أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - عمر الداوودي - دكتور آتيلا...صدى صوت مرتد من ألم الماضي















المزيد.....

دكتور آتيلا...صدى صوت مرتد من ألم الماضي


عمر الداوودي

الحوار المتمدن-العدد: 4317 - 2013 / 12 / 26 - 01:06
المحور: القضية الكردية
    


كان يمكن ان يصبح ذا شأن كبير لوعاش..ولكنه مات..قتل..استشهد..اصابته شضية في المقتل عام 1991 في كفري،، حين تعرضت كفري الى قصف شديد،، كان يمكنه ان يفر من المدينة سريعا ويصبح في منأى عن القصف،، ولكنه كان طبيبا ومحاربا عابه ان يترك اصدقاءه الجرحى ليفر من المكان،، آتيلا لم يكن كرديا ولكنه كان بيشمركة!!..تصور ؟!..اصبح بيشمركة يوم كان الاسم الثاني للبيشمركة هو المخرب!!..يقال انه كان تركمانيا وهكذا عرف عن ابيه ولكنه الاب لم يكن تركمانيا بل كان تركيا الاصل من مدينة وان التركية وكان جد والد اتيلا هو اليوزباشي ابراهيم الوانلي الضابط التركي الشاب امر موقع قلعة مدحت في منطقة الداوودة قرب مدينة كفري كانوا اتراكا ولكن اتراكا افذاذ وليس افضاض!!..تعايشوا مع الكورد كأخوة واشقاء ولهذا اصبح جد اتيلا خليل ابراهيم جدي ايضا أنا الكردي !!..من جهة الجدة ..كان بيت والد اتيلا سعدالله خليل ابراهيم الوانلي بيتا عجيبا،، فيه صور اتاتورك وبيت جدي فيه صورة لشيخ سعيد بيران الذي اعدمه اتاتورك !!..الزوجة الاولى لوالد اتيلا كانت تركمانية اما والدة اتيلا فهي كردية من عشيرة زنكنة ومنها ولد تيمور واتيلا ولكن ثقافة اهل الدار كانت تركمانية وتركية وثقافة بيت قريبهم الوحيد في المدينة كردية خالصة!!..يفصلهم جدار واحد ولا استئذان فيما بين اهل الدارين في الدخول نظرا للقرابة وان اختلفوا في الاراء والمناقشات التي كانت تنتهي بالنكات والضحك!!..وليس مثل يومنا هذا!!..نشأ اتيلا في بيت محافظ ونشأ محفوفا بدلال هو وشقيقه تيمور ووفرت العائلة لهما كل شيء ..ومن ينشأ في بيت حر عشق اهله حرية الارادة يستحيل عليه قبول الرضوخ للعبودية لهذا اصبح تيمور بيشمركة واستشهد عام 1974 وفي عام 1980 اصبح اتيلا بيشمركة ، اكمل معهد الطب البيطري ولكنه ابدع كطبيب معالج للثوار الجرحى وكمحارب عنيد وكمتحدي لظروف المعيشة الصعبة في الجبال والوديان ضمن صفوف جماعة تخوض حربأ قاسية مع جيش عد يوما كرابع اقوى جيش في العالم!!..كان يقطع في الليل عشرات الكيلومترات لوحده على حصانه وبحوزته بندقيته وحزمة ادوات الجراحة والتطبيب حين يصله خبر خطورة حالة جريح من المحاربين...لوحده في براري كرميان المخيفة !!..ولكثرة ما سار ومشى في الليل اصبح عاشقا ل الليل وما تخفي صدور الليل من سكون ومن غناء الحقول والاشجار ..تبدلت ملامحه الرقيقة واصبح ملتحيا بلحية طويلة وبشعر طويل يصل الكتفين ،،، كان مع ذلك مميزا بتلك الملامح الجميلة التي قال عنها رفيق له يوما انه يشبه الاسد .....مأساة آتيلا بدأت حين مرضت بقرة احد الشيوخ في احدى قرى كرميان!!..عاين اتيلا وكان لحظتها يؤدي عمل طبيب بيطري البقرة وفجأة تجمد الزمن عنده كما قال هو في تسجيل صوتي له يوما ،، تجمد الزمن حين التفت الى الوراء ليلتقط كأس الحليب الذي جلبته له فاطمة أو فاته أو فاتيلا كما سمها اتيلا يوما،، في تلك اللحظة لم يعد للمكان والزمان من خبر !!..ولا من مبتدأ !!..تكلمت عيناهما وتلامس قلبيهما وتحاضنت روحيهما الى الابد..كان يريد العودة مجددا لذلك البيت لذا خان اتيلا مهنة الطب وقال للشيخ ،، عماه بقرتك تحتاج دواءا يجب اعطاءها لها بمعرفتي الشخصية ،،، سأعالجها لاسبوع وبنفسي !!..اسبوع واحد من العشق الالهي التي لا تودع الا في القلوب الطيبة كان اسبوعا بقدر العمر لهما عشقا بعضهما الى حد الموت ...طلبها اتيلا للزواج من اهلها فرفضوا !!..وكان قد جوبه قبل ذلك برفض اهله ايضا لفكرته التي اعدوها جنونا !!..كيف يتزوج من قروية ؟!!..واهل فاته رفضوا كذلك!!..كيف يزوجون ابنتهم من رجل غريب غير منتمي لطبقة شيوخ الطريقة الصوفية!!..اتيلا كان مدمن خمر وعاشقا للخمر بأنواعه وتحول بين ليلة وضحاها الى رجل يواضب على الصلوات الخمس مع الشيخ كي يقتنع بأنه مسلم مثله ،،، للشيوخ سلالة ونسب ينتهي بالاولياء واحيانا بالرسول عليه الصلاة والسلام ونحن قوم لا نزوج بناتنا الا لمن كان له معنا نسب وانتساب للمشيخة هذه !!!..هذا كان جواب الشيخ دائما على وفود توسل قبول طلب اتيلا بالزواج من فاطمة التي كان يرسلها اتيلا للتوسط والتوسل..ووصل اخبار اتيلا الى قيادات حزبه ليتوسطوا له دون نتيجة..وباءت جميع الجهود بالفشل وابعد من القرية وظل شاخص البصر في الظلام يحاكي الجدران الطينية ويطرح الاسئلة التي طالما لم يجد لها جوابا...خلقناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا...نحن بشر لن نطير...شيخ الطريقة مثلي لا معجزات له،،، غير قادر على الطيران في السموات !..فلماذا يرفضني؟!..كاد ان يجن من الوحدة ومن النأي ولطالما سمع اهل القرى في كرميان في نهايات الليل صوت غناءه العالي على معزوفات الة ال ساز التي كان يحملها دوما كما يحمل البندقية..غنى المقامات الحزينة بكل اللغات بالتركية والكردية والعربية ...بكى الكثيرون لصوته ولكن لم تحرك كلماته الحزينة القلوب التي اراد هو ان تلين يوما وان تعطف يوما له وتشفق ...كانت الة الموت ايضا تعزف عزفها المرعب...فقد ابتلع غول الانفال القرى كاملة واختفت فاته واهلها من الوجود الى الابد فقد انفلت الى صحاري نكرة سلمان،،، وانسحب اتيلا مع الثوار المتقهقرين الى كردستان ايران واصبح يؤم الناس في الصلاة واصبح قريبا من الله اكثر من أي وقت اخر خاصة في غياب قرين روحه الابدي،، اصبح يراها في المنام وتحولت براري كرميان الى توباد موحش له تقض عليه صحوته ومنامه،، لهذا استمر صادحا بغناء المقامات ..ثم عاد الثوار وقبل ان يصل اتيلا الى مدينته وامه التي انتظرته لسنوات ذهب الى اطلال البيت الطيني والتقط هناك من تحت الركام القدح النحاسي الذي تناول منها يوما أول كأس حليب غريب الطعم ،،، عادت به الذاكرة الى اللحظة التي تجمد فيها المكان والزمان !!..وعاد من جديد بحزن الى المدينة ...رجل جميل السيماء بلحية طويلة وشعر طويل يتدلى على الكتفين ...كهيئة الاسد...ولكنه اسد كسير القلب...لم يعد قادرا على التواصل في المدينة وكان يؤثر الذهاب كل يوم الى القرية القديمة...اراد السكون ولكن لم يستكن ...قصد الكاتبة مهاباد قرداغي ليعطيها سيرته الذاتية مع الايام وحكاية الالام المستبدة في قلبه لتحولها الى كتاب مكتوب يقرأه الاخرون ...سلمها الاوراق ودفاتر الذكرى وسلمها اشرطة تسجيل له..وعاد الى الدار ليقبل والدته وكأن نداء الروح يناديه،،، قبلها بشدة وكأنه في وداع جديد!!..وخرج وبعدها بلحظات هاجم الجيش المدينة وبدأ القصف العنيف في لحظة كان اتيلا يزور مكان مقتل شقيقه تيمور قبل سبعة عشر عاما من ذلك اليوم،،، وصل الى ضفة الغدير ووقف لساعة يطالع مكان سقوط اخيه وجلس في المكان يبكي بشدة على قسوة الايام معه وفي تلك اللحظة سقطت القذيفة التي قدمت له الموت بشضية استقرت في جسده الطاهر لترديه في نفس مكان سقوط اخيه !!!..لهذا رأى الناس في ذلك معجزة غريبة!!..رحل اتيلا الى الابد كجسد واستقر فينا كروح لايفارق الجسد الى الابد.



#عمر_الداوودي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مهمة في غاية السرية !!
- مات مرتين....او عدة مرات !!
- انت سجين سياسي...لهذا تستحق راتبا !!!
- الرهان الخاسر !!
- سهم الفقراء الحالي...عالي وغالي !!!
- لاوطنية الوطنية...ووطنية ال لا وطنية !!
- الظل وظل الظل !!
- حين تصبح انت القضية....ستضيع القضية!!!
- الوطن في شواربكم!!
- فاشل دراسيا....ناجح سياسيا !!
- الانسلاخ والانسلاخ من الانسلاخ
- لكل منا ..توباد
- قلبي...وقلب نظام الحكم!!
- لازالت الجدران تحفظ بصماتك يا ابي
- الدولة المقيمة والدولة العقيمة !
- زينب..زينب؟!...ماذا تعمل الان؟!
- اليوم رأيت البقرة السعيدة!!! ولهذا انا تعيس اليوم!!!.
- كفري.... احلام من الباطن
- ارفع السبابة عاليا ...وكن سعيد وفخورا ايها العراقي
- مصباح علاء الدين او الحظ وحده.. لاشيء آخر!!


المزيد.....




- العفو الدولية: الحق في الاحتجاج هام للتحدث بحرية عما يحدث بغ ...
- جامعات أميركية تواصل التظاهرات دعماً لفلسطين: اعتقالات وتحري ...
- العفو الدولية تدين قمع احتجاجات داعمة لفلسطين في جامعات أمري ...
- اعتقالات بالجامعات الأميركية ونعمت شفيق تعترف بتأجيجها المشك ...
- منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية تؤكد مسئولية المجتمع ال ...
- ارتفاع حصيلة عدد المعتقلين الفلسطينيين في الضفة الغربية منذ ...
- العفو الدولية: المقابر الجماعية بغزة تستدعي ضمان الحفاظ على ...
- إسرائيل تشن حربا على وكالة الأونروا
- العفو الدولية: الكشف عن مقابر جماعية في غزة يؤكد الحاجة لمحق ...
- -سين وجيم الجنسانية-.. كتاب يثير ضجة في تونس بسبب أسئلة عن ا ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - عمر الداوودي - دكتور آتيلا...صدى صوت مرتد من ألم الماضي