أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فؤاد قنديل - الحياة ... مشكلة جمالية














المزيد.....

الحياة ... مشكلة جمالية


فؤاد قنديل

الحوار المتمدن-العدد: 4322 - 2013 / 12 / 31 - 13:44
المحور: الادب والفن
    



لن يستقبل الكثيرون كلمتى هذه بما آمله من الترحيب أو محاولة مناقشتها بحيادية حتى بعد أن يبلغوا منتهاها ، فقد يحتاج الامر قدرا من التأمل والتقويم ، وأظن أن المسألة لن تستلزم من الجهد مايستلزمه رفع سيارة التهمت الرمال عجلاتها .
تلك الحياة التى يغرق فى أوحالها البشر الى ما فوق عيونهم ، وتحاصرهم فيها المشكلات السياسية بإلحاح وشراسة
من تعددأشكال الطغيان والقهر، إلى صراعات الأحزاب وسيطرة القوى الكبرى ، والعبث بالدساتير والاستهانة بحقوق الإنسان وتقليص حرية التعبير ، وصولا الى ألوان شتى من التهديدالسياسى والعسكرى الذى يتفتق غالباـ باغراء السلاح والقوة الاقتصادية ـ عن حروب لاتبقى ولا تذر ، تستهدف سحق ارادة الخصوم عبر سحق الإنسان ، والزهو بعدد القتلى والمشردين والمدن المدمرة
أنا على ثقة أن هذه المشكلات التى تتفاقم يوما بعد يوم يمكن أن ترتد الى غياب المنابع الجمالية ، فحسب وجهة نظرى المتواضعة التى أطمع ألا تكون صادمة بدرجة تمنع التواصل معها فان منظومة الجماليات غير مقصورة على الفنون والآداب والعمارة وأعراس الطبيعة وألوان الافراح بالزواج والمواليد وأعياد الميلاد وأغاريد الطيور وتفتح الزهور ورقصات البحار وغيرها من الاحتفالات ذات الحضور المادى ، وانما يمكن لمنظومة الجمال أن تضم تحت مظلتها تجليات غير منظورة تتمثل فى كل ما هو روحى وإنسانى وثقافي كالحب والتواصل النبيل والتسامح وقيم الأخلاق الرفيعة ....الحق والخير والعدل والحرية والسلام والصدق والأمانة وحسن الظن والتعاطف والإحساس بالآخر وقبول الاختلاف والتزام أدب الحوار.

إن ماأذهب إليه لا يعد فى زعمى محض نظر رومانسى ، أو نزوع مثالى ، ولكنه رد الفروع إلى الجذور ، وانتساب الأحفاد إلى الأسلاف ، وإنه لمن تحصيل الحاصل أن أدعو أحدا الى تأمل جمال الصدق والتعفف، وليس لى أن أتحدث عن جلال العدل وبهاء العفو ، كما انه لا يتعين علىّ أن أؤكد أن أكبر شجرة بديعة فى الوجود هى شجرة الحب ولا تنافسها إلا شجرة الامانة.
اننى أومن أن المشكلات الاقتصادية العاصفة ما كان لها أن تمارس ضغوطها بهذا القدر المأساوى على الناس لو كان ثمة وسيلة لكبح بولدوزر قبيح ومدمر هو الجشع الذى يخوض فى كل جنبات الحياة مندفعا نحو هدفه متنبها لكل شىء الا البشر والقيم ، فهى فى الاغلب تساوى صفرا فى حساباته.
والجشع نموذج من النماذج الكبرى للقبح ، وهو ليس سمة واحدة ، بل حزمة تضم سمات أخرى ليست أقل بشاعة ، مثل الغدر والاستغلال والاحتيال والكذب والدس والتنكر والسرقة ، وكذلك الرشوة والمطاردة وحصار المعارضين الشرفاء ... كل هذه الصفات من اخوات الجشع ، لاتألو جهدا للعمل لحسابه باخلاص ودأب حتى لو اقتضى الامر استخدام أقصى حدود الاذى الذى يمحو كل خصم مهما عز ، والشواهد القديمة والمعاصرة بلا حصر .
انها لمتعة حقيقية أن يفكر الانسان فى توسيع آ فاق رؤيته للجمال الذى هو ـ فيما أحسب - رأس القيم ، بل هو أبوها الطبيعى الذى منه ينبثق كل خير ، لان الخير لا يولد الا من نفس خيرة ، ولو كانت كذلك لبعض الوقت ، والتسامح يرتد الى رغبة الخير التى تنتسب فى الاصل الى الجمال, بل ان الدين ذاته - فيما أعتقد ودون مبالغة ـ دعوة جمالية ، وليس فيه ما يناقض الجمال على الاطلاق ، وأكثرنا لا يرى ذلك لانه يتصور أن الدين وصاية ، و والمتعصبون والجهلاء هم فقط من يخلعون عليه تلك الصفة لاستغلاله فى خداع الناس وامتلاك السلطة السياسية والاقتصادية والاعلامية ، ويسهمون فى سخف لا مزيد عليه فى تحويل الدين الى كرة تغرى مرضى الفكر والشعور بقذفها لاتفه الاسباب .
ان المبرزين من المفكرين الذين أطلقوا لرؤاهم العنان فتفرعت وسافرت الى شتى أقطار الفكر وعملت عجلاته بكل قوة حتى تطاير شرارها فبلغ كل شبر من الارض ودمر منها الكثير كما عمر ، وفى العقود الاخيرة تراجعت مشاركاتهم وخفتت أصواتهم بعد أن تصدر المشهد السياسيون والاقتصاديون وكلهم تجار ،،،، آن أن يعودوا الى الساحة هم والادباء والفنانون ليحاولوا بأقصى ما يملكون من جهد تأملى وابداعى توجيه أشعة هذا الفكر نحو بؤرة أساسية هى الجمال الذى يمكن أن يكون هدفا لكل فكر وفن وأدب فى مواجهة رجال السياسة والمال الذين أثبتت مئات التجارب فى كل مكان أن الرهان عليهم رهان عالى الحصان الخاسر ... وما زال أحباء الانسانية يطمعون فى عالم أقل شراسة , ولن يتحقق شىء من ذلك الا اذا اتجهت سلوكيات البشر بقيادة المثقفين الملهمين ولو بالتدريج صوب الجمال ، حتى تصبح الحياة جديرة بأن نحياها .



#فؤاد_قنديل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أ رَ د تُه جَبَا نا
- الترجمة وصورة مصر في الثقافة العالمية (2)
- الترجمة ومكانة مصر فى الثقافة العالمية(1)
- حب خريفي بطعم العواصف
- دستوركم يا مصريين
- المفتون - مقدمة الجزء الأول من سيرتي الروائية
- الحب على كرسي متحرك
- حبى يمنعنى من خداعها
- أسرار رابعة2
- أسرار رابعة 1
- الجوائز العربية بين الحضور والغياب
- - سلالم النهار - رواية فوزية السالم بين السياسة والأيروتيكا
- المثقفون أمام محكمة التاريخ
- صبري موسى ..و - فساد الأزمنة -
- حِصانها وحِصاني
- لم تصنع نفسك .. لكنك تستطيع
- زحف النمل
- يمامة خضراء بكعب محني
- مئوية جارودي .. المناضل الفريد
- أجمل رجل قبيح في العالم


المزيد.....




- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فؤاد قنديل - الحياة ... مشكلة جمالية