أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - فارس محمود - الفيدرالية شعار ومطلب رجعيين














المزيد.....

الفيدرالية شعار ومطلب رجعيين


فارس محمود

الحوار المتمدن-العدد: 1229 - 2005 / 6 / 15 - 12:37
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


1- مع اقتراب مسالة صياغة الدستور، تتصاعد وتائر الحديث عن الفيدرالية بكلا صيغتيهما: "فيدرالية جغرافية-قومية" او "فيدرالية سياسية- ادارية"، مايسمى بفيدرالية المحافظات. ان القسم الاكبر من التيارات السياسية القومية الكردية وتيارات الاسلام السياسي، الممثلة اغلبها في الحكومة العراقية الراهنة، هي الاطراف الاساسية الداعية لهذا الطرح الذي رسمت خطوطه الاولى بشكل ضبابي في مؤتمر لندن قبل سقوط النظام البعثي الفاشي. ان ادعاءات الاطراف الداعية للفيدرالية تتمثل بكون الفيدرالية خطوة لـ"عدم تمركز السلطة" و"ديمقرطة" النظام الاداري في عراق مابعد الديكتاتورية. بيد ان الفدرالية ليست لها اية صلة بتامين وتوسيع الحقوق والحريات السياسية والمدنية لجماهير العراق. ليس هذا وحسب، ان الفيدرالية لهي طرح رجعي لابعد الحدود ومناهض لجماهير العراق قاطبة. ان بوسع الدفع بمثل هذا الطرح ان يدفع بجماهير العراق في اتون اكثر المذابح والاقتتالات القومية والطائفية دموية. ان الاثار المدمرة والماساوية لمثل هذا الطرح قد بدات بالبروز منذ فترة ليست بقصيرة.
2- ان الفيدرالية "الجغرافية-الاثنية" التي تدعو لها الاحزاب والتيارات القومية الكردية وتسعى الى حشد اعلامها وفضائياتها و تجييش مثقفيها الماجورين تعكزاً على الظلم القومي الذي حل بجماهير كردستان جراء استبداد الحكومات المركزية المتعاقبة السابقة، اثر سقوط النظام البعثي وظهور توازن قوى جديد بصالح طرح هذا المطلب. ان التعكز على الظلم القومي لهو غير ذا صلة بالموضوع بتاتا اليوم. اذ ان الظلم القومي ذاته غير قائم اليوم. ان الهدف الاساسي من هذا الطرح هو سعي الاحزاب والتيارات والنخب القومية الكردية للحصول على حصة من السلطة السياسية تتناسب مع اوضاعها ومكانتها الراهنة.
3- اما الفيدرالية السياسية- الادارية، فيدرالية المحافظات التي يروج لها طيف واسع من الاحزاب والتيارات القومية والاسلامية والنخب السياسية المحلية وبالاخص تيارات الاسلام السياسي الشيعية، فانها وتعكزاً على مظالم "ابعاد الشيعة الذين يمثلون اغلبية المجتمع من الحكم" لاتهدف الا الى الحصول على مكانة في السلطة السياسية وادارة معظم مدن وسط وجنوب العراق. وبالتالي، هيمنة تيارات الاسلام السياسي والنخب السياسية المحلية المغرقة في الرجعية والفساد على مقدرات المجتمع وفرض برنامجها القرووسطي المناهض للمراة والشباب والطفولة والتحرر على مناطق حكمها.
4- ان طرح الفيدرالية، وبخلاف مجمل دعاتها، لا تعكس اي مطلب جماهيري. ان "جماهير كردستان لاتقبل باقل من الفيدرالية" او "ان الفيدرالية مطلب شيعي ووطني!" ليست سوى اكاذيب مفتعلة فجة. على امتداد تاريخ كردستان الحديث، طرحت اشكال وصيغ متنوعة للادارة الذاتية واللامركزية، بيد ان كل هذه ليس لها اي صلة بتحقيق مساواة الجماهير وحرياتها. كما لم تكن مشكلة جماهير العراق الساكنة في وسط وجنوب العراق مسالة كون النظام السياسي- الاداري فيدراليا ام مركزياً. ان مشكلتها مع انظمة الحكم المتعاقبة دوماً تتعلق بالرفاه، الحريات والمساواة. ان الفدرالية، وبكلا الصيغتين، هي صيغة مفتعلة، مختلقة، من بنات افكار التيارات القومية الكردية في كردستان، والاحزاب والنخب القومية،الاسلامية والعشائرية فيما يخص العراق وليس لها ادنى صلة بتحسين اوضاع الجماهير الناشدة للحريات والرفاه والمساواة. ان الفدرالية ليست حلا لمصائبها. انها تشديد لها. انها ليست من اجل انهاء الصراعات، بل تشديداً لها.
5- ان العواقب السياسية والاجتماعية الكارثية بالنسبة للمجتمع لهي امر واضح جداً. انها لاتعني سوى اضفاء الشرعية على تعميق الانقسامات القومية والطائفية (اقليم سومر الفيدرالي في الجنوب على سبيل المثال) لساكني العراق وتابيد الهويات القومية والعشائرية والطائفية الكاذبة. الفيدرالية تعني فرض التراجع على وعي الجماهير السياسي والثقافة السياسية للمجتمع واعلاء صرح القومية والعرقية في اذهان الجماهير والمؤسسات والقوانين الاجتماعية. انها اقرار وتعميم التمايزات السياسية والاقتصادية والثقافية بين الجماهير طبقاً لاحط المشاعر والاحاسيس القومية والمحلية. انها تعني فرض التراجع على مجمل الحركات الساعية لارساء مجتمع علماني غير قومي وغير ديني ومتساوٍ لجميع قاطني البلد بغض النظر عن القومية والدين والاثنية. انه يشرع الابواب امام الدفع باحط الشخصيات الرجعية والمناهضة للجماهير من مشايخ ورجالات دين و"شقاوات" بوصفها "ممثلة" و"قادة" المجتمع. انها تعني ابقاء الباب مفتوحاً على الصراعات وحتى الاقتتالات الدموية التي قد لايخمن خاتمتها.
6- ان الفيدرالية بوصفها شعار رجعي، مناهض للعمال، مناهض للاشتراكية ولتحرر ومساواة الجميع مدانة بشدة. ويعد مهمة التصدي لحركة مجمل الاحزاب والتيارات السياسية القومية الكردية والقومية-الاسلامية العربية وغيرها الساعية الى فرض هذا الافق والمستقبل المظلم على رؤوس الجماهير المهمة الفورية والملحة لسائر التحررين في العراق . كما ينبغي مجابهة اي مسعى رجعي لبناء الدولة والنظام السياسي-الاداري على اسس قومية، دينية، طائفية او محلية ضيقة. يجب الفضح وتعرية مجمل تلك القوى السياسية التي تسعى، سواء جراء رجعيتها وتخلفها ام حماقتها وقصر نظرها، الى دفع الجماهير نحو هذه المهلكة غير المحمودة العواقب.
7- في ظل هذه الاوضاع، ينبغي النضال من اجل اقامة نظام سياسي واداري علماني غير قومي وغير ديني يتمتع مجمل ساكنيه بحقوق متساوية بغض النظر عن القومية، الدين، الاثنية، المعتقدات وغيرها.
8- فيما يخص كردستان، يجب تامين حق جماهير كردستان في تحديد مستقبلها السياسي عبر استفتاء. من الافضل لجماهير كردستان والعراق، في ظل الاوضاع الراهنة، بـ"نعم لاستقلال كردستان" وتشكيل دولة علمانية غير قومية. ليست ثمة سبيل غير هذا لانقاذ المجتمع في كردستان وانهاء التلاعب بمصير المجتمع وجعله مادة لحسم الصراعات السياسية بين القوى السياسية الرجعية الحاكمة.





#فارس_محمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عاش الاول من ايار، يوم التضامن العمالي العالمي
- بيان لحفظ ماء وجه من لا ماء لوجهه! رد على بيان ما يسمى بمكتب ...
- إنتصار آخر لحميد تقوائي!
- يجب تصعيد نضالنا!!
- ان حبل -تشويه الحقائق- قصير!!! رد على مقابلة الحوار المتمدن ...
- اين تكمن منجزات اكتوبر!
- لا لتسليم صدام وقادة البعث الى حكومة غير شرعية! يجب تسليم صد ...
- دونية المراة بلبوس -اطلاق سراح المعتقلات- رد على مسؤول اسلام ...
- مكانة منصور حكمت في الماركسية!
- أ ثمة حدود لارهاب الاسلام السياسي؟!
- وغدا اليوم طالباني ملكاً اكثر من الملك!
- يجب التصدي للعناق الدموي الامريكي- البعثي!
- انهم يبغون -دفن الحقيقة-!!
- بيان تأسيس حملة من اجل محاكمة صدام وقادة النظام البعثي!
- جماهير العراق اكثر تقدما من قانونهم! كلمة حول -تحررية- قانون ...
- بمناسبة الذكرى السنوية للثورة الايرانية مقابلة مع قادة وفعال ...
- ان هدير -ينار محمد- قد انطلق، لن توقفه التهديدات الرخيصة للا ...
- ان وراء الاكمة ما ورائها! كلمة حول طرح -فيدرالية المحافظات
- اوضاع الاطفال في العراق الان!
- يجب وضع حد لتطاول الحوزة وزمرة مقتدى الصدر العميلة والمأجورة ...


المزيد.....




- مصادر توضح لـCNN تفاصيل مقترح -حماس- بشأن اتفاق وقف إطلاق ال ...
- داخلية الكويت تعتقل مقيما من الجنسية المصرية وتُمهد لإبعاده. ...
- معركة -خليج الخنازير-.. -شكرا على الغزو-!
- الحرب في غزة| قصف متواصل على القطاع واقتحامات في الضفة وترقّ ...
- فيديو فاضح لمغربية وسعودي يثير الغضب في المملكة.. والأمن يتد ...
- -إجا يكحلها عماها-.. بايدن يشيد بدولة غير موجودة لدعمها أوك ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي استهدف عدة مناطق في غزة (فيديو+صور) ...
- بقيمة 12 مليون دولار.. كوريا الجنوبية تعتزم تقديم مساعدات إن ...
- اكتشفوا مسار الشعلة الأولمبية لألعاب باريس 2024 عبر ربوع الم ...
- ترامب يواجه محاكمة جنائية للمرة الأولى في التاريخ لرئيس أمير ...


المزيد.....

- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب
- هـل انتهى حق الشعوب في تقرير مصيرها بمجرد خروج الاستعمار ؟ / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - فارس محمود - الفيدرالية شعار ومطلب رجعيين