أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مصطفى فؤاد عبيد - نحو تطوير الفنون والثقافة الفنية والتذوق الفني (3) إدارة الوسائل الفنية المساندة














المزيد.....

نحو تطوير الفنون والثقافة الفنية والتذوق الفني (3) إدارة الوسائل الفنية المساندة


مصطفى فؤاد عبيد

الحوار المتمدن-العدد: 4322 - 2013 / 12 / 31 - 00:35
المحور: الادب والفن
    




تتسع دائرة الفنون بكافة أشكالها لتشمل الكثير من الأركان المؤثرة في استمرار مسيرة بناءها وتطورها على مر العصور، بدءاً من الفنانين أنفسهم وتطور إبداعاتهم المختلفة وتأثير النقاد المتخصصين في كل أشكال الفن ومروراً بالأدوات والأساليب والبيئات الفنية المتنوعة التي يتم استخدامها في إبراز تلك الفنون، وانتهاءً بالمؤسسات المختصة برعايتها، سواء الرسمية أو غير الرسمية، والتي تعمل جميعها بشكل متكامل على إدارة مسيرة الفنون وربطها بالمسيرة الثقافية والعلمية والتنمية والازدهار في شتى المجالات الحيوية التي تؤثر فيها بشكل مباشر أو غير مباشر من جهة وفي تنمية الثقافة الفنية والإبداعية للأجيال المتعاقبة من جهة أخرى.

ومهما كانت الجهود المبذولة من كل تلك الأركان للحفاظ على المسيرة الفنية فإنه يظل هناك ثغرات يصعب السيطرة عليها والتي قد تكون إحداها سبباً أساسياً خفياً ليس في تراجع مستوى الفنون فحسب بل في الترهل الثقافي لمتابعيها ومن ثم النزول بمستوى كل منهما تدريجياً بشكل يدعوا للاستغراب، وقد تتواجد هذه الثغرات في بعض الوسائل الفنية المساندة التي ليس لها علاقة بالفن بشكل مباشر وقد لا تنتمي لأي من أركانه ولكنها ضرورية لإدارته وإظهاره بشكل ما في هذا العصر، ومن أمثلة هذه الأعمال ما يتعلق بترجمة الأفلام الأجنبية مثلاً، فهي عملية خفية حساسة قد تؤدي إلى نتائج كارثية مذهلة في حال كانت سلبية ويمكن أن تتسبب في اضمحلال مستوى اللغة العربية لدى الجمهور إذا قام بها فرد أو مؤسسة غير متخصصة وبشكل غير صحيح.

وبالمقابل نستطيع أن نذكر شخصاً واحداً ساهم بدور أساسي قد يكون الأهم لعدة عقود سابقة في الحفاظ على اللغة العربية والذي يمكن اعتباره بدون مبالغة "شرطي اللغة العربية" في العصر الحديث وهو المهندس المصري أنيس عبيد رائد الترجمة العصرية، نظراً لما قدمه على مر عقود من الزمن في ترجمة الأفلام الأجنبية بطريقة تجمع بين التخصصية الاحترافية والفنية الإبداعية لا يقدّرها إلاّ خبراء في اللغتين معاً ويتفهمون أسرار وآداب اللغة ودورها في إبراز العمل الفني السينمائي، وهو ما كان باعتقادي من حسن حظ أجيال عربية عديدة ساهم بجهوده الخاصة في حفظ وتنمية لغتها العربية وثقافتها الفنية ربما أكثر من أي شيء آخر!

وهناك العديد من الوسائل الفنية المساندة الشبيهة بمسألة الترجمة والتي لا تقل أهمية عن أركان الفنون المختلفة وقد أضحت في هذا العصر تبتعد شيئاً فشيئاً عن جوهر خدمتها للفنون بل وفي بعض الأحيان قد تؤثر بشكل سلبي على العمل الفني، نذكر هنا مثلاً وظيفة التحكم وانتقاء البرامج والأفلام وتوقيت بثها، فقد تميزت هذه الوظيفة في العقود السابقة بأنها تُسند لشخص لديه حس وتذوق فني يشعر به المشاهدون من خلال حسن الاختيار وتفهم طبيعة ما يتم بثه ومناسبته لكل وقت، في حين أن هذا الأمر تغير على ما يبدو هذه الأيام بسبب التكنولوجيا وربما باتت تُسند هذه المهمة لأشخاص لا يمتلكون الحد الأدنى من الحس أو التذوق الفني وربما تم توظيفهم فقط لقدراتهم التكنولوجية، بحيث أنه يمكن أن يفاجئ الجمهور بعرض نوعية من الأفلام في ساعات محددة أو حتى في مواسم معينة من الصعب أن تكون هي التوقيت المناسب لعرضها.

وتنسحب هذه الظاهرة على العديد من الأنشطة وبيئات إبراز الأعمال الفنية الأخرى، فقد امتدت واستشرت في المجتمع الفني وطالت الفنون بكافة أشكالها وألوانها إلاّ ما رحم ربي، وقد نجدها في المحطات الفضائية والتلفزيون والراديو وحتى في دهاليز تحرير الصحف والمجلات وغيرها من الوسائل، وفي كل بيئة فنية بكل أنواعها هناك دوماً الموظف الذي لا يتقن إلاّ مهنته المتخصصة المساندة وكأنه لا يعرف عن العمل الفني الذي يقوم بتناوله أو عرضه شيئاً لدرجة أنه قد يبدو وكأنه لا يجيد القراءة أو الكتابة ولا يفقه حجم أو مضمون ما بين يديه ويقوم بعمله بشكل آلي بلا أي حس فني يُذكر، في الوقت الذي قد نُفاجأ فيه بأحد الشوارع بثقافة بائع للكتب يفترش الرصيف ليكسب قوت يومه وهو يحدثك عن الكتّاب والكتب التي يبيعها وتذوقه الفني لها ومفاضلته بينها من حيث المحتوى والمضمون بالرغم من أنه غير جامعي.

إن تطوير المسيرة الفنية بكافة أشكالها يتطلب الكثير من الجهود المشتركة من جميع أركان المجتمع الفني، وبالمقابل ينبغي أن لا يتم إهمال الشق الخاص بالوسائل الفنية والتكنولوجية المساندة والضرورية، التي تعمل على إبراز الفنون بالشكل المناسب، بذريعة أنها لا تنتمي للفنون بشكل مباشر، بحيث يتوجب ضبط كل تلك الأعمال لتكون مرجعيتها ثقافية فنية أكثر من أن تكون إدارية تكنولوجية بحتة أو في أسوأ الأحوال أن يتم إهمالها وتركها للهواة، كما ينبغي اشتراط وجود مؤهلات تخصصات الفنون المناسبة للتوظيف فيها بدلاً من التخصص التكنولوجي البحت والذي قد يحصل عليه بالتدريب أو قد يتم توظيف مساعد لتنفيذ المهمات التكنولوجية، مع التأكيد على أهمية توفر الثقافة الفنية والحس والتذوق الفني والذي يُفترض أنه سيعزز من القدرة على إبراز وتسهيل وصول الرسالة الفنية للجمهور المتلقي.



#مصطفى_فؤاد_عبيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نظريات القيادة الاصطناعية .. الركيكة !!
- الحلول الإبداعية للأزمات الاقتصادية (1) هندسة الاستثمارات ال ...
- نحو تأسيس نظريات العقد الاجتماعي الحديثة (2) نظرية وحدة المج ...
- نحو تطوير الفنون والثقافة الفنية والتذوق الفني (2) الفنون وا ...
- الحلول السحرية للصراعات المستعصية (3) الاتفاقيات الإستراتيجي ...
- الحلول السحرية لمشكلات البحث العلمي(1) المنافسات المتسلسلة ا ...
- نحو تطوير الفنون والثقافة الفنية والتذوق الفني (1) الفنون وا ...
- نحو تأسيس نظريات العقد الاجتماعي الحديثة، نظرية الأوزان الان ...
- الحلول السحرية للصراعات المستعصية (1) إدارة التقاطعات
- الأسرار الفنية للتوفير في الإنفاق الحكومي (2) استثمار تضخم أ ...
- الحلول الإبداعية -الجذرية- لمشكلات التعليم (3) تجديد الفكر ا ...
- الحلول الإبداعية -الجذرية- لمشكلات التعليم (2) التخطيط العنق ...
- الحلول الإبداعية -الجذرية- لمشكلات التعليم (1)
- الأسرار الفنية للتوفير في الإنفاق الحكومي (1) اعتماد سلم الأ ...
- نظرية الأوزان الانتخابية الحديثة !!
- الثقافة الديناميكية العشوائية الحديثة !!
- الإستثمارات المعلوماتية.. والإحتلال المعلوماتي!!
- الإستخبارات الثقافية .. والأمن الثقافي!!
- تأملات بريئة في تجارة العلاقات الإنسانية .. الخبيثة!!
- دعوة لاستكشاف أسرار اللغة العربية !


المزيد.....




- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...
- الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مصطفى فؤاد عبيد - نحو تطوير الفنون والثقافة الفنية والتذوق الفني (3) إدارة الوسائل الفنية المساندة