أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد المجيد إسماعيل الشهاوي - هل مصر على فوهة فوضى؟














المزيد.....

هل مصر على فوهة فوضى؟


عبد المجيد إسماعيل الشهاوي

الحوار المتمدن-العدد: 4316 - 2013 / 12 / 25 - 17:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ ظهورها لاعباً مؤثراً في الساحة السياسية المصرية قبل أكثر من ثمانية عقود، تعتمد جماعة الإخوان المسلمين بشكل أساسي على ’كتلة صلبة‘ من الأعضاء المخروطين أيديولوجياً، كتنظيم شديد الهرمية قائم على مبدأ ’السمع والطاعة‘ قبل أي شيء آخر. ولا يعتبر الدين أكثر من حبل متين، بجوار حبال أخرى كثيرة أشد وأخف متانة، لإحكام قبضة الربط بين أفراد القاعدة الإخوانية من جهة، ثم بين تلك القاعدة العريضة وقمة الهرم الإخواني ممثلاً في مكتب الإرشاد والمرشد العام في المقابل.

هذه التراتبية فائقة التنظيم والإحكام، في محاكاة لتنظيمات مماثلة قد عاصرت التأسيس الأول لجماعة الإخوان المسلمين مثل الفاشيين في إيطاليا والنازيين في ألمانيا والبلشفيين في روسيا الشيوعية في فترة ما قبل الحرب العالمية الثانية، قد ظلت باستمرار تمثل إغراءً من الصعب مقاومته لأغلب اللاعبين السياسيين الآخرين. هكذا، دون مبرر للدهشة، نجد أن جميع أنظمة الحكم والأحزاب السياسية الفاعلة بدءً من الملك والإنجليز، مروراً بحزب الوفد قديماً وحديثاً والحزب الوطني أيام السادات ومبارك، وانتهاءً بالمجلس الأعلى للقوات المسلحة بعد 25 يناير ثم من بعده حزب النور السلفي، قد توددت أو تقربت أو تحالفت بشكل أو بآخر، في مرحلة أو أخرى، مع جماعة الإخوان المسلمين طمعاً في مكاسب مشتركة أو حزبية أو شخصية ما.

علاوة على ذلك، نفس هذه السمات التنظيمية الفائقة والفريدة، فضلاً عن قدرة التمدد إلى خارج حدود القطر المصري ذاته، هي نفسها التي أغرت أنظمة أجنبية، مثل الولايات المتحدة الأمريكية وتركيا وإمارة قطر مؤخراً، على ابتلاع الطعم ذاته- التودد أو التقرب أو التحالف بشكل أو بآخر مع جماعة الإخوان المسلمين الجيدة التنظيم طمعاً في تحقيق مكاسب مشتركة أو إقليمية أو دولية ما.

للأسف، رغم كل هذه القوة التنظيمية المؤكدة كانت جميع تجارب التودد إلى جماعة الإخوان المسلمين أو التقرب منهم أو التحالف معهم تنتهي كلها بإخفاق مزري وخيبة أمل لم يداويها الندم؛ وفي كل مرة كانت الجماعة تنزوي عن الساحة وتعاود الكمون إلى العمل السري تحت الأرض، كما لو كانت قد تأسست في الأصل لخدمة هذه الغاية فقط ولم تتعلم أو تتدرب على العمل العلني في وضح النهار، تحت ضوء الشمس، وسط آخرين من المتعاطفين والمنافسين والمخاصمين بالضرورة.

عام وحيد من عمل جماعة الإخوان المسلمين فوق الأرض وسط آخرين من الموالاة والمعارضة والمخاصمة قد انتهى، في حالة متكررة، إلى فشل زريع والعودة إلى الانزواء وممارسة العمل السلبي الهدام، الذي ربما لم تتعلم الجماعة ولا تتقن غيره طوال عمرها الحافل بالمحن والمآسي والمظلميات التي على ما يبدو لا أول من نهاية لها.

انطلاقاً من مظلوميتها الأخيرة بعد الإطاحة بها قبل المدة عن سدة الحكم بفعل 30 يونيو 2013، واعتماداً، كعادتها، على كتلتها الصلبة من الإخوان المخلصين المطيعين في الضراء قبل السراء، قد لا يراود الشك أحداً في أن جماعة الإخوان المسلمين عازمة بكل ما أوتيت من جلد قد اعتاد الاضطهاد وقوة تنظيمية وأيديولوجية قد شربت حتى الثمالة من التكيف مع المحن على إفساد خارطة الطريق والنظام الذي بدأ يتشكل منذ التاريخ أعلاه.

صوب هذا الهدف المؤكد، لجأت الجماعة كعادتها إلى الاستفادة من ’الكتلة الصلبة‘ الإخوانية وتعبئتها عبر كافة ربوع القطر المصري، بهدف وحيد هو التسهيل في نزع الاستقرار ونشر الفوضى وإضعاف مؤسسات الدولة، خاصة الجيش والشرطة. هذه ’الكتلة الصلبة‘ المبرمجة فكرياً تمثل الآن ركيزة الاستراتيجية الإخوانية لخلخلة النظام المتشكل تمهيداً، كما تأمل وربما تخطط في دأب، لتوجيه الضربة القاضية له في الأوان المناسب. هذه الضربة قد تأتي عبر أعمال التظاهر والعصيان والمقاومة السلمية، أو حتى عبر اللجوء إلى استعمال القوة المسلحة مثلما يجري فوق الأراضي السورية.

الأخطر من ذلك، في هذه المرة تحديداً، هو أن هذه ’الكتلة الصلبة‘ الإخوانية المنتشرة بطبيعتها عبر جميع القرى والمراكز والمدن والمحافظات المصرية دون استثناء قد أصبحت، بعدما أنفقت عاماً كاملاً في دهاليز الحكم، على ’علاقة ربط‘ تنظيمية بجانب العضوية مع التنظيمات الإسلامية الجهادية سواء محلية مثل "أنصار بيت المقدس" أو خارجية مثل "تنظيم القاعدة". هكذا، في سبيل بث الفوضى والعنف عبر مكونات المجتمع المصري، قد أصبحت ’الكتلة الصلبة‘ الإخوانية بالداخل ذات أهمية وقدرة لم تكن لها في أي يوم من قبل. هي قد أصبحت بمثابة الشرايين التي ينتقل من خلالها الدم الجهادي الملوث بالتطرف والكراهية والفوضى والعنف والإرهاب من الهوامش وخارج الحدود إلى العمق المصري، كما شهدت مؤخراً وقائع قتل وتفجير عديدة ضربت آخرتها مديرية الأمن بمحافظة الدقهلية، في قلب الدلتا والتجمعات السكانية الملايينية.

في النهاية، هل يستطيع النظام الجديد احتواء، أو قمع، هذه ’الكتلة الصلبة‘ الإخوانية من عدة مئات آلاف الأفراد المخروطين أيديولوجياً إلى حد الاستعداد التام للتضحية بالنفس والمال والولد- ومن ثم الوطن- في سبيل الجماعة وأهداف الجماعة؟ وهل يستطيع، علاوة على ذلك، أن يقطع ’الشرايين‘ المغذية لها بوسائل الحقد والكراهية والعنف والقتل والتفجير على تخوم الحدود المصرية وخارجها؟ سوف يتضح في غضون أيام قليلة أثناء الاستفتاء على دستور 2013 المقرر أن يجري في 14 و15 من يناير المقبل.



#عبد_المجيد_إسماعيل_الشهاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأنثى الداجنة
- هيا بنا نقتل إسرائيل
- حكومتها مدنية
- باشاوات ثاني؟!
- وهل ماتت دولة الإسلام؟!
- دولة الإسلام- دينية، عنصرية، متخلفة
- إيران الإسلامية تحتمي بالقنبلة النووية
- برهامي، ومثلث الرعب الإسلامي
- الإرشادية تمثيل الإلوهية على الأرض
- الأزهر سبحانه وتعالي
- تحذير: للكبار فقط
- بأمر الواقع، السيسي رئيساً.
- ثورة دي، ولا انقلاب؟!
- رثاء
- كبير الإرهابيين، إمام المغفلين
- في حب الموت
- حين تعبد الديمقراطية
- في آداب القتل الشرعي
- أنا الله
- جمال عبد الناصر، خيبة أمل نصف العرب


المزيد.....




- تحليل لـCNN: إيران وإسرائيل اختارتا تجنب حربا شاملة.. في الو ...
- ماذا دار في أول اتصال بين وزيري دفاع أمريكا وإسرائيل بعد الض ...
- المقاتلة الأميركية الرائدة غير فعالة في السياسة الخارجية
- هل يوجد كوكب غير مكتشف في حافة نظامنا الشمسي؟
- ماذا يعني ظهور علامات بيضاء على الأظافر؟
- 5 أطعمة غنية بالكولاجين قد تجعلك تبدو أصغر سنا!
- واشنطن تدعو إسرائيل لمنع هجمات المستوطنين بالضفة
- الولايات المتحدة توافق على سحب قواتها من النيجر
- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد المجيد إسماعيل الشهاوي - هل مصر على فوهة فوضى؟