أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلاقات الجنسية والاسرية - احمد عسيلي - الذكورة و الأنوثة : تاريخيا و انتروبولوجيا














المزيد.....

الذكورة و الأنوثة : تاريخيا و انتروبولوجيا


احمد عسيلي

الحوار المتمدن-العدد: 4320 - 2013 / 12 / 29 - 23:39
المحور: العلاقات الجنسية والاسرية
    


ما الذي تعنيه الذكورة والانوثة؟
متى نقول عن شخص ما سواء كان ذكر ام انثى انه اكثر ذكورة او اكثر انثوية؟
و ما المرجعية في ذلك؟ هل هو الادب ام الخيال الشعبي ام تعابير الحياة اليومية؟
ما الذي يمكن ان تعنيه هذه الكلمات للأغلبية الناطقة بالعربية؟
للأسف لا يوجد حسب علمي دراسات لغوية-نفسية في اللغة العربية او اللغات المنتشرة في منطقة الهلال الخصيب تحدد تماما هذه المعاني, لكن الدراسات الحضارية و الادبية الغربية ذات القرب في هذا المجال تدل ان الاستعمال الشائع لهذه الكلمات يكاد يكون على النحو التالي:
الذكورة هي العنف و القوة و الجرأة و السيادة
الانوثة هي الحنان و المنزل و الضعف
الذكورة عقل...... الانوثة عاطفة
الذكورة شهوة جنسية و تعدد علاقات. الأنوثة حب و اخلاص
و هذا تقريبا هو المتعارف عليه في الادب العربي بشكل عام... فالكاتبة اللبنانية هدى بركات تناولت في روايتها (حجر الضحك) هذا الجانب, و رأت ان سبب الحرب الاهلية في لبنان هو طغيان الجانب الذكوري... فبطل الرواية خليل ذو التوجه الانثوي ,كان بعيدا عن الحرب و صراعاتها و مشغول بالحب و التنسيق و الاناقة و هي جوانب انثوية, و كل الدراسات النقدية لهذه الرواية – و هي كثيرة- ركزت على هذا الفهم التقليدي لمفاهيم الذكورة و الانوثة.
و ان كانت هذه هي النظرة العربية و حتى الاوربية الغربية بشكل عام الى معاني الذكورة و الانوثة, لكن لا يمكن ان نعتبر هذه السمة اصيلة او فطرية....اي ليست عامة و شاملة لكل الجنس البشري..و هذا ما ذهبت اليه عالمة الانتروبولجية الشهيرة مارغريت ميد و التي قامت بدراسة في عام 1935 تناولت فيها مفاهيم الذكورة و الانوثة في ثلاث ثقافات مختلفة,
الاولى تقع في غينيا الجديدة و هي مجموعات الاربيا..و فيها تتساوى مفاهيم الذكورة و الانوثة و يجمع الجنسين نفس التصرفات و نفس الأدوار, و كلاهما يركزان على الحب و العاطفة و رعاية الأطفال والعمل معا من اجل العائلة....ففي هذه الثقافة لا يوجد عنف او سيطرة احد الجنسين على الأخر.... أي أن كلا الجنسين يتمتعان بصفات أنثوية حسب السائد في الثقافة العربية
و على النقيض من ذلك فان شعب الموندوغامور يتميز بالعنف و الخشونة في كلا الجنسين....و كلاهما يحاول الابتعاد عن تربية الاطفال و رعاية المنزل
اي ان كلا الجنسين يتمتعان بصفات ذكورية حسب المفاهيم السائدة في منطقتنا
اما شعب التشامبولي فهو على عكس الثقافة العربية...يتميز بأن الذكور يميلون الى العاطفة و يعملون بالمهن الثانوية في المجتمع بينما الرئاسة و الزعامة و أعمال الحقل و الصيد من نصيب الاناث.
اذن هناك مفاهيم مختلفة بين الشعوب حول تحديد سمات الذكورة و الانوثة......
اما تاريخيا فلم تكن المجتمعات العربية و لا مجتمعات الهلال الخصيب تعرف هذا التمييز الواضح و المتطرف لتلك المصطلحات كما تعرفها حاليا مجتمعاتنا التقليدية
فالانثى كانت لديها مكانتها الاجتماعية و لها حضورها السياسي و العنيف احيانا.....فهند بنت ابي سفيان لعبت دورا كبيرا في الحض على معركة أحد , و خولة بنت الازور كانت فارسا و مقاتلا....ايضا عائشة بنت ابي بكر شاركت بشكل فعال في الحرب بين معاوية و علي بن ابي طالب بغض النظر عن صوابية هذه المشاركة من عدمها....
و الأنثى ايضا كانت مزواجة و لا تخجل من الاعتراف برغباتها الجنسية بكل وضوح و بساطة...فمعظم الصحابيات هن من المربعات و المخمسات اي اللاتي تزوجن أربع أو خمس مرات, وكثيرا ما يتم الزواج بناء على طلب الأنثى,و لم يكن هذا ليخدش انثويتها او ذكورية الرجل,
فما يميز مفاهيم الذكورة و الانوثة انتروبولوجيا هو الاختلاف الكبير بين هذه المفاهيم عبر الشعوب و الثقافات
و ما يميزها تاريخيا هو ايضا الاختلاف الكبير في النظرة عبر العصور
فما يعتبر ذكورية هنا ربما يعتبر انثوية هناك
و ما يعتبر قلة انثوية في الوقت الحاضر....ربما كان يعد امرا عاديا في وقت سابق و ربما سيعد كذلك في وقت لاحق
و كلا المفهومين ليسا فطريين و انما هما مكتسبان يتم غرسهما في نفس الطفل عبر التربية و القيم التي يتم تلقينه اياها في سنواته الاولى
و هي قيم قابلة للتغيير و التعديل في أي وقت من أوقات العمر...و ان كانت تخضع كبقية المفاهيم الى التصلب مع التقدم في العمر ,
و ما يميز مفاهيم منطقتنا حول هذه القيم هي الظلم الكبير لكلا الجنسين و خاصة الأنثى في تحديد شروط الهوية الجنسانية
فالأنثى لا رغبة جنسية لديها و لا رغبات عاطفية....يجب أن تطيع الذكر و تجلس في البيت و تأخذ اذنه في الخروج و العمل, و لا يجوز ان تكون المبادرة في العلاقة العاطفية و الا اعتبر ذلك قلة أنوثة من جانبها و(خدش) لذكورية الطرف الاخر....و حتى جواز السفر لا يسمح (قانونيا) لها باستخراجه الا بموافقة الزوج,
و أي رجل يتخلى عن هذه المكانة يعتبر (ناقص الذكورة) وما يستتبع ذلك من عار اجتماعي عليه و قلة احترام له حتى من جانب شريكته الانثى,
ان مفهيم الذكورة والانوثة بحاجة لاجراء تغيير اسعافي داخل عقولنا للوصول الى حد انساني مقبول لكلا التعريفين يسمح لكل الميول و لكلا الجنسين في العيش بسلام بعيد عن ضغط هذين المفهومين,
و هذا لا يعتبر تغيير بسنن الكون كما يحاول ان يدعي البعض.... فالتاريخ و الانتربولوجيا شاهدان على انه لا سنن كونية ثابتة تحدد هذين المفهومين و انما نحن الذين نصنعهم و نغرسهم في الجيل القادم و نحن قادرين تماما على هذا التغيير الذي حان أوانه

ا



#احمد_عسيلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مفاهيم اساسية حول الهوية الجنسية و الجندر
- هلوسات في الجنس
- الدلائل الفضائحية لمؤتمر جنيف
- الامة السورية بين الفكر و الحزب
- بين خالد سعيد و رابعة العدوية
- لكننا لم نعد اطفالا
- ظاهرة الامام الصدر
- الجنس في رواية ساق البامبو
- الاسرائيليون و نحن........
- بين معركة أحد و 25 يناير
- المؤسسة العسكرية في سوريا؟؟؟
- على الجسد السلام
- حول ضعف الشخصية لدى المعارضة السورية
- تحليل مخبري لطائفية الثورة في سوريا
- فلسفة البوط العسكري في سوريا
- السياسة السورية و البندول
- يا عزيزي كلنا أقزام
- اين الائتلاف الوطني؟؟
- وداعا لليبرالية العربية
- مؤيدي الاسد و الثورة في تركيا.......محاولة لمقاربة نفسية


المزيد.....




- البابا فرنسيس يغسل ويقبل أقدام السجينات في مراسم خميس العهد ...
- السعودية رئيسا للجنة وضع المرأة في الأمم المتحدة عام 2025
- انتخاب السعودية لرئاسة لجنة وضع المرأة في الأمم المتحدة وسط ...
- -اكتشاف هام- يمنح الأمل للنساء المصابات بـ-جين أنجلينا جولي- ...
- ما حقيقة مشاركة السعودية في مسابقة ملكة جمال الكون بالمكسيك ...
- إيه الحالات اللي بتحتاج استئصال للرحم؟
- بعد خلاف حول الحجاب .. فرنسا تقاضي تلميذة اتهمت مدير مدرستها ...
- -موقف محرج-.. تداول فيديو استقبال ميقاتي لرئيسة وزراء إيطالي ...
- طفل أوزمبيك.. كيف يزيد سيماغلوتيد خصوبة المرأة وهل يسبب تشوه ...
- النساء يشاركن لأول مرة بأشهر لعبة شعبية رمضانية بالعراق


المزيد.....

- الجندر والجنسانية - جوديث بتلر / حسين القطان
- بول ريكور: الجنس والمقدّس / فتحي المسكيني
- المسألة الجنسية بالوطن العربي: محاولة للفهم / رشيد جرموني
- الحب والزواج.. / ايما جولدمان
- جدلية الجنس - (الفصل الأوّل) / شولاميث فايرستون
- حول الاجهاض / منصور حكمت
- حول المعتقدات والسلوكيات الجنسية / صفاء طميش
- ملوك الدعارة / إدريس ولد القابلة
- الجنس الحضاري / المنصور جعفر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلاقات الجنسية والاسرية - احمد عسيلي - الذكورة و الأنوثة : تاريخيا و انتروبولوجيا