أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ضياء حميو - مقايضة














المزيد.....

مقايضة


ضياء حميو

الحوار المتمدن-العدد: 4324 - 2014 / 1 / 3 - 20:56
المحور: الادب والفن
    


كلهم حفظوا نصيحتها الدائمة ولم يفهموها " في لحظة الحب، حتى السيء منكم ، يعطي معنى للحياة".
يصفونها بالجنون،وتارة يقسون ويتهمونها بالشعوذة.
إمرأة في الثلاثين تبيع الأمنيات والأحلام، هذا ماتعتاش منه، صفة الجنون لاتنكرها، اذ تمنحها هامشا كبير من حرية يفتقدها العقلاء، أما الشعوذة فتغضبها جدا.
هي تقرأهم تعرف حياتهم ،شجونهم وبيئتهم، ولذا تستطيع ان تقول لهم ماهم فيه.. وتستقريء مستقبلهم من بَعد.
حين يأتونها مجموعة، فمجيئهم يكون للسخرية من بعضهم، تحديدا تحليلاتها الجنسية لشخصياتهم.هي تحب ان تضحك ايضا ولذا تجاريهم.
جميع من في المدينة زبائنها، رجالا ونساءً، من عمدة المدينة وزوجاته الى متسوليها.
قلقهم من المستقبل المبهم ، هو سندها الذي تتكيء عليه.
هذه المرة الوضع خطير!، العمدة الّب عليها العامّة ، صار يعزو فشل مشاريعه الى النحس ،وأختار ان تكون هي كبش الفداء.
رغم هذا وبكل وقاحة جاء يستعلم طالعه السيء بزيجته الرابعه:- جربتُ كل شيء، فياجرا ،زنجبيل، عسل ولوز، تمر،لافائدة، من المؤكد انني مسحور ، جدي لي حلا.
كانت غاضبه جدا منه:- اسمع انتَ ومدينتكَ بحاجةٍ للإخصاء، نسلكم لافائدة منه،ماحاجتكم لذرية لاتعرف معنى ان تحلم، ان تحب ، كل ماتعرفونه هو إدمان العنف، انتم منقرضون ، هي فقط مسألة وقت.
بعد ان غادرها مهددا ومتوعدا..لم تفاجئها جموعهم الغاضبه منها الآن.!
تعرف كيف يصغون لها، لا تريد ان تعزز وهمَ اعتقادهم بها:- اسمعوا ايها الحمقى، وياليتكم كنتم مجانين لعرفتم شيئا من الحقيقة،سأقايضكم حلما أخيرا ينقذكم، مقابل أن تتركوني بسلام، ولكن لن أقول الحلم حتى تقبلوا بنسبة تصويتكم على مقايضتي هذه .
قال العمدة:- يالك من وقحة، بعد شؤمك هذا لاتجدين الا حلما لتقايضي به، ماحاجتنا لاحلامك !، نحن اجمل سكان حالمون، مازلنا نحلم منذ آلاف السنين والى الآن ،ان لم تتحقق احلامنا فبسبب نحسك علينا.
ايدته الجموع، وانتعش العمدة بصدى كلماته.
بدتْ واثقة من كلامها:- ماضرّكم لو جربتم ، لن تخسروا شيء ، الامر لكم، تطردوني ان لم تعجبكم مقايضتي.
اطمئنت لفضولهم بعد ان سرتْ البلبلة بينهم بدل الرفض القاطع.
وافقوا على ماطرحتْ.
:- اسمعوا ايها التعساء الواهمين، الحلم الذي اقايضكم به يتحقق بمحاولة اولى واحده لكل منكم،مَنْ يفشل سيُكشف زيفه ويخسر تحقيق حلمه الى الأبد.
كان الصمت مطبق، بدت واثقة من كلامها، وصارمة، انصتوا لتكمل.
:- الحلم هو ان تمتلكوا اجنحة حقيقية من ريش وتطيروا أنى شئتم.
انتظرت ردة فعلهم، ولكنهم ساهمون، الشباب منهم صار يتخيل أجنحته يطير بها يعبر البحر الى هناك.. حيث نعيم العيش - العيون الزرق والشعر الاشقر السرح ، اما النساء المتزوجات، تخيلن قدرتهن على معرفة مكان الزوج حين يغيب بدواعي السفر للعمل، او هاتفه الخارج عن التغطية كل نهاية الاسبوع.
حتى العمدة صار يحلم ، ان تمكّنه الاجنحة من التلصص على أجساد الفتيات العارية من خلال النوافذ الزجاجية لقبةِ حمام المدينه ، عسى ان تساعده الرؤية على حل مشكلته.
ابتدأ العمدة بالموافقة قائلا: انا اقبل وتنفذين فورا وان كذبتِ تُطردين، تخرجين من مدينتنا كما دخلتيها.
وأيدته الجموع.
تنفستْ بعمق وقالت:- يختار كل منكم شخصا ليقول له كلمة، سيتحقق الحلم فورا ان قالها بكل كله ، كما يحسها، بلا اي دافع او غرض ، غير وقعها الفطري من دون اي مقابل او جزاء، ان قالها ولم ينبت له ريش وتصر ذراعاه أجنحه، فقد خسر فرصته الى الابد، وقد كذب.
أحسوا بحجم الورطة التي ورطتهم فيها ، بدت وجوههم خائفة ومرتبكة، تيبست شفاههم، كان ماتبقى من بريق عيونهم هو الوحيد الذي يريد ان يسمع كلمة سر الاسرار بين الدبيب على الارض او التحليق في السماء.
ولتنهي اللحظة ولاتترك لهم فرصة بالتراجع او الرفض، قالت:- سيختار احدكم آخرا ليقول له هذه الكلمة جهرا او بسريرته، له الحق بأن يصمت وينتظر أوانها، ولاتضيع فرصته، الكلمة هي " أحبك".
حدقوا بعيون بعضهم، وهم مذهولين ، اصابهم صمت لم يستفيقوا منه، الا بعد أن رأوا اطفالهم يرتفعون الى الأعلى كالبالونات الملونه، بكركرات فرحهم ،وخفق اجنحتهم يلُّون السماء.



#ضياء_حميو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إنتصاب العذرية - قصة -
- جريدة الشرق الأوسط تسرق دراهمي
- دعاءُ قبلةِ ليلة القدر
- عصفور ماء العنب
- الغلطة
- التوأم
- جنيةُ الفيس بوك
- حلمُ ليلة نيسان
- هدنةُ حب
- بلى انحنيتُ
- ميلاد لانا
- شذوذُ طائر
- القصيدةُ التي تستحي
- مصيدةُ الأمنيات
- لوح بابلي من الألف الثالث ب م
- وردة الرجاء والمنى الطنجية
- جرس الخروف
- العربة والحصان
- أخي صفاء
- كل نساء البلد الفلاني بغايا


المزيد.....




- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ضياء حميو - مقايضة