أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حكمة اقبال - جيش العراق ، جيش الحاكم بأمره














المزيد.....

جيش العراق ، جيش الحاكم بأمره


حكمة اقبال

الحوار المتمدن-العدد: 4327 - 2014 / 1 / 6 - 11:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


انشغل الاعلام العراقي ، الحكومي والخاص ، وبأشكاله المتعددة من تلفزيون وراديو ومواقع الكترونية وصحف وغيرها بالإشارة الى ذكرى تأسيس الجيش العراقي ، وتتجه هذه الانشغالات بمديح الجيش ودوره الوطني والعربي ، مستذكرين مشاركاته الخارجية في حروب " تحرير " فلسطين وغيرها من جولات الحروب التي خاضها ، والتي قدم فيها الشعب العراقي ضحايا كبيرة جداً .
يوم أمس كنت اراجع بعض ما اعرفه عن تاريخ هذا الجيش ووجدت ان هذا الجيش لم يكن يوما جيشاً للدفاع عن الوطن ، كما ينبغي ان يكون ، بل هو جيش تابع لمن يقود الحكم ، ينفذ الأوامر فقط ، حتى لو كانت بقتل أبناء العراق ، لنرى هنا هل من إجابات على الأسئلة ادناه :

1- متى دافع الجيش عن العراق وتصدى لعدوان خارجي ؟
لم يحدث اطلاقاً ان دولة مجاورة ، أو غير مجاورة ، بادرت بالاعتداء على العراق وتصدى الجيش العراقي لها . فالمشاركات في فلسطين أعوام 48 ، 67 و73 كانت بمبادرات من حكام العراق حينذاك ، منطلقين من النفس القومي الضيق الذي يحكم عقولهم وايديولوجياتهم ، وكل هذه المشاركات كانت النتائج العسكرية هي الخسارة الميدانية الواضحة ، رغم تضخيم وتزوير فكرة الانتصار في حرب 73 ، ورغم استعادة سوريا لمدينة القنيطرة ومصر لصحراء سيناء ، لكن إسرائيل استطاعت تأمين حدودها مع الدولتين ومنذ ذاك التاريخ لم تطير ذبابة واحدة من الحدود السورية أو المصرية باتجاه إسرائيل التي تخلصت من أعباء حماية القنيطرة وسيناء .
ومعروف للجميع حروب العراق مع ايران والكويت ، والتي أراد من خلالهما الوصول الى القدس عبر عبادان والكويت ، فقد كانت خارطة جغرافية المنطقة والعالم مقلوبة في ذهن الدكتاتور المقبور . وكم خسر العراق في تلك الحربين ، وكان الاحتفال بيوم الجيش عيداً للدكتاتور حين يقف في ساحة الاحتفالات يحمل بندقيته التي لم يستعملها عندما ألقي القبض عليه في جحره .

2- ماذا قدم للشعب العراقي داخلياً ؟
اُستخدم الجيش العراقي كأداة عنف بيد السلطات الحاكمة ضد الشعب ، وكذلك من اجل الوصول الى السلطة واغتصابها ، فبقوة الجيش قُمعت الانتفاضات ضد الحكومات في العهد الملكي ، وبقوة الجيش نفذ الضباط اغتيال العائلة المالكة وتأسيس نظام جمهوري في 1958 ، وكذلك كان الجيش أداة اسقاط جمهورية عبد الكريم قاسم في شباط 1963 ، وقوة الجيش كانت أيضاً في المقدمة لتحقيق تغيير تشرين في 1963 ، وكذلك في المحاولات الانقلابية الفاشلة في عهد عارف ، وأخيراً كانت قوة الجيش أيضاً ذراع انقلابيي تموز 1968 .
كان الجيش أيضاً أداة قمع متواصلة ضد الشعب الكردي على طول مراحل نضاله الوطني من اجل حقوقه القومية وفي كل عهود مختلف الأنظمة التي حَكَمَت العراق حتى عام 2003 .

3- أين هو الجيش بعد سقوط الدكتاتورية ؟
انضمام عدد من ضباط ومنتسبي الجيش الى الفصائل المسلحة التي قاومت الاحتلال الأمريكي بعد حل الجيش من قبل الحاكم بول بريمر لم يكن بسبب حل الجيش نفسه ، فهم كان بقايا جيش مهلهل فاقد للقدرات العسكرية والمعنوية ، بل كان بسبب عدم توفير سبل العيش الكريم لأولئك الذين فقدوا مصادر معيشتهم . وجرى إعادة تشكيل الجيش بطاقات ضباط وقادة من الجيش السابق نفسه . فماذا قدم للشعب ؟
لم يتمكن الجيش بكل قدراته البشرية والتقنية ، التي تتزايد باستمرار ، على القضاء على قوى الإرهاب ، ومع وجود تحسن نسبي في بعض الفترات الا ان السنة الماضية اثبتت فشل قدرات الجيش والأجهزة الأمنية الأخرى في مكافحة الإرهاب الذي يضرب في الوقت الذي يشاء وفي المكان الذي يريد ، ولم يتمكن الجيش المتواجد على الحدود من منع تسلل الإرهاب والسلاح من جيران العراق من كل الإتجاهات .
كان الجيش أداة قمع لتظاهرات شباط في ساحة التحرير ، السلمية ، التي كانت مطالبها مشروعة باعتراف القائد العام للجيش .
كان الجيش أداة قمع لمطالبات معتصمي الحويجة ، وسرت دماء زكية من مواطنين عراقيين ، يقتضي واجب الجيش الحفاظ على ارواحهم .
الآن يقوم الجيش بعمليات عسكرية ضد داعش ، لم يبدأ بها الا بعد مقتل قائد فرقة .
- لماذا لم تبدأ هذه العمليات سابقا لتجنب سقوط ضحايا من العراقيين ؟
- لماذا انتقلت المعارك من الصحراء الى مدن الاعتصامات ، ولماذا انسحب الجيش منها ؟
- لماذا يقصف الجيش مدينة الفلوجة دون حساب للسكان المدنيين ؟

في دول الديمقراطيات الحقيقية يكون القائد العام للجيش او رئاسة الأركان أو وزير الدفاع جهات إدارية وتنفيذية لقرارات البرلمان المتعلقة بالعمل العسكري الفعلي ، وليس لمزاج وسياسة واهداف ذاتية يحددها الحاكم ، كما هو في العراق ، حيث لم يسأل البرلمان ، الذي فقدَ دوره الرقابي بعدم استجابة الأجهزة العسكرية والقادة لطلبات الاستجواب ضاربين عرض الحائط نصوص الدستور ، لم يسأل عن تفاصيل واشكالات صفقة الأسلحة الروسية ، والأهم من ذلك لم يسأل البرلمان عن حاجة العراق لطائرات ف 16 الهجومية ، على من يريد العراق الهجوم ؟ الواضح ان رئيس الوزراء يخطط لاستعمالها داخلياً .

أقول لمن وقفَ في حملات دعم الجيش في عملياته الأخيرة ، ولمن يحتفل به اليوم ، ان تذكروا ، وبعيداً عن العواطف الوطنية ، ان الجيش العراقي لم يكن جيشاً للشعب ، بل على الدوام كان جيشاً لحاكم العراق ، وسيبقى كذلك الى حين بناء ديمقراطية حقيقية ، لازال طريق الوصول اليها بعيداً ، ولن تأتي قبل سقوط الطائفية والمحاصصة .

اسجل هنا كبير الاحترام والتقدير للضباط والمراتب والجنود الذين كانوا ومازالوا ينتمون الى الجيش العراقي وهم يحملون حُب العراق وشعبه ، فالكثير منهم اعلام في تاريخ الحركة الوطنية العراقية ، القومية منها واليسارية .



#حكمة_اقبال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل انا دنماركي ؟؟؟
- يوميات دنماركية 31
- يوميات دنماركية 30
- يوميات دنماركية 29
- نتائج انتخابات مجالس المدن في الدنمارك ، فوز وخسارة متبادلين ...
- يوميات دنماركية 28
- انتخابات مجالس المدن والأقاليم في الدنمارك 2013
- يوميات دنماركية 26
- يوميات دنماركية 25
- يوميات دنماركية 24
- حول توزيع مقاعد البرلمان الدنماركي
- يوميات دنماركية 23
- شكراً جزيلاً لنوري المالكي
- يوميات دنماركية 22
- يوميات دنماركية 21
- بالروح بالدم من جديد
- ثقافة الترشح والانتخاب
- يوميات دنماركية 20
- إمرأة واحدة على الأقل
- عالم زهاء حديد في كوبنهاكن


المزيد.....




- مصدر إسرائيلي يعلق لـCNN على -الانفجار- في قاعدة عسكرية عراق ...
- بيان من هيئة الحشد الشعبي بعد انفجار ضخم استهدف مقرا لها بقا ...
- الحكومة المصرية توضح موقف التغيير الوزاري وحركة المحافظين
- -وفا-: إسرائيل تفجر مخزنا وسط مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم ...
- بوريل يدين عنف المستوطنين المتطرفين في إسرائيل ويدعو إلى محا ...
- عبد اللهيان: ما حدث الليلة الماضية لم يكن هجوما.. ونحن لن نر ...
- خبير عسكري مصري: اقتحام إسرائيل لرفح بات أمرا حتميا
- مصدر عراقي لـCNN: -انفجار ضخم- في قاعدة لـ-الحشد الشعبي-
- الدفاعات الجوية الروسية تسقط 5 مسيّرات أوكرانية في مقاطعة كو ...
- مسؤول أمريكي منتقدا إسرائيل: واشنطن مستاءة وبايدن لا يزال مخ ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حكمة اقبال - جيش العراق ، جيش الحاكم بأمره