أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامي المنصوري - أحمد صبحي منصور و علي بن ابي طالب















المزيد.....



أحمد صبحي منصور و علي بن ابي طالب


سامي المنصوري

الحوار المتمدن-العدد: 4327 - 2014 / 1 / 6 - 06:15
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


مقتبس من مقالة بعنوان علي خليفه فاشل للكاتب صبحي منصور – اوردنا اجزاء من المقال والردود على التعليقات من قبل الكاتب - المصدر - ( كتاب الحج ب 4 ف 22 ) (على : خليفة فاشل ، قهره عصره ) أحمد صبحى منصور
الحوار المتمدن-العدد: 4095 - 2013 / 5 / 17


أحمد صبحي منصور و علي بن ابي طالب

على خليفة فاشل ، قهره عصره

1 ـ ( على ) ليس جزءا من عقيدة الاسلام ، وليس ركنا من ( إسلامنا ) . هو شخصية تاريخية نبحثها بمنهج البحث التاريخى ونقيّمه سياسيا وتاريخيا . ليس عندنا مخلوقات مقدسة ، لأن التقديس هو لله جل وعلا وحده ، وما عداه جل وعلا من إنس وجنّ وملائكة هم مخلوقات للواحد القهّار ، سيأتون أمامه يوم القيامة للحساب ، أفرادا : (إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ إِلاَّ آتِي الرَّحْمَنِ عَبْداً (93) لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدّاً (94) وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْداً (95) ( مريم ) لا يجرؤ أحدهم على الكلام إلا بإذن الرحمن جل وعلا ورضاه : (رَبِّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الرَّحْمَنِ لا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطَاباً (37) يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلائِكَةُ صَفّاً لا يَتَكَلَّمُونَ إِلاَّ مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَاباً (38)( النبأ ) بهذا نعظ من يؤلهون عليا ، ويقتطعون جزءا من التقديس الواجب لله جل وعلا وحده ليجعلوه لعلى وذريته .
2 ـ وكالعادة نحن نستشهد بروايات تاريخية عن ( على ) من تاريخ الطبرى ومروج الذهب للمسعودى والطبقات الكبرى لابن سعد ، وكلها مصادر سنية معتمدة وتبالغ فى إحترام ( على ) .ورواياتها معروفة ومتداولة ، ولكن نعيد قراءتها وبحثها ، لتجلية شخصية ( على ) وفشله فى خلافته . وهو مسئول مسئولية كبرى عن هذا الفشل وما نجم عنه من قتل آلاف الناس . نحن نقيّمه كسياسى مسئول ، وهو نفس التقييم لخصمه معاوية ، وبالتالى فالمقارنة ورادة بل ضرورية ، لأن الخصمين معا أتفقا على أن الفتوحات جهاد اسلامى ، وإستحلّا معا ظلم الأمم المفتوحة واستباحة دمائها وأموالها وأعراضها ، بل إعتبر (على ) غنائم الفتوحات ( تراث محمد ) وأنه الأولى به. فوق أرضية هذا الاتفاق بينهما تنازعا سياسيا وحربيا، ونعقد مقارنة بينهما بالميزان التاريخى وليس الأخلاقى الاسلامى .

أولا : بين معاوية ( العلمانى ) و( على ) الذى يخلط السياسة بالدين

1 ـ كان الهدف الدنيوى واضحا لدى معاوية واتباعه . عمرو بن العاص قال له معاوية : " بايعنى " ، فقال عمرو : لا. والله لا أعطيك من دينى حتى تعطينى من دنياك ." فاتفقا على أن ينضم عمرو اليه مقابل أن يعطيه معلوية ( مصر ) طُعمة له . وقال فى ذلك لمعاوية
معاوى لا أعطيك دينى ولم أنل به منك دنيا ، فانظرن كيف تصنع
فإن تعطنى مصر فأربح بصفقة أخذت بها شيخا يضر وينفع
أى يعترف عمرو بأنه باع الآخرة واشترى بها الدنيا . وهذه صراحة مريحة . وفى موقعة صفين وبّخ معاوية النعمان بن جبلة التنوخى على تراخيه فى القتال ، فقال له النعمان:" والله لقد نصحتك على نفسى ، وآثرت ملكك على دينى ، وحدتُ عن الحق وأنا أبصره ، وما وُفقتُ لرشد حين أقاتل على مُلكك ابن عم رسول الله وأول مؤمن به وأول مهاجر معه . ولو أعطيناه ما أعطيناك لكان أرأف منك بالرعية وأجزل فى العطية ، ولكن قد بذلنا لك الأمر ، ولا بد من إتمامه كان غيا أو رشدا . وحاشا أن يكون رشدا . وسنقاتل عن تين الغوطة وزيتونها إذ حُرمنا ثمار الجنة وأنهارها . ".أى إن القتال هنا بصراحة صراع فى سبيل الثروة، وهذا يذكرنا بتحريض خالد جنوده بما فى العراق وفارس من خيرات تستحق القتال فى سبيلها.
هو نفس حالة ( على ). كان يصارع خصومه فى سبيل الدنيا ، وفى أواخر حياته كان يتنازع مع ولاته فى فارس على الدرهم والدينار ، وهو يعرف أنه أرض مُحتلة قسرا وظُلما . بل حتى فى قتاله فى صفين لم يراع الأشهر الحّرم . وهو فى كل ذلك يطلب بيعتهم ليكون حاكما لهذه الإمبراطورية التى تأسست بالغزو والقهر والظلم لملايين الأبرياء . وبالتالى يكون الوعظ بالتقوى والتحلّى بالورع هواستغلال الدين فى غرض دنيوى ، أى هو أكثر جُرما من الهدف الدنيوى الواضح الصريح لدى معاوية وعمرو وأتباعهما . هذا علاوة على أن خطاب ( على ) هذا كان يرفضه منطق العصر وقتها ، فقد ملّ الناس حزم ( عمرو ) ثم إستغرقوا فى نعيم الدنيا فى خلافة عثمان وفى سبيل التنافس فيه قتلوا عثمان ، وبهذا يكون ( على ) فى خطابه الطوباوى الوعظى يغنّى لهم سيموفونية لم تعد صالحة لوقتها ، بل هى تشوّش على أتباع ( على ) فى حيرة بين الدنيا ( وهى المطلوب الوحيد ) والدين والآخرة ( وهى مجرد شعار عبثى نفعى ) . أكثر من هذا فإن هذا الخطاب الدينى أتاح لأتباع ( على ) المزايدة عليه بل وتكفيره ، كما حدث من الخوارج .وهى عادة سيئة فى كل دولة دينية تخلط السياسة بالدين وتستغل الدين فى الحصول على الدنيا. كان (على ) أبرز ضحايا هذا الخلط . وتتابع بعده الضحايا حتى عصرنا البائس .

2 ـ فشل (على ) لأنه لم يكن متسقا مع نفسه ، زعم أنه يريد الآخرة وهو منشغل بالدنيا ، بينما كان معاوية صادقا مع حبه للدنيا وجهاده فى سبيلها. أى إنّ أساس الفشل لدى ( على ) لم يهبط الى الأسفل كالخلفاء ابى بكر وعمر وعثمان ولم يصعد الى الأعلى متمسكا بشرع الاسلام والسّنة الحقيقية للنبى عليه السلام . فهو لم يعترض على الفتوحات المخالفة للاسلام ، بل على العكس شارك فيها بالرأى واستمتع بما جلبته من سلب وسبى . وفى نفس الوقت لم يشترك فيها مقاتلا برغم أنه وقتها كان لا يزال فى شبابه ، وكان مشهورا بمهارته الحربية والفروسية . بل أكثر من ذلك كان حريصا على أن ينال ما يستطيع من غنائم الفتوحات وأُعطيات الولاة الأمويين. ففى عهد عثمان اشتهر (عبد الله بن عامر) والى البصرة بكرمه ، وكان يوزع هدايا ممّا كان يسلبه من حروبه فى فارس . يذكر ابن سعد فى ترجمة ابن عامر هذا أنه زار المدينة وغمر أهلها بعطاياه .وقد أرسل إلى ( علي بن أبي طالب ) بثلاثة آلاف درهم وكسوة ، فاستقلّها: ( وقال:" الحمد لله ، إنا نرى تراث محمد يأكله غيرنا . " فبلغ ذلك عثمان ، فقال لابن عامر: " قبح الله رأيك أترسل إلى علي بثلاثة آلاف درهم ؟ .. فبعث إليه بعشرين ألف درهم وما يتبعها. ..فراح علي إلى المسجد فانتهى إلى حلقته وهم يتذاكرون صلات بن عامر ..فقال علي : "هو سيد فتيان قريش غير مدافع" ). أى كان ( على ) يرى فى أسلاب الفتوحات تراثا لمحمد ، وأنه الأولى به من الأمويين .

3 ـ كان من الممكن أن يكون (على )على الحق ، لو وقف ضد الفتوحات ، معلنا رأيه فيها بقوة معتزلا لها ولقومه ، ثم إذا أختاروه فيما بعد خليفة ، بادر بالانسحاب من هذه البلاد وإنهاء إحتلالها ، وترك أهلها أحرارا وما يختارونه لأنفسهم ، وعاد بالعرب الى جزيرتهم ، ولو كلفه هذا أن يدخل فى حرب ضد الظالمين الطغاة من صحابة الفتوحات . لو فعل هذا كان متمسكا بسنّة النبى عليه السلام . فالمفترض فى ( علي) بمكانته وعلمه بالاسلام وصحبته لابن عمه النبى محمد عليه السلام أن يقف بقوة ضد الفتوحات ، وأن يعتزل الناس ، كما فعل من وصفهم رب العزة بالسابقين الأولين من المهاجرين والأنصار ، الذين تواروا عن الأنظار فرارا بدينهم فكسبوا رضوان الله جل وعلا ، وأهملهم التاريخ ،لأنهم إبتعدوا عن مهرجانات الظلم التى حملت اسم الفتوحات والتصارع حول غنائمها السُّحت . لم يفعل ( على ) هذا واختار أن لم يشارك قتالا فى الفتوحات ، ورضى أن يأكل منها وأن يتمتع بسباياها ، وأن يشارك فى الحياة السياسية منافسا فى قيادة المسلمين كالآخرين من أبى بكر الى عثمان ، ثم حين أصبح خليفة حاول أن يسير بالعدل فى دولة قامت على الظلم ففشل ورفضه عصره . فهو خليفة فاشل قهره عصره .


ثالثا : نموذج للمقارنة السياسية بين ( على ) ومعاوية

1 ـ كانت عين معاوية على مصر لأن السيطرة على مصر تحمى ظهره فى الشام . لقد فهم (معاوية ) استراتيجية المنطقة وأيقن أن مصيره في الشام مرتبط بسيطرته على مصر ، وأكد له ذلك الرأي حليفه ( عمرو بن العاص ) الذي بايعه على الخلافة . لذا عمل معاوية على شغل ( على ) بحرب الجمل فى العراق ليتفرغ معاوية لأخذ مصر .وأثناء انشغال (علي ) بأهل الجمل الثائرين عليه كان (معاوية ) في الشام يعد العدة للاستيلاء على مصر , فتعاون عمرو مع معاوية في قتل ( ابن أبى حذيفة ) الناقم على الخليفة ( عثمان ) والذي أخرج من مصر والي عثمان عليها وهو عبد الله بن أبى السرح ، في الوقت الذي تولى فيه ( على ) الخلافة . ولم يتريث معاوية وعمرو بل أسرعا فحاولا دخول مصر للاستيلاء عليها ، فلم يتمكنا فلجأ عمرو للخديعة وما زال بابن حذيفة يخادعه حتى أخرجه إلى العريش في ألف رجل وتحصن بها ، وحاصره فيها عمرو و معاوية ونصبا عليه المنجنيق حتى نزل في ثلاثين من أصحابه فقتلوهم .

2 ـ وأسرع ( على ) فبعث واليا من قبله على مصر هو ( قيس بن سعد بن عبادة ) زعيم الأنصار و المشهور بالدهاء فدخل مصر , واستقام له أمر الناس . ولكن كان في مصر جماعات من أتباع ( عثمان ومعاوية ) منهم فرقة اعتصمت بقرية يقال لها ( خربتا ) . ورأى ( قيس ) مهادنتهم ، فاستجابوا له قائلين ( إنا لا نقاتلك فابعث عمالك ، فالأرض أرضك . لكن أقرنا على حالنا حتى ننظر إلى ما يصير أمر الناس ) . ولكن فرقة أخرى من مناصرى معاوية بزعامة مسلمة بن مخلد الانصارى تنادت للآخذ بثأر عثمان ، فبعث إليه ( قيس بن سعد ) وهو أنصارى مثله – يقول له ( ويحك؟! أعلىّ أنا تثب ؟ فوالله ما أحب أن لي ملك الشام ومصر وأنى قتلتك ) . اى خاطبه بالانتماء القبلى وأنه لا يصح لهما أن يقتتلا ، فاستجاب إليه مسلمة ، وبعث يقول له: ( أنى كاف عنك ما دمت أنت في مصر ).

3 ـ ولم يكن ( معاوية ) ليهدأ وهو يرى ( عليا ) ينتصر في الجمل ويرى قيس بن سعد بن عبادة والى ( على ) في مصر يمهد أمرها له ، فأيقن بالهلاك أن لم يسيطر على مصر لأنه إن لم يفعل فأمامه (على) في العراق وخلفه( قيس بن سعد بن عبادة) في مصر وسيحاصرانه بينهما . فحاول بالدهاء والتهديد أن يسبر حال ( قيس ) ويعده ويمنّيه لينضم اليه ، فكتب إليه ( قيس) بنفس الدهاء يلاطفه ويباعده ليكسب وقتا حتى تقع المواجهة بين ( على ) ومعاوية فيكون قيس شوكة فى ظهر معاوية. ولم يقتنع معاوية إذ كان فى عجلة يريد أن يستوثق من ولاء قيس له وخروجه على ( على ) فكتب لقيس : (أما بعد . فقد قرأت كتابك فلم أرك تدنو فـأعدك سلما ولم أرك تباعد فأعدك حربا . ليس مثلي يصانع المخادع ولا يتنزع للمكايد ومعه عدد الرجال وبيده أعنة الخيل . ) .فلما قرأ قيس كتاب معاوية ورأى أنه لا يقبل المهادنة والملاطفة كتب إليه بموقفه الصريح في الولاء ( لعلى ) والخصومة له ومن معه .

4 ـ ولما لم يفلح ( معاوية ) مع ( قيس ) عزم على الإيقاع بينه وبين ( على ) ليعزله ( على ) عن مصر . فقال ( معاوية ) لأهل الشام ( لا تسبوا قيس بن سعد ولا تدعوا إلى غزوه فإنه لنا شيعة ، يأتينا كيّس نصحه سرا , ألا ترون ما يفعل بإخوانكم الذين عنده من أهل خربتا يجرى عليهم اعطياتهم .. ويؤمن سربهم ويحسن إلى كل راكب قدم عليه منكم ) . أى يريد معاوية أن يقتنع ( على ) بأنّ قيس بن سعد يخونه . وهذا ما حدث فعلا بسبب سذاجة ( على ) . إذ أبلغ جواسيس ( على ) بالشام مقالة معاوية وأوصلوا الحديث ( لعلى ) . ولم يكتف معاوية بذلك بل اختلق كتابا زعم أنه من ( قيس بن سعد ) وادعى أن ( قيسا ) كتبه إليه ، فقرأه على أهل الشام فيه التأييد( لمعاوية ). أقتنع ( علي) بأن قيس بن سعد يماليء معاوية , وبادر ( على ) ليختبر ولاء قيس فأرسل (علي ) إليه يطالبه بقتل أهل خربتا ، ولكن (قيس بن سعد) رفض قائلا ( أتأمرني بقتال قوم كافين عنك مفرغيك لقتال عدوك؟ وانك متى حاربتهم ساعدوا عليك عدوك ) .وهكذا أفلحت خدعة معاوية ، فجعل عليا يعزل قيسا عن مصر . ويستريح معاوية من وال حازم داهية كان شوكة في جنبه بمصر .

5 ـ وأرسل (علي) واليا آخر على مصر هو (محمد بن أبي بكر الصديق ) وهو متهم بقتل عثمان ، أى إن عليا باختياره لهذا الشاب إنما يريد إشعال حرب فى مصر . هذا علاوة على إن هذا الشاب كان متهورا ويفتقر للحنكة السياسية . وقد بادر (محمد بن أبي بكر ) بالهجوم علي أتباع معاوية ونهب دورهم فشبت بينهم الحرب ، وعقد صلح بينهم وسمح لهم بمقتضاه محمد بن أبى بكر أن يلحقوا بمعاوية في الشام . وبذلك أدت سياسة (محمد بن أبي بكر) إلى تعضيد معاوية في حربه ضد(علي) بإرسال مقاتلين جددا هم أصحاب (خربتا ) . وبعد ( صفين ) وإنشغال (على ) بمتاعبه مع جنده فى العراق رأى معاوية بأن الأحوال مناسبة له لينتزع مصر من ( محمد بن أبى بكر ) فأرسل إليه من يفوقه دهاء ومقدرة حربية ودراية بأحوال مصر , وهو فاتحها الول ( عمرو بن العاص ) وانتهى الأمر بهزيمة ساحقة لابن أبى بكر وقتله وحرق جثته . وأصبحت مصر تابعة لمعاوية تحت حكم عمرو بن العاص . أضاعها ( على ) بسذاجته وسوء سياسته . وكان يمكن ( لعلى ) أن يستغل مصر فى القضاء على ( معاوية ).

رابعا : من مظاهر الفشل السياسى لعلى :

ألف باء السياسة أن تقوم بتحييد عدوك ما إستطعت ، وأن تحوّل المحايدين الى أنصار ، وألا تدخل فى حرب إلا للضرورة . وهذا نقيض ما سار عليه ( على ) . تحرّش بخصومه وأعطاهم الفرصة ليحاربوه ، بل و إختلق لنفسه خصوما من المحايدين بلا داع ، وهؤلاء المحايدون الذين جعلهم (على ) خصوما له إستحضرهم ( على ) الى جانبه وأعطاهم الفرصة ليتآمروا عليه وليقوموا بتدميره .
سياسة رائعة فى الفشل . ونعطى أمثلة :

1 ـ رفض نصيحة المغيرة بن أبى شعبة ، أحد دُهاة العرب . جاء المغيرة لعلى بعد خلافته ونصحه ألّا يبادر بعزل معاوية وعبد الله بن عامر وعبد الله بن سعد بن أبى السرح وسائر ولاة عثمان ، وهم يحكمون الشام والعراق وخراسان ومصر وليبيا ، ونصحه المغيرة أن ينتظر حتى يأخذ منهم البيعة له بالخلافة ، وأن يضمن ولاء جنودهم له ، وبعد أن يستوثق من أستتباب نفوذه يقوم بعزلهم أو يقرر بقاءهم الى حين . هو الرأى الصواب ، ولكن رفضه ( على ) مصمما على المبادرة بعزلهم . فترجّاه المغيرة أن يعزل من يشاء ويستبقى معاوية الى حين ، فرفض (على ) مصمما على عزل معاوية والجميع . فانصرف المغيرة وأتى المغيرة لعلى فى اليوم التالى وأعلن له أنه موافق على رأى ( على ) وأن الصواب هو ما رآه ( على ) من المبادرة بعزلهم . وخرج المغيرة يقول ( نصحته فلم يقبل فغششته ) ، وصاغ ذلك شعرا وتحالف مع معاوية .

2 ـ ودخل عبد الله بن عباس على ( على ) وسأله عما قال له المغيره فحكى له ( على ) ما حدث ، فقال له ابن عباس: "أنه نصحك أولا ثم غشّك ثانيا .".وأكّد ابن عباس لابن عمه ( على ) نفس ما قاله المغيرة ، أن ينتظر دون المبادرة بعزل ولاة عثمان الى أن يضمن تثبيت سلطانه ، بل قال له : ( كان الرأى أن تخرج حين قُتل عثمان أو قبل ذلك الى مكة ، فتغلق عليك باب دارك ، فإن كانت العرب مائلة مضطرة فى أثرك فلا تجد غيرك . فأما اليوم فإن بنى أمية سيحسنون الطلب بأن يلزموك تبعة هذا الأمر ، ويشبّهون فيك على الناس . ). وهذا ما حدث فعلا . ولم يأخذ ( على ) بنصيحة ابن عباس والمغيرة فجعل من معاوية ندّا له .!!

3 ـ وفى تحويله المحايدين الى خصوم ثم الاستعانة بهم بعد أن اكتسب عداءهم نعطى مثالا بما فعله بجرير بن عبد الله البجلى . كان جرير هذا واليا لعثمان على ( همدان ) فى فارس ، وبادر ( على ) بعزله بلا مبرّر ، فاكتسب عداوته . الغريب أن ( عليا ) إستدعاه وبعثه رسولا من لدنه ليقنع معاوية بأن يبايع ( عليا ) بالخلافة ويترك إمارته . وقد حذّر الأشتر ( عليا ) من مغبّة إختيار ( جرير ) بالذات لهذه المهمة ، ولكن كان ( على ) عنيدا كالعادة فرفض النصيحة. وأرسل بجرير رسولا الى معاوية، فانضمّ جرير الى معاوية ، ممّا رفع من معنويا جُند معاوية .

4 ـ الكارثة الكبرى هى ما فعله ( على ) مع الأشعث بن قيس . أى عزل الأشعث بن قيس ثم إستجلابه اليه ليكيد له الأشعث ، فكان ( على ) مثل من يقوم بطعن نفسه بسكين ليهزم نفسه أمام معاوية . الأشعث بن قيس هذا ، كان أحد زعماء قبائل كندة اليمنية . وقد فشل فى أن يكون ملكا عليها ، ورأى فى الاسلام فرصة لتحقيق طموحاته السياسية فأسلم . ولكن سيطرة قريش على الأمور بعد موت النبى أضاع طموحاته فارتد ، ثم عاد الى الاسلام ، وتزوج اخت ابى بكر طمعا فى أن يأخذ دورا قياديا ، لذا شارك فى الفتوحات وقاتل فى اليرموك والقادسية ، وفى فتح أصفهان مع النعمان بن مقرن وفتح المدائن وجلولاء ونهاوند. وبسبب خطورته وزعامته وسُرعته الى الفتنة إرتعب عمر بن الخطاب حين علم أن خالد بن الوليد أجزل العطاء للأشعث بن قيس ، وخاف عمر من تحالف بين ( خالد ) و( الأشعث ) ومعهما جند الفتوحات من عرب قحطان وعرب ( ربيعة ومُضر ) وكان هذا من أسباب التعجيل بعزل خالد . وفهم الأمويون خطورة الأشعث بن قيس وعرفوا مكانته بين قومه ومهارته القيادية والحربية فولاّه عثمان على ولاية أذربيجان ، وأطلق فيها يده . وحين تولى ( على ) الخلافة اسرع فعزل الأشعث وحقّق معه فى تصرفاته المالية فاكتسب عدوا خطير الشأن . ولم يكتف (على ) بذلك ، بل إستحضر الأشعث الى جانبه ليحارب معه . وانتهز الأشعث الفرصة ليكيد لعلى ، فأرغم عليا على الموافقة على التحكيم ، وهدد بأن يقوم بتسليم ( على ) الى معاوية إن لم يوافق . وترك ( على ) الحبل على غاربه للأشعث فجعل معظم جُند ( على ) يرغبون فى الهدنة ويوافقون على التحكيم ، وذهب الأشعث الى معاوية ليوافقه على التحكيم ، ثم رفض الأشعث أن يكون عبد الله بن عباس ممثلا (لعلى) فى التحكيم لأنه يريد حكما من القبائل القحطانية وهو ابو موسى الأشعرى العدو الصريح ( لعلى) ، فرشّح (على ) الأشتر فرفض الأشعث . أى أدت سياسة ( على ) الى ان صار هو المأمور وصار الأشعث هو صاحب الأمر والنهى ، وإنتقم الأشعث من ( على ) شر إنتقام .

5 ـ فشل آخر وقع فيه ( على ) ،هو استسلامه لأتباعه من الأعراب المُشاغبين.أولئك الأعراب لم يكونوا معظم جيش ( على ) بدليل أنهم حين خرجوا عليه كانوا عدة ألوف فقط من جيشه الذى جاوز مائة ألف ، وبدليل أنه إستأصلهم فى ساعات قليلة وبسهولة تامة فى موقعة النهروان .ومن هنا نفهم فشله السياسى فى تعامله معهم من البداية . كان يجب أن يأخذهم بالشدة ويستعين عليهم بقبائلهم وبزعمائهم ، ويقوم بتحجيم المتمردين من زعمائهم ، وأن يحتج عليهم بالطاعة العمياء التى يتمتع بها معاوية من جنده أهل الشام . بهذا الحزم كان يمكنه أن يسيطر عليهم ، ولكنه تردّد وضعف ، فأتاح لهم أن يتطوّر نفوذهم ، وأن يكونوا أكبر سبب فى فشله وفى فوز معاوية بالخلافة .

6 ـ وفى عام 40 وقبيل قتل (على ) أتفق ( على ) ومعاوية على توقف الحرب بينهما وأن يحتفظ كل منهما بما يسيطر عليه . وفى تفس العام إنفضّ عن ( على ) معظم أنصاره بسبب فشله الذريع . وكان آخر من هجره وإنفض عنه ابن عمّه عبد الله بن عباس . ويبدو أن إبن عباس قد ملّ من عناد ( على ) ورفضه للنصائح ، وتدهور حاله ، وكان ابن عباس واليا على البصرة ، فهرب منها ومعه بيت المال .
أخيرا :
فشل ( على ) السياسى أضاع معظم ما حصل عليه من غنائم الفتوحات ، أنفق فى خلافته الشاقة العسيرة التي استمرت حوالى 5 سنوات كل مدخرته . ومات قتيلا ، وكانت تركته 700 درهم فقط ويقال 600 ويقال 250 درهما . فلم ينجح فى دنيا السياسة مثل عمر وعمرو ومعاوية ، وطبقا لما نعرفه من تاريخه فقد عاش يأكل السُّحت من دماء وأموال ونكاح نساء الأمم المفتوحة المنهوبة.


ردود الكاتب على التعليقات

نحن بمنهج البحث التاريخى نجسّد شخصية (على ) وغيره . ولا نأخذ هنا بأحاديث صيغت فى مناقب فلان وفلان ، كلها أحاديث تم وضعها فى إطار ما يعرف بالصراع المذهبى ، وبالنسبة لعلى بن أبى طالب فهو مقدس عند الشيعة والسنة والصوفية لذا تكاثرت فيه الأحاديث تمدحه. أما عن المال السّحت فهو حقيقة ، فهذا المال الذى جىء به لعلى قبل خلافته وفى خلافته هو مال سّحت حرام ، تم جمعه بالجزية والخراج من شعوب مقهورة مغلوبة على أمرها محتلة بلادها . ولا عيب أن يتزوج الانسان ما شاء فى إطار العدل ، ولكن من الحرام إستعباد إمرأة وإجبارها على أن تكون مملوكة لرجل ينال منها بالاغتصاب قهرا وبلا رضا منها. هنا إغتصاب ، وهنا مال سحت . والاسلام قائم على العدل والقسط ، وعلى حرية الانسان . ودين الله جل وعلا عندنا أقدس من أى شخص ، وليذهب أى شخص للجحيم لو ظلم شخصا واحداونسب ظلمه للاسلام . فكيف بمن يظلم شعوبا وملايين من البشر ؟, وقلت وكررت وأكدت مسئولية (على ) وأنه لو كان يريد الآخرة لسعى لها سعيها ، وتطهر من هذا الرجس التى جاءت به الفتوحات ، ولكنه تصارع مع رفاقه على أن يكون خليفة لهذه الامبراطورية .أنا أعلم إننا ورثنا أوزارا من الكفر ، وتعلمنا أن نكيل بمكياليين ، نرفض احتلال الغرب بلادنا ، ونجعل إحتلال العرب الصحابة للآخرين جهادا اسلاميا ، مع إن المستعمر الغربى كان أرأف بنا حالا ، فلم يقم بسبى النساء والاسراف فى القتل ، كما حدث من الصحابة . ونحن نحكم هنا ليس بما كتبه الضحايا ، ولكن بما كتبه محبو الصحابة فى تاريخهم السّنى . أرجو أن نتذكر أن القضية هنا فيها ظالم ومظلوم . الاسلام والصحابة . الصحابة ظلموا الاسلام إذ استخدموه فى تأسيس امبراطورية بالإثم والعدوان وجعلوا ذلك اسلاما . والاسلام من هذا برىء . فإما أن ننصر الله جل وعلا ورسوله ودينه وإما أن ننصر الصحابة الذين شوهوا الاسلام . كل منا يختار لنفسه ما سيكون مسئولا عنه يوم الحساب أمام الواحد القهار
مع أن المقال من الناحية البحثية مكتمل الأركان فى تحليله ولأنه يعتمد على المصادر السنية التى تعتبر الى حد ما معتدلة بالنسبة للمصادر الشيعية التى تؤله عليا وبنيه ، ومع ردودنا السابقة فإن الشيعة يريدون إلزامنا بنهج البلاغة ومقولاتهم فى الاههم (على ) .
يحزننى ويؤسفنى أنه لا مكانة لرب العزة ودينه لدى أصحاب الديانات الأرضية ( المسلمين ) من صوفية وشيعة وسنّة . إذا تعاملت بحثيا مع آلهتهم السنية أو الشيعية إنتفضوا غضبا ، مهما كانت حُجتك القرآنية أو التاريخية ، يريدونك أن تقدس ألاههم مثلهم ،وينسون حق الخالق جل وعلا عليهم .آلهتهم عندهم هى فوق رب العزة ، ولا يؤمنون بالله جل وعلا إلا إذا كانت معه آلهتهم المزعومة ، وأخشى أن يموتوا على هذا ويكونوا ممن سيقال لهم يوم القيامة ( ذَلِكُمْ بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ اللَّهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ وَإِنْ يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ (12) ( غافر ).
يظل الفارق الأساس بيننا أن عليا شخصية تاريخية وليس جزءا من عقيدة المسلم الحق ، ولأنه شخصية تاريخية فنحكم عليه تاريخيا ، ولأن هناك من يقدسه وينسبه زورا وبهتانا للاسلام فنحكم عليه بالميزان القرآنى .
وفى كل ما نكتب عن (على ) وغيره ،فليست لنا خصومة شخصية معه أو مع من يعبده ، وسيحكم بيننا رب العزة فيما نحن فيه مختلفون ، وسيؤتى بنا وبخصومنا وبعلى وذريتة وجميع الأنبياء والمتقين والمجرمين ، حيث يقف كل منا فردا يجادل عن نفسه أمام جبار السموات والأرض ، حيث سيبدو للغافلين من الله جل وعلا ما لم يكونوا يحتسبون .( وَلَوْ أَنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً وَمِثْلَهُ مَعَهُ لافْتَدَوْا بِهِ مِنْ سُوءِ الْعَذَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَبَدَا لَهُمْ مِنْ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ (47) ) ( الزمر ).
من ناحيتى أنا قد جهّزت حجتى من الآن ، وأحتسب ما أقول وما أكتب عند رب العزة راجيا أن يكون حسنة فى كتاب أعمالى ، أما من لا يقدّر الله جل وعلا حق قدره و يعطى التقديس الواجب له وحده لبشر مثلنا فأرجو أن يراجعوا أنفسهم قبل الندم
نحن ننكر جميع الأحاديث ، ننكر نسبتها للنبى عليه السلام ، وننكر أن تكون جزءا من الاسلام . أرجو أن تقرأ لنا ( القرآن وكفى ) و ( الاسناد ) و( التأويل ) ..الخ .

نحن فعلا نحتاج لجيش من المفكرين ليجتهدوا معنا فى تأصيل الفارق بين ما هو اسلام ( أى القرآن ) وما هو راجع للمسلمين من تراث وتاريخ وحضارة وتشريعات . ثم نبرىء الاسلام من أعمال المسلمين ، ما كان منها خيرا أو شرأ .وأهلا بكم معنا .


أجوبة الكاتب على التعليقات والاسئله

1 - عدم مشاركة علي في الفتوحات وهو المعروف بشجاعته تعتبر اعتراض منه حتى لو لم ينقل لنا التاريخ أي اعتراض كلامي له -

أن ( عليا ) شارك فى الفتوحات بالرأى . ونافس الآخرين فى أكل السحت من غنائمها ، وإغتصاب سباياها ، وقد إعتبر ذلك ( تراث محمد ) وأنه الأولى به .

2- انت أكثر من ينادي بالتعايش فهل تريد من علي بن أبي طالب أن يرفع السيف على مخالفيه لأنهم انتهكوا أوامر الله ؟؟ أم يتعايش معهم ويترك حسابهم على الله ؟؟

كان كل المطلوب منه أن يعتزل ، وأن ينسحب كما إعتزل من جعلهم رب العزة السابقين من المهاجرين وألأنصار . والتاريخ نفسه يذكر أن سعد بن أبى وقاص قد إعتزل الفتنة بعد أن شارك فى الفتوحات . أى كان الاعتزال الجزئى معروفا تاريخيا ، وكان الاعتزال الكلى مفهوما من إشارة القرآن للسابقين الأولين من المهاجرين والانصار الذين ماتوا وقد رضى الله جل وعلا عنهم إذ لم يرتكبوا ظلما ، وينسبوه الى دين الله جل وعلا كما فعل صحابة الفتوحات . كان يمكنه لو أراد أن يتركهم قائلا ( لكم دينكم ولى دين ) . لن يستطيعوا إرغامه على القتال معهم . ولن يستطيعوا إرغامه على العيش معهم . إذا أر غموه على شىء فبإمكانه أن يقاتلهم دفاعا مشروعا عن نفسه ودينه وحريته الدينية . هذا هو الاسلام . كان يمكنه أن يهاجر ، وقد هاجر من قبل من سيطرة قريش ، ثم عادت قريش بنفس السطوة والظلم ، وبدلا من أن يهاجر ويعتزلهم فقد شارك برأيه

3 - كيف تريد من علي أن يعيد البلاد المفتوحة في عهد من قبله ولا ذنب له فيها ؟؟ هل نطلب من حكام العرب اليوم أن يعيدوا الأرض لأصحابها الأصليون ؟؟ . قال تعالى : ولا تزر وازرة وزر أخرى .الغرب المستعمر تصرّف بأفضل من (على ) والصحابة ، إذ إنسحب من المستعمرات . قلنا أن عليا شارك برأيه فى الفتوحات وشارك فى غنائمها ، أى هو يتحمل الوزر كالباقين . هذا عن الماضى ، حين استعمر العرب بلادا لشعوب أخرى .اليوم ، هذه الشعوب تعتنق الأديان الأرضية التى نتجت عن الفتوحات . وهى تقدس هؤلاء الصحابة . وتضطهد بعضها فى الدين . وهناك الدولة السعودية التى كرّرت جرائم الصحابة فاستولت على بلاد ليست لها ، ومن إحقاق الحق أن ترجع تلك البلاد لأصحابها . ومطلوب من المستبد العربى إن كان يخشى الله جل وعلا أن يقيم دولة حقوقية ويعتزل الحكم ويعيد الأرض لأصحابها لأنه باستبداده إنما يملك الأرض ومن عليها . هذا هو الحق والعدل . ومن يظلم فسيأتى يوم الحساب أو يوم التغابن ( يوم رفع الغبن ـ اى الظلم ويوم إنصاف المغبونين المظلومين ) وسيكون يوما عسيرا على الظالمين خصوصا من كان يظلم ملايين الناس باستخدام الاسلام .

4 - لو اتفقنا أن على علي بن أبي طالب أن يتعامل مع حجم الدولة كما هي دون أن يلحقه شيء مما فعله من قبله هل نقول أيضاً إن صد أي اعتداء يحدث عند حدود دولته محرم ؟؟

أصلا ليست دولته ، وأصلا لا يجوز له أن يكون حاكما لدولة قامت على اساس عصيان الله جل وعلا . ثم إختلفت على مال السّحت وقتلت عثمان . لو جاءوا اليه يطلبون الحلّ ـ وهو معتزل عنهم ، ويطلبون منه أن يكون حاكما عندئذ يشترط عليهم التوبة لله جل وعلا. والتوبة هى إرجاع الحقوق لأصحابها . أى إرجاع الأوطان لشعوبها ، وإرجاع الأموال لأصحابها ، وإرجاع السبايا لأهاليهم . ورجوع الصحابة الى صحرائهم ، والندم على ما ارتكبوه من ظلم لله جل وعلا وللناس . تخيّل العكس ، وهو أن الروم أو الفرس هم الذين إعتدوا على الصحابة واحتلوا بلادهم وسلبوا أموالهم وقتلوا شبابهم واسترقوا نساءهم وذرياتهم ، ألا يكون من العدل أن ينسحبوا وأن يعيدوا الحقوق المسلوبة لأهلها ؟ ألا ترى إننا لا زلنا نكيل بمكيالين .!

5 - بالنسبة لامتلاك علي من جواري حرب الردة : هل على علي بن أبي طالب ذنب عندما شرى من ماله الخاص جارية تباع في السوق وبائع هذه الجارية هو الذي سباها ؟؟

( على ) أخذ نصيبه من غنائم السبى من الردة والفتوحات ، ضمن نصيبه من الغنائم المالية و ( البشرية ) . وفعلا فقد اشترى سبايا أيضا من الفتوحات . وهذا الشراء حرام . فلا يصح لك أن تشترى متاعا منهوبا وأنت تعلم أنه ممهوب من مظلوم تم قتله . انت بذلك تكون إسلاميا وقانونيا مشاركا للجانى . هذا فيما يخص المال والمتاع ، فكيف بالانسان الذى كرّمه الله جل وعلا واسترقه الصحابة

6 - بالنسبة للقتال في الأشهر الحرم : إذا علم علي بن أبي طالب أن معاوية لا يهتم بالأشهر الحرم وأنه مستعد لبدء القتال فيها فهل يقف أمامه مكتوف الأيدي أم يجوز أن يقاتله حتى في الأشهر الحرم ؟؟

القتال فى الأشهر الحرم هو تفصيلة ضمن تفاصيل الظلم لله جل وعلا وللناس . و( على ) و( معاوية ) يتحملان معا هذا الوزر الذى هو أكبر من أن يكون زيادة فى الكفر . وأرى أن ( عليا ) هو ( الجانى الأكبر ) لأن معاوية صريح فى أن غرضه هو الدنيا ، وهولا يتمسح بالدين ، أما ( على ) فهو يتمسح بالدين نفاقا ، بينما يناقض الاسلام فى كل ما فعل . ألا يكفى انه إتّخذ عاصمته ( الكوفة ) وعاش خلافته فى العراق ، الى أن إغتالوه هناك ؟ فبأى مسوّغ شرعى يجوز له أن يعيش فى أرض ليست ملكا شرعيا له أو للمسلمين ، بل لأصحابها السكان ؟ ما الذى جاء به الى هناك تاركا وطنه وبلده ؟ نعم : جاء حاكما لأرض مغتصبه بالظلم والعدوان شأن كل مستعمر من الهكسوس الى الغرب . لا فارق سوى أنّ عليا ورفاقه من الصحابة إستخدموا الاسلام العظيم فى هذا الظلم الفظيع . ثم نلوم الغرب ولا نلوم الصحابة .!! أين حُمرة الخجل ؟

7 ـ تابعت الغالبية العظمى من مواضيعك وأعجبتني ولكن نظرتك السوداوية للصحابة لا تستثني أي أحد أبدا . والله إني أعلم أن الصحابة بشر ولا قداسة لهم ولكن لا يعقل أن نصورهم كلهم بصورة سوداء سواء من شارك في الحروب أو من لم يشارك .

ليس بينى وبينهم ثأر شخصى . هى محنة الاختيار بين أن توالى الله جل وعلا ورسوله ودينه أم توالى أعداء الله جل وعلا ممّن استخدموا إسمه العظيم فى إقتراف الظلم العظيم . بداية الاصلاح والتنوير من هنا ، من بحث الفتوحات وجرائم الصحابة فى حق الاسلام



#سامي_المنصوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- علي بن ابي طالب برئ
- الكعبه والقرآن في زمن الحجاج بن يوسف الثقفي
- الزرادشتيه و الاسلام
- رساله الى المؤمنيين
- أرض الميعاد في اليمن
- في الماضي الصفحة السوداء للمسيحيّة
- قصة إبليس الأسطورية
- أهل الكهف عند السريانيين
- 40 تناقض في القرآن
- مختطفات اسلاميه ( 2 )
- القرآن بشري و محرف - ولكن اين النسخه الاولى
- قصة إنسان ( من الإسلام إلى اللادينية )
- القصة الإلهية
- بدايات ظهور الإسلام – الهرطقات
- القران يؤكد وقاتلوهم في سبيل الله
- سوبر ماركت القرآن
- أثباتات ان القرآن بشري - الطقوس الرمضانية
- وجهة نظر
- الى متى يبقى الدين مذهبي التوجه
- الصراع في قريش - عائلة بني هاشم وبني أميه


المزيد.....




- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامي المنصوري - أحمد صبحي منصور و علي بن ابي طالب