أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اكرم هواس - السلطان والانتخابات ... لعبة دموية..؟؟!!..















المزيد.....

السلطان والانتخابات ... لعبة دموية..؟؟!!..


اكرم هواس

الحوار المتمدن-العدد: 4319 - 2013 / 12 / 28 - 20:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


السلطان والانتخابات ... لعبة دموية..؟؟!!..

السلطان مفهوم يتجاوز منطق التاريخ و الحكم و الملك... انه يمتد داخل النفوس و يستحوذ على الأماني و الآمال... و لذلك لا يبدو غريبا انه حتى الفنانين يوظفوا هذا المفهوم ليعبروا عن فنهم الذي يصل الناس باعتباره يحمل قيمة إنسانية ... فهل تساوى السلطان مع الانسانية ..؟؟.. ام ان السلطان يعبر عن رغبة إلانا الدفينة ..؟؟.. و هذه الرغبة هي التي تربط مفهوم السلطان العابر لكل انواع السلطات التي يعرفها البشر و و مفهوم الثورة و الديمقراطية الذين يعبران عن الاستعداد للتنازل عن إلانا من اجل المجتمع..؟؟..

مفهوم السلطان يجمع كل السلطات و يختصر كل التجارب... فهو يتجاوز حكم الحاكم مهما كان دكتاتوريا و يتجاوز ملك الملك مهما واسعا و سليطا... و يتجاوز الفرعون الذي هو اله الشعب بينما السلطان هو نائب عن الله.... اله الناس أجمعين ... من أقصى الارض الى أدناها... هو اله كل الشعوب بألوانهم و ثقافاتهم و تجاربهم... بحكامهم و محكوميهم... بمن ولد منهم و من لم يولد... بيده كل شيء.. ليس له شريك و ليس عليه رقيب... اي لو وضعنا تعريفا لمفهوم السلطان وفق المرحلة التاريخية الراهنة فالسلطان ليس منافس حتى و ان دخل في انتخابات و له مطلق الحق ان يحسمها كما يريد... فأمره لا يرد.. و استخدام العنف و القوة هو من خصائص وجود السلطان ... هكذا كان و هكذا يبدو ان يكون... في الانتخابات القادمة..

تاريخيا...الانتخابات هي واحدة من اهم آليات النظام الديمقراطي... او اللعبة الديمقراطية... كما يسميها البعض... و حيث انها لعبة... فقد كانت للبعض ... لعبة كراسي... و للآخرين هي لعبة جماجم..... نعم للأسف رغم ان البعض من المجتمعات التي تحاول لأول ان تدخل اللعبة الديمقراطية فإنها تسمي الانتخابات بالمهرجان .. او العرس الانتخابي... كلمة العرس هي عادة كلمة إيجابية تعني البدء في بناء حياة جديدة... حياة أسرة جديدة حيث ان الاسرة هي اللبنة الاولى للمجتمع التقليدي فان العرس يؤشر الى تجديد في المجتمع كله... و على هذا الأساس فان الانتخابات تعتبر تجديدا لحياة المجتمع... او هكذا هو الهدف السياسي... او هكذا هي الرغبة و الرجاء... اذا تحدثنا باللغة الشعبية البسيطة... لان اغلب الناس التي تحتفل في الأعراس هم الفقراء... لكن يبدو ان هؤلاء الفقراء المساكين و هم يحتفلون بحماس شديد و يعتبرون مجرد اجراء الانتخابات انتصارا عظيما... ينسون حقيقة تاريخية حاسمة...

هذه الحقيقة يعرفها كل السياسيون ... و تعرفها المؤسسات الإعلامية و هي تزخر إمكانياتها الرهيبة لكي تحقق الانتصار لهذا الحزب او ذاك...و يعرفها اصحاب الأموال و النخب العسكرية وغيرها... هذه الحقيقة هي ان الانتخابات و السلطة شيئان مختلفان...الحقيقة هي ان الانتخابات بغض عن نتائجها فإنها تترافق مع صراع شديد لا تحترم فيه القيم الانسانية او الأخلاقية ... بل انها تترافق مع عمليات قتل سياسي و قتل اقتصادي و احيانا كثيرة قتل جسدي للمنافسين أفرادا او مجموعات... لكن تظل قمة الهرم اللا أخلاقي هو قتل و تجويع و إقصاء أناس ليس لديهم ناقة او بعير... اي انهم غير منافسين.. و إنما يتم القضاء عليهم ... على أساس اعتبارهم مجرد وقود لتسخين المنافسة او في بعض الأحيان لمنع المنافسين من استغلالهم...

من الغرب حيث انبثقت فكرة الديمقراطية و تأسست مؤسسات هائلة لتنظيمها و توزيع الأدوار بين الأحزاب و النخب و الكارتلات الاقتصادية و المصانع العسكرية و في السنوات الاخيرة أيضاً مؤسسات المجتمع المدني و نقابات العمال و المنظمات غير الحكومية و غيرها من أصحاب المصالح و القوى الفاعلة في المجتمع... فان فكرة السلطان و فكرة الديمقراطية ظلتا مفترقتين من حيث الآليات و النتائج....الانتخابات في البلدان الاستعمارية كانت في عقود القرن الماضي تقوم على دماء و جماجم شعوب كثيرة من افريقيا و أمريكا الجنوبية و اسيا كان يتم ادخالها في حروب مدمرة و يتم استعمار بلدانها و نهب ثرواتها مجرد ... طبعا بالاضافة الى تحقيقات أهداف استراتيجية في التسلط و الهيمنة و نهب الثروات ...

هذه الحالة و ان خفت في السنوات الاخيرة من حيث نمطها التقليدي الا ان القوى الكبرى ما تزال تستخدمها و خاصة أمريكا و فرنسا و بريطانيا و كذلك اسرائيل بالنسبة للشرق الأوسط ... و اعتقد اننا لابد من ان نركز على الشرق الأوسط لانها الهدف من هذه المقالة..

في الإشهرة القليلة القادمة هناك كلام او خطط عن اجراء انتخابات في اكثر من بلد و الإشكالية الاساسية ان الكثير من القوى المنافسة ذهبت مباشرة الى اختيار الدماء و الجماجم بدون المرور بالأساليب التقليدية الأكثرية تبسيطية مثل توزيع مواد غذائية او افرشة نوم اوالادعاء بوعود لا يمكن تحقيقها أبدا و كذلك استخدام الوعود السماوية المرتبطة بالجنة و النار في الآخرة ... او بقيم قومية او قيم عابرة للحدود مثل الأممية و العولمة و اليونيفرساليزم و غيرها..

الظاهرة الطاغية والمترافقة للاستعدادات للانتخابات في هذه البلدان هي ظاهرة ممارسة السلطنة الحقيقية من خلال الاستخدام المفرط للعنف الدموي ليس بين القوى المتنافسة و أنما أيضاً ضد مجموعات سكانية تنتمي اليها الفرق المتنافسة المختلفة اليها طائفيا او دينيا او قومياً أثنينا ... او سياسيا.. بمعنى اخر ان المستهدف لا يكون بالضرورة منافسا على السلطة و إنما داعما لا أدريا لهذه او تلك من المجموعات السياسية... اي كونها تشكل القاعدة الانتخابية او حتى عامل استفزاز للقوى المتنافسة...

على الأساس فان الانتخابات الحقيقية هي التي تجري من خلال اعمال العنف و القتل و الإقصاء حيث يتم حسم المعركة الانتخابية قبل الوصول الى يوم التصويت... و هذا هو منطق السلطان الذي يهيمن على كل الرغبات و الأهداف...حيث ان المشتركين في عمليات الانتخابات الدموية في الشرق الأوسط لا تتوقف على النخب كما كان الحال في الغرب و إنما يشمل أيضاً كل القوى الصغيرة و الكبيرة و تلك التي تمتلك قاعدة شعبية و غيرها ممن لا يملكون سوى وثيقة توظيف خارجية و أموال تأتي من بعض أقرانهم من سلاطين الأموال الذين لا يعرفون شيئا عن الديمقراطية و لا حتى عن حق الانسان الطبيعي في ان يكون له رأي ...

سلاطين المال هؤلاء يملكون الكثير و يبدو انهم استهوتهم أفلام هوليود (القيمة الفنية المعاكسة للإنسانية) فقرروا ان يعيدو انتاج تاريخ إجداهم من الغزوات و منهج الغنيمة و الجواري و وجدوا ان افضل استثمار واقعي هو الدخول في سوق الديمقراطية و الانتخابات في البلدان العربية التي تشهد حراكا و تغييرا بشكل او باخر... و كان يسيرا عليهم إيجاد السلاطين المحليين و المأجورين الذين ما تزال أيضاً تتفاعل عندهم العقلية التقليدية في التسلط و التحكم... العقلية الأحادية ... في إدارة المجتمع..

و عليه فان ما يحصل من تصعيد رهيب للعنف في البلدان التي تنتظر الانتخابات في الأشهر القادمة و منها العراق و مصر و سوريا و لبنان لا شك تدخل فيه عوامل كثيرة ... لكن لابد ان نتذكر هذا النوع من الصراع التناضري بين العقل و رغبات إلانا.... او السلطان الذي يبهر الجميع... ببريق اسمه و حلاوة أمواله و قداسته التي ليس لها اول و لا اخر.. و السلام على المظلومين..



#اكرم_هواس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مانديلا ... و الدرس الواقعي..
- الشعب يريد بناء الوطن...
- حوار.. لحظة وداع..
- اشكالية المفاهيم المؤسسة للثقافة العراقية..
- المؤتمر القومي الكوردي...2
- تونس... التي كانت خضراء..
- الأفيون و المثقف ...مرة أخرى ..
- المفاهيم ... أفيون المثقفين...؟؟!!..
- المؤتمر القومي الكردي...1
- الوهم العظيم...
- الكون و الكونية و بينهما العشق..
- الانقلاب ....نموذج ديمقراطي جديد..؟؟..
- البرزاني وذاكرة الطائرات الحربية....
- مندلي ما زالت تنتظر...3
- مندلي ما زالت تنتظر...2
- قصر... الأوهام..
- مندلي ما زالت تنتظر....1
- نكبة..... ام عيد النكبات...؟؟؟...
- 9 نيسان و الفتح العظيم..!!!؟؟؟!!!..
- مأساة الفيليين ... و الاستثمار السياسي


المزيد.....




- من أجل صورة -سيلفي-.. فيديو يظهر تصرفا خطيرا لأشخاص قرب مجمو ...
- من بينها الإمارات ومصر والأردن.. بيانات من 4 دول عربية وتركي ...
- لافروف: روسيا والصين تعملان على إنشاء طائرات حديثة
- بيسكوف حول هجوم إسرائيل على إيران: ندعو الجميع إلى ضبط النفس ...
- بوتين يمنح يلينا غاغارينا وسام الاستحقاق من الدرجة الثالثة
- ماذا نعرف عن هجوم أصفهان المنسوب لإسرائيل؟
- إزالة الحواجز.. الاتحاد الأوروبي يقترح اتفاقية لتنقل الشباب ...
- الرد والرد المضاد ـ كيف تلعب إيران وإسرائيل بأعصاب العالم؟
- -بيلد-: إسرائيل نسقت هجومها على إيران مع الولايات المتحدة
- لحظة تحطم طائرة -تو-22- الحربية في إقليم ستافروبول الروسي


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اكرم هواس - السلطان والانتخابات ... لعبة دموية..؟؟!!..