أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - عادل الامين - سيرة مدينة: مكتبة ابي














المزيد.....

سيرة مدينة: مكتبة ابي


عادل الامين


الحوار المتمدن-العدد: 4321 - 2013 / 12 / 30 - 16:57
المحور: سيرة ذاتية
    


كنا سبعة أشقاء..ولكن "مكتبة أبي" كانت الشقيق الثامن غير البيولوجي والمدلل الذي يغدق عليه أبي بكل رعايته..لم تكن بحجم مكتبة الكونجرس ولكنها كانت الأكثر تنوعا والأفيد لنا جميعا ..ظل يردد على مسامعنا الغضة ليس العبرة بكثرة الكتب ولكن بتنوعها..ويردد المثل الانجليزي"Books and friends should always be few"حتى رحل عن دنيانا الفانية بقدر كبير من الاحترام وعدد قليل من الأصدقاء في مارس 2007...
كنا في تنقلنا في مدن السودان المختلفة يعمل بنفسه على إعادة الكتب إلى الحقائب الحديدية الضخمة.ثم تفكيك الطوابق الثلاث للمكتبة الخشبية الخضراء ووضعها بعناية في الشاحنة..وفور وصلونا إلى البلد الجديد والبيت الجديد يناديني لأقوم معه بنصبها من جديد في بهاء في صالون المنزل..ثم نقل الكتاب من الحقائب إلى الأرفف..وننضو الغبار عنها ويقلبها كأنها اللآليء الثمينة.."البيان والتبيين للجاحظ"...الفتوحات المكية لابن عربي...فتوى ابن تميمة...علم نفس التربوي...طبقات ود ضيف الله..ديوان شعر المتنبي ..والأدب الانجليزي المتنوع من مطابع البطريق اللندنية..العجوز والبحر...لمن تدق الاجراس لارنست همنجواي..عرس الزين..جحيم دانتي.. ورواية الجذور لاليكس هيلي وأيضا كتب البرتو مورافيا "السام" "وانا وهو" المحظورة علينا قرأتها وايضا الادب الوجودي الغريب للبير كامو واللامنتمي لكلون ولوسن و بعض الكتب السياسية...السودان في النفق المظلم د.منصور خالد...السلالات العربية في السودان التجاني عامر...وكتب مصورة للجامعة الامريكية في بيروت حيث درس هناك""corpus وكتاب الرسالة الثانية من الإسلام ودستور السودان 1955 للمفكر السوداني الراحل محمود محمد طه..موجز تاريخ الفلسفة ليوسف كرم وأيضا جملة من إصدارات دار مير السوفيتية للنشر ..الفيزياء للجميع...الرياضيات التطبيقية...التلفزيون الأبيض اسود والملون... ومجلات العربي والمصور واخر ساعة والحوادث والكثير من الكتب التي غابت عن ذاكراتي الان.مكتبة ابي الليبرالية حررت وعينا جميعا وانقذتنا من الجمود العقائدي والتزمت المذهبي واالعنصرية ايضا وقد عمل والدي مدرسا فى اركان السودان الاربعة جبيت في الشرق والدلنج في الغرب وعطبرة في الشمال ومريدي في الجنوب
عندما غادرت إلى اليمن في 1990 وعدت سنة 1993 اهديته مجموعة الكاتب الكولمبي جبريل جارسيا مركيز وجدتها في رف واحد في مكتبة في سوق المطراق في الحديدة واسعده ذلك ..ثم توالت االسنين وشرعت في اصدار كتاباتي الشخصية وأهديته اول مجموعة قصصية باسم "كل الوان الظلام أصدرتها في اليمن 1999 .. وتوالت الإصدارات –الامام الاخضر واكثر من رسالة والساقية وكتاب الانسان وكنت ارسلها له يقراها وتسعده ويرد لي عبر الرسائل وحتى رحل عن دنيانا الفانية وعدت إلى السودان"البلد الذي خبث" من اجل العزاء في مارس 2007 ووجدت الحزن المخيم على الجميع والمكتبة الخشبية التي آثرت الانتحار أيضا حزنا عليه أضحت حطاما في مخزن البيت والكتب مكدسة في الحقائب الحديدية التي علها الصدا و يكسوها الغبار...
ولا زلت على خطى ابي احترم الناس الذين عندما أزورهم أجد مكتبة في الديوان..وأحسن الظن في فطنتهم...وإنهم يقدرون رسالة الله...اقرأ....



#عادل_الامين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا يموت المبدع السوداني على قارعة الطريق؟
- الذكاء الاصطناعي والذكاء الطبيعي
- عيد بأي حال عدت يا عيد!!
- البنتاجون المصري
- إبداع تمرد وانفصام الإخوان المسلمين
- سنأوي الى جبل يسمى الشعب
- زينب والاسد
- الخيل الحرة
- ............جورنيكا الخوف..........
- لماذا اختار الجنوبيين الانفصال في السودان ؟؟!!
- العودة الى ارض حفيف الاجنحة
- حضارة السودان
- الروح ما بتروح
- الروح لا تروح
- سيرة مدينة:الشيخ حسن ود وحسونة
- السكة الحديد والثورة الاجتماعية في اليمن
- الاشتراكية السودانية
- حدث في معرة النعمان
- الاقلية الانتهازية التي تحكم بلدين
- العهر السياسي، وخصاء الأنظمة قراءة في رواية (الفحل) د/ إبراه ...


المزيد.....




- اخترقت غازاته طبقة الغلاف الجوي.. علماء يراقبون مدى تأثير بر ...
- البنتاغون.. بناء رصيف مؤقت سينفذ قريبا جدا في غزة
- نائب وزير الخارجية الروسي يبحث مع وفد سوري التسوية في البلاد ...
- تونس وليبيا والجزائر في قمة ثلاثية.. لماذا غاب كل من المغرب ...
- بالفيديو.. حصانان طليقان في وسط لندن
- الجيش الإسرائيلي يعلن استعداد لواءي احتياط جديدين للعمل في غ ...
- الخارجية الإيرانية تعلق على أحداث جامعة كولومبيا الأمريكية
- روسيا تخطط لبناء منشآت لإطلاق صواريخ -كورونا- في مطار -فوستو ...
- ما علاقة ضعف البصر بالميول الانتحارية؟
- -صاروخ سري روسي- يدمّر برج التلفزيون في خاركوف الأوكرانية (ف ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - عادل الامين - سيرة مدينة: مكتبة ابي