أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الطب , والعلوم - ميلاد سليمان - العلم ومضامينه














المزيد.....

العلم ومضامينه


ميلاد سليمان

الحوار المتمدن-العدد: 4321 - 2013 / 12 / 30 - 20:14
المحور: الطب , والعلوم
    


العلم ومضامينه


بين العلم والدين، كانت ولاتزال وستبقى، علاقة مستمرة لا تنفك، يظن البعض أنهما حليفان، يدعم أحدهما الآخر، ويقوي سُبله ويؤكد حججه، بل ويدافع عنه إن لزم الأمر. ويظن البعض أنهما عدوان لدودان، في صراعٍ مستمر. ويظن ثالث إنهما نسقان كل منهما قائم بذاته لا علاقة بينهما، ولو من بعيد.

الدين إطار مُجرد نسقي نظري، ولكن تظهر في طريقه تلك الادعاءات كمحاولة يائسة لكي يشمل العلم بشقيّه، النظري والعملي، والذي يبدو إنه يعمل بكفاءة، وفي قفزات تطورية، يريد البعض من أصحاب المعتقدات توظيفها وتحييدها لتخدم معتقداتهم. بينما العلم يحتوي على؛ جانب نظري صوري من المقدمات والفرضيات المبرهنة، أو التي يُسلم ببداهتها مؤقتًا للبرهنة، منها وبها، على غيرها في إطار معملي أغلبه، ليخرج لنا بقوانين ونظريات. وجانب عملي هو التجليات التكنولوجية الحداثية التطبيقية، التي تمس حياة الناس، وتؤثر في واقعهم بشكل مباشر.

العلم لا يهتم بالتدخل في الدين والروحيات، فهذه القضايا سواء في جانب النفي أو الإيجاب، تظل خارج سياقه بفرعيّه وشقيّه (النظري والعملي). ولكن هذا لا يعني إنه ليس مفيدًا في البحث في هذا الموضوع، ولكن بشكل نقدي تفكيكي؛ من خلال أن تُعرض عليه المنتجات الفكرية العقيدية الشرائعية، الخاصة بالأديان، سواء إبراهيمية أو غيرها، وأيً كان تصنيفها. ليُعمل فيها أدواته الدقيقة، ومناهجه المحكمة، ونظرياته الرصينة. العديد من القضايا والظواهر والطلاسم التي حيّرت الشعوب طوال التاريخ، فسرها العِلم وأوضح علاتها وأسبابها، وقد كانت قديمًا مِدعاة للإيمان بوجود قوى غيبية، عبدها الإنسان إتقاءًا لشرها، وطلبًا لخيرها وعطفها.

اعتقد أن العِلم والدين غير متناقضين، كلاهما له نقطة إنطلاق، ومقدمات ونتائج تختلف عن الآخر تمامًا، حتى الأدوات المستخدمة في كلاهما غير متشابهة بأي شكل. بالتالي نقطة الصدام -دائمًا- تنشأ من محاولة الدين إكتساب مصداقية على حساب العِلم بإعتبار أن العِلم يعيش عصره الذهبي من الاكتشافات، في ظل التفوق النظري والتطبيقي والتكنولوجي. بينما الدين يفشل رجاله في تطويره وبلورته وتأويله، بما يتناسب مع مستجدات الأمور، وروح العصر الحديث.

العِلم لا يحارب الدين، ولا يهدف للقضاء على الدين، العِلم لا يستطيع أن يخبرك أن الله موجود أو غير موجود، ولكن يمكن أن يُخبرك، أن كافة الظواهر التي تم ربطها بوجود وتدخل ومشيئة هذا الإله، لها تفسيرات علمية، يمكن بيانها، ولها قوانينها المتحكمة فيها، والموضحة لسيرها.

وعادًة، لو تم إثبات فشل ونسبية خطأ نظرية علمية ما، يلهث أتباع الأديان للشماتة، والإلتفاف للخلف، عائدين إلى حُضن الدين، الملاذ الآمن الهادئ المستقر الراكد، بل ويأكدون أن هذه الظاهرة حدثت بتدخل إلهي، وحتمًا سيكون إله دينهم وحدهم!!؟. بينما لو تم إثبات صحة أي نظرية، وحققت نجاحات متكررة، يحاولون لي عنق أي نص ليتفق مع هذا المُنجز. بيد أن العِلم من البداية، قدّم نفسه بإعتباره "تراكمي مرحلي غير يقيني"، بالتالي دحض نظرية أو استبعاد فرضية، لا يعني أن نقيضها هو الصواب، أو أنه في صالح الدين أو أي معتقد!!؟.

العِالم يدخل معمله، أو المكتب الخاص به، محمّل بإنسانيته فقط، وفي عقله إثراء وخير البشرية جمعاء، بغض النظر عن أي دين أو عرق أو جنس، من سيتوجه لهم بمنجَزه. دون أي مضماين تُثقل عقله وذهنه، يتوجه بشكل قسري لدحضها والتغلب عليها، في تنافسية صبيابية هو بالفعل تجاوزها من زمن بعيد. ومن مضحكات الأمور، ذلك الربط السطحي الغير مبرر، بين مشاهير قطاع معيّن، سواء علمي أو أدبي، وبين مرجعيتهم الفكرية والعقيدية، بل وتوجهاتهم الجنسية أيضًا!؟.. فتجد أحدهم يقدم لك فيديو أو مقال أو دراسة، أن هناك عظماء مثليين مثل دافنشي والإسكندر، رغم أن المثلية لم تؤدِ لإبداعهما سواء بزيادة أو نقصان!!؟. أو علماء مسلمين مثلا مثل الفارابي والرازي والخوارزمي، وكأن تقدمهم راجع لسرٍ في دينهم وتقواهم!؟. نفس الحال فيمن ينشرون هذه البيانات عن علماء ملحدين!!.



#ميلاد_سليمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المثلية... لمسة إنسانية
- لماذا ننتقد الإسلام!؟
- الإلحاد حق إنساني
- التهمة.. شغل عقله
- العكاز الثقافي
- فئران لا تأكل الجبن
- ثقافة ما بين الساقين
- ثقافة الفهلوة


المزيد.....




- عادات النوم الصحية عند الأطفال: 10 نقاط روتين لنوم مثالي لاب ...
- روشتة صحية لمواجهة رياح الخماسين غدا.. وهؤلاء ممنوعون من الخ ...
- إزاي تتغلب على نوبة الهلع المفاجئة.. مارس الهوايات واهتم بلق ...
- لو بتلعب يوجا.. اعرف الأطعمة الصحية لتناولها قبل الجلسة وبعد ...
- ليست كل الكتل سرطانية: 8 من كل 10 فى الثدي تكون حميدة.. اعرف ...
- تقنية حديثة تقيس شدّة الزلازل على القمر بدقة غير مسبوقة
- هل يسبب تناول السكر مرض السكري؟
- 6 نصائح للصيام فى شهر شوال بطريقة صحية
- 5 علامات تشير إلى ارتفاع هرمون الاستروجين
- اعرف أسباب نزيف السرة عند الطفل حديث الولادة .. طبيب متخصص ي ...


المزيد.....

- المركبة الفضائية العسكرية الأمريكية السرية X-37B / أحزاب اليسار و الشيوعية في الهند
- ‫-;-السيطرة على مرض السكري: يمكنك أن تعيش حياة نشطة وط ... / هيثم الفقى
- بعض الحقائق العلمية الحديثة / جواد بشارة
- هل يمكننا إعادة هيكلة أدمغتنا بشكل أفضل؟ / مصعب قاسم عزاوي
- المادة البيضاء والمرض / عاهد جمعة الخطيب
- بروتينات الصدمة الحرارية: التاريخ والاكتشافات والآثار المترت ... / عاهد جمعة الخطيب
- المادة البيضاء والمرض: هل للدماغ دور في بدء المرض / عاهد جمعة الخطيب
- الادوار الفزيولوجية والجزيئية لمستقبلات الاستروجين / عاهد جمعة الخطيب
- دور المايكروبات في المناعة الذاتية / عاهد جمعة الخطيب
- الماركسية وأزمة البيولوجيا المُعاصرة / مالك ابوعليا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الطب , والعلوم - ميلاد سليمان - العلم ومضامينه