أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - عبدالاحد متي دنحا - مانديلا تشي جيفارا أو غاندي؟















المزيد.....

مانديلا تشي جيفارا أو غاندي؟


عبدالاحد متي دنحا

الحوار المتمدن-العدد: 4321 - 2013 / 12 / 30 - 10:14
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


إن من أبرز ثوار القرن العشرين, وهم المهاتما غاندي و مارتن لوثر كينك و تشيفارا و الزعيم الافريقي نلسون مانديلا.
وان إختلفت تجاربهم وتنوعت التشكيلات المكونة لشعوبهم وتباينت نشأتهم وأفكارهم وفلسفاتهم ومعتقداتهم .. ومن ثم فى أدواتهم, ما يجمعهم هدف واحد هو قهر الظلم وتقويض الديكتاتورية ودحر الفساد وتوفير الحياة الحرة الكريمة واتخاذ المسار المناسب لشعوبهم.

هنا نعطي نبذة مختصرة عن تجربة كل واحد منهم.
" المهاتما غاندى" ؛ الذى احترمه وانحنى له أعداؤه وخصومه قبل مؤيديه ومناصريه .
ومن اقواله:
ان اللاعنف و الحقيقة لا تنفصلان
إذا قمتم بالتخريب كنا نحن المجرمين و هم القانون
أنّ هناكَ الكثير من القضايا التي أنا على استعدادٍ للموت من أجلها, ولكن لا توجد قضية واحدة تدفعني لارتكابِ القتل في سبيل إعلائها
ما الذي سوفَ يتغير في حياة الموتى واليتامى والمُشردين إذا كان الدمارُ الجنوني قد ارتُكب باسم الاستبداد أو باسم الحرية والديمقراطية
النصرُ الذي يُنتزعُ بواسطةِ السيف هو كالهزيمة لأنَّه لحظي
بما أنني رميت سيفي فإن كأس الحب هو كل ماأستطيع أن أهديه لمن يتعرض لي
حمل السلاح ليس دليلا على القوة
ليس لدي شيء جديد لتعليم العالم. الحقيقة واللاعنف هي قديمة قدم التلال. كل ما قمت به هو محاولة تجربتهما في اوسع نطاق حسبما استطعت
اللاعنف هو أعظم قوة في متناول البشرية. هو أقوى من أعتى أسلحة الدمار التي وضعتها براعة الانسان
إن اللاعنف والجبن لا يتماشيان معا. بامكاني القيام بتخيل شخص كامل التسليح هو في داخله جبان. إن حيازة الأسلحة تعني تواجد عنصر خوف، إذا لم يكن جبن. ولكن اللاعنف الحقيقي هو استحالة دون حيازة عدم الخوف الغير زائف
وحسب غاندي تتخذ سياسة اللاعنف عدة أساليب لتحقيق أغراضها منها الصيام والمقاطعة والاعتصام والعصيان المدني والقبول بالسجن وعدم الخوف من أن تقود هذه الأساليب حتى النهاية إلى الموت.
يشترط غاندي لنجاح هذه السياسة تمتع الخصم ببقية من ضمير وحرية تمكنه في النهاية من فتح حوار موضوعي مع الطرف الآخر.
من هذه الاقوال نستنتج إصرارغاندي على نبذ العنف و تمسكه فى النضال السلمى؛ وهى سمة تتطلب فكرا وفلسفة واقتناعا وانضباطا وخيالا ودأبا أكثر مما يتطلبه النضال المسلح الذى يفجر طاقات المقهورين ، و تطلب ذلك جسارة نادرة تمثلت فى دفاعه عن عمن يخالفونه فى العقيدة -لأنهم هنود ومواطنون- ضد المتعصبين من أبناء ديانته حتى لو كلفه ذلك حياته كما حدث فى دفاعه عن المسلمين الهنود.
واصل المهاتما غاندي هذه السياسة إلى ان تحقق أخيراً استقلال الهند.


اما مارتن لوثر كينك فإنه تأثر كثيراً بدعوات الزعيم الهندي المهاتما غاندي رائد مبدأ اللاعنف ، بأفكاره ونظريّاته وأساليبه العمليّة في تطبيق هذا المبدأ في الواقع ونجاحه في الوصول إلى الأهداف التي تبناها خلال نضاله السياسيّ, بقوله: ربّما يبلغ مبدأ اللاعنف إلى العالم من خلال الزنجي.
وقد تبنى فكرة غاندي وأكّد ذلك بقوله: إن المسيحُ هو الذي حدّد لنا الأهداف، أما غاندي فقد علّمنا تكتيك الوصول إليها.
لقد تحقق لهذا الداعية الزنجي بعض ما طالب به من خلال مبدأ اللاعنف الذي استخدمه من أجل قضيته العادلة، وأول ما تحقق هو إزالة التمييز العنصريّ في القطارات والحافلات وفي الوسائل الأخرى، وقد كان (كينك) سعيداً بأمر الحكومة، لأنّه حقَّق انتصاراً مذهلاً بأساليب اللاعنف. وإزاء ذلك علّق قائلاً: لقد كنّا شعباً مسالماً دائماً، نتحمّل مشاكلنا بالكفاح الإنسانيّ الفريد من نوعه، مهما تكرّر استخدام العنف ضدنا ..
ويطرح أفكاره الرئيسة في:
- اللاعنف.
- التغيير الاجتماعي.
- الفرد ومسؤوليّة المجتمع.
- ثمن الحريّة.
كينك يعتقد أنَّ اللاعنف لا يُمكن أن يستمرَّ طويلاً، وأن يحتفظ ببقائه دون مؤيّدين واتباع يناصرونه. ويجب أن يكون طريقه في الحياة ..
إن كينك اعلن عن مقولته الشهيرة, "بآن العنف غير أخلاقي" و لم يكن يريد قتل أي شخص بوحشية، يسجن ظلما. ولا حتى أعدائه.
فكما نرى ان كينك ايضا اصر على استخدام مبدأ اللاعنف لتحرير شعبه.

أما تجربة تشي جيفارا وهو الأمريكى الجنوبى, الذى ضرب أروع الأمثلة فى الزهد والتواضع والإيثار والتضحية، و مبكرا اعتنق فكرة تحرر شعوب أمريكا اللاتينية، وذلك بالتصدى المناسب للعدوان الذى تمثله الولايات المتحدة الأمريكية عليها ( سياسيا واقتصاديا وثقافيا وعسكريا)
- لقد كان منذ صغره, عالمى النزعة لا يرتبط ببلد أو بمجتمع معين إلا إذا كان له دور فيه؛ لقد سلّمتْه فطرته - الكارهة للظلم والقهر والتسلط, فانطلق إلى بلدان قارته واحدا بعد الآخر حتى وجد الميدان الذى تمناه ؛ فصار قائدا عسكريا وخبيرا فى حرب العصابات لا يشق له غبار وحسم أخطر المعارك وأهمها, حتى تمكن هو ورفاقه الكوبيون فى عام 1959 من الإجهاز على حاكم كوبا وطفل أمريكا المدلل الديكتاتور " باتيستا "..
- واستمر يضرب المثل فاستقال من جميع مناصبه واختفى عن العيون وتوجه إلى نفس الميدان الذى امتلك قلبه ليشارك فى تحرير شعب الكونغو بإفريقيا وليدعمه بخبرته فى قتال غاصبيه، ثم انتقل بعدها إلى قارته مرة أخرى مستقرا فى بوليفيا الذى كان شعبها يعانى مما عانت منه بقية الشعوب المقهورة ؛ وظل يجمع المقاتلين ويدربهم ويقاتل حتى سقط شهيدا بعد سبعة أشهر قاسية.
من اقواله في هذا المجال
"إنّ مَنْ يعتقد أنّ نجم الثورة قد أفَل, فهو إما متساقط أو خائن أو جبان, فالثورة قوية كالفولاذ, مشتعلة كالجمر, حامية كالسندان... والطريق مظلم وحالك, إن لم تحترق أنت وأنا فمن سيضىء الطريق؟!"
"إنّ الثُوَّار ينتابهم الصقيع حين يجلسون على الكراسي ويبدؤون هدم ما ناضلَتْ من أجله الثورة, وهذا هو التناقض المأساوي: أنْ تناضل من أجل هدف معين, وحين تبلغه تتوقف الثورة وتتجمّد في القوالب, وأنا لا أستطيع أنْ أبقى متجمداً في المنصب ودماء الثورة تغلي في عروقي"
أؤمن بأن النضال هو الحل الوحيد لأولئك الناس الذين يقاتلون لتحرير أنفسهم.
علمني وطني بان دماء الشهداء هي التي ترسم حدود الوطن
كما نرى بأن تشي جيفارا تبنى الكفاح المسلح الى يوم سقوطه شهيدا على يد القوات الامريكية, وتجربته تختلف عن غاندي و كينك و لكن لها نفس الاهداف.

اما الزعيم الإفريقى " نيلسون مانديلا " الذى اختط فى بداية كفاحه طريق غاندى والتزم بالنضال السلمى أداة للتحرر من مغتصبى وطنه من المستوطنين الأوربيين متنوعى الجنسيات وبشكل خاص المستوطنين الإنجليز الذين احتلت دولتهم شبه القارة الهندية فى نفس الوقت الذى كانوا يفرضون فيه سطوتهم وجبروتهم على حدود وخيرات وطنه جنوب إفريقيا ويطبقون فيها أشد صنوف التمييزالعنصرى وحشية فى العصر الحديث.
بين 1940s و 1950s، كان مانديلا ناشط سلمي، وتأثر بتعاليم المهاتما غاندي، وإن لم يكن تماما مقتنعا بها. "رأيت اللاعنف على نموذج غاندي ليس نموذجا غير قابل للانتهاك"، كما كتب في وقت لاحق "، ولكن كتكتيك لاستخدامه حيث يتطلب الوضع".
فتخلى عنها معلناً بصراحة أنّ تبنيه لها لم يكن إلا “قراراً براغماتياً تمَّ اتخاذه بعد تقييم باقي القرارات»، وبالتالي لم يكنْ قط «قراراً أيديولوجياً استراتيجياً” .
التباين في موقف مانديلا، من جهة، وغاندي، من جهة أخرى، تجاه سياسة اللاعنف يبدو جلياً من خلال ردةِ فعل كل منهما إزاء المجازرِ المُرتكبة بحقِ أبناء جلدتهما، فمثلاً كانت مجزرة ارميتسار نقطةَ تحوّلٍ هامةٍ في مسيرةِ اللاعنف لدى غاندي، في هذه المجزرة سقطَ 1516 متظاهراً سلمياً بعد أنْ أطلقَ عليهم جنود الجنرال داير 1650 رصاصة، و ليخرجَ غاندي بعدها ويعلن إصرارهُ على التمسكِ باللاعنف طريقاً لتحرير الهند، وليطلبَ من أنصاره الامتناعَ عن كلِّ أشكالِ التخريب.
بالمقابل كانت مجزرة شاربفيل ــ في 21 آذار 1960 ــ آخرَ عهد مانديلا بسياسةِ اللاعنف (على الرغم من استمرار التظاهرات السلمية خلال فترة سجنه)، فعلى أثرِ إطلاقِ النارِ على تظاهرة ٍسلميةٍ لخمسةِ آلافِ ناشطٍ، ووقوع تسعة وستين ضحية بينهم عشرة أطفال، أعلنَ مانديلا تخلّيه عن خياره السلمي ليتحولَ بعدَها إلى قائدٍ عسكري يقودُ حربَ عصاباتٍ ضد حكومة بريتوريا.
فهذه السياسة ــ على حدّ تعبيره ــ « لم تؤتِ بنتيجة» بعدَ أنْ واجهتْها حكومةُ جنوب أفريقيا بالمجازر. من هنا بدأت مسيرةُ الكفاحِ المُسلّح لمانديلا، وقاد مع رفاقه من سود وهنود وشيوعيين، فتم تأسيس الذراع العسكري للمؤتمر الوطني الأفريقي المسمى بـ «نصل الأمة»الملخص ب MK، والذي بدأ بشن عملياته العسكرية ضد النظام، ابتداءً من كانون الأول 1961، التي نفَّذت ما بين عامي 1961 و1963 قرابة مئة وتسعين هجوماً مسلحاً سقطَ على اثرها عدد من الضحايا المدنيين, و اعتقل كبار قادة الحركات النضالية المناوئة لحكم الأبارتهايد من سود وهنود وشيوعيين، ومن ضمنهم مانديلا وحكم عليهم بالسجن المؤبد مع الأشغال الشاقة ليتوقفَ بعدها ــ إلى حين ــ النشاط المُسلَّح لفصائل الـ MK قبلَ أنْ يعودَ من جديد في فترة الثمانينيات تزامناً مع فتحِ باب التفاوض ما بينَ نظام بريتوريا ومانديلا السجين.
استئنافُ العمل العسكري تمَّ بضوءٍ أخضر منْ مانديلا، وردّت عليه حكومة بريتوريا بتشكيل كتائب الموت التي لاحقت عناصر المؤتمر في جنوبِ أفريقيا وفي أوروبا.
واثناء محاكمته في 20 أبريل 1964 ألقى مانديلا خطابه الشهير الذي كان بداية صعود اسمه عالمياً عند تشبيهه بمارتن لوثر كنغ وغاندي، وقد قال مانديلا مرة: “أنا أختلف عنهما، هذان اعتبرا اللاعنف مبدأ، أما أنا فاعتبرته وسيلة”, واعترف بقيامه بعمليات تخريب بقوله "أنا لا أنكر أنني المخطط للتخريب. أنني لم أخطط ذلك بروح من التهور ولا لأن لدي أي حب العنف. خططت نتيجة التقييم الهادئ والرصين للوضع السياسي التي نشأت بعد سنوات عديدة من الطغيان والاستغلال والقهر لشعبي من قبل البيض ".
في عام 1985 عرضَ رئيس جنوب أفريقيا، بيتر وليام بوتا، على مانديلا إطلاق سراحه مقابل تخليه عن الكفاح المُسلّح، رفضَ مانديلا التفاوض مُعلناً أنَّ (الرجال الأحرار هم الذين يفاوضون، أما السجين فلا يستطيع عقدَ اتفاقات). في عام 1988 أُطلِقَ سراحُ مانديلا ليوضعَ رهنَ الإقامة الجبرية، وليوجِّه عام 1989 رسالة لبوتا يؤكد فيها (أنَّ المفاوضات المباشرة بين الحكومة والمؤتمر الوطني الأفريقي هي السبيلُ الوحيدُ لوضع حدٍ للعداوة بين معسكرين يقتلان بعضهما البعض). في 11 شباط من عام 1990 أطلقَ فريدريك دوكليرك ــ الرئيس الجديد لجنوب أفريقيا ــ سراحَ مانديلا، بعد ان قضى 27 عاماً في السجن وخرج ليعلن أن لا سبيل لبناء جنوب إفريقيا غير التسامح.
وفي أغسطس عام 1990م، أصدر مانديلا أمرًا بإيقاف الكفاح المسلح ضد الحكومة الذي ظل مستمرًا منذ عام 1960م. وانتخب مانديلا رئيسًا للمؤتمر الوطني الإفريقي عام 1991م.

وفي ذات اليوم ــ ومن على شُرفة بلدية الكاب ــ أعلنَ مانديلا «أنَّ الكفاحَ المُسلَّح للمؤتمر الوطني الأفريقي لم ينتهِ... وأنَّ لجوءنا إليه في عام 1960 كانَ عملاً دفاعياً خالصاً لمجابهة التمييز العنصري... والعوامل التي ألجأتنا إليه مازالتْ قائمة إلى اليوم، لذلكَ ليس لدينا خيارٌ آخر إلا الاستمرار بالنضال المُسلَّح.
يبدو أنَّ تهديدَ مانديلا بالكفاح المُسلّح كخيارٍ حتمي لإسقاط نظام الأبارتيد لعبَ دوراً في دفع حكومة دوكليرك لإبداءِ مرونةٍ في السيرِ بالحل السياسي السلمي، هذه المرونة ربما لمَسها مانديلا الذي أعلن في 26 من شباط 1990 نبذ العنف المُسلَّح، وليديرَ بعدها شخصياً ــ في 6 آب 1990 ــ المفاوضات لكتابةِ دستور موقت للبلاد.
في عام 1993 تقاسم جائزة نوبل للسلام مع آخر رئيس أبيض لجنوب أفريقيا فريدريك دي كلير.
واُنتخبَ رئيساً لجنوب أفريقيا عام 1994, ووقف وامامه مئات القادة والسياسيين البيض الذين سجنوه واهدروا حقوق شعبه وهو يهتف بين الجميع لا وقت إلا للبناء لأن الأحقاد لا تبني اوطانا والكراهية لا تصنع شعوبا..
فنرى ان نضال مانديلا مزيج من اللاعنف و الكفاح المسلح, فهو من المعجبين بالمناضل الهندي: “”المهاتما غاندي”" والذي كان من أبرز المناضلين السلميين ، مانديلا قاد مقاومةً مسلحة “”مضطراً”" حسب قوله.
فلما وجد مانديلا أن طريق غاندى مسدود ولأن شروط النضال السلمى غير متوفرة غادره وانتقل إلى الكفاح المسلح حتى حصل شعبه على حريته وحقوقه.
وقبل تقاعده قال لتلفزيون جنوب افريقيا "أترك للرأي العام ان يقرر كيف سيذكرني. لكنني أود أن يذكرني كمواطن عادي من مواطني جنوب افريقيا قدم مع الاخرين اسهامه المتواضع".

نظرا للظروف المعقدة والخطرة التي يمر بها عراقنا الحبيب نعطي نبذة عن المصالحة التي اعلنها مانديلا بعد خروجه من السجن و توليه السلطة, متمنيا من كل قلبي ان يتعظ ساستنا ويدرسوا هذه التجربة جيدا ومحاولة تطبيقها, و ينبذوا الطائفية و يوقفوا نزيف الدم, فالعنف لايجلب سوى العنف ونظرية الثأر قد عفى عليها الزمن, في النهاية إن الجميع عراقيون سواء ظالمين او مظلومين, لابد من محاولة جرّ اعداء التغيير الى صفوفكم لاجل البناء, وذلك من خلال مصالحة حقيقية ومراعاة اولا واخرا مصلحة عراقنا الحبيب بكل اطيافه.

نبدأها بمقولة مانديلا الشهيرة:
(ان الضحية لاتنسى الظلم الذي وقع عليها .... لكنها يمكن ان تغفر وتسامح )
كذلك من اقواله: أذكر جيدا أني عندما خرجت من السجن كان أكبر تحد واجهني هو أن قطاعا واسعا من السود كانوا يريدون أن يحاكموا كل من كانت له صلة بالنظام السابق، لكنني وقفت دون ذلك وبرهنت الأيام أن هذا كان الخيار الأمثل ولولاه لانجرفت جنوب إفريقيا إما إلى الحرب الأهلية أو إلى الديكتاتورية من جديد.
وهنا نتذكر قوله: إنها سياسة مرة لكنها ناجحة.
إن تسامح مانديلا المثير للدهشة ورقيّه وتحضّره ورقته وتواضعه, حاسما فى عدم غياب هدف القضاء على التمييز عن عقله ووجدانه من ناحية وفى تقدير العالم له وتعاطفه معه من ناحية أخرى؛ فلم يسع للانتقام من أعدائه أوخصومه؛ ولم يتشدد معهم بشكل غير موضوعى؛ وأصر على المصالحة مع البيض, لذلك شكلت “لجنة الحقيقة والمصالحة” وأوكل مهمة رئاستها إلى القس الجنوب إفريقي ديزموند توتو المعروف بنضاله ضد العنصرية، وأعطى لهذه اللجنة صلاحيات كبيرة بما فيها إصدار العفو عمن قاموا بارتكابات في السابق، بعد اعتذارهم لضحاياهم والاستماع إليهم في جلسات علنية، بغية إحداث الأثر الملموس من جانب الضحايا وذويهم من جهة، أو من جانب المذنبين الذين تقودهم لحظة الصفاء والاعتراف تلك إلى التطهّر الروحي والنفسي والتخلّص من آثار الماضي من جهة أخرى، فضلاً عن إعادة اللحمة الاجتماعية والمصالحة الحقيقية .
لقد عملت تلك الإجراءات والتدابير الحازمة على تفويت الفرصة على بعض العنصريين البيض الذين أرادوا إشعال الحرب الأهلية، لاسيما باغتيال الشخصية الشيوعية المعروفة كريس هاني، وذلك بفضل يقظة مانديلا وحزم حزب المؤتمر الوطني، اللذين أضاعا على العنصريين الفرصة، مقدّمين تجربة مهمة على صعيد المصالحة الوطنية . وبخصوص العفو العام فقد ثار جدل في تطبيقاته، في حين كان العفو الخاص يشمل اعتراف المرتكب في طلب يقدّم للحصول على العفو وفي جلسة علنية، ويتم ابلاغ الضحية أو أحد أقربائه بتاريخ الجلسة ومكانها، ويحق له الإدلاء بشهادته او تقديم أدلة أو أي شيء يؤخذ في الحسبان . . وعلى المرتكب كشف الحقيقة وإن طلبه لنيل العفو يعني أن ما حصل كان مرتبطاً بأوضاع سياسية ونزاعات سابقة تخص الماضي .

وعلى عكس كل التوقعات وبسبب موقفه هذا لم تتفجر الاضطرابات فى مجتمع يعيش فيه الجلادون والضحايا وجها لوجه؛ وكان وزن مانديلا بعد تحرير وطنه من التمييز العنصرى لا يقل أبدا إن لم يزد عن وزن دوره قبل الإفراج عنه.. فحاز على حب وتقدير واحترام كل شعوب العالم وسياسييه بل وحكامه.
استطاع أن يحرر بنضاله ضد العنصرية ليس السود فقط، وإنما حرر البيض أيضاً، حررهم من الشعور باستعباد الناس، وحرر السود من الشعور بالعبودية، إنه النضال العظيم ضد عنصرية ضربت جنوب أفريقيا وجعلتها أسيرة رؤية ضيقة وتقسيم عنصري عنيف للمناصب، وللأماكن الترفيهية والمقاهي، ووسائل النقل.

مع تحيات

عبد الاحد



#عبدالاحد_متي_دنحا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العنف التربوي اسبابه ونتائجه ومعالجته ج6 والاخير
- تفاقم الأمية في العراق ج2
- الأمية في العراق, أسبابها وتأثيرها وطرق معالجتها
- ظاهرة التسرب من المدارس العراقية
- ثانيا: واقع التعليم الابتدائي في العراق 2
- ثانيا: واقع التعليم الابتدائي في العراق 1
- المدرسة وأهميتها في انشاء الطفل العراقي 2
- المدرسة وأهميتها في انشاء الطفل العراقي 1


المزيد.....




- طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز ...
- اعتقال عشرات المتظاهرين المؤيدين لفلسطين في عدة جامعات أمريك ...
- كلمة الأمين العام الرفيق جمال براجع في المهرجان التضامني مع ...
- ال FNE في سياق استمرار توقيف عدد من نساء ورجال التعليم من طر ...
- في يوم الأرض.. بايدن يعلن استثمار 7 مليارات دولار في الطاقة ...
- تنظيم وتوحيد نضال العمال الطبقي هو المهمة العاجلة
- -الكوكب مقابل البلاستيك-.. العالم يحتفل بـ-يوم الأرض-
- تظاهرات لعائلات الأسرى الإسرائيليين أمام منزل نتنياهو الخاص ...
- جامعة كولومبيا تعلق المحاضرات والشرطة تعتقل متظاهرين في ييل ...
- كيف اتفق صقور اليسار واليمين الأميركي على رفض دعم إسرائيل؟


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - عبدالاحد متي دنحا - مانديلا تشي جيفارا أو غاندي؟