أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كريمة مكي - لن أبيع لحمي -6-














المزيد.....

لن أبيع لحمي -6-


كريمة مكي

الحوار المتمدن-العدد: 4327 - 2014 / 1 / 6 - 17:06
المحور: الادب والفن
    


لم أجد حقا ما أقول فحاولت أن أتلهى بالبحث عن شيء لا أدريه تحت أكوام الخضر على الطاولة و كلي انتباه لحكيها و لأنها شعرت بتهربي من محاولة تزيين حظها –الذي بحق لم أجد له الآن وجها لأراه و ليس لأزيّنه فقد وجدته أسودا فاحما كليل شبابها الطويل الحالك- فقد عذرتْ عجزي و تخلت عن سماع ردي لكنها واصلت بهدوء كما لتطرد من داخلها شرور هذه المرأة التي تؤلمها و لا تملك إزاءها إلا الصمت...
- و الأدهى من كل هذا أن رانيا قالت لي أن جدتها تأخذ مالا من عند أبيها مقابل تلك الدروس في حين أنها لا تعطيني و لو مليما واحد و طبعا التزمت الصمت و لم أخبر البُنية بالحقيقة فأنا مضطرة للصبر إلى أن تتحسن الأحوال فمن يدري...
و انقضضت على شبه تفاؤلها قائلة:
- فعلا...من يدري فقد تعثري على رجل أحلامك الذي يعوضك كل هذا العذاب و يكون لك بيتك الذي تستقلّين فيه.
- رجل أحلامي؟ و الله كم أنت متفائلة يا مدام...إذا كان الشغل الذي ضحيت لأجله بأكثر سنين عمري و بصحتي و ساعات نومي و تحملت في سبيله ما تحملت...هذا الشغل يرفض أن يأتيني، سيأتيني الرجل الذي به أحلم؟
- قطعا لأن الحب هو ضربة القدر و لا علاقة له بالبرمجة و التخطيط لحياتنا.
- إن كان على ضربات القدر فأطمئنك... ما ضربني القدر إلا ليطرحني أرضا و يٌلقي بمعنوياتي على قارعة اليأس و الإحباط أمّا أن يرفعني إلى دنيا الحب و المتعة و الإحساسات الباذخة فلا أظنه سيعرف لي عنوانا.
- لا تيأسي أبدا من رحمة الحب و تفاءلي فالقدر يحنو أحيانا و يرق...
- يا مدام والله لو جاء هذا القدر ليُسعدني كما تقولين فانه سيتعرف عليﱠ-;- و سيعتذر لي لأنه كان متوجها لامرأة محظوظة و أخطأ العنوان... هذا إذا لم ينسى أن يوجه لي لكمة جديدة كالمعتاد...
و ضحكتْ بمرارة قبل أن تواصل: لقد ألفتُ لكماته و صارت بينا عِشرة عمر، و ماء وملح...‼-;-
-حسنا...لا تقولي لي أنك ما عرفت الحب بعد؟ قلت لها مستنكرة و كل خشيتي أن تكون فعلا كذلك فحينها فقط كنت سأتأكد من نكد الدنيا عليها إذ ليس المنكود في دنياه من يتعذب في حبه بل هو ذاك الذي لم يهتدي قلبه يوما إلى طريق الحب.
قالت بعد تردد و هي منشغلة بترتيب الكؤوس في الخزانة: بل عرفته...
قلت لها مستبشرة: و تقولين أنك غير محظوظة؟
أجاب عنها صوت الوجع : "لو كنت فقط تدرين كيف عرفته..." و مرﱠ-;-ت عليها سحابة من الذكريات جعلتها تسرح بعيدا.
كنت أعرف أنها و لا شك خائبة فيه شأنها شأن كل مبتلي بالحب... فمن نجح يوما مع ذلك الساحر الماكر الذي يلقي بكرة من اللهب في قلوب ضحاياه ليتسلى بتعذيبهم وهم بنور سحره منخطفين يتحرقون شوقا لملامسته فما يلامسون سوى لهب الشوق و رماد الأمنيات المتفحمة على منصة السعادة الموعودة.
أردت فقط أن أعرف شكل خيبتها و طعم مذاقها فمن مرارة الخيبات تُكتب أحلى الروايات.
قلت لها: ألا يكفي أنك عرفته؟
كأنها بدأت تتحاشى الحديث في هذا الموضوع عن خجل ربما أو عن رغبة في تناسي ذلك الوجع الذي لا يُنسى.
دفنت رأسها في الخزانة حتى ما عدت أراه فدعوتها مجددا إلى طاولة الحديث بدعوى مساعدتي في إتمام تنظيف و قص ما بقي من خضر لكنها حاولت أن تجد لها مهربا فقالت و هي تتجه للخروج من باب المطبخ : لقد نسيت يا مدام ترتيب الصالون.
قلت لها و كأنني غير منتبهة للاضطراب الذي حل بها : "دعك منه فقد رتبته البارحة" و ما كنت حقا قد رتبته لكني أردت فقط استبقاءها لإرواء فضول امرأة و خيال كاتبة يريد الغوص في أعماق العمق.

-يتبع-



#كريمة_مكي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لن أبيع لحمي -5-
- لن أبيع لحمي -4-
- إذا مات القلب جوعا...
- لن أبيع لحمي -3-
- لن أبيع لحمي -2-
- لن أبيع لحمي -1-
- بدم النساء
- أيدُ الجراح كيَدُ الإلاه؟!
- دنياك ليست في الحواسيب
- ألا فاهدأ...
- و لكل حاكم...امرأة يخشاها
- اللهم زدنا عشقا...
- في الحب تستوي النساء.
- كيدُها و كيدُ الهوى...
- العاشقة تحرّر الرهينة
- كلمة آخر الحكّام لأهل الصحافة و الإعلام...
- مومس في الفصل (الأخيرة).
- مومس في الفصل (قبل الأخيرة)
- إلى العفيف الأخضر...إلى قارئي الأوحد.
- مومس في الفصل 16


المزيد.....




- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني
- وفاة الفنان صلاح السعدني عن عمر يناهز الـ 81 عام ….تعرف على ...
- البروفيسور منير السعيداني: واجبنا بناء علوم اجتماعية جديدة ل ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كريمة مكي - لن أبيع لحمي -6-