أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد عبد اللطيف سالم - يوميات نهاية العالم














المزيد.....

يوميات نهاية العالم


عماد عبد اللطيف سالم

الحوار المتمدن-العدد: 4324 - 2014 / 1 / 2 - 16:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يوميات نهاية العالم

-1-
رئيس كوريا الشمالية حكم على زوج عمته بالاعدام بتهمة الخيانة العظمى ..
و من ثم ذهب ليعزّي عمّته .
الحزب الحاكم وصف زوج العمّة بأنّهُ خائنٌ ، وعاهرُ ، وأسوء من كلب .. لـ " محاولته الاستيلاء على السلطة العليا في حزبنا وبلدنا . "
العمّة شاركتْ في إعدام زوجها .
لهذا فقد تم إختيارها ( بعد إعدام زوجها ) ضمن أعضاء اللجنة المكلفة بالإشراف على الجنازات في الحزب الحاكم .. وهو مركز مرموق جداً . ذلك ان ّاللجنة المشرفة على الجنازات هي واحدة من المؤشرات القليلة على مكانة المسئولين الكوريين الشماليين .
نحنُ نحتاج إلى لجنةٍ كهذه .
فلدينا الكثيرُ من الجنازات .
والكثيرُ من " العَمامِ " والعَمّاتْ .
والكثيرُ من الخَوَنَةْ .

-2-

لأن دمنا رخيصٌ إلى هذه الدرجة ..
فإنّ الأنتخابات القادمة ليست أكثر من فخّ منصوب لنا .. نحنُ الناخبونَ السُذّجُ .. الميّتونَ سلَفاً .
إنُ كرنفالاتُ قتلنا .. هي ذاتها كرنفالات تحضير الأرضِ الملعونة هذه .. لنصب مجموعة جديدة من الفخاخِ " المُلَوّنة " فيها .
وليس مهماً معرفة من ينصبُ الفخاخ الآنَ .. ولا من سيدوسُ عليها لاحقاً .
إنّ الأهم .. هو أن يَعْلَقَ المواطنُ " الذي ينشدُ التغييرَ " في الفخ ، وأنْ نَعْلَقَ كلّنا معه .
أقترحُ على " الأسود " التي تريدُ تمثيلنا في برلمان الغابة القادم ، إيقاف إفتراس أرانبها المسالمة ، ودجاجها الوديع .. قبل حشرها في " الصناديق " ، وتقديمها ، طبَقاً بارداً ، لـ " الأشبال " الجُدُدْ .
أقترحُ رفعَ الأفخاخ من طريق المُغفّلين .. قبل ذهابهم إلى الغابة المقدّسة ،
لأنتخابِ الملوكِ - الآلهة .

-3-

إنّني مُتفائلٌ جداً ، بأنّ العام 2014 ، سيكونُ أفضلَ عامٍ يمُرُّ على العراق طيلة تاريخه القديم ، والمعاصر.. وأنّ الأعوام التي ستأتي بعده،ستكونُ أفضلَ، وأفضَلْ .
لماذا ؟
لأنّنا لم نقرأ في كتب التاريخ ، أنّ عاماً واحداً ، جيّداً ، قد مرّ على العراق ، منذ العام 0014 .. وحتّى الآن .
ولأنّهُ ليس من العدل .. أن تكون أعوامنا سيّئةُ ، كلّها ، هكذا .
ولأنّنا نستحّقُ أعواماً أفضلَ من هذه الأعوام ، الألفينِ ، السَيِّئة ِ ، التي مرّت علينا حتّى الآن .
ولأنّهُ من غير المعقول أن يكون العراقيّون سيِّئين إلى هذه الدرجة .. بحيث يستحّقونَ مصيرهم البائسَ هذا .
لابُدَّ من وجود من هو أسوأُ منّا ..
ويستحّقُ مصيراً مماثلاً لمصيرنا .
أيّها العام 2014 ..
مرحباً بكَ في العراق .

-4-

وداعاً سيّدَ البيتِ الطيّبِ العظيم .. نيلسون مانديلا .
لسنا محظوظين .. لتكون بيننا .
كان العراقُ سيكونُ أفضل بوجودك .
ماذا كان سيحدث .. لو لم تَمُتْ
وبقيتَ معنا ؟
هل تعرفُ كم نحنُ .. أبداً
بحاجةٍ إليك ؟؟

-5-

ان من الصعب فهم السبب وراء التهكّم على نيلسون مانديلا الآن .
كيف يمكنُ إدراكُ السبب وراء ذلك ؟؟ . ربما لا يعدو الأمر أن يكون سخرية من المبالغة في الأشادة بـ " رجل غريب " كان مهموماً ببلده ، ولم يُقدَم لنا شيئاً !! . هل كان على نيلسون مانديلا ، أن يقدّم للعراق .. مالم يتمكن العراقيون انفسهم من تقديمه له ؟؟.
هل أن وضع صورة مانديلا عنواناً لملصقٍ في الفيسبوك .. هو تعبير عن فقداننا لحسّ التناسب ؟ هل نحنُ مُهرّجون .. ومنافقون .. لأن نيلسون مانديلا سيقوم من موته ليمنحَ " كُتّاب المراثي " ، البائسينَ من امثالنا ، أفضل قطعة أرض في جوهانسبورج . أو سيطوّقُ خِصْرَ كلّ واحدٍ منّا بمسدسٍ ذهبي ؟؟ .
عذراً لسذاجتي ، التي سوّغتْ لي ان افهم بضعة اسبابٍ للأشادة به . غير ان عقلي " الصغير " لا يستطيع ان يستوعب سببا واحدا للتهكم عليه .
عذراً لأنني لازلتُ أعتقدُ بأنهُ لازالت هناك بضعة " حقائق مطلقة " في هذا العالم ، وأن نيلسون مانديلا .. لا ينتمي إلى الكثير من " الحقائق النسبية " ، التي تجعل التهكم عليه ، أمراً مقبولاً .. في العراق .. الآن .

-6-
في يوم الخميس 26-12-2013 .. ذهب الدكتور مظهر محمد صالح إلى قاعة المحكمة للمثول أمام القضاء بتهمة " هدر المال العام " .
رافقهُ بعض طلابّهِ إلى هناك ، تضامناً معه .. وانتظرهُ آخرون في مكانٍ آخر خارج المحكمة .
من بين هؤلاء الطلبة ، طالب دكتوراه ، أدى التأجيل المتكرر للحكم في القضية ، إلى أن يكون موعد مناقشة أطروحته في ذات اليوم . أمّا رئيس لجنة المناقشة فهو الدكتور مظهر ذاته .
هذا يعني أنّهُ إذا تمّ الحكم لغير صالح الدكتور مظهر في القضية ، فإنّهُ لن يذهب إلى قاعة المناقشة .. بل إلى قاعة السجن . وإذا تمّتْ تبرأتهُ من التهمة المنسوبة إليه ، أو تأجيل محاكمته ، فأنّ طلبته سيعودون معه ، من قاعة المحكمة .. إلى قاعة المناقشة .
وما بين قاعات السجنِ ، وقاعاتِ الدَرسِ ، ثمّةَ مساحاتٍ فارغةٍ ، تطرحُ زواياها الحادّة أسئلةً صعبةً ومُرّةً ، حول إشكاليّةِ الأمْكِنَةِ ، وإشكاليّة أولئكَ الذين يشغلونها في العراق .

-7-

وداعاً عراق 2013 .
سنلتقي في عراق 2014 .. لنتقاسمَ إرثنا من الفنطازيا .
هناكَ .. في الفصلِ الثالثِ من السَبْيِّ
حيثُ السيوفُ والأبلُ ، وثاراتُ الماءِ والكَلأ .
هُناكَ .. حيثُ يقفُ البرابرةُ على أبوابِ عوراتنا المكشوفة ..
أكثرُ قُرْباً مما يجبْ .



#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مثلُ البردِ الفائتِ ، في العامِ الفائِتْ .
- هذا القلبُ الفارغُ الآن
- وقائع الجمر في شارع المتنبي
- اليوم الأول
- نحنُ لسنا على مايرام
- عندما كانتْ للأحلامِ رائحةٌ
- المثقفون .. والجيش .. والمعركة مع داعش .
- إنّهم .. يشبهونهم
- كلُّ تلك الأشياء البعيدة
- الأوديسّة البغداديّة
- مع الأسَفِ الشديد
- كُلّنا .. كيوسف في البئر
- يومياتُ الحب والموت .. القصيرة جداً .
- موسمُ الهجرة من بغداد .. إلى الحبَشَة
- مايشتهيهِ رَجُلٌ حالِمٌ .. في الرُبع الرابعِ من العُمْر
- عيونُ الجنود الكليلَة
- تَواصُلْ
- عندما لا يشتري العراقيون بعض الأشياء .. ب فلسين
- الدوقة ُ .. تَلِدْ
- العراقيّون .. ودجاج - يونيف -


المزيد.....




- سقط سرواله فجأة.. عمدة مدينة كولومبية يتعرض لموقف محرج أثناء ...
- -الركوب على النيازك-.. فرضية لطريقة تنقّل الكائنات الفضائية ...
- انتقادات واسعة لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بسبب تصريح ...
- عقوبات أمريكية جديدة على إيران ضد منفذي هجمات سيبرانية
- اتحاد الجزائر يطالب الـ-كاف- باعتباره فائزا أمام نهضة بركان ...
- الاتحاد الأوروبي يوافق على إنشاء قوة رد سريع مشتركة
- موقع عبري: إسرائيل لم تحقق الأهداف الأساسية بعد 200 يوم من ا ...
- رئيسي يهدد إسرائيل بأن لن يبقى منها شيء إذا ارتكبت خطأ آخر ض ...
- بريطانيا.. الاستماع لدعوى مؤسستين حقوقيتين بوقف تزويد إسرائي ...
- البنتاغون: الحزمة الجديدة من المساعدات لأوكرانيا ستغطي احتيا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد عبد اللطيف سالم - يوميات نهاية العالم