أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صفاء الهندي - السيد الحسني : مقارنة وموقف ... قراءة .















المزيد.....

السيد الحسني : مقارنة وموقف ... قراءة .


صفاء الهندي

الحوار المتمدن-العدد: 4328 - 2014 / 1 / 7 - 18:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لن أُناقش ظاهرة السيد الصرخي الحسني بأعتباره مرجع ديني عراقي عربي تجاوز كل مفاهيم المدرسة الفقهيّة للحوزة العلمية او الدينية " الكلاسيكية " المتعارفة ، بما يمتلك من ملَكات فكرية وآفاق علمية ومواهب معرفية واسعة مُنقطعَة النظير تجلّت بشكل بارز وملحوظ ومفهوم ، ضمن أنساق التجديد والحداثة لثقافة العلوم الاسلامية ونموها المستمر المُواكب لحركة تطور " تكنولوجيا الحياة " بكل مستوياتها ، وتعاطي النقاط التشريعة الاسلامية المقدسة مع الأحداث والوقائع بمفهوم العصر . بما لايمكن قياسه ومقارنته بين علم وفكر ظاهرة السيد الحسني المُجدّد وعلم وفكر الآخرين الكلاسيكي المتأخّر ! .
ورغم تجلّي آثار هذه الظاهرة ودورها العلمي الملموس ليس على المستوى الروحي وحده فحسب ! بل وضعت بصمَتَها وتجلّى أثرها بصورة مُلفِتة في كل الميادين والمستويات الأسلامية والاجتماعية والسياسية والوطنية والانسانية والاقتصادية ..الخ ، بل تجاوزتها الى اغلب المرافق والفروع الحياتية لهموم المجتمع الاسلامي والوطني بكل مكوّناته ونسيجه الاجتماعي ، ووضعت الحلول والعلاجات الناجعة لكل ما يحيط بالبلاد والمجتمع العراقي والعربي من أزمات ومآسي وتداعيات ، من خلال خطاباتها وكتاباتها التربوية والفكرية والعلمية ، وبياناتها الوطنية والاجتماعية والسياسية ( المرئية والمسموعة والمقروئة ) ، وكان لها الدور الحركي الفاعل والحضور المتميز في كل نقاط التواصل الاجتماعي في المحافل الانسانية والوطنية والاجتماعية ، من خلال أستيعابها وفتح بابها واستقبال كل شرائح المجتمع العراقي واطيافه .
بصرف النظر عن كل هذا وعن كل الامكانيات والمؤهلات والأستحقاقات القيادية الروحية والعلمية والفكرية والمعرفية الأخرى التي يمتاز بها السيد الحسني ، سأناقش فقط عنوان السيد الحسني كظاهرة وطنية وانسانية قيادية مُفكّرة جديرة بألتفاتة وأهتمام وأحترام جميع شرائح المجتمع العراقي .
سجّلَ السيد الحسني ومنذ ماقبل الاحتلال الامريكي للعراق ولحد الآن الكثير من المواقف الوطنية والاخلاقية والانسانية الشرعية الموحدة التي سجَّلَها التاريخ ووثَّقَها للأجيال ( التي تتطلَّب من الجميع فحصها وبحثَها ومُقارنَتها بعين العدل والأنصاف )، المواقف الرافضة لكل اشكال الظلم والتجبُّر والطُغيان والأستعباد .
فضلاً عن مضايقات النظام البعثي المقبور والأعتقال والتعذيب والممارسات اللاانسانية التي واجهَها السيد الحسني من قبل ازلام حكومة البعث المقبورة في طوامير السجون البعثيّة ، نتيجةً صلابته وثباته على موقفه الرافض للحكومة البعثيّة وتسلّطها وظُلمِها وممارساتها اللاانسانية ضد الشعب العراقي وقمعه وظلمه وسلب حقوقه وأنتهاك كرامته وانسانيَّته وشرَفَه ، ونتيجة رفض السيد الحسني الذي أعلَنهُ صراحة في صلاة الجمعة الأولى بعد أستشهاد السيد محمد صادق الصدر (قدس) والتي سُمِّيَت حينَها بصلاة " جمعة الأقصى " 5/نيسان/ 2002 الموافق 21/ محرم 1423 للهجرة .
http://www.youtube.com/watch?v=xgVeWrPpTlo
رفضه للجلاد البعثي الذي ظلَم الشعب العراقي وساقَهُ وجلده بسياط الحرمان والفقر والجوع والذلَة ، الوقت الذي صمَتَت فيه جميع الرموز الأخرى إن لم تكن من وعاظ الجلّاد وسلطانه ! .

مقارنة وموقف :

في الوقت الذي أعلنت فيه جميع الرموز والعناوين والواجهات الدينيّة والسياسية والأجتماعيّة تأييدها ودعمها القوات الغازية للعراق .. بل تعدّى ذلك ووصل الأمر بها الى الشرعَنة لقوات الاحتلال في احتلال العراق ، حتى أنّهم أسموها بالقوات الفاتحة ، والقوات المحررة ، وقوات
الأصحاب، والقوات الصديقة..وغيرها من مُسمَّيات وأعذار ومبررات الاحتلال ، وظهرت فتاواهم بعدم مقاتلة قوات الاحتلال والأمريكان ، وحث الشعب العراقي على تسليم السلاح وتقديم كل التسهيلات للقوات الغازية ... الخ ، وقبضوا واستلموا الملايين من الدولارات ثمن بيع العراق وشعبه واخذوا المناصب والفضائيات والواجهات عربون العمالة للاحتلال ، التي إن دلَّت فهي تدل بكل وضوح على عظم المأسات والتدنّي الاخلاقي والشرعي والوطني الذي وصل له هؤلاء ، وعمالتهم ومأجوريتهم لقوات الاحتلال ، الأمر الذي صرَّحت به استخبارات قوات الأحتلال لاحقاً .
لكن السيد الحسني وأنصاره تمسكوا بعراقيتهم وعروبيَّتهُم و لم تنطلي عليهم خدع الاحتلال وشعاراته البراقة ودعاياته الكاذبة لذلك رفضوا واستنكروا وشجبوا وتظاهروا ، فكان أنصاره أول من رفض الاحتلال وأول من شجب وأول من اعترض واستنكر وأول من خرج بتظاهرات في الوقت الذي سكت فيه الجميع من السنة والشيعة ، لكي لاننسى ولكي لا تصادر الحقوق وكلمة حق لابد ان تُسجَّل للتاريخ للوطن للأجيال ، ونؤكد عندما دخلت القوات الأمريكية كان أول من أعترض وتظاهر ورفض الاحتلال وأول من أوقع خسائر تُسجَّل على القوات المحتلة من الجنود والآليات والضباط هم أنصار السيد الحسني ، وتجدر الأشارة بكل أنصاف الى انه قبل حادثة العشرين من شعبان 2003 لم تحصل أي عمليات ضد الأمريكان ولم تسجل اي خسائر وبسبب تلك المواقف الثابتة صبَّ الاحتلال جام غضبه وحشد جيشه .
في هذا الوقت بالذات كانت صيحة الحق الوطني والشرعي والموقف الاخلاقي والانساني المتمثّل بالسيد الحسني الرافض لكل اشكال الأحتلال ومُسمَّياته واعذاره ومبرراته، تعلو في الآفاق وتصدح في سماء الحرية تطالب الجميع حفاضاً على العراق وشعب العراق وأمن العراق ووحدة العراق بضرورة توحيد الصف والصوت والكلمة واعلان الموقف الشرعي والوطني المُوَحد ورفض قوات الاحتلال بكل صوره واشكاله .
ولم يستجب الآخرون لهذه النداءات وبقِيَت وحدها تُسجّل الأعلان تلو الأعلان والموقف تلو الموقف والنداء تلو النداء والبيان تلو البيان إصراراً وثباتاً على الموقف الشرعي والوطني الرافض للاحتلال وأشكاله .
ووقف الوقفة الوطنية الجهاديّة المشرفة ضد الاحتلال وأعوانه وأذنابه وطالب بخروجه وترك ارض العراق وشعبه بالقول والفعل،حتى أنهُ وبسبب موقفه ومقارعته المستمرّة وأصراره على خروج المحتل ببياناته وخطاباته ووقفات وأحتجاجات وتظاهرات اصحابه وأنصاره التي ملؤوا بها ارض العراق ، كان هو الرمز والجهة الوحيدة التي تعرضت للأعتداء من قبل قوات الاحتلال الأمريكي ، حتى أعطت وضحَّت بالدماء الطاهرة في سبيل الوطن وحريته في ( 20/شعبان/1424 ). ففي منتصف الليل صوبت فواهات الأسلحة نحو منزل السيد الحسني وبدؤوا بإطلاق النار نحو المنزل في ليلة تجسد فيها الموقف والمبدأ الإيماني الصادق المخلص عند العديد وتجسد فيها الجبن والخضوع والخنوع والخذلان عند العديد وتجسد فيها المكر والخداع والتآمر والخيانة والظلم والحرب والعداء عند الكثير وبين هذا وذاك وقف رجال المبدأ والعقيدة الأبطال فكانوا مصداق شهداء المبدأ والعقيدة فطوبى لشهداء الحرية وأنصار الحق في زمن الشبهات والفتن وسلاما على تلك الدماء الطاهرة التي تقاطرت دفاعا عن مرجعها وقائدها وعقيدتها ومبدئها ووطنها . فأبَّنهم السيد الحسني ونَعاهم وذكر وقفتهم المشرِّفة ( وقف الأبطال الأخيار الشهداء السعداء الأحياء ،.... وهم يستقبلون رصاص ونيران الغدر والكفر والإلحـاد ، بصدورهم وأجسادهم الشريفة الطاهرة ، فسفكت دماؤهم الزكية العطرة ، وزهقت أرواحهم الرفيعة القدسية ، فسبقونا إلى دار الجنان ورحمة الرب الجبار المتعال والى جوار ونصرة إمام الإنس والجان قائم الآل الأطهار (عليه السلام وعجل الله تعالى فرجه) فالسلام عليهم يوم وُلدوا ، ويوم استشهدوا ويوم يبعثون أحياء ، وجعلهم العليّ القدير مع الأنبياء والمرسلين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا ، ونسأله تعالى ان يرزقنا شفاعتهم وشفاعة صاحب الزمان (عليه السلام) وأرواحنا لتعجيل ظهوره الفداء وإني أشهد وأُشهِد الله وملائكته وأنبياءه ورسله إنهم ماتوا على بصيرة من أمرهم مقتدين بالصالحين ومتّبعين للنبيين وناصرين لخاتم المعصومين (عليه السلام وعجل الله تعالى فرجه) .
ولم يتوقف السيد الحسني عند هذا الحد في إعلانه وبيان موقفه من الاحتلال الامريكي وأشكاله وصوره حتى آخر لحظة ، وبقي يُندد ويُسجّل ويُصدر البيانات الرافضة لكل أشكال الأحتلال ، فأصدر البيان بيان رقم _ 80 _ (جنود ومدربون وشركات أمنية وجوه لاحتلال غاشم ) فبعد ما بين في هذا البيان خدعة وكذب هذا المشروع بين موقفه الشرعي والاخلاقي والعقلي تجاه الاحتلال ( ... من هنا لنعلن كلنا صراحة وبأعلى أصواتنا وفي كل محفل وزمان إننا نرفض الاحتلال ، ونرفض بقاء الاحتلال وقواته تحت أي عنوان كان ، ونرفض فساد الاحتلال وإفساده كما نرفض كل فاسد وفساد .. وعلينا أن نشق أكفاننا الظلامية ونخرج من سباتنا ونعود إلى إنسانيتنا ورشدنا بعد أن سبقتنا الشعوب الأخرى فاستلهمت روح الثورة الحقة من سبط النبي المصطفى سيد شباب أهل الجنة الإمام الحسين عليه السلام فرفعت شعار كربلاء وثورتها العظيمة وبلهجات مختلفة ولسان حالها يقول هيهات منا الذلة .. كما سبقتنا هذه الشعوب الشقيقة العزيزة فاستلهمت روح الثورة الجماهيرية السلمية التضحوية العارمة التي أسس لها سيدنا الأستاذ قدس سره فحرر الأجساد والأفكار من قبضة المتسلطين والمستكبرين والمحتلين فرفع شعار التحرر والتحرير ورفض الانتهازيين والمستبدين والاحتلال والمحتلين ... وفي نفس النهج سار أساتذتنا و علماؤنا العاملون المجاهدون من كل الطوائف والقوميات وعلى طول التاريخ العربي الإسلامي .... . إذن لنلتحق بباقي الشعوب ولنتأسى بقول ومنهج مجاهدينا العلماء وقائدهم الإمام الحسين الشهيد عليه وعلى جده الصلاة والتسليم .. وليسجل لنا التاريخ وتشهد لنا الأجيال . على الأقل إننا شجبنا ورفضنا بأضعف الإيمان بما هو مقدور ومتيسر .. فلنقل ونكرر .... كلا كلا استعمار .. كلا كلا استكبار .. كلا كلا احتلال .. كلا كلا أمريكا ... كلا كلا للباطل ... ) .





صفاء الهندي



#صفاء_الهندي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الغرباوي .. الاكتشاف
- الحكومة العراقيّة بين الميليشيات وخيارات السلام
- بيان رقم 40 ( أمن العراق وفرض النظام ) . تحليل (ح2) .
- بيان رقم 40 ( أمن العراق وفرض النظام ) . تحليل (ح1) .
- وطننا نبينا علينا إنقاذه أسوة بالعصافير ( قصة )
- ماذَنْبُ الأبْرِياء ( قِصَّة )


المزيد.....




- سلمان رشدي لـCNN: المهاجم لم يقرأ -آيات شيطانية-.. وكان كافي ...
- مصر: قتل واعتداء جنسي على رضيعة سودانية -جريمة عابرة للجنسي ...
- بهذه السيارة الكهربائية تريد فولكس فاغن كسب الشباب الصيني!
- النرويج بصدد الاعتراف بدولة فلسطين
- نجمة داوود الحمراء تجدد نداءها للتبرع بالدم
- الخارجية الروسية تنفي نيتها وقف إصدار الوثائق للروس في الخار ...
- ماكرون: قواعد اللعبة تغيرت وأوروبا قد تموت
- بالفيديو.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة عيتا الشعب جن ...
- روسيا تختبر غواصة صاروخية جديدة
- أطعمة تضر المفاصل


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صفاء الهندي - السيد الحسني : مقارنة وموقف ... قراءة .