أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - زاهر نصرت - اختراع الاعداء














المزيد.....

اختراع الاعداء


زاهر نصرت

الحوار المتمدن-العدد: 4328 - 2014 / 1 / 7 - 23:18
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


يبدو العالم في لحظة من لحظات التاريخ وكأنه فقد عقله ! وذلك بنشوء أنواع من الصدامات التي كان من الممكن تحاشيها بقليل من المسؤولية التاريخية والإنسانية ، لكن هناك قلة من الفعاليات والبشر لا يتورعون عن دفع هذه الصدامات المفتعلة الى اقصى حدودها المدمرة ويتضح بجلاء ان السيناريو عن صدام بين الإسلام والغرب يجري تنفيذه بإرادة قلة من الناس من الجانبين لتُساق الأغلبية – من الجانبين ايضاً – الى فتنة لا يعرف مداها .

لم تكن الحضارة الإسلامية في يوم من الأيام صانعة للكراهية ولا داعية للحرب والغزو وما مبدأ الجهاد الذي تؤمن به الا وسيلة للدفاع عن النفس ضد المذلة والامتهان ، فبعد ان انتهت موجة الفتوحات الأولى التي كان هدفها الرئيسي تخليص العالم من بطش الفرس وجبروت الروم – ساد المنطقة التي فتحها العرب نوع من السلام السياسي استمر لقرون طويلة ، ولم تنشر الدعوة الإسلامية بعد ذلك الا عن طريق القدوة والموعظة الحسنة . ومعظم الدول الإسلامية الموجودة في اقصى اسيا وعمق افريقيا لم تشهد سيوفاً إسلامية ولكنها شهدت عدلاً وتسامحاً اسلامياً فقد سمعت ووعت القرآن واهتدت بخصال المسلمين الذين كانوا يتعاملون معهم ، ومن اجل ذلك يستغرب المرء من حملات الكراهية التي تشن ضد الإسلام خاصة بعد ان ازدادت وتيرتها في الآونة الأخيرة وزادت معها ايضاً زلات اللسان التي يقع فيها المسؤولون في الغرب بالرغم من مناصبهم الروحية والسياسية .

ان العنف والدموية ليستا خصيصتين اسلاميتين كما يريد البعض ان يدمغ هذا الدين والمنتمين اليه كما انها ليستا خصيصتين غربيتين بالرغم من القرن الماضي الذي وصف بقرن المذابح المليونية الغربية الذي استهل ببدء الحرب العالمية الأولى وبعدها الحرب العالمية الثانية وبعض الحروب والصراعات الأخرى التي جرت ومن أهمها الحرب الصينية – اليابانية والحروب المكسيكية والحرب بين بوليفيا واروغواي والحرب الاهلية الاسبانية والغزو الإيطالي لاثيوبيا والحرب الاهلية الكورية والحرب النيجيرية ، فهذه الحروب والصراعات لا علاقة للمسلمين والإسلام بها ، فأي دموية وأي حدود دامية واي عنف يريد الغرب وامثالهم وصم الإسلام والمسلمين بها ، انها فرية ممعنة في التلفيق ولا تأخذ في الحدود الدنيا بحقيقة ان مظاهر العنف التي الصقت بالعرب والمسلمين كانت في معظمها رد فعل لظلم فادح ابرزه مأساة فلسطين والفلسطينيين . وهل نسى الغرب او بحاجة الى تذكيره بعداءه للاسلام والمسلمين والتي تمثلت بالحروب الصليبية ثم الموجة التالية بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى بالاستيلاء على العالم الإسلامي من مشرقه الى مغربه وتمزيقه بعد انتصارهم على الخلافة العثمانية والان يعود بصورة وبشكل اخر لتمزيق المنطقة والتي بدأها بالحرب على العراق بحجة امتلاكه أسلحة الدمار الشامل التي اعترف بعدها بعدم وجود هذه الأسلحة لكن الثمن هو تمزيق هذا البلد ووضعه في موقف لا يحسد عليه من انقسامات وانشقاقات بين ابناءه وطوائفه والتي انعكست صورتها بفعل ايدي خفية وبدون تدخل عسكري صريح على بلدان عربية كان لها في زمن قريب ثقلها السياسي والاجتماعي على امة العرب .

الامر المثير للتساؤل هو تلك الرعونة التي ينتهجها بعض دول وساسة الغرب ممن لا تليق بهم الرعونة في شأن جلل يخص دين الإسلام ويمس روح اكثر من مليار مسلم معظمهم مسالم ولا يعرف ابعد من السعي الطيب في هذه الحياة والذي يقول بتسامح فطري وروحي " لكم دينكم ولي دين " ينبغي الا ننجر لهذه الصدامات والحروب لأننا نقّدر قيمة الحياة التي وهبها الله لمخلوقاته جميعاً وهي هبة تستحق اعمال العقل وادراك الخطر والتشبث بفضائل التعايش والمسالمة التي تزدهر بها الحياة كل حياة .



زاهر نصرت



#زاهر_نصرت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في ذكرى عيد الجيش العراقي ... جيش المآثر والبطولات
- هكذا كنا ... وهكذا نحن ... وهكذا سنكون
- العلم والاخلاق الانسانية
- والدي العزيز
- لأننا عراقيون
- اين نحن من هؤلاء
- اعدام الانسان العراقي مع سبق الإصرار والترصد
- ثورة أكتوبر 1917 العظمى
- اين هي الحكومة
- متى نعي الدرس ؟
- نحو تفعيل جديد للتفرغ الزراعي
- وهمُ العيد في العراق
- المصير المجهول يحيط بواقعنا العربي المعاصر
- مفهوم الاشتراكية وطريقها الصحيح
- زمن التفتت العربي
- الرشوة ... مرض السرطان الإداري في العراق
- الاختلاف في تحديد بداية شهر رمضان المبارك
- ( الخوف والإحباط ) عنوان المواطن العراقي
- لغة الكتابة
- وضع الجمعيات الفلاحية في العراق قبل ثورة 14 تموز 1958


المزيد.....




- رئيس الوزراء الأسترالي يصف إيلون ماسك بـ -الملياردير المتغطر ...
- إسبانيا تستأنف التحقيق في التجسس على ساستها ببرنامج إسرائيلي ...
- مصر ترد على تقرير أمريكي عن مناقشتها مع إسرائيل خططا عن اجتي ...
- بعد 200 يوم من الحرب على غزة.. كيف كسرت حماس هيبة الجيش الإس ...
- مقتل 4 أشخاص في هجوم أوكراني على مقاطعة زابوروجيه الروسية
- السفارة الروسية لدى لندن: المساعدات العسكرية البريطانية الجد ...
- الرئيس التونسي يستضيف نظيره الجزائري ورئيس المجلس الرئاسي ال ...
- إطلاق صافرات الإنذار في 5 مقاطعات أوكرانية
- ليبرمان منتقدا المسؤولين الإسرائيليين: إنه ليس عيد الحرية إن ...
- أمير قطر يصل إلى نيبال


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - زاهر نصرت - اختراع الاعداء