أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد سيد رصاص - قراءة في تجربة (جماعة الإخوان المسلمين) في سورية















المزيد.....

قراءة في تجربة (جماعة الإخوان المسلمين) في سورية


محمد سيد رصاص

الحوار المتمدن-العدد: 4320 - 2013 / 12 / 29 - 08:33
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تم الاعلان رسمياً عن تأسيس(جماعة الاخوان المسلمين في سورية)يوم3شباطفبراير1945مع تسجيلها في وزارة الداخلية ومن ثم صدور كراس(أهدافنا ومبادئنا). كان التأسيس حصيلة تخمرات أخذت شكل جمعيات اسلامية في محافظات عدة لعقد من الزمن. كانت مراكز التمركز وفق توزعات المندوبين في المؤتمر ،الذي انعقد بيبرود في أيلولسبتمبر1946 والذي أخذ شكل المؤتمر التأسيسي،تتوزع على خريطة تمتد بين ريف دمشق(برزة- داريا- التل- منين- زملكا- يبرود- النبك)و مدن حلب واللاذقية وديرالزور وبلدات في الساحل مثل الحفة وبانياس،مع وجود شخصيات من مدن دمشق وحمص وحماة.كانت الشخصيات القيادية تتوزع بين حمص(الشيخ مصطفى السباعي – خريج الأزهر- تولى منصب المراقب العام)وحماة(الشيخان محمود الشقفة ومحمد الحامد) وحلب(عمر بهاء الأميري- من عائلة وجيهة تقليدية في حلب كانت لها وقفيات وكان والده عضواً في مجلس النواب العثماني"المبعوثان" وهو خريج أداب من السوربون). كان هذا الثلاثي: أزهري وشيوخ تقليديون وخريج جامعة فرنسية ولكن من عائلة تقليدية غنية، تعكس قلق بنية اجتماعية قديمة ،مع أفراد في مؤسسة دينية أصبحت مكانتها قلقة في فترة مابعد العثمانيين،من التحولات الاجتماعية ومن موجات الحداثة الفكرية الغربية.في اللاذقية كان هناك أفراد اخوانيون في فترة التأسيس ينتمون لعائلات تقليدية ليست غنية ولكن متوسطة ومن أحياءشعبية ولكنها متعلمة وخريجي جامعات أومعاهد،وهو حال ديرالزور أيضاً. في دمشق كان الثقل الريفي أكبر،ولكن ريف متطور زراعياً وحرفياً ،مع وجود اخواني في حي تقليدي مثل حي الميدان إضافة إلى شخصيات اخوانية من عائلات تقليدية أصبحوا قياديين لاحقاً ( عصام العطار- زهير شاويش) أوقريبة من التنظيم(الدكتور محمد المبارك- أكاديمي – من عائلة تقليدية تمت بصلة قرابة للأمير عبد القادر الجزائري الذي توطن في دمشق منذ خمسينيات القرن التاسع عشر).
كان الشيخ السباعي جسراً محلياُ بين التنظيم الاخواني المصري الأم والتنظيم السوري،وقد كانت العملية التأسيسية تحت اشراف مباشر من الشيخ حسن البنا: مع هذا كان هناك تميزات سورية اخوانية عن مصر،تتميز بانفتاح أكبر على (الفكرة العروبية)،وانفتاح أكبر على المكونات الاجتماعية( في انتخابات 1949و1962كانت القوائم الاخوانية تضم مرشحين مسيحيين )،ووسطية سياسية برزت في الخمسينيات بين معسكري اليسار البعثي- الشيوعي واليمين ،الموالي للغرب ولبغداد صاحبة مشروع (الهلال الخصيب)، الذي ضم أطيافاً متنوعة امتدت من (حزب الشعب) الحلبي القاعدة الاجتماعية إلى القوميين السوريين. رغم تولي الشيخ السباعي(ومن بعده عصام العطار) في صيف 1957منصب رئيس المكتب التنفيذي للتنظيم العام للإخوان المسلمين،في ظرف مابعد ضرب القيادة المصرية للتنظيم في 1954،إلاأن السباعي كان متعاوناً مع عبدالناصر في عهد الوحدة ومؤيداً لعملية الوحدة المصرية- السورية،وفي عام1959كتب كتاب "اشتراكية الاسلام" الذي كان تسويغاً فكرياً – اسلامياً للاصلاح الزراعي بأيلولسبتمبر1958،الذي عارضه الكثير من أبناء العائلات التقليدية والمشايخ،وفي فترة مابعد انقلاب الانفصال يوم28أيلولسبتمبر1961رفض(الاخوان)التوقيع على وثيقة الانفصال.
مع مرض الدكتور السباعي،وتولي العطار للقيادة في فترة الانفصال ومابعدها ،حصلت تحولات اخوانية: انزاح (الاخوان) أكثر نحو اليمين التقليدي في (حزب الشعب) و(الحزب الوطني) ضد اليسار الناصري- البعثي،وفي الوقت نفسه أبرز كتاب الشيخ الحموي محمد الحامد في الرد على كتاب الشيخ السباعي معالم تشدد اخواني جديد ضد اعتدالية وانفتاح السباعي حمله بعده تلاميذ حمويون للشيخ الحامد،من أمثال مروان حديد وسعيد حوى،اللذان قادا"عصيان حماة" ضد سلطة حزب البعث في نيسانإبريل1964. كان التشدد الاخواني سمة حموية في فترة سلطة البعث ،وقد قاد مروان حديد انشقاق(مركز حماة) في فترة1969-1975حتى تأسيسه في بداية عام1975 ل"تنظيم الطليعة المقاتلة للاخوان المسلمين" قبيل اعتقاله في30حزيرانيونيو1975وموته إثر اضراب عن الطعام في آبأغسطس1976:كان انشقاق (الاخوان) بين مركزي حلب ودمشق بسبب الشيخ مروان حديد ومجموعة من الحمويين ذهبوا للتدرب على السلاح في معسكرات منظمة فتح بالأردن عام1969.عندما بايعت القيادة المصرية للتنظيم الاخواني العالمي توحيد (التنظيم العام للاخوان المسلمين في سورية )في صيف1975فإن هذا كان بمعزل عن الشيخ مروان حديد وتنظيمه وبمعزل أيضاً عن الجناح الدمشقي برئاسة العطار،وقد كانت هذه القيادة الاخوانية الجديدة المعترف بها من القاهرة أساساً حموية(عدنان سعد الدين) وحلبية ( عبد الفتاح أبوغدة- علي البيانوني) مع ثقل تنظيمي في مدينتي حماة وحلب وفي بلدات محافظة ادلب من دون مدينة ادلب و أيضاً في مدينة اللاذقية.
عكست اللوحة العامة لتنظيم الاخوان السوري في السبعينيات ملامح جديدة: ضعف الاعتدال وتغلب التطرف،وقد كان العطار وجناحه الأضعف في السبعينيات،فيماكان (التنظيم العام) متشدد فكرياً أكثر من التنظيم المصري وقتها،وأقرب إلى أفكار سيد قطب من قربه لأفكار البنا و حسن الهضيبي وعمر التلمساني،وإن كان قد نأى بنفسه بعيدأ عن "تنظيم الطليعة" الذي بدأ في موجة اغتيالات منذ اغتيال الراد محمد غرة رئيس فرع الأمن العسكري بحماة في شهر شباط1976. عندما انفجرت المعارضة الاخوانية عبر شكل مسلح منذ16حزيرانيونيو 1979عبر مجزرة مدرسة المدفعية بحلب التي قام بها تنظيم مروان حديد ثم انجر إليها (التنظيم العام) وحمل السلاح ومن بعدهما العطار،مع توحد الأجنحة الاخوانية الثلاثة في تنظيم واحد بالشهر الأخير من عام1980،فإن الجسم الاجتماعي الأساسي للحركة الاخوانية في أحداث حزيران 1979- شباط 1982 حتى هزيمة الحركة الاخوانية المسلحة بحماة،كان أساساً جسماً مدينياً حموياً- حلبياً مع بلدات ادلبية،مع سكون مديني دمشقي وحمصي وفي الأرياف بحوران وريفي دمشق وحلب كان الأقرب إلى تأييد السلطة ضد الحركة الاخوانية المسلحة.
في فترة شباط1982- 18آذار2011كان التنظيم الاخواني السوري فعلياً تنظيماً خارج الحدود:في 11آذارمارس1982دخلوا في تحالفات جبهوية مع تنظيم بعث العراق في "التحالف الوطني" بعد أن كانوا يرفضون ضغوط القياد العراقية نحو ذلك منذ صيف1980،كماأخذوا في فترة قوتهم موقفاً عدائياً من الحركة الديمقراطية المعارضة في فترة مابعد البيان الأول ل"التجمع الوطني الديمقراطي" في 18آذارمارس1980.انقسموا إلى تنظيمين بين 1986و1996دارا في مدارين مختلفين بين الرياض وبغداد،كان الأول أكثر اعتدالاً ومال للدخول في محادثات بألمانية عام1987مع السلطة،فيماكان الثاني،ذو الامتداد الحموي – الادلبي،أكثر تشدداً وخالف التنظيم الأول،الحلبي الامتداد، في تأييد العراق أثناء غزو الكويت عام1990. عندما توحدا من جديد عام1996بقيادة علي البيانوني وفي ظل ضعف بغداد كانت الاعتدالية والبحث عن تسوية مع السلطة سمتان رئيسيتان في سياسة البيانوني وهو ماوصل في كانون ثاني2009لحدود اعلان تجميد معارضة الاخوان المسلمين للسلطة السورية،ولو كان هذا بعد تشدد طارىء وعارض في سياسة البيانوني مع "أزمة الحريري" تجسدت في دخوله في "اعلان دمشق" بتشرين أولأوكتوبر2005وفي "جبهة الانقاذ" في حزيرانيونيو2006مع نائب الرئيس المنشق عبدالحليم خدام.
في آبأغسطس2010حصل انقلاب حموي في قيادة الاخوان السوريين من خلال تمخض اجتماع مجلس شورى الجماعة عن ثلاثة حمويين في المراكز الرئيسية الثلاث: رياض الشقفة مراقب عام،نائبه فاروق طيفور، ورئيس مجلس الشورى محمد حاتم الطبشي. كانوا أكثر تشدداً من الفريق الحلبي الذي كان حول البيانوني. عندما نشبت الأزمة السورية منذ درعا في 18آذارمارس2011لم يستطع تنظيم الاخوان أن يتجاوز خارجيته،وقد أتى وزنه في "المجلس الوطني"(2تشرين أول2011-11تشرين ثاني2012) من أنقرة والدوحة وليس من قوته في الداخل السوري،الذي بان من حراكه بأن السلفيون كانوا أقوى من الاخوانيين في 2011-2013بعكس1979-1982وهو ماينبع أساساً من أن الحراك السوري المعارض الأخير كان حراكاً ريفياً وليس مدينياً من حيث الجسم الاجتماعي.



#محمد_سيد_رصاص (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تبلور نزعة المراهنة على الخارج في المعارضة السورية (2003 - 2 ...
- انزياح أميركي عن الشرق الأوسط نحو التركيز على الشرق الأقصى
- المعارضة السورية في بداية العهد الجديد: (10حزيران2000- 9نيسا ...
- المعارضة الحزبية في مرحلة الأسد الأب
- دخول الدور الاقليمي التركي في طور الضعف
- النزعة الإرادوية في المعارضة السورية
- دور العامل الخارجي في الصراعات الداخلية
- النزعة الشعبوية في المعارضة السورية
- الفراغات الاقليمية لضعف القوة الأميركية
- رؤية اسرائيل للجوار
- العلمانية والأحزاب الدينية
- التدخل العسكري الخارجي والتفكك الانفجاري للبنية الداخلية
- الضعف الأميركي
- الدولة العميقة والقوة الفائزة في الانتخابات
- هل فشل - الربيع العربي - ؟....
- انسداد الثورات والبحث عن -المنقذ الفرد-
- فراغات ما بعد توقف المدّ الإسلامي
- المجتمع والسلطة في ايران
- حدث (اسطنبول – الدوحة – القاهرة) -
- الوضع الداخلي والسياسة الخارجية


المزيد.....




- تونس.. وزير الشؤون الدينية يقرر إطلاق اسم -غزة- على جامع بكل ...
- “toyor al janah” استقبل الآن التردد الجديد لقناة طيور الجنة ...
- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات ...
- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...
- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...
- رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا ...
- مستوطنون يقتحمون باحات الأقصى بأول أيام عيد الفصح اليهودي
- مصادر فلسطينية: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى في أول أيام ع ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد سيد رصاص - قراءة في تجربة (جماعة الإخوان المسلمين) في سورية