أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - اسعد الامارة - شخصية الإنسان .. والارادة















المزيد.....

شخصية الإنسان .. والارادة


اسعد الامارة

الحوار المتمدن-العدد: 4324 - 2014 / 1 / 3 - 14:00
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


لشخصيةهي كما يوردها "جيمس دريفر"بانها التنظيم الدينامي المتكامل لخصائص الفرد الفيزيقية والعقلية والخلقية والإجتماعية، كما يعبر عن نفسه أمام الأخرين في مظاهر الأخذ والعطاء في الحياة الإجتماعية، وبهذا تشمل الجوانب الطبيعية والمكتسبة من الدفعات والعادات والميول والعقد والعواطف والمثاليات والآراء والمعتقدات الخاصة بالفرد والتي تتضح من علاقاته وتفاعلاته مع وسطه الإجتماعي كما ترى موسوعة علم النفس والتحليل النفسي، وهي ايضا قوة الارادة في المواقف التي تحتاج أن يتصرف الفرد قبل واثناء وبعد الحدث أو الموقف، وقوة الارادة التي تتعاظم بتعاظم الاسباب الشعورية التي تتطابق مع العقل، حيث يستطيع الكائن الإنساني على التنبؤ بنتائج سلوكه وبعض افعاله، إنه يعلم ما يقوم به، فالكثير منا يعلم أن تعاطي الكحول لايتصف بالاعتدال وسيسبب لبعضنا الألم إن عاجلا أو آجلا، وكذلك هو حال التدخين التي عدت آفة العصر، وعلى علم المرء تماماً بأنه مضر بالصحة، ويعترف البعض بأنها عادة حمقاء إلى حد بعيد ولكن إرادته ضعيفه وتخونه في الخلاص منها..
إن فعل الخير إرادة عند الإنسان، وهذه الإرادة توجهنا نحو الخير وهي داخل كل إنسان، لان الإنسان خلق بطبعه ميال للخير وله عقل يفكر ويكتسب من خلال عملية التطبيع الإجتماعي الأولى في حياته مع التنشئة الاسرية ثم التنشئة الاجتماعية، أن لا يستسلم للغريزة الحيوانية ونزعاته الغريزية، فمن خلال هذه التنشئة يبدأ الوعي الفردي والجمعي بتكوين الإرادة مع الاحتفاظ بنزعاته وغرائزه، لانها تبقى خبيئة في عقله وتتغلب عليها الارادة الإنسانية لا إرادة السيطرة والقوة التي تدفع البعض لحب الإمتلاك والسيطرة على الآخرين، إنها غير سوية وأساسها الشعور بالدونية والعقد النفسية الدافعة لهذا التصرف، ويقول"بيير داكو" دعامتها حاجة الإنسان إلى أن يفعل أفضل مما يفعله الآخرون وإلى أن يكون أكثر شهرة وقوة.. اساسها الأنانية، وهي إرادة خسيسة كما عبر عنها بعض علماء النفس إننا نكون أمام عصاب"اضطراب نفسي" وضعف بدلا من الإرادة وقوتها.
إن الفعل الإرادي يمر قبل تنفيذه بعدة مراحل كما يطرح بعض العلماء ومنهم بيير داكو وأهمها: التصور،المناقشة، القرار، التنفيذ.
ففي التصور.. يخطر الفعل ببال الفرد قبل تنفيذه، يدخل ضمن دائرة الذهن، عند البعض يستعجل في التنفيذ بدون تروي ويخالف ذلك بعض الاراء فقول الإمام علي"يا ليت لي رقبة كرقبة البعير "البحث في التمحيص قبل نطق الكلام" وهي قمة الصحة النفسية ..والصحة النفسية تعني النضج والتوافق مع الذات ، والتوافق النفسي والإجتماعي وتتطلب مهارات في مجال تكوين العلاقات الشخصية والإجتماعية، كما انها التوافق مع الآخرين، اي استبصار الفرد بذاته وقدراته وانعكاس ذلك في وجوده بحضرة الآخرين. الصحة النفسية كما يقول"د.محمد شعلان" ليست مجرد السعي وراء التغلب على الآلم والحصول على اللذة، إنما هي الإعتدال في السلوك، القدرة في تحقيق الإرادة والسعي وراءها.
أما المناقشة فبها يفحص المرء في أثناء المناقشة الاسباب الإيجابية والسلبية معاً، وما نلاحظه من سمات المتهور يقبل باللذة ويتناسى الالم، فيخسر بذلك عقله لانه فكر باللحظة وما يجني منها، فنسى المناقشة وقرر لوحده وتدلنا مباحثنا النفسية تلك على الشخصية الدكتاتورية التي تحمل بين طياتها السيكوباثية، والشخصية السيكوباثية هي الشخصية المضادة للمجتمع، شخصية مندفعة لا تستطيع السيطرة الارداية، وتتصف ايضاً بصفات أخرى مثل عدم النضوج العاطفي فضلا عن النقص في الحكم على المواقف وتقدير نتائجها.
أما القرار فهو الحكم الذي ينهي المناقشة فيقبل الإنسان أو يرفض، ويكون بعدها التنفيذ الذي يعقب القرار بسرعة على وجه التقريب، ويقول"داكو" إن مرحلة القرار من بين المراحل الأربع هي التي يمكن أن تكّون الفعل الإرادي..كل ذلك رائع من الناحية النظرية، وممتاز جدا على مستوى التفكير النظري، ولكن تساؤلنا:
كيف هي النفس الإنسانية برغبتها ولذتها، بقبول الآخر ونفيه أو ايقاع الالم فيه وتتقارب بعض انواع السلوك في هذا الاثناء مع الشخصية السادية، ثم التأمر عليه؟ كيف سيكون تسقيطه بلصق صفات لا تنتمي له، ولا يحملها إطلاقاً وهي من الاعيب الكثير من الشخصيات، إنها مجموعة عجيبة من الدوافع اللاشعورية، تعبر عنها الغرائز أولها العدوانية وحب الإمتلاك ورفض الآخر، ثم الأمزجة والمخاوف والمصالح، والشكوك، وانواع العقد التي يحملها كل منا وتنعكس على الآخر، لا بوصفه مناقشاً واضحاً ونظيرا له بقدر ما هو ند يجب إقتلاعه، وإن تطلب الأمر نفي وجوده المادي..القتل.
يقول علماء النفس ان القرار النهائي منوط قبل كل شئ بالحالة التي نستقبل بها الفكرة استقبالا داخلياً، اي أننا اصحاب القرار الفردي أولا، ولا يوجد من يحرك ويبدل أراءنا، أو يغير قرارتنا وبمرور الوقت نصبح بلا قرار، إذن بلا إرادة .
تتأثر ارادتنا بقوة التأثير علينا وأهمها العاطفة، الشفقة، الخجل، الخوف مما ستأول اليه الأمور، الخشية والجبن في المناقشة وتغيير القرار، ثم تغيير الإتجاه. تحتاج الارادة للجهد مع شئ من التوتر وبدون التشنج الداخليين لكي يمر الإنسان بمرحلة الإحساس بالموقف الذي يحتاج قرار صعب وربما تاريخي في حياته. اي قرار يخلو من دقة التفكير والرغبة بالمواجهة ينتهي بالفشل، والفشل هزيمة مقرونة بالغباء. والناس دائماً يعجبون بصاحب القرار وصاحب الارادة القوية، سواءاً بالدراسة أو الادارة أو السياسة أو العمل التجاري، ويقول علماء النفس.. الارداة هي فعل مطابق للعقل الواعي والانسجام مع الذات، فالإنسان الذي ينعم بالارادة يمتلك كمال النفس مع القدرة بمعرفة الواقع ودراسته لكي يتقدم بأي عمل يحتاج للارادة والعزيمة التي تضم: التشبث والتصميم على النجاح، فضلا عن السيادة على الذات والتحكم بها من غير مغالاة مع الابتعاد عن التردد وقول الشاعر العربي الواضح بقوله"
إذا كنت ذا رأي فكن ذا عزيمة فإن فساد الرأي أن تترددا
لذا يحتاج القرار للارادة، والارادة تحتاج إلى روح التصميم، وهي لا تحتاج إلى إجترارات ذهنية وتردد مع كل خطوة، ونجد الكثير من الناس يكشف عن قدرة عالية في القرار.. ومع ذلك فهو غير ذي إرادة قوية!!!لا يمتلك روح المبادأة ..وهو صمام واستعداد للشروع في اي عمل جديد أو الاستمرار فيه.. لماذا تنكسر المعنويات وتخبئ روح المبادأة.. علينا ان نفحص معوقات الارادة أولا؟؟!!
المثل الشائع..من يصمم يستطيع ان يوصل للهدف..معظم الناس مقتنعون بهذا المثل ولكن قلة من يفهم حقيقة التأكيد على قدراته وفهمها أفضل.
إن البعض منا يتكاسل أو يصاب بالوهن في تحقيق أهدافه ومن ثم تنكسر ارادته وهو صاحب الارادة القوية، ونقول له أن الظروف العادية تتطلب جهوداً بطولية، وتحقيق الطموحات تحتاج إرادة قوية ايضاً، وليس بالامنيات فحسب تتحقق الطموحات، وكذلك ليس بالإجترار الذهني والعيش في الخيالات والآمال تتحقق الطموحات. إن التردد آفة تهدم المعنويات وتمنع الاقدام وتعيق التصرف وتزيد القلق المرضي، وليس القلق الدافع للنجاح!!
إن الارادة تحتاج للتوازن في الإندفاع، للتوازن في والسيطرة على الذات، الاهتمام بالوجدان، وعدم الافراط في الكف والتردد وقمع الجديد من الافكار، يقوم الكف على كبح حركة او فكرة تتبادر بالذهن فتموت خوفا من الفشل، فالشخص السوي يبقى دائما على استعداد قبل أن ينتقل لتنفيذ العمل الارادي، شريطة ان يكون هذا التردد لفترة قصيرة وهو المحفز نحو البدء بالعمل مع قوة الارادة..
كل منا يتعرض لخبرة سابقة بالفشل يتجنب المحاولة الجديدة خوفا من ان يفشل وهو الكف بعينه فينتظر أن تقرر الأحداث له او ان تفك ممنوعاته شخصية قوية وهذا عيب يقع فيه الفرد في اغلب الاحيان..إن الارادة هي قدرة وملكة تدفع صاحبها لأن يتصرف تصرفاً واعياً ويحتاج ذلك لشئ من الاندفاع مع وجود الطاقة الكافية لعمل هذا الفعل، ونحن نعلم أن التعب والملل يؤديان للانهاك النفسي والهياج الإنفعالي، ويقول علماء النفس أن اي إنهاك يسبب نقصاً في الإرادة فلا يمكن للشخصية الواهنة أن تظهر إلا بارادة ضعيفة. وخلاصة قولنا أن الارادة تحتاج لمرونة الفكر واتساعه، مع اتساع الرؤية والاسترخاء الذهني والانسجام الكامل بين الشعور بالموقف وما يحمله لاشعوره من خبرات يستبعدها إن كانت مؤلمة بآليات دفاع "اليات الدفاع منها:الكبت،الاسقاط، الاستدخال،النقل، التبرير، التكوين العكسي، (التقمص- التوحد-التعيين والتعيين الذاتي)..الخ" حين الحاجة.



#اسعد_الامارة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سلوك الإنسان..بين الربيع والخريف!!
- دولة المواطن..متى تبدأ؟
- نحنُ والمواطن..إلى أين؟
- من أجل المواطن..إشكالات وطنية!!
- عمل وأداء ومناسبة عظيمة في كلية الفنون الجميلة بجامعة واسط
- الرضا النفسي ..حجر الزاوية في الصحة والإضطراب النفسي
- التكيف النفسي ..الشعور بالقدرة!!
- دراسة عن تربوية إمتحان الدور الثالث لطلبة السادس الاعدادي
- الدولة والبناء النفسي للإنسان!!
- الدين ..وتربية الذات
- القلق .. وقلق المستقبل ..مدخل نفسي
- الانتماء والولاء وافكار أخرى
- عن النفس واللاعنف
- إصدارات علمية جديدة في علم النفس
- الجماعة وبناء الشخصية
- الواقع العربي اليوم ..الكل يتكلم ولا احد ينصت!!
- البناء النفسي في الانسان .. المعنى والمبنى
- المسايرة والانتماء ..الوحدة الجدلية بين الفردية والجماعية
- الحصر النفسي ..الشئ ونقيضه؟؟
- تربية الحروب والازمات ونتائجها


المزيد.....




- سعودي يوثق مشهد التهام -عصابة- من الأسماك لقنديل بحر -غير مح ...
- الجيش الإسرائيلي يواصل ضرباته ضد أهداف تابعة لحماس في غزة
- نشطاء: -الكنوز- التي تملأ منازلنا في تزايد
- برلين تدعو إسرائيل للتخلي عن السيطرة على غزة بعد الحرب
- مصر تعلن عن هزة أرضية قوية في البلاد
- روسيا تحضر لإطلاق أحدث أقمارها لاستشعار الأرض عن بعد (صور)
- -حزب الله- يعلن استهداف ثكنة إسرائيلية في مزارع شبعا
- كييف: مستعدون لبحث مقترح ترامب تقديم المساعدات لأوكرانيا على ...
- وسائل إعلام: صواريخ -تسيركون- قد تظهر على منظومات -باستيون- ...
- رئيس الوزراء البولندي: أوروبا تمر بمرحلة ما قبل الحرب وجميع ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - اسعد الامارة - شخصية الإنسان .. والارادة