أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض حسن محرم - الصراع بين كولن وأردوغان ..وعندما يختلف اللصوص














المزيد.....

الصراع بين كولن وأردوغان ..وعندما يختلف اللصوص


رياض حسن محرم

الحوار المتمدن-العدد: 4321 - 2013 / 12 / 30 - 01:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


فى ظنى أن أردوغان برغم أمنيات البعض وإدعاءات كثير من الإعلاميين لا تزال لديه حظوظ للإستمرار فى الحكم لبضع سنوات قادمة، رغم أن الرجل يعانى لاشك من تزعزع شعبيته وإحتمال خسارة حزبه جزئيا فى إلانتخابات البلدية والبرلمانية فى 2014، ويأتى ذلك على خلفية الصراع القائم بينه وبين الزعيم الروحى فتح الله كولن وليس لصراعه مع العلمانيين بقيادة حزب الشعب الجمهورى.
يشبه الصراع الدائر الآن فى تركيا بين تيار فتح الله كولن المسمى ب"الجماعة" وحزب العدالة والتنمية فى أحد أشكاله ما يدور هنا فى مصر من صراع بين الإخوان المسلمين وحزب النور السلفى، هذا الصراع الذى ظهر على السطح منذ حادث السفينة "مرمرة" فى 2010 وإعلان كولن من منفاه الإختيارى بولاية بنسلفانيا الأمريكية أن أوردغان قد أخطأ بسبب عدم تنسيقه مع الإدارة الإسرائيلية قبل توجّه السفينة الى غزة، وإتهامهم لأردغان بالإبتعاد عن المعسكر الغربى وإقترابه من إيران وروسيا والثورات الشرق أوسطية وتأييده المطلق للإخوان المسلمين، وتورطه فى الصراع حول سوريا، مجمل تلك السياسات التى لاتخدم المصالح العليا التركية.
"الجماعة" التى أسسها كولن نشأت على أرضية صوفية سلفية فى تركيا مستفيدة من أفكار الشيخ "بديع الزمان سعيد النورسى" وكتاباته "رسائل النور"، وتمتلك الحركة سلسلة كبيرة من المدارس فى بلدان عديدة، منها 900 مدرسة فى تركيا وأكثر من 2000مدرسة حول العالم، منها 100مدرسة بالولايات المتحدة وتملك أيضا حوالى 20 جامعة متميزة بالإضافة لمدارسها فى 160 بلدا فى جميع القارات، كما تملك وسائلها الإعلامية المستقلة وشركاتها ومؤسساتها الدولية فى كثير من دول الغرب، كما خلق أتباع كولن ما يشبه دولة داخل دولة فى تركيا بعد أن رسّخوا وجودهم فى الشرطة والقضاء والجهاز البيروقراطى للدولة، وساهم رجال أعمالهم الذين يطلق عليهم "نمور الأناضول" فى نهضة الإقتصاد التركى فى العقد الأخير، كما ساهمت تلك الجماعة الدينية المتصوفة من خلال إختراقها للشرطة والقضاء فى توجيه ضربة للمؤسسة العسكرية فيما يعرف بقضية "المطرقة"، والإنتقال الى الصراع ضد إخوان تركيا (كما تسميهم) وهم حزب العدالة والتنمية فى إشتباك مباشر أقرب الى عصابات المافيا، مستفيدة من تغلغلها فى القرى والريف التركى وفى المجتمعات التركية الدنيا والطبقة الوسطى والأوساط الدينية المحافظة.
بدأ التوتر بين الرجلين يزداد حدة منذ إحتجاجات ميدان تقسيم وإشتراك أنصار كولن فيها، وهو ما إعتبره حزب العدالة والتنمية والتنظيم الدولى للإخوان المسلمين أن الحركة خانت الحزب بإنضمامها الى المعارضة العلمانية، وزادت حدة هذا الإنشقاق التأييد الأعمى لأردوغان وحزبه للإخوان المسلمين فى مصر، وموقفه الإنتقامى من النظام السورى، مما زاد من عزلة تركيا وإنكفاء دورها الإقليمى، وعلى تلك الأرضية من الخلافات إتسع الشقاق بين الرجلين وسعى كولن الى خنق أردوغان وإتهامه بالإستبداد والسلطوية.
لقد تفجّر الصراع بين حلفاء الأمس فى معركة شرسة أشبه ما تكون بتكسير العظام، وكان أبرز تجليات ذلك الصراع ما حدث من إصدار النائب العام أمره بإعتقال العشرات من رجال الأعمال المحسوبين على حزب العدالة والتنمية من بينهم أبناء وزراء حاليين والقبض على القيادى بحزب العدالة "مصطفى ديمير" رئيس بلدية الفاتح فى تهم فساد مالى وتلقى رشوات، وما يقال عن وضع "بلال" إبن أوردغان على قائمة المطلوبين، وصرّح مكتب النائب العام أن تلك المجموعة تمت مراقبة إتصالاتها وتحركاتها لمدة عام، واكتفى أوردغان بتعليق عام " أولائك الذين يعتمدون على دوائر الظلام والعصابات لن يرسموا مستقبل تركيا، الذين يعتمدون على قوة رأس المال والإعلام، لن ننحنى أمام أى تهديد لمن يستخدمون العابا قذرة ويدخلون فى تحالفات قذرة، وإن كانوا يملكون بنادق ورصاص ومدافع وأى أسلحة أخرى فإن معنا الله" وقال "سنكسر الأيادى التى تحاول المساس بإستقلالنا".
فى البداية وقف حزب الشعب ( حزب أتاتورك) متفرجا على الصراع بين خصميه حليفى الأمس، لكنه سرعان ما حاول إستثمار الصراع عندما توجه زعيم الحزب " كليشار أوغلو" الى الولايات المتحدة ليلتقى مع مقربيين من فتح الله كولن للتنسيق، بينما سربت بعض الصحف الأمريكية عن جهد أمريكى يهدف الى الإطاحة برجب طيب أردوغان، حيث أعلن المحافظون الجدد "حملة مشروع القرن الأمريكى الجديد" عن تحالفه مع فتح الله كولن وحزب الشعب الجمهورى لإسقاط أردوغان ورئيس مخابراته لإحساسهم أن الرجل يخفى مشروعا خاصا للسيطرة على الشرق الأوسط وتعطيل مشروعهم "الشرق الأوسط الجديد" وحلمه بإعادة الخلافة العثمانية.
إن كشف النائب العام عن قضية الفساد الكبرى فى هذا التوقيت بالذات يشكل ضربة موجعة لأردوغان فى وجه خصومه من اليساريين والعلمانيين، خاصة بسبب استحقاق موعد انتخابات البلديات فى مارس القادم التى أعلن فيها حزب الشعب مرشحه الرسمى من الآن، وكذلك الانتخابات البرلمانية فى نفس العام، ورغبة أوردغان للترشح لرئاسة الجمهورية بعد توسيع إختصاصاتها فى العام الذى يليه.



#رياض_حسن_محرم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هنرى كورييل ..مناضل من زمان آخر
- اليسار المصرى ..ومزيد من الإنقسام
- شيوعيون فى الواحات
- إقتراح للخروج من الأزمة السورية
- مساهمة فى تجديد الفكر الماركسى – 3
- حقيقة تنظيم أنصار بيت المقدس
- الإخوان وأردوغان والأزهر
- مساهمة فى تجديد الفكر الماركسى – 2
- مساهمة فى تجديد الفكر الماركسى
- علاقة الإنقلاب الثورى بالجيوش الوطنية
- الإرهاب فى سوريا يعيد تلميع وجه الأسد
- محمد عبد السلام فرج..مهندس تنظيم الجهاد
- أيمن الظواهرى ومصر التى فى خاطره
- على نويجى .. الحكيم الذى لم أعرفه كثيرا
- مصر والسيناريو الجزائرى ..هل تتكرر العشرية السوداء فى مصر؟
- اليسار المصرى ..الوحدة ولا سبيل آخر
- الإختلاط..أقصر طريق للفضيلة
- بين الولىّ الفقيه ومرشد الإخوان
- القضية الوطنية فى مصر الحديثة
- كوم أمبو .. مستوطنة صهيونية على أرض مصر


المزيد.....




- شاهد ما حدث على الهواء لحظة تفريق مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين ف ...
- احتجاجات الجامعات المؤيدة للفلسطينيين تمتد لجميع أنحاء الولا ...
- تشافي هيرنانديز يتراجع عن استقالته وسيبقى مدربًا لبرشلونة لم ...
- الفلسطينيون يواصلون البحث في المقابر الجماعية في خان يونس وا ...
- حملة تطالب نادي الأهلي المصري لمقاطعة رعاية كوكا كولا
- 3.5 مليار دولار.. ما تفاصيل الاستثمارات القطرية بالحليب الجز ...
- جموح خيول ملكية وسط لندن يؤدي لإصابة 4 أشخاص وحالة هلع بين ا ...
- الكاف يعتبر اتحاد العاصمة الجزائري خاسرا أمام نهضة بركان الم ...
- الكويت توقف منح المصريين تأشيرات العمل إلى إشعار آخر.. ما ال ...
- مهمة بلينكن في الصين ليست سهلة


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض حسن محرم - الصراع بين كولن وأردوغان ..وعندما يختلف اللصوص