياهاشم الدب....بطنك غدت حب !
حامد بن شاكر الذي جنّ في ريعان شبابه وهو في الصف الخامس الاعدادي وصار مولعا بجمع الخيوط الملونه، يستلها من اكوام القمامة التي تعج بها المحلة ويلفها على بكرات امتلأت بها جيوبه الكثيرة ، مدشّنا ، بذلك ، اول ممارسة معروفة لتدوير النفايات " وقبل ان تعرفها الشركات العالمية والدول المتقدمه . امرأة عمي " تسواهن" وغرامها الذي لايضارع بنار البريمز والذي تحافظ على ناره وقاّدة ، ابدية ، وسط غرفتها الصغيرة ، حتى في اشد ساعات قيض تموز جهنمية ولا تطرب الاّ لصوته المدويّ وهي تتحدث ، الى اناس لا نراهم ابدا ! . واخيرا وليس آخرا ،" جباره " بشاربه التركي المعقوف، الكث والمزيّت بعناية ، مع جملة اسلحته التي يتمنطق بها ، على الدوام ؛ الخنجر المفضض المعقوف، في حزامه . الدونكي الصقيل في يساره . والكرباج الجلدي الطويل في يمينه ، وهو يذرع الزقاق جيئة وذهابا، ليلا ونهارا ، ينظر الى الفراغ شزرا ، ويهمهم متوّعدا ، اعداء للدربونه لانعرفهم ابدا وغزاة للجادة لم نرهم مطلقا ! والناس مسرورة من كل ذلك ، ف" جباره " بعد كل شيء، علامه فارقه، ومعلم مميز للزقاق ، وحارس مجاني ، رغم انه لايهّش ولا ينّش .
صرخت بتفجع كانني اعاتب البقية الباقية من سكان الطرف القدامى.....
... اين " مخابيل " محلتنا ؟ لقد كانوا يضفون عليها طابعا انسانيا حميميا وقدرا كبيرا من الصدق والمباشرة .... تمتم احدهم وكأنه يستفيق من غيبوبة طويلة : ترى هل احتواهم الحزب القائد ام لفتهم زوبعة " القادسية " ؟
هتفت : مستحيل ... والاّ ما اضطربت حياتنا كل ذلك الاضطراب عبر مايزيد على ثلاثة عقود من الدم والدموع !، لقد كانوا ارواح هائمة مسالمة .
تسائل آخر :اذن... فهل امتصتهم وتمثلتهم العملية السياسية ؟
قلت : هراء...
فقد كانوا آيات في الرضا والقناعة ، فضلا عن استقلاليتهم وعدم خضوعهم لاية اجندة خارجية . الا تذكرون ان" هاشم الدب " كان يوزع علينا ، نحن الاطفال ، مايفيض عن حاجته ، خبز كفافه، من حلوى وتمر وهو غارق في سعادة لاتوصف..! ولو صح ظنك ، من ان العملية السياسية قد استوعبتهم ، اذن لاستقامت امورنا ايما استقامة ! فقد كان يمكن ل" حميد خبا لو " ان يقضي على كل التهديدات التي يتعرض لها امن الوطن والمجتمع بقبضته التي لاتاخذها في الحق لدغة زنبور . وكان من شأن " هاشم الدب " ان يشيع ثقافة التسامح والمشاركة وقبول الاخر، بروحه الانساني الشفاف واحساسه المرهف بالجمال ، بل وكان يمكن لحامد بن شاكر ان يتعهد الصناعة الوطنية ويؤسس لاقتصاد وطني مستقل ومعتمد على الموارد الذاتية المتاحة ، وربما تولت امرأة عمي " تسواهن " امر الكهرباء والطاقة فكفّتً ووفّتً ، اما " جباره :" فقد كان لحسه الامني المتوفز واستشعاره المتأهب ابدا ، ان يجعل المواطن ينام قرير العين، مطمئن البال من مخاطر مؤامرات وتدخلات شياطين الانس والجن...
تفكّر اصحابي مليّا ، متخذين هيئة ونظرات من يغور عميقا فيما لايمسك من الافكار ، وتمتموا بصوت واحد :
ربما اصبت كبد الحقيقة !!o



#عارف_معروف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من اجل اطلاق حملة : لا للعدوان على سوريا ...لا للمغامرة با ...
- ايها المثقف المصري : مصير- حسن شحاذه- ، قد يكون مصيرك !
- محمد باقر الصدر..... وريمون !
- سنّة العراق ، من الافق القومي الى الثقب الطائفي !
- الوعي المفارق .... ملاذ آمن للكتّاب !
- العراق: حالة اعاقة دائمة !
- ما لم يقله المالكي ....
- - صكبان - والعدل الآلهي .....
- ملامح طبقة ضارية !
- الوطنية العراقية : مخاض مرير....
- سر - الخرق الامني- !
- الله اكبر !
- تجمع شيوخ الليزر !
- نظرية المؤامرة!
- امراء الحرب وسياسة حافة الهاوية !
- نصف قرن على انقلاب 8 شباط 1963 .... من يجيب على الاسئلة؟
- الانتهازية ..... والعلاقة بين الفطري والمكتسب . (5)
- الانتهازية والسلطة في العراق ...رجال لكل العصور !
- رزكار عقراوي .. دعوة مخلصة ولكن!
- مع السيد عصام الخفاجي في -ثورات الربيع العربي وآفاقها- اكبر ...


المزيد.....




- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...
- عبر -المنتدى-.. جمال سليمان مشتاق للدراما السورية ويكشف عمّا ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- يتصدر السينما السعودية.. موعد عرض فيلم شباب البومب 2024 وتصر ...
- -مفاعل ديمونا تعرض لإصابة-..-معاريف- تقدم رواية جديدة للهجوم ...
- منها متحف اللوفر..نظرة على المشهد الفني والثقافي المزدهر في ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عارف معروف - مجانين محلتنا !