أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - صلاح اميدي - ====تغيير طرق التعليم ضرورة ملحة =====















المزيد.....

====تغيير طرق التعليم ضرورة ملحة =====


صلاح اميدي

الحوار المتمدن-العدد: 4324 - 2014 / 1 / 3 - 18:06
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


التعليم - الجزءالاول

لسنا هنا بصدد القاء محاضرات حول التعليم و منافسة المشرفين والمخططين التربوين و مستشاري وزراء التربية و التعليم والتعليم العالي .. كلا فهم الادرى بكل شيء , و لكن اصبح تغيير طرق التدريس (و سوف لن نذكر مناهجها لان الخلل فيه اعظم ) في العراق عامة و كردستان خاصة ,حاجة آنية و ملحة , بل اصبح متاخرا مقارنة بما امكن عمله منذ التخلص من النظام البائد في كردستان منذ اكثر من عقدين و العراق عامة منذ 2003 , و بناء على حقائق علمية حديثة لا تحتمل المناقشة و مثبوتة في بحوث جميع البلدان المتقدمة ..
اتذكر أيام القراءة و التحظير للامتحانات في اواخر السبعينيات و في الثمانينيات و كيف كان طلبة المتوسطة والثانوية (ونحن كنا نقلدهم في الابتدائي ثم في المتوسطة ) , كانوا يجوبون طريق العمادية- سولاف ,او في حديقة الشهداء في الموصل مثلا, كانوا يجوبون الممرات والطرق جيئة و ذهابا , مشيا على الاقدام و في ايديهم كتبا او دفاتر القراءة و الحفظ ,مطلوب اكمالها للتحضير للامتحان .. رؤوسهم كانت متدنية و القراءة و الحفظ في تعاقب ممل ومتكرر ..كان منظرا كئيبا و مزعجا نوعا ما , و كان يدل على المعاناة التي كان يمر بها الطالب اكثر مما كان تعبيرا فعليا عن التعليم نفسه .. لكن اظن ان هذا الاسلوب كان ساريا في جميع انحاء البلد ...و الموظة كانت تلك في ذلك الزمن......
(بالمناسبة فان الدراسات و البحوث تؤكد ان دماغ الانسان يفقد التركيز في عمل او فعل عندما يحاشره فعل اخر ...ولهذا منع السياقة واستعمال الهاتف معا و نفس الشيء ينطبق على المشيء و القراءة في ان واحد )..

طريقة التعليم كانت قراءة النصوص الكتابية .. الكتب التي كانت تفتقر الى اقل الوسائل التويضيحية كالرسوم والصور و المراجع مثلا , ناهيك عن فقرها للمادة التعليمية الجيدة و التي بدورها تدهورت اكثر فاكثر اواخر الثمانينيات فصاعدا .....شرح المعلم او المدرس او محاضر الجامعة في الصف او القاعة كان يتبع القراءة النظرية او يتقدمها حسب الاسلوب المتبع ...

اذن الوسيلتان (في الحقيقة اقل من نصف الوسيلتين) المتبعتان كانتا:
1- السمع من المعلم - المدرس-محاضر الجامعة
2-رؤية النصوص المكتوبة على الكتب و الدفاتر و بعض الرسوم ....
لماذا نقول نصف الوسيلة -لان المعلم كان مثلا يقول في الابتدائية للطلاب (نباح الكلب) فان لم ترى في حياتك كلبا ينبح -لن تعرف ماذا يقصد المعلم بصوت النباح ... و استاذي في الجامعة كان يقول عن تشبيه صورة الاشعة لشخص يعاني من اكياس الكبد المائية بال WATER LILLY -اي ان صورة الكيس المائي في الاشعة تشبه وردة "زنبق الماء" ,و لكن لم يكن له صورة لكي نتعرف على الوردة و شكلها (في تقديري هو نفسه لم يرى صورة زنبق الماء في حياته) , و كلما قرات التشبيه , نسيته بعد حين , لصعوبة حفظ ذلك الكم الهائل من تلك التشبيهات ...

الادلة العلمية الراسخة الان , هي ان دماغنا يستوعب و يسجل و يحتفظ بالمادة بواسطة تفاعل الحواس الخمسة :-

الرؤية او البصر (ديكتاتور الحواس ) و السمع و الشم و اللمس و التذوق ...

1-البصر :
هذا هو الحس الطاغي .. المادة التعليمية الملقات على الطالب بوسائل مرئية هي من انجح الطرق المساعدة للطالب للاحتفاظ بالمادة لاطول فترة ممكنة .. اي ان (الاتصال بالوسائل المرئية افضل من الاتصال عن طريق الكلمات) ..
نعلم من (هرم التعليم الناجح ) , ان فقط 10% من المادة النصية المقروئه تبقى في ذاكرتنا بعد اسبوعين و غالبية المعلومات ننساها و نفقدها , حقيقة , في الساعات الاولى من قرائتها!! ....
الحقائق العلمية الاخيرة تدل ان الرؤية لا تساعد على تذكر ما رأيته من قبل فقط , بل ان في ادمغتنا شيئا ما , يشبه "برنامج كومبيتر مخزون من الولادة "... فقط نحتاج لتفعيله ليكون عملياتيا -حاضرا للعمل , كيف ؟!!
يقول البروفيسور "جون مودينة" في كتابه (BRAIN RULES-قوانين الدماغ 2013) :
اخرج لسانك للطفل الحديث الولادة (عمر اسبوع) لعدة مرات فاذا به يقلدك!! .. لم يتعلم الرضيع من قبل من احد ! فكيف تعلم التقليد؟؟؟ ... و لم يتوقف الطفل هنا فان كررت الحالة , فان الطفل متى ما يرى وجهك سوف يخرج لسانه حتى لو لم تفعلها انت !!! ..
"القرد يرى -القرد يفعل " MONKEY SEE ..MONKEY DO " ...قرود الريسس RHESUS MONKEYS تفعل ذات الشيء و تقلد اخراج اللسان بدون ان تتعلم من قبل !!!

2-السمع :
سماع المادة من المعلم او سماع قصة من قاص او رواية من راوي و الاحتفاظ به ايضا يعتمد على عدة عوامل من اهمها :
*التاكيد على ملخص و عدم الاطالة في ذكر و القاء التفاصيل .....
حيث بامكان الطالب البحث فيها ان اراد ذلك و خاصة في هذا الوقت مع و جود الكومبيوتر و بحث الغوغل- مشكورين!! ...
*الاعادة و التكرار (في الاعادة افادة) ...
* العلم اثبت ان السرد القصصي هو افضل انواع الالقاء الكلامي و هذا يشمل طبعا الاتيان بامثلة و تجارب و حكم و تشبيهات الخ ....متصلة مباشرة بالموضوع ..
*الاسلوب الشعري و القوافي , ان امكن , حسب نوع المادة التعليمية طبعا ..ايضا يسهل الحفظ و تذكير المادة..

بهذه الطريقة اتذكر الى الان اسماء عظام المعصم الثمانية , و هكذا علمنا احد اساتذة العظام و الكسور قبل 25 سنة . بدون هذه العملية يصعب ذكر هذه الاسماء الصعبة:
"
SCAPHOID-LUNATE TRIQUETRUM-PISIFORM-5-TRAPEZIUM -TRAPEZOID -CAPITATE -HAMATE
"سلوى لو تلعب بوكر ..تربح ..تخسر .. كله هم"
او "She Looks Too Pretty Try To Catch Her

3-الشم :

المعلوم ان ايعاز الشم من الانف يصل الى قشرة الدماغ مباشرة بدون المرور "بالثالاماس " الذي هو بمثابة مركز او نقطة تفتيش الايعازات الاخرى كالرؤية والسمع و اللمس مثلا,, او بقول اخر , ان هذه الايعازات هي من الاهمية مثل اهميةسيارة الاسعاف او نجدة المرور , لها الحق بان لا تقف في نقاط التفتيش لمدى اهمية واجبها !!!! ..
يقول العالم نفسه عن حاسة الشم بان ايعازات الشم لا تساعد على التنبيه فقط بل تساعد على اعادة الذكريات بدقة عن الماضي ...
يقول عن احد طلاب الطب في امريكا و كان قد خدم في فيتنام سابقا...ترك هذا الشخص دراسة الطب بعد دخوله اول عملية جراحية مع مجموعته ...حيث رائحة كوي الاوعية الدموية لايقاف النزيف كما هو معتاد في كل العمليات الجراحية تسببت في التذكير بنفس الرائحة المنبعثة من الاجسام المحروقة نتيجة القذائف و الرصاص و اثارت حالة من التوتر مجددا نتيجة ذكريات دقيقة عن الحرب لديه , لذا قرر ترك الدراسة نهائيا ...

في احد التجارب البسيطة يقول البروفيسور "مودينة -عالم علم خلايا الدماغ " كنت اقدم محاضرة عن الحامض الخلوي النووي" RNA" لشعبتين في الجامعة ...في احدهما كنت ارش عطر "البروت" BRUT على الجدران قبل المحاضرة و في الثانية كنت القي نفس المحاضرة وبنفس النمط و الطريقة بدون اي عطر و عندما انتهيت من الموضوع بعد عدة محاضرات , قمت بامتحان الطلبة من كلا الشعبتين عن RNA....
عندما لم يرش على الجدران قبل الامتحان اي عطر فان الشعبتين انجزتا بالمثل تقريبا و لكن عندما رش نفس العطر على الجدران فان القسم الذي تفوق باكثر من
زيادة الثلث في الدرجات كان القسم الذي تعرض لنفس الرائحة خلال الدروس !!!
هذه تسمى " تاثير براوست PROUST EFFECT-نسبة للفرنسي مارسيل براوست, الذي كتب قبل اكثر من 100 عام عن تاثير الشم على استذكار تفاصيل الذكريات المفقودة منذ زمن طويل "

-اللمس و التذوق:-
هنالك من المعلومات لا تحصى يمكن ايصالها الى الطالب بهاتين الحاستين , وان لم تكن بمدى اهمية ما تقدم من الحواس الاخرى .. هل لمست او و ضعت يدك على ظهر القطة مثلا ؟ !
لو لمست ايسر الصدر(منطقة القلب) للمريض الذي يعاني من تضيق شديد في في صمام القلب فانك تشعر بالضبط بنفس شعور اللمس ... طالب الطب لا ينسى هذه المعلومة ايضا ان وصلت اليه بهذا الشكل!!!
وهناك الالاف من هذه الامثلة يصعب ذكرها هنا..

قواعد تعليمية علمية مهمة :
1- قاعدة الوسائل المتعددة Multimedia Principle :الطلاب يتعلمون من الكلمات و الصور افضل من الكلمات لوحدها...
2-قاعدة التماس الزمنيTemporal Contiguity Principle: الطلاب يتعلمون بشكل افضل عندما تلقى كلمات و صور موضوع ما عليهم في نفس الوقت و ليس بالتتابع و الفصل ..
3-قاعدة التماس المكاني (الحيزي) Spatial Contiguity Principle : افضل ان تلقى صور وكلمات الموضوع في نفس الصفحة او اللوحة الجدارية بدلا من فصلها و تقديم احدهما على الاخر..
4-قاعدة ترابط المعلومات Coherence Principle :من الافضل حذف المعلومات الخارجة عن الموضوع الرئيسي ....
5-قاعدة (النمط الالقائي) Modaility Principle :السرد القصصي مع عرض الرسوم الحركية افضل من الرسوم الحركية وعرض المادة المكتوبة على اللوحة او الجدار او السبورة ,,اي بصورة (تكست)...

المطلوب؟ :-
-تغيير اسلوب التعليم القديم و تبديله بنمط يعتمد على الوسائل المسموعة و المرئية و غيرها من الحواس الانفة الذكر ..
-اقامة دورات للمعلمين و المدرسين على كيفية استخدام الكومبيوتر لعرض مواد التعليم و حفظ المادة على اقراص الكومبيوتر لعرضها لاحقا او نقله مباشرة من الشبكة العنكبوتية و عرضها على جدار العرض او اللوحةاو السبورة الخ .....
-اعتماد الجانب العملي , خاصة في الدروس العلمية و جعله مكملا فعليا للجانب النظري , فاحدهما بدون الاخر لا يمثل نقصا بل يمثل تشويها للمادة العلمية..


يقول اينشتاين : "نظريا , النظري والعملي هما نفس الشيء,, و لكن عمليا الامر ليس كذلك "



#صلاح_اميدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النشاة الاولى و نوعية الامومة و العناية في السنوات المبكرة – ...
- النشاة الاولى و نوعية الامومة و العناية في السنوات المبكرة – ...
- العزائم و الولائم و الهدايا قبل الانتخابات هل تاتي قصدا او ا ...


المزيد.....




- مطاردة بسرعات عالية ورضيع بالسيارة.. شاهد مصير المشتبه به وك ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: الولايات المتحدة اختارت الحرب ووضع ...
- الشرطة الأسترالية تعتقل 7 مراهقين متطرفين على صلة بطعن أسقف ...
- انتقادات لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بسبب تصريحات -مع ...
- انهيار سقف مدرسة جزائرية يخلف 6 ضحايا وتساؤلات حول الأسباب
- محملا بـ 60 كغ من الشاورما.. الرئيس الألماني يزور تركيا
- هل أججت نعمت شفيق رئيسة جامعة كولومبيا مظاهرات الجامعات في أ ...
- مصدر في حماس: السنوار ليس معزولًا في الأنفاق ويمارس عمله كقا ...
- الكشف عن تطوير سلاح جديد.. تعاون ألماني بريطاني في مجالي الأ ...
- ماذا وراء الاحتجاجات الطلابية ضد حرب غزة في جامعات أمريكية؟ ...


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - صلاح اميدي - ====تغيير طرق التعليم ضرورة ملحة =====