أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد علي - هل من منقذ للوضع العراق الحالي ؟















المزيد.....

هل من منقذ للوضع العراق الحالي ؟


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 4322 - 2013 / 12 / 31 - 13:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا خلاف بيننا حول ما يمر به العراق اليوم، وهو جديد بكل معنى الكلمة، ومن الناحية السلبية اكثر من الايجابية، اي السير نحو الاسوا في الطريق المتعدد الاوجه منذ عقد تقريبا، و الاسباب تكمن في الظروف الموضوعية و الذاتية بكل ما فيهما من الجزئيات و المؤثرات.ت
طفحت عدة صفات و خصائص لم تكن ظاهرة للعيان بل مختفية لاسباب قاهرة و ليس مقنعة لمن اخفاها و من اختفى تحتها، الطائفية كانت موجودة اصلا و بالعمق و لم تختف جراء تقدم العقل العراقي و تطوره و تناسقه مع التطور الجاري في حياة الانسان، و لكن القوة و الضغط و الاساليب القسرية احجبتها عن العيون و الظهور لفترات طويلة، العرقية كانت الصفة السائدة و لكن الدكتاتورية و التهويل و التهديد غطتها، و ان برزت بين فترة و اخرى خلال سيطرة الحكومات السابقة. الحرية كانت مخفية و الشعب لم يصل لحال يمكن الاعتماد على ثقافته العامة لتصحيح مسار الامور في كل نقلة و ايجاد السبل الملائمة لترسيخ حريته . لذا كنا ننتظر بين فترة و اخرى مجموعة معينة و من جهة او طائفة او عرق او شلة معينة تتمكن من السيطرة على زمام الامور وو تستلم السلطة و تمشي بالرعية كما تشتهي و تريده مصلحتها و ظروفها و عقليتها او باوامر خارجية بحتة . لم يكن العراق في اية فترة من تاريحه ظاهره كباطنه، او بالاحرى لم يتوائم ما يكنه الشعب و يخفيه خوفا او لسبب ما مع ما يظهره للعيان من جميع النواحي الفكرية العقيدية الايديولوجية و حتى الاجتماعية. كان الفرد يعيش دائما متناقضا نفسه مع ما يحمله من الافكار و كيفية تلائمها مع ما يفرضه الواقع و السلطة في اية مرحلة كانت .
هذه حال العراق و ما مر به خلال العصور المنصرمة . اما اليوم و بعد المستجدات و ما طفح الى السطح بعد الحرية المطلقة الى حد الفوضوية منذ سقوط اعتى دكتاتور، هوغارق في بحر متلاطم من التناقضات و الصراعات المختلفة ويعمل الجميع نشر غسيل عقود من الذي كان مخفيا او منذ تاسيس الدولة العراقية ان كنا صريحين بالقول و الاعتقاد و ما لدينا من المسلمات لما نقول، انه شعب عاش تحت ضيم السلطات و مجبرا على ما يؤمن و خائفا من المستقبل و سائرا على طرق غير مؤمنة و لم يكن يريد ان يتبعها.
اليوم، و ما نلمسه من الصراعات الفكرية العرقية الطائفية المتعددة الاشكال و الالوان و التي هي ليست وليدة المرحلة بالذات بقدر ما هو نتيجة لانفجار ماكان مخفيا او مضغوطا منذ عقود. و عليه يجب ان نفكر بما يمكن ان يحل المشكلة جذريا ومن هذا المنظور حصرا . الشعب المسالم عاش في موقعه الصغير متاخيا او فارضا على نفسه التعايش رغما على ما كان يؤمن، و لم يكن نموه و تقدمه و مسايرته مع الحياة طبيعيا ان كنا دقيقين في التحليل و التوضيح، انه كان عاطفيا في الوقت الذي كان يؤمن بجماعته و قبيلته و عشيرته اكثر من وطنه و كما قاله و اكد ذلك العلماء المتنورين مرارا، كان يعيش مع نفسه في صراع مع ما يؤمن به من المعتقدات البالية.
اي اليوم، هو مرحلة الانفجارات المتعددة الاوجه من حيث الوضع الاجتماعي العقيدي الفكري المترسب في عقول الشعب. و به يجب ان نضع امام الاعين ما هو الموجود و الموروث ضمنيا و ظاهريا كي نفكر في ايجاد المنفذ السياسي والفكري الصحيح من اجل النجاح في تطبيق ماهو الحل المناسب و السير به.
و عليه يجب ان نجد وسائل و طرق و افكار استنادا على ما موجود تاريخيا و جغرافيا و نخرج باقل الخسائر، و ان نحسب للطائفية و العرقية و العقائدية و التاريخ و الجغرافية و المستوى الثقافي و توجهات الشعب و نفسيته و الوسائل الممكن الوصول بها الى النقطة النهائية للحلول و الهدف النهائي و كيفية التراضي و عدم التقاطع او الاحتكاك و الاعتبار للمصالح القديمة الجديدة التي فرضت انفسها . كل ذلك يفرض نفسه على الملم و المهتم و المخلص للايجاد الحل للوضع العراقي و المهتم بايجاد الطريق الصحيح الخاص الملائم له، و هذا صعب للغاية و لكن ممكن ايجاده و السير به و النجاح فيه، ان كنا نهتم بما موجود على الارض بدقة متناهية .
ليس علميا و لم يفكر واقعيا من تكلم عن الاخوة و التعايش و التراضي بعيدا عما مكنون في داخل الفرد العراقي. اذا، بين كل تلك الشروط التي يمكن ان تحتسب عوائقا و سدود منيعة يمكن النفاذ و العبور ان حللنا المسالة علميا و واقعيا و كنا صريحين و صادقين مع انفسنا بعيدا عن كل المظهرية و الشكلية في التعبير و الاعتقاد.
العراق الان منقسم على نفسه من كافة النواحي، و يتدخل فيه من هب و دب، و يتصارع و ابناءه مخضبة بالدم، و لم نر الافق من بعيد و الذي من خلالها يمكن ان نتوقع الخير المنظور، و تتشدد الحال المزري صراعا و خرابا. اذن العراق بحاجة الى عقل و ارادة و انسانية في الفكر و التحليل والواقعي وايجاد السبل اولا و من ثم الهمة في بيان الصح و طرح الحل، و يمكن ايجاده . اما باية طريقة او كيفية، فهذا مربط الفرس، بما ان العراق يتنعم بالعقول النيرة المختفية لحد الان، لابد من ايجادها و الاستناد عليها او احراجها و اخراجها من الملاذ من اجل مستقبل اجياله، و هذا من عمل الشعب بعيدا عن ما موجود من السلطات المتنوعة الاوجه و المصلحية التي تعمل لجهة او فكر او عقيدة او جماعة واحدة فقط. لابد من ايجاد المنفذ الصحيح اول، و هذا يتم بمسح ماموجود تلقائيا او بالتدريج و السير نحو الاستقلالية في التفكير و الطرح و بايجاد المؤسسات المطلوبة. و هذا يمكن ان يحتسب علينا بالخيال في ظل ما موجود على ارض الواقع من العقليات التي تدير البلد و التي لم تدع كائن من كان من فرصة لازالتها، فالحل موجود ايضا، انها انتفاضة عارمة لتصحيح المسار و باشتراك الخيرين و هذا يحتاج الى التضحيات الكبيرة، و الشعب لم يبخل ابدا على ما معلوم عنه في تاريخه.
اي الحساب لما موجود على الارض بعد الزوال و البداية الصحيحة لعمل صحيح بعد الخراب الذي تاذى منه الجميع. و ما ينقذنا باختصار هو الفكر الانساني المجرد ان اردنا التوائم و التلائم و الانصهار ولو باقل نسبة . و هذا ما يحتاج ايضا لجيل مضحي قبل اي شيء اخرو هذا قدر العراق . و الواقع الحالي خير دليل على تفاهة الصراع و الحرب على الصغائر و سكب الدماء البريئة من دون اي سبب مقنع، او بعيدا عن اي هدف يستحق ذلك .
اذن المنقذ الحقيقي الدائمي ليس شخصا او جماعة بقدر ماهو جيل بكامله و النخبة الواعية لادارته و المستوى الثقافي العام لاسناده و دعمه . و هذا يحتاج الى وقت و خطة .



#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طبيعة العلاقات التركية مع اقليم كوردستان
- الغباء في ادارة اقليم كوردستان مترامي الاطراف
- هل شخصية المجتمع الكوردستاني تدعم تاسيس الدولة ؟
- سيطرة نفوذ تركيا و ايران على مناطق الحزبين في اقليم كوردستان
- اين وصلت الاخلاق و السياسة في اقليم كوردستان
- من المنفذ الحقيقي لاغتيال الصحفي كاوة كرمياني
- الى الراي العام الكوردستاني
- ماوراء استمرار الاغتيالات في اقليم كوردستان
- الارادة والاخلاص اساس تحقيق اي هدف مهما كان صعبا
- تنسيق الاتحاد الوطني الكوردستاني و حركة التغيير من ضرورات ال ...
- التوافق يفرض نفسه على نتائج انتخابات برلمان كوردستان
- يجب الحذر من ضياع صوتك في انتخابات برلمان اقليم كوردستان
- ما حال الشعب ومن يحكم العراق الان
- من الأَولى بالتغيير الفرد ام المجتمع
- الى متى الانفجارات الدامية في العراق?
- الى متى استمرار غرور رئاسة اقليم كوردستان ؟
- ما مصير الوسيلة التي لم و لن تحقق الغاية
- دور الاحزاب التابعة في كوردستان
- بداية التراجع عن الديموقراطية في اقليم كوردستان
- لماذا الكرامة هي الاهم في حياة الانسان


المزيد.....




- اختيار أعضاء هيئة المحلفين في محاكمة ترامب بنيويورك
- وزير الدفاع الأميركي يجري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الـ -سي آي إيه-: -داعش- الجهة الوحيدة المسؤولة عن هجوم ...
- البابا تواضروس الثاني يحذر من مخاطر زواج الأقارب ويتحدث عن إ ...
- كوليبا: لا توجد لدينا خطة بديلة في حال غياب المساعدات الأمري ...
- بعد الفيتو الأمريكي.. الجزائر تعلن أنها ستعود بقوة لطرح العض ...
- السلاح النووي الإيراني.. غموض ومخاوف تعود للواجهة بعد الهجوم ...
- وزير الدفاع الأميركي يحري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الاستخبارات الأمريكية يحذر: أوكرانيا قد تضطر إلى الاستس ...
- -حماس-: الولايات المتحدة تؤكد باستخدام -الفيتو- وقوفها ضد شع ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد علي - هل من منقذ للوضع العراق الحالي ؟