أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - نضال الربضي - من سفر التطور – أين ذهب الشعر؟














المزيد.....

من سفر التطور – أين ذهب الشعر؟


نضال الربضي

الحوار المتمدن-العدد: 4317 - 2013 / 12 / 26 - 19:28
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


نعرف من سجل التطور أن الجد المشترك بيننا و بين الشمبانزي/البونوبو قد عاش قبل ست ملاين عام حين انفصل المسار التطوري لما سيصبح بعد ذلك كائنا ً من نوع الـ Homo Sapiens عن مساريهما (يمكنك أن تقرأ المزيد عن هذا الموضوع في مقالي السابق: http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=385873(.

لكن ما الذي دفع الكائن البشري إلى أن يتخلص من معظم شعر جسده حتى يُصبح تقريبا ً عاريا ً بجلده بينما هناك ما يقارب الخمسة آلاف نوع من الثديات ما زالت مُحتفظة ً بفرائها و شعرها؟ هناك ثلاث فرضيات رئيسية تُعالج هذا الموضوع:

- الفرضية الأولى أن الإنسان قد عاش في بيئة شبه مائية، بمعنى أنه قد اضطر أن يقضي الكثير من وقته في الماء، و لذلك كان لا بد من فقدان الشعر لأنه مُعيق ٌ للحركة و الانسيابية و يجعل مهمة التحكم في الجسد و الاتجاه أصعب. لكن مشكلة هذه الفرضية أنها غير مدعومة بالأدلة أو القرائن كما و تُخالف النمط المُكتشف لحياة الإنسان الأول، و لذلك تُعتبر خاطئة ً.


- الفرضية الثانية هي أكثر قبولا ً من الأولى و هي أن قطعان البشر الأولى التي كانت تعتمد على الصيد بأدواتها البدائية جدا ً و عدم امتلاكها للمخالب و الأنياب و القوة الجسدية الكبيرة في الوثب و الافتراس مثل الأسود و النمور، قد اضطرت –كبديل- لأن تطور أسلوب صيد ذكي ٍ يعتمد على مطاردة الفريسة لأوقات طويلة مما يؤدي إلى إنهاكها و بالتالي القدرة على صيدها حين تضعُف. ترفع المطاردة من درجة حرارة الجسم و لا بُد للكائن البشري من التخلص من هذه الحرارة حتى يستطيع أن يُكمل عملية المطاردة فكان أن تطورت الأجساد عبر آلاف السنين لتخسر الشعر فيُمكن لها التخلص من الحرارة. و هذه الفرضية صحيحة و مقبولة.


- أما الفرضية الثالثة و هي قد أصبحت تلقى القبول الأوسع فقد فسرت خسارة الشعر كاستجابة لحاجة الإنسان للوقاية من الأمراض التي يقف أمامها عاجزا ً، و التي تأتيه على شكل حُميات فيروسية أو بكتيرية تنقلها كائنات القمل و البعوض و الحشرات المؤذية التي تعيش في الشعر. فكان ذهاب الشعر وسيلة الدفاع الناجعة.

تبرز أمامنا بعض الأسئلة الجيدة التي تستحق أن نُلقي عليها الضوء، فمثلا ً: أليس فقدان الشعر معناه بالضرورة فقد الإنسان لقدراته على الاحتفاظ بحرارة جسده في الشتاء و الليل، مما يعني أن فقدان الشعر بحد ذاته خاصية سلبية لا يمكن أن تكون تطورية، فالتطور يُبقي على الصفات و الخاصيات الإيجابية التي تخدم الكائن؟

في الحقيقة أن الإنسان كان قد استغنى عن الحاجة للشعر كوسيلة حفظ للحرارة في الليل و الشتاء بحكم نمطه المعيشي، فقد كان يعيش في مجموعات صغيرة تسكن كهفا ً واحدا ً (يعني غرفة صغيره) يتدفأ فيها الجميع بحرارة أجسادهم و أنفاسهم (مثلما يحدث في صف في مدرسة حكومية)، بالإضافة إلى اكتشافه و استخدامه للنار لتدفئة نفسه و طهي طعامه و طرد الحيوانات المختلفة.

سؤال ٌ أخر يطرح نفسه بقوة: ماذا عن النساء؟ لماذا أجسادهن بدون شعر كالرجال، أليس الرجل هو الذي يصيد؟

الجواب على هذا السؤال يتعلق مُباشرة ً بالانتخاب الطبيعي، أو هذه المرة لنقل الانتخاب البشري الصناعي، بمعنى أن الإنسان الأول قد فضل الأنثى قليلة الشعر على تلك كثيرة الشعر، لأن قلة الشعر معناها كما أسلفنا قلة الطُفيليات العالقة بالجسم من قمل و حشرات، و بالتالي فهي علامة صحة، و دليل أن هذه الأنثى معدومة الشعر هي أقدر على حمل و إنجاب طفل ٍ من تلك التي تمتاز بشعرها الأكثر، و قد تركزت هذه الصفة في النساء عبر آلاف الأجيال.

طيب ماذا عن شعر الرأس، فهو ما زال موجودا ً عند الإناث أكثر من الذكور، لماذا؟

إن الرغبة الغريزية عند الأنثى لنقل جيناتها و استمراريتها بالولادة يعني بالضرورة ابتكارها لطريقة جذب ٍ للذكر، طريقة ٍ تفضيلية تمتاز بها عن قريناتها أو لنقل منافساتها الأخريات، و لقد كان الشعر الأملس و الأطول و الذي يُمكن تزينه بوضع نباتات عطرية بداخله وسيلة جلب ٍ للذكر ناجحة أدت إلى غزارة شعر الرأس الأنثوي و بقائه.

بقي أن نسأل، لماذا ما زال الشعر في المناطق التناسلية موجودا ً؟

إن المناطق الخاصة بالأعضاء التناسلية هي مناطق تحتاج لنظافة و عناية أكثر من باقي أعضاء الجسم، و هذه بالذات نقطة إيجابية في صالح بقاء هذا الشعر لأن فورمونات الرائحة الجاذبة للجنس الآخر تعلق بالشعر و يُبقيها لفترات ٍ طويلة مما يزيد في فرص الذكر أو الأنثى لإثارة الطرف الآخر و جلبه للتزاوج و بالتالي نقل الجينات و حفظ النوع و بقائه. إن زوال الشعر عن تلك المناطق معناه تطاير الفورمونات و زوالها و فُرصا ً أقل للتزاوج و البقاء.

إن كل اكتشاف ٍ علمي ٍ جديد يجعلنا نُدرك أكثر و أكثر كم نحن مُتشابهون كبشر بل أننا في الحقيقة واحد إنساني ٌ قبل أن تُفرقنا الأيدولوجيات و المدارس و المذاهب.

متى نتعلم الدرس؟ متى نعشق ُ إنسانيتنا؟



#نضال_الربضي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من سفر الله - في مشكلة التسليم – إن شاء الله و ألف ألف مبروك
- الفصح الميلادي – تأمل
- عشتار – 1- الله و الشيطان، مُلحق إغنائي
- انخماد الوهج – مسيحيو الشرق بين عدم اكتراث الأكثرية المعتدلة ...
- أبون دبشمايو ، نثقدش شماخ – إلى قلب الله
- عن يوسف النجار – في زمن الميلاد
- اليونسيف، الميلاد و العطاء – أنت أيضا ً تستطيع!
- أشعياء النبي - في التحضير النفسي للميلاد – صبي ٌّ صغير ٌ يسو ...
- تسعة أيام قبل الميلاد – المسيحيون، ما زلنا هنا!
- مُصالَحة ُ الإيمان مع العقل – الممكن الضروري.
- قيمة الإنجيل الحقيقية – لماذا المسيحية كخيار؟
- حوار مع الله – محاولة للفهم
- من سفر الإنسان – سيد السبت
- قراءة في التجديد الديني – حتميته من بواعثه.
- عن نلسون مانديلا – من سجن جزيرة روبين
- عشتار – 3 - القَيُّومة
- متى يذوب ذاك الثلج في بركاني
- عشتار – 2 – ثتنائية جوهر الألوهة
- عشتار – 1 - الله و الشيطان.
- قراءة من سفر الحب الإلهي– تأمل صباحي


المزيد.....




- مقتل فلسطينية برصاص الجيش الإسرائيلي بعد مزاعم محاولتها طعن ...
- الدفاع المدني في غزة: العثور على أكثر من 300 جثة في مقبرة جم ...
- الأردن: إرادة ملكية بإجراء الانتخابات النيابية هذا العام
- التقرير السنوي لـ-لعفو الدولية-: نشهد شبه انهيار للقانون الد ...
- حملة -شريط جاورجيوس- تشمل 35 دولة هذا العام
- الصين ترسل دفعة من الرواد إلى محطتها المدارية
- ما الذي يفعله السفر جوا برئتيك؟
- بالفيديو .. اندلاع 4 توهجات شمسية في حدث نادر للغاية
- هيئات بحرية: حادث بحري جنوب غربي عدن
- وزارة الصحة في غزة تكشف عن حصيلة جديدة للقتلى والجرحى نتيجة ...


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - نضال الربضي - من سفر التطور – أين ذهب الشعر؟