أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضياء الشكرجي - الدروس من الأزمة السياسية التركية وقضايانا العراقية















المزيد.....

الدروس من الأزمة السياسية التركية وقضايانا العراقية


ضياء الشكرجي

الحوار المتمدن-العدد: 4318 - 2013 / 12 / 27 - 21:19
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


قضايا عراقية كثيرة تستحق أن نكتب فيها، وكنت أتمنى لو أكتب كيف إن الشيعسلاموية تمثل القاسم المشترك الأشمل الذي يمكن أن يجمع المتخاصمين ثانية، فيصطف ثنائي الصدر/الحكيم مرة أخرى مع دولة القانون، إذا حتمت ذلك المصلحة العليا للشيعسلاموية العراقية، وكنت سأختار للمقالة عنوان «وتبقى الشيعسلاموية توحدهم مهما اختلفوا»، والمؤتمر الصحفي الثنائي بين الصدر والحكيم كان واضحا في التأشير على هذا الخيار.

كما كنت أتمنى أن أكتب وقوفنا بقوة مع خصمنا السياسي نوري المالكي، شادّين بكل أيدينا على كلتا يديه، بمقدار جديته ونجاحه في محاربة الإرهاب، العدو المشترك للإسلاميين والعلمانيين، للسنة والشيعة، للسلطة والمعارضة، وكيف إن الإرهاب استهدف في الآونة الأخيرة ضباطا وإعلاميين من السنة في نينوى والأنبار وصلاح الدين، مما يعني أن حرب الإرهاب المتمثل بالقاعدة ليست ضد الشيعة حصرا، وإن الإرهاب ليس سني الهوية، وإن انتمى لخلفية سنية، فعقلاء ووطنيو السنة حرب على الإرهاب، بمقدار معارضة عقلاء ووطنيي الشيعة لسياسات المالكي وللإسلام السياسي الشيعي.

لكني رغم قضايانا العراقية التي تستحق تناولها بالتحليل، أريد تناول الأزمة السياسية التركية الأخيرة؛ ماذا تعطينا هذه الأزمة من دروس، أو ما الذي تؤكده أكثر من حقائق بانت لنا في العراق، وكيف لنا ربط هذه الدروس التركية بقضيتنا الوطنية العراقية.

الدرس الأول الذي تعلمناه في العراق، وأكدته الأزمة التركية، هو أن الإسلاميين كـ(متدينين) لا يردعهم تدينهم عن مزاولة الفساد المالي والتجاوز على المال العام. وكون تدينهم لم يردعهم من ارتكاب محرم يتوعد الله بحسب عقيدتهم مرتكبه بعقاب النار، لا يمكن تفسيره إلا بأحد ثلاثة احتمالات. الأول: إن تدينهم تدين كاذب، فهم يتظاهرون بالتدين لمصلحة أو عادة أو وجاهة أو غاية، وليسوا متدينين حقيقة في العمق. الاحتمال الثاني: تدينهم كان صادقا قبل أن يختبروا باختبار السلطة، وكم من تدين أو التزام بمثل ومبادئ سقط عندما افتتن صاحبه بفتنة المال، أو فتنة الجنس، أو بفتنة الاضطهاد، أو بفتنة السلطة، ولذا غادرتهم تقوى المتدين عندما اختبروا بفتنتي السلطة والمال. الاحتمال الثالث: إنهم كانوا متدينين قبل السلطة، وبقوا على تدينهم بعد السلطة، إلا أن دينهم، إما بما هو، وإما بما فهموه، أو فهمه فقهاءهم، يجيز لهم سرقة المال العام، والارتشاء والتزوير، فبئس الدين إذن، ولو بفهمهم، وبئس التدين، ولو بسلوكهم.

الدرس الثاني الذي تذكرنا به وتؤكده الأزمة السياسية التركية أن الإسلاميين باطنيون، يتظاهرون بالتدين والتقوى وخوف الله، وبالإيمان بالديمقراطية وحقوق الإنسان والحريات والنزاهة، وبالانفتاح على روح العصر والقبول بثقافة الحداثة، ويضمرون الضد من كل ذلك.

الدرس الثالث الذي علمتنا إياه التجربة العراقية الشيعسلاموية، وأكدته التجربة المصرية الإخوانية، وتؤكده اليوم الأزمة السياسية التركية، كما أكدته لذوي البصيرة طوال السنوات الماضية سلوكيات العدالة والتنمية التركي، وسياسات رجب طيب أردوغان (رجب تيپ أردُڠان)، كل ذلك أكد حقيقة أن الإسلاميين غير جديرين بإدارة بلدانهم، وقيادة العملية السياسية، وبناء صرح الدولة الدستورية المدنية الديمقراطية الحديثة.

ولكن هناك درس رابع لا بد من استحضاره، هو إن الديمقراطية تحتاج إلى بيئة اجتماعية حاضنة، وإن البيئة الاجتماعية لمعظم المجتمعات المسلمة بغالبيتها، ستبقى لسنوات، وفي بعض الدول لعقود، بيئة حاضنة ومؤيدة للإسلام السياسي.

والدرس الخامس، سواء في تركيا، أو مصر، أو تونس، أو العراق، أو إيران، بل حتى السعودية، هناك نمو مضطرد للبيئة الاجتماعية الحاضنة للديمقراطية العلمانية الليبرالية، ستأخذ مداها الطبيعي، الذي تفرضه قوانين وسنن حتمية التاريخ.

أما الدرس السادس، فهو إنه لا يجوز للقوى الديمقراطية الحداثوية أن تنتظر اكتمال أشواط هذا التطور بشكل تلقائي، بل لا بد من توفير عوامل التعجيل المطلوبة، بالنضال والتثقيف والمواصلة والإصرار والإيمان العميق بقضيتهم، ومن آليات التعجيل في العراق بشكل خاص، هي الانتخابات النيابية العام في 30 نيسان 2014، فلا نعطِ أصواتنا إلا للوطنيين، للمؤمنين بالمواطنة، للديمقراطيين المدنيين.

ودرس سابع يجب علينا استحضاره، هو إننا يجب أن نلتزم بقاعدة أن نكون مؤيدين ناقدين لمن نؤيده، وأن نكون معارضين منصفين لمن نعارضه، أو بتعبير آخر أن نكون موضوعيين عندما نؤيد ونوالي، وأن نكون موضوعيين عندما نعارض ونخاصم. فالمعارضة ليست هواية، ولا إدمانا، ولا موقفا متشنجا، بل هي موقف وطني مبدئي مسؤول، تلتزم العقلانية، وتتمسك بالمصالح الوطنية العليا. من هنا لا نجد أنفسنا في تناقض بين أن نكون معارضين للمالكي ولحزب الدعوة وائتلاف دولة القانون والتحالف الوطني، ونحمّلهم مسؤولية تكريس الطائفية السياسية، وفي نفس الوقت مؤيدين لإنجاز يخدم القضايا الوطنية الكبرى يجري على يد من نعارضهم. كما لا تناقض بين أن نكون معارضين للمالكي، وفي نفس الوقت رافضين للمعارضين له المنطلقين في معارضتهم من منطلقات طائفية، وليست وطنية. ولا نجد تناقضا بين أن نكون رافضين لولاية ثالثة للمالكي، ولنا مبرراتنا، وبين أن نشد على يديه في محاربته للإرهاب، ولا بين تأييدنا له في حربه ضد الإرهاب وبين استحضار وعينا ومسؤوليتنا على التوعية على حقيقة أن حربه هذه وتوقيتها إنما يريد منها بدرجة أساسية حصد التأييد الشعبي، تحضيرا للانتخابات القادمة، كما فعل المرة السابقة في «صولة الفرسان». كما لا نجد تناقضا بين وعينا هذا بهذه الحقيقة، وبين المسؤولية الوطنية أن نقف مع الحرب ضد الإرهاب، بقطع النظر عن دوافعها السياسية والانتخابية.

نقف مع المالكي في حربه على الإرهاب اليوم، بقدر ما يكون جادا فيها، وبشرط عدم تجاوزه على مبادئ حقوق الإنسان، وعدم تكريسه أكثر مما كرس طوال الدورتين السابقتين للطائفية السياسية والاجتماعية والدينية، ونقف ضده غدا في الانتخابات القادمة، لأننا ندرك أن تجديد الولاية له ثالثا، يعرض العراق لديكتاتورية بآليات ديمقراطية، أثبت المالكي أنه غير معافى من ڤايروساتها القاتلة.

وشهدنا تمسكا باستقتال بالسلطة من ثلاثة إسلاميين حتى اليوم، نوري المالكي، رجب طيب أوردغان، ومحمد مرسي. ونجد تشابها في خطابهم، فكل القادة الثلاثة يتكلمون، عندما تتصاعد الأصوات بمعارضتهم أو المطالبة بتنحيتهم، أو رفض تجديد الولاية لهم؛ الثلاثة وجدناهم يتكلمون عن «المؤامرة»، فكل معارض وكل رافض لهم متآمر على الوطن، والظاهر أنهم نسوا كيف اختزل الطغاة الوطن في أشخاصهم، كما فعل صدام ومعمر ومن سواهما، والغريب، وليس غريبا بالنسبة لي، أن يتكلم أردوغان دائما تجاه معارضيه عن «المؤامرة»، وعن «الخيانة»، بالرغم من تظاهره بالتَّأوْرُپ، وأنى له، وأنى للإسلاميين، مهما تنوروا، أو تظاهروا بالتنوُّر أن يستنيروا وينيروا.



#ضياء_الشكرجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وستبقى الطائفية الورقة المهيمنة في الانتخابات
- مقتدى الصدر مختبر النفاق السياسي حسب الموقف من المالكي
- العظيم نيلسون مانديلا سيبقى اسمه في سماء الخلود
- إعلان الجمهورية الجعفرية
- ثلاث وقفات قصيرة مع رموز الشيعسلاموية العراقية
- أين سترسو سفينة مصر؟
- قبل عزت الشابندر وفرهاد الأتروشي انتقدت المرجعية منذ 2003
- مصر تؤسس لمدرسة لها خصوصيتها
- من الثورة على الديكتاتورية إلى الثورة على الإسلاموية
- تأجيل سلسلة (مع مصطلحي «الذين آمنوا» و«الذين كفروا» في القرآ ...
- مع مصطلحي «الذين آمَنوا» و«الذين كَفَروا» في القرآن 1/8
- وهل من حرمة لحياة من لا ينطق بالشهادتين؟
- مجزرة زاوية أبو مسلم وظاهرة الإرهاب الإسلامي والطائفية
- «التنزيهية» كخلاصة للاهوت التنزيه وشرحها 4/4
- «التنزيهية» كخلاصة للاهوت التنزيه وشرحها 3/4
- «التنزيهية» كخلاصة للاهوت التنزيه وشرحها 2/4
- «التنزيهية» كخلاصة ل(لاهوت التنزيه) وشرحها 1/4
- مناقشتي لمناظرة بين ربوبي ومسلم 11
- مناقشتي لمناظرة بين ربوبي ومسلم 10
- مناقشتي لمناظرة بين ربوبي ومسلم 9


المزيد.....




- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...
- مئات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى في ثالث أيام عيد الفصح ...
- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضياء الشكرجي - الدروس من الأزمة السياسية التركية وقضايانا العراقية