أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - راغب الركابي - أهلاً 2014














المزيد.....

أهلاً 2014


راغب الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 4322 - 2013 / 12 / 31 - 07:57
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


لجميع أهل السلام التهنئة ولمحبي الحرية والعدل السلام ، ولكم شعبنا العزيز من القلب هذه الترنيمة - يا مبدل الليل والنهار يا مغير الحول والأحوال غير حالنا إلى أحسن الحال - ، فأنا أدري ما أصابكم من ضيم وقهر وعنف وقتل وتفجير عبر سنة رأيتم فيها أنواع العذاب وسوء النوايا ، ورأيتم فيها الإبتعاد عن الصراط من أدعياء الدين وأهل الشعارات الكبيرة ، ورأيتم كيف تهاوت القيم وثقافة الناس الطيبين وغدى مفعول الوطنية في خبر كان ، ونحن إذ نستقبل عام جديد أولى لنا أن نطمس كل ذلك العهن الذي فرقنا وجعلنا شيعاً وأحزاب ، وأولى لنا أن ننظر بتفاؤل إلى المستقبل لعلنا نجد فيه الملاذ والأمل وطعم الحياة ، ولعلنا نجد فيه رجال تخلص نواياهم ويتجردوا من الأنا الذاتي والطائفي ويعملوا بشرف ونزاهة ، فالبلد الذي حلمنا به غدى بفعل النفعيين والوصوليين وعديمي الضمير عبارة عن كُدس من أفكار باليه ورجال لاهم لهم غير السرقة والنهب والتحايل والخداع والمكر فاقوا فيها كل عصابات الزمان الذي مضى .
ومجلسنا الموقر لم يتخذ ولا قرار واحد مفيد أو به فائدة أو يُرجى منه فائدة مجتمعية ، وكنا نأمل أن يصوت هذا المجلس على - قانون البنى التحتية أو مشروع البنى التحتية - والذي به حاجة إلعراق تبدو واضحة ، نظرا للواقع الذي فيه كل شيء مهدم أو هو بقايا عن أطلال ما بنته أيام الخمسينات من القرن المنصرم ، ولكن قاتل الله الفئوية والطائفية والعصبوية ، وقاتل الله الديمقراطية في بلادي التي تأسست على فوضى ليست خلاقة بل مُدمرة ، إذ لم يحقق فيها ولا مشروع واحد ناجح ، وأدعياء السياسة جميعهم شركاء في هذا التدمير والخراب وشركاء في تأخر العراقي عن الركب ، المجلس النيابي إذا ما عرفناه فهو سيئة في حياة العراقيين ساهم في تحطيم الأمل والروح والإيمان عندهم .
وأظن إن الإنتخابات القادمة لن تقدم شيء جديد ، فالوجوه الكالحة نفسها سترجع من جديد ، تتحفنا بنظرياتها وافكارها التي أخرتنا عقود وعقود ، والبناء الطائفي سيترسخ هذه المرة أكثر فأكثر ، ولا مجال لقوى المجتمع المدني في هذه الإنتخابات ولا حتى لمن يدعي العلمانية أو بعض الليبراليين طيبين النية المدفوعين بالولاء الحقيقي للوطن ، فلن يكون لهؤلاء جميعاً اي نصيب ولا حتى إمكان ، والتقسيم الوطني السيء حسب الطوائف سيبقى يرافق العراقيين سنيين طويلة - سنة شيعة أكراد - ، والترقيع مطلوب من بعض أو لبعض المكونات القومية والدينية ، وأما بعض النساء اللائي يصلن فشرط نجاحهن مربوط بنفس هذا الولاء وهذا التقسيم .
والحكومة التي شجعتها وبنيت عليها آمال كبيرة ، لم تستطع منع عمليات القتل التي يمارسها هذا الإرهاب الطائفي المتنقل بين المحافظات والبلدات ، لكنها في نظري ستبقى معذورة طالما كان تشكيلها وتكوينها تبعاً لهذا التقسيم الطائفي والقومي البغيض ، فهي رهينة لتجاذباتهم ومصالحهم وأهوائهم وأمزجتهم ورغبات زعمائهم ، فمن يجر بالطول ومن يجر بالعرض ، ولم يتخلص شعبنا من آفة واحدة من الآفات التي تفتك به بدءاً من - أفعى سيد دخيل - إلى غضبة السماء والمطر ، وتضك ساحات الإعتصام بأدعياء الوطنية والطائفية ، و التي تغذي وتنمي الشعور الضاغط بالتقسيم وبتعميق الكراهية والوقوف بوجه كل بناء ، فالعراق هذا البلد الجامع حلم الأنبياء وهضبة الأولياء والمصلحين صار فيه كل شيء مهزلة وضنك وضيق وكآبة وحزن .
لكننا نقول رغم كل هذه الحشرجات - تلك الأيام ندوالها بين الناس - فهل من متعظ منها ، وهل يمكن للعراق وهذا الشعب ان يرى النور بعد كل هذا الظلام الممزوج بالذل والنفاق والرياء ؟ ، هل يمكن للعراقيين ان يتنفسوا لمرة واحدة هواء نظيف غير ملوث بكل عوادم الحياة ؟ ممكن ذلك ... لكنني أشك وتلك هي المعادلة .
إن أملاً يراودني في تحقيق الأماني والتطلعات ، لكن ذلك مشروط بخروجنا من دائرة التقابل والتخندق والتنابز ، وأحسسنا بالفعل اننا نحكم دولة فلا نستفز أحد ولا نكون طرف في صراع يخلقه متنطعين وحاقدين ، ولا زمه أن نكون وحدويين بالفعل لا بالشعارات والأقوال ، ووجهنا الأنظار إلى العمل وقدمنا الكثير من المنتج الوطني الذي يرآه الجميع بالعين من غير تزويق ورتوش وإضافات ، هناك فقط نظن أو نتخيل أن أملنا وعزمنا سيشرق من جديد ، وتجربة كردستان خير شاهد على ذلك فمع التنافر الحزبي نجد البناء والتعمير وشق الطرق وبناء المدارس والمستشفيات ، حتى صرنا نرى لوحة البنايات الشاهقة تزين وجه المدن معتمدة على الأستثمارات الخارجية العملاقة ، يذكرنا ذلك بتجربة دول الخليج التي حولت الصحراء إلى جنة خضراء ، ولا يتم هذا من دون مقدمات أولها الشرف الوطني والإحساس بالمسؤولية الوطنية والأخلاقية ، والغيرة على المستقبل وأن نكون جزء من هذا العالم ، وإمكانات العراق أكبر بكثير من كل هؤلاء .
إن فرصة التغيير ممكنة ولكن بشرطها وشروطها ، وشرطها الأول تغيير ثقافة الناس البدائية وتغيير مناهج التعليم ومحو التاريخ الذي يُفرق والتنافس في مجال الأداء والعمل ، وأشعار الجميع بقيمة العمل وبقيمة الزمن ، والمؤسف إن العراق هو البلد الذي يُهدر فيه الوقت عن عمد وسبق إصرار ، وساعات العمل هي الأقل من بين البلدان والحال فيه يشبه بكثير القرى النائية في مجاهل أفريقيا .
هذه المرة أني متشائم لأني لم أرى بعد طي عشر سنيين من التغيير ما يُطمئن القلب أو يُشجع على أن هناك ممكن يكون ، في بلادي الممزقة بظل إحتراب الطوائف وجشع العاملين وفساد المديرين ، إني لست متفائل لكني لستُ يائسا ، وبين المفردتين جدُ فارق تحدده طبيعة العمل والعاملين ، وأملي أن يفوز ولو واحد في الإنتخابات المقبلة ممن نظن بهم خيرا ..
أقول : أهلاً عام 2014 ، ولك الله فيه يا عراق ..



#راغب_الركابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق بين إرهابين المطر والتفجير
- قول في الشعائر الحسينية
- جواب عن سؤال في الإنتخابات
- لماذا يستهدف الأمن في العراق ؟
- وهل يجوز اقتناء الكلاب في البيوت ؟
- الرئيس الإيراني والواقعية السياسية
- لاتضربوا سوريا
- الإسلام السياسي وهاجس الحكم
- تلوث العقل السياسي العربي
- تجربة مصر تُثبت مدى الحاجة لليبرالية الديمقراطية
- تهنئة
- القرضاوي وكذبة رجل الدين
- ماذا تعني السيادة الوطنية ؟
- موقفنا مما يجري في المناطق الغربية
- بمناسبة الإنتخابات البلدية في العراق
- عقلية الطوائف
- حينما يتكلم الملك
- المعركة في سوريا
- العلمانية كما أرآها
- قول في الوطنية


المزيد.....




- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري
- باي باي كهربا.. ساعات الفقدان في الجمهورية الجديدة والمقامة ...
- للمرة الخامسة.. تجديد حبس عاملي غزل المحلة لمدة 15 يوما


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - راغب الركابي - أهلاً 2014