أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - داود سلمان الشويلي - ذكريات مع الشاعر رشيد مجيد - 3















المزيد.....


ذكريات مع الشاعر رشيد مجيد - 3


داود سلمان الشويلي
روائي، قصصي، باحث فلكلوري، ناقد،

(Dawood Salman Al Shewely)


الحوار المتمدن-العدد: 4315 - 2013 / 12 / 24 - 02:15
المحور: الادب والفن
    


شهادة شعرية :
((الشاعر والسنين))
لم اقرأ لشاعر ، قد شغله تصرم سنين العمر ، وراح يذكرها في جل قصائده ، كما قرأت للشاعر رشيد مجيد ، اذ كان للعمر عنده ثقل كبير ، وكان ينظر الى سنين عمره ، وهي تنصرم من بين يديه ، نظرة خوف وترقب ، والمرض ينهش قلبه ، خوف من ان تنتهي سنوات عمره غير المعروف دون ان يصل الى ما يريد ويرغب ، وان ما يريد ويرغب مجهولا ، وترقب لميزان تلك السنين كي لا ينقص مثقال ذرة دون شعر 0
* شارفت الخمسين ، استهدفت الدرب و ما زال الدرب
وحملت خطاي على عيني ، فلا ارتد ولا اكبو،
صفعتني الريح ، مددت يدي لكي القاك الى جنبي (17)
فها هو يأسه لما بعد الخمسين يشتد :
* لم تعد اليوم بقايا عمره كما هي
ولم تعد "حواؤه" سوى لهاث اغنية
وتهجرت ، وانحدرت في قافية
او قصة منتهية (18)
عندما يحسب الشاعر سنين عمره ، يجمعها ، ينظر الى فعلها فيه ، ، يصيبه اليأس ، وها هو يعود من رحلة الخمسين صفر اليدين ، كما عاد جلجامش خالي الوفاض دون ان يجلب عشبة الخلود :
* وجئتكِ الان كما ترينني صفر اليدين
لم ارتشف كأسا، ولم احلم بثغر امرأة
ابحث عن سر البقاء ، عن مكان ذلك الاكسير
ليعتق الانسان من حتمية المصير
وليغلق الدرب الذي لا ينتهي (19)
ان مقدمة قصيدة "الصوت والباب المغلق" المكتوبة عام 1970م، وخاصة المقطع الاول منها ، تمثل خير شاهد للحالة التي يعيشها الشاعر ، حتى قبل ان يرحل من دنياه ، اذ يقول :
(( لقد سقطت حنجرتي وتمزق صوتي وتمرغ فمي في التراب ، وما زال بابك موصدا يا رب ))
* ياضمير الله اين الملتقى؟
اين يستوطن ظلي ؟
فلقد تاه بدربي ، وانتهى 000
كل شيء كان حولي(20)
ويقول في مقطع اخر :
* يا ضمير الله 000 يا صمت شفاه لم يحركها لسان
من زمان
ايها الصبر الجليدي المسجى من زمان
كل يوم تلد الارض نبيا مستهان
كل يوم الف مأساة "حسين" في مكان
كل يوم "كربلاء"
ومزيد من سبايا ودماء(21)
وبتاريخ 3 حزيران 1992 م ، كتب يقول :
* وهكذا مرت سني العمر من غير صدى000
لم تترك السبعون من هم ومن منتجع
مرسى لاحلام اضاعتها ليالينا سدى ،
ولم اكن اول منسي ، ولا000
اول من اخطأه زمانه منذ بدا،
امنيتي000 لا ادري ما امنيتي 000 (22)
كان ثقل السنين ثقيلا عليه 000 قرأ امامي مسودة قصيدة "الصمم" في الساعة الرابعة من مساء يوم الاربعاء المصادف 1/2/ 1995 ، عن " العلة" التي كان يرزح تحت وطأتها في سنين عمره الاخيرة :
* معذرة ان لم اكن اسمعكم
من اغلقت يداه بابي000 اغلقت،
سمعي000 فلا اعي سوى حشرجتي ،
ورفة الحزن وما ينزف قلبي في فمي (23)
سمعي محاط ، بل محشو بالصمم
الكوة الصغرى التي
اسعدني الحظ بها
يوما بأن اسمعكم
وان اروي نهمي
اغلقها الله000 لاحيا مثلما ارادني
اصم لااعي، ومطرقا بلا مترجم
وفي مقطع اخر يقول :
* يا حسرتي
كم من فم يندهني ، ولا اعي؟
وكم صدى يسحرني 000 فيحتويه سقمي،
ابكي بصمت حجري، وبحزن آدمي،
وانزوى في اللا مدى ،
وانتهى للعدم
***
شهادة الوفاة :
رشيد مجيد ، شاعر حساس امام العمر ، وامام الموت 000 فقد رثى جل اصدقائه 000 رثاهم بقصائد تقطر اسا، لانه كان يرثي نفسه في الوقت نفسه ، كان يخاطبهم بهذا المعنى ، واذا كانت اغلب قصائد ديوانه " يحترق النجم ولكن " رثاء لشهداء القادسية ، فقد حملت دواوينه المطبوعة والمخطوطة قصائد يرثي فيها اصدقائه وزملائه دون اهله 0
ففي مرثيته لصديقه الاديب الراحل " صبري حامد " (24) يقول :
* 000 " صبري ، صبري"
هل تذكر ليلة كنا نتحدث عن؟
عن اخوتنا الموتى
وعن الموت ، وكيف تمنيت بها مني 000
ان ارثيك باشجى ما ينزفه شعري؟
وكما شيعت به "عبد الرحمن"، و"عبد القادر"، و"البدري"
لم ندر ، بأن الموت ، على خطوات منا000 لم ندر
وبأن حديث الامس ، نبوءة رحال000
يتأهب ليلتها للتوديع بها ، في رحلة هجر
وبأن الركب على وشك الايغال الى المجهول،
وان مسافري الاخر ،"صبري"000
وها هو يرثي صديقه الاديب الراحل "عزران البدري" مخاطبا اياه وكأنه يرثي نفسه :
*000 "عزران" عندي ما اقول 000
كثيرة غصص الليالي والتعلات التي 000
اغلقت بابك دونها
وكثيرة000
هذه الاحاديث التي
اجتر وحدي في الحياة شجونها (25)
لقد وجد الاصدقاء والاعزاء يتناهبهم الموت الواحد بعد الاخر ، وكان يرثيهم بقصائده ،وعندما وجد نفسه وحيدا بعد ان رحل الجميع ، انتبه لنفسه ، وتساءل : من سيرثيه بعد موته ؟ عندها تيقن انه سوف لن يرثى ، فرثى نفسه بقصيدته هذه بتاريخ 12 / 4 / 1995:
(كان بالامس)

(عندما يحس الشاعر بنهايته ، عليه ان يؤبن نفسه)

من سيبكيك في غــــــــد يا رشيد يــــــــــــــوم يحدو بك الفناء الاكيدُ
عندما يرحـــــــــــل النهار وتبدو وحشة الليــــــــــل والمسوخ السود
وتدب الهوام فـــــــــــــــي مستقر اطبق الطين فـــــــــــــــوقه والدود
واراني ، ولا ارى غـــــــير شلو غيبته عـــــــــــــــــن الحياة اللحود
من سيبكي الذي بكى مـــــن تناؤا ثم اغــــــــــــــفى وما وفاه القصيد
هجروه، انتهى، نسوا كــــل شيء الخليل الذي نأى لا يــــــــــــــــعود
كان بالامس ، وانطوى كـل شيء عمره000 والجفاف00 والتسهيد
فلمــــــــــــن تهرق الدموع ويشدو وتر الشعر ، والمــــــــــراد بعيد ؟
انها ســـــــنة الحياة 00 ستهوى بالقدامـــــــــــــــــى ليستقر الجديد
شاعر مات وانتهى ، ثـــــم ماذا ؟ كلنا ننتهي غــــــــــدا 000 او نبيد
فلمـــــــــن يكتب الرثاء ، ويزرى بالقوافــــــــــــــــي ويستباح النشيد
آه مـــــــــا اثقل الحياة 00 اذا ما لفظت عـــــــــــــمرها لديها العهود
فليكن آخـــــر المطاف سكون تتعرى بصمته يا "رشـــــــــــــــــيد"
***
امنية صغيرة :
كان اخر ما يتمناه - كان ذلك في العام 1973 حسب ما قاله لاحدى الصحف - وما زالت امنيته حتى وفاته رحمه الله ، قال : (( اتمنى ان تجمع قصائدي في مجلد واحد ، لكي اتوسده واستريح )) رحمك الله يا ابا عماد ، لقد توسد راسك التراب ، وما زالت قصائدك تنتظر من يجمعها 0
***
جلست امامه او ربما هو الذي جلس امامي ، الصورة الفوتغرافية التي تجمعنا سوية لا توضح ذلك ، فمرة كان هو الذي يصغي لي ، ومرة كنت انا اصغي وادون ما يقول 000 فسألته ، واجاب ، وكان ذلك بتاريخ 20 / 12 / 1992 :
عن الشعر والقصيدة :
س/ اذا استطعت ان تتذكر عملية الابداع كما جرت في اخر قصيدة كتبتها ، هل عاشت في نفسك صورها واحداثها كاملة قبل النظم ، ام بزغت فجأة ؟ واذا كانت قد عاشت قبل النظم فهل كانت حياتها جامدة ، اي انها ظهرت فجأة وهي كاملة متكاملة ، ام انها تطورت في حياتها قبل الكتابة او اثنائها وجعلت تمتلئ وتنضج في بعض نواحيها ، وتتضاءل وتتلاشى في نواح عدة ؟
ج/ الاشياء تتداعى ساعة النظم ، حيث ان القصيدة هي التي تدفعها ، والرؤى التي تتداعى امامي ، تذكرني برؤى اخرى تالية لها 000 انها تظهر فجأة دون سابق انذار 000 وان القصيدة تنضج اثناء كتابتها ، واحيانا ارجع لها في وقت آخر ، حيث بعد قراءتها تبدأ تداعيات جديدة 0
وعلى سبيل المثال ، ان اخر قصيدة كتبتها لمناسبة تكريم الاستاذ شاكر الغرباوي يتاريخ 17 / 12 / 1992 ، وفي صباح هذا اليوم واثناء خروجي من البيت وسيري في الشارع وانا ادندن بابياتها،جاءت هذه الابيات كأضافة جديدة:
يا ابو محمود اغــرق سمعها بحكاياك وهات ما نــــدر
انها تصغي ولــــــكن للهوى فأرحــها بحديث مختصر
او ببعض من غوايات الصبا فالذي اشتقت للقياه حضر
ان اكثر الابيات تأتي لي وانا اسير في الشارع ، حيث تراني مثل (المسودن) اقف في الطريق واخرج الورقة وادون الابيات0
س/ واذا صحت انها تطورت وتغيرت ، فهل تمارس - انت - عملية التغيير ؟ ام تشعر بان الامور تجري بعيدا عن متناول قدرتك ، فيما انت تشهد آثار التغيير فحسب؟
ج / اشعر ان في القصيدة بعض المفردات ، او الابيات التي - ربما - لا تفي بالغرض من ناحية المعنى او المضمون ، او ان تفي بالمضمون ، لكنها ليست مفردات شعرية، مفردات فقدت موسيقاها ، او ربما لم تؤد الغرض من الناحية الفنية ، فأكون ملزما بتغييرها بمفردة اخرى تعطي نفس المضمون ولكن بشكل آخر يعطي القصيدة جمالها وشكلها الذي تنتهي اليه 0
س / ألك عادات تمارسها ساعة الكتابة ، ام لا ؟
ج / لا توجد لدي خصوصيات اثناء كتابة القصيدة ، ولا استخدم نوع محدد من الاقلام ، ولا يهمني في اي مكان وفي اي وقت اكتب0
س / اراك تكتب على ورق طولي ؟
ج / لكي لايبقى تالف من الورق الفلسكوب ، وكذلك لكي تكون صغيرة الحجم ، وتدخل في الكيس النايلون الصغير الذي احتفظ به في جيب بنطالي 0
س / اتشعر بوجود صلة بين احداث حياتك وبين ما يرد في قصائدك ،واذا كانت هناك صلة ما، اتعي جيدا كيف تاتي وتدخل في نسيج شعرك ؟
ج / للقصيدة صلة كبيرة باحداث تمر في حياتي ، ولعل القصيدة هي حصيلة تجربة اعيشها بكل مفرداتها ، غير اني لم اتعمد كتابتها انما احس ان هاجسا ، لا ادري من اين يأتي ، وما هي طبيعته ، يبدأ معي بجملة احس انها ستكون مفتاحا للقصيدة ، فأبادر بكتابتها حتى ولو كنت في الطريق ، ثم ابدأ بتكرارها مع نفسي ، الى ان احس ان الجملة الشعرية تلك قد اكتملت ، وانها تحمل صورة ، ربما تكون مفتاحا او بوابة لصورة اخرى ، وهكذا تكتب القصيدة محملة بالصورة والاحداث التي مرت عليّ دون ان اتعمد احضارها 0
س / اترى نهاية القصيدة قبل ان تبلغها ؟ وهل كنت تراها واضحة ؟ واذا لم تكن تراها ، فما الذي يحدد لك النهاية ، ويوقف القصيدة عند نقطة ما ؟
ج / كلا 000 لم ارها واضحة 00 0 واحس ان القصيدة قد انتهت عندما تكون قد استنفدت ما لدي من صور تلك اللحظة ، وربما تطالعني صور اخرى لها صلة بالقصيدة فأضيفها اليها ، ولا يشترط ان تكون مكملة للقصيدة ، او انها تقتحم القصيدة ، او تقتحم عليها من احدى فراغاتها التي احسها ، واكثر ما يثير هذه الصور الجديدة الفراغات التي تكثف القصيدة احيانا ، حيث احس ان شيئا ما تفتقر له خلال هذا الفراغ 0
س / لماذا تشطب او تغير في القصيدة ؟
ج / عندما اشطب مفردة ، او اغيرها بمفردة اخرى ، فليس معنى ذلك انني غيرت القصيدة او ابدلتها بقصيدة اخرى ، فقد احس عند رجوعي لها ان تلك المفردة لم تأخذ مكانها من القصيدة ، ربما تكون مؤدية للغرض من جهة المعنى ، غير انها قلقة بين مفردات الجملة الشعرية ، الامر الذي يفقد تلك الجملة ، او ذلك البيت من القصيدة الانسياب والرنة الموسيقية التي هي من اهم مقومات القصيدة 0
س / هل تنتهي عندك كتابة القصيدة عند انتهاء آخر بيت فيها ، ام انك تعود اليها بعد فترة ما لتغير فيها ؟
ج / تظل القصيدة خاضعة الى التغيير في بعض مفرداتها متى ما احسست ان هنالك مفردة تؤدي الغرض وتعطي القصيدة جمالية اكثر 0
بعض القصائد تنتهي وبعضها احس انها غير منتهية ، وقد اعود لها ولو مصادفة ، فأحس ان هنالك فراغا بين مقاطعها ، وانها بحاجة لسد هذا الفراغ بما يكمل القصيدة ، وقد يتسنى لي ذلك او لا يتسنى ، فيظل احساسي بها انها غير منتهية 0
س / كثيرا ما تذكر في قصائدك البحر ، والمرسى ، والاشرعة ، علما ان الناصرية مدينة غير بحرية ، وانت لم ترالبحر كما اعرف ، فماذا تقول ؟
ج / لا ادري كيف تقفز صورة البحر والموج والاشرعة والمراسي والشواطئ والجزر الى ذاكرتي وانا اكتب القصيدة مع اني لم اشاهد البحر ، ولم احلم به فمن اين تأتي هذه الصور الكثيرة التي لا تنسى الا لمن شاهد البحر او سافر فيه من مكان الى مكان 0
س / استخدمت في شعرك الاسطورة ، وبعض الشخوص التاريخية المعروفة 000 هل تحدثنا عن ذلك ؟
ج / اصفها كرموز لشخصيات مضادة لها في عصرنا هذا ، فمثلا :امانة السمؤل ، مقابلها الخيانات المعاصرة ، والخنساء مقابلها ضياع التضحية واللاجدوى منها ، وطارق بن زياد يمثل الاصرار والتجربة الجديدة ، لا احد فعل مثله ، وابو ذر ، يمثل قضية نوع الاشتراكية التي يؤمن بها وتضحيته من اجل هذه الفكرة ، والحسين ، رمز الاصرار والتضحية ، والحر الرياحي ، يمثل ازدواج الشخصية المعاصرة ، وسيزيف ، اذ من خلال هذه الشخصية تحدثت عن القضية الفلسطينية والجهد الضائع ، وجلجامش ، فقد تحدثت من خلال هذه الشخصية عن عدم ديمومة الحياة ، وان كل شيء الى نهاية ، اما الطوفان ، فقد تحدثت من خلاله عن خطيئة الانسان ، ورجس الارض التي بحاجة الان الى طوفان يطهرها 0
س/ سألته عن بيت جاء في قصيدته (كان النهر) يقول فيه :
* كان النهر ، وكان الله الشيء المبهم
قلت له : هل المبهم الله ام النهر ؟ ام جعلت من الاثنين مبهمان ؟ وكذلك عما جاء في قصيدة (وجه القمر المتسلل) التي تبدأ بـ ( شيء مبهم 000 شيء مبهم) ، اجاب :
ج - اقصد نهر الفرات ، قبل ان يسده السوريون ، ثم تبدأ التداعيات عن النهر ، و كيف كانت رؤياي له 000 انها رؤية طفولية 000 كان النهر مبهما بالنسبة لي ، كما الله 000 واذكر عندما كنت طفلا اذهب مع امي للنهر للسقي وغسل الملابس ، وكنت ارى منعطفه بالقرب من نخيل (السديناوية)(26) ، وكنت اعتقد ان نهاية النهر ، وكذلك نهاية العالم عند ذلك المنعطف ، حيث ارى انطباق الافق مع الماء ، وكنت اعتقد ان الله جالس هناك وهو (يلولح)(27) رجليه في الماء وهولا يخاف النهر ، بالعكس منا نحن الاطفال0
س/ سألته عن قصيدة (زمن الغربة) اذ يقول فيها :
* من يوقد شمعة افراحي ؟
لارى الله
فأدرك ان الله علامة حب ، ودليل امان 0
سألته : ما هي الاجواء التي كتبت بها هذه القصيدة ؟
ج / اجاب : لا اعرف 0 ولكن شعور الشاعر والفنان بالغربة في مجتمعه ووطنه هو احد الدوافع 000 وكان من المفروض ان اضع لها مقدمة ، وهي بيت شعري من قصيدة سومرية ، يقول البيت : (لقد نفتنا الالهة غرباء حتى مع انفسنا) 0
ملاحظات:
1 - كان العنوان الاول لقصيدة (الليل واحداق الموتى) هو (لا لن يمر الله ) حول حرب حزيران ، حيث بدايتها (الاعلامية) انتصارا ، ونهايتها هزيمة 0
2- كان العنوان الاول لديوان (العودة الى الطين) هو (العودة الى الطور) ، لان المكان الذي التقى به سيدنا موسى مع الله هو الطور ، وهو مطالبة من الشاعر ان يرفعه الله الى الطور ليلتقي به 0
3 - صبيحة يوم السبت المصادف 5 / 2 / 1994 م قال لي رشيد مجيد :
- انزعج كثيرا من الرياضة ، صحيح انني كنت ازاول السباحة والركض ولعبة كرة القدم ، لكن الرياضة كدرس مفروض لا احبه ، ولا اطيقه ، ولا اعتقد انني حضرت درس الرياضة في يوم ما ، كنت اغيب ، او اهرب من المدرسة ، واذكر انه في عام 1929م كنت في الصف الثالث ، وقد كثرت غياباتي ولم يعد لي من حيلة مما اضطرني الى ان اضرب رأسي بحجارة واعود الى والدتي مدمى ، لترسل هي الى والدي الذي ذهب الى المدرسة واخذ لي اجازة لذلك اليوم الذي فيه درس الرياضة000 وكنت كذلك اسب واشتم حمورابي لانه اول من ابتدع المدارس ، فيما كان ابن عمتي (موسى) يسب (نوح) لانه اول من ابتدع النجارة ، اذ كان (موسى) عامل نجارة 000 واذكر انه واثناء وفاة الملك غازي خرجت الناس وهي تلطم وتهزج بأهزوجة شعبية هي (اليوم حزنان البلاط) فسألنا- انا وموسى- عن معنى (البلاط) احد زملاءنا فأجاب ان معناه (بيض وصمون يعد خصيصا للملك) ، ومن ذلك اليوم يتمنى موسى ان يأكل ماعون بلاط 0
***
ببلوغرافيا :
•رشيد مجيد سعيد محمد صالح العنزي 0
• ولد في الناصرية عام 1922 م وتوفي فيها بتاريخ 4 / 4 / 1998م 0
• اكمل الدراسة المتوسطة ، وعمل موظفا في الادارة المحلية والنشاط المدرسي والمكتبة العامة 0
• كان يهوي الرسم والخط ، وامتهن التصوير الفوتغرافي ، وكانت له ستوديو خاصة معروفة في الناصرية 0
•عضو اتحاد الادباء في العراق 0
• نشرت له اول قصيدة عام 1942 م في مجلة الغري النجفية0
• فاز ديوانه (العودة الى الطين) ضمن احسن عشرة دواوين صدرت في الوطن العربي في مسابقة مجلة (آمال) الجزائرية عام 1981 م 0
• كرم من قبل وزارة الثقافة والاعلام واتحاد الادباء عدة مرات ، واهمها الحفل الخاص يوم 28 / 5 / 1992 م الذي اقامه اتحاد ادباء ذي قار ، وحصل على درع الابداع عام 1995 م 0
دواوينه المطبوعة :
1 - بوابة النسيان - مطبعة الاداب - 1970 0
2 - وجه بلا هوية - وزارة الاعلام - 1973 0
3 - الليل واحداق الموتى - مطبعة الاداب - 1974 0
4 - العودة الى الطين - وزارة الاعلام - 1979 0
5 - لا كما تغرق المدن - وزارة الثقافة والاعلام - 1982 0
6 - يحترق النجم ولكن - = = = - 1984 0
دواوينه المخطوطة :
- وانت يا سيدتي 0
- في الشوك وردة 0
- السفر الاخير 0
- من اين جاؤوا 0
- قمر خلف زجاج الباب 0
- المرفأ 0
- الجذور 0
- وكان مجد الكلمة 0
- صوت المدينة 0
- ليلى 0
- ويرحل القمر 0
- زمن الغربة 0
- في صحبة الريح 0
- بعد ان غاب القمر 0
- قمر اجمل 0
- للحزن مناسك 0
- تموز انشودة الخلاص 0
- الهزيمة 0
- للحب خفايا 0
- دعاء من القلب 0
- في رحلة السبعين 0
- العرافة 0
- الريح والمسرى 0
- الزيت المقدس 0
- طائر الجنوب 0
- هذا الرماد 0


مسودات :











الهوامش :
1 - من مسودة قصيدة لم يضع لها عنوان ، مؤرخة بتاريخ 3 حزيران 1992 0
2 - من قصيدة (هذه قدم اخرى – ايلول 1978) من ديوان (لا كما تغرق المدن )0
3 - كتب الفقيد بخط يده اجابة عن سؤال سألته اياه عن عائلته ونسبه بتاريخ 10 / 5 / 1992 فقال : (( ينتمي اصول عائلتي الى عشائر عنزه ، وقد نزحت عائلتي الى بغداد ايام الحكم لعثماني لاسباب سيايبة وقتها ، ثم نزحوا الى سوق الشيوخ ، ثم الى الناصرية في اول تأسيسها 0 ))0
4 - هناك بعض الامور الغامضة في حديث الفقيد ، وكنت وانا اسجل ذلك مباشرة على الورق ، اضع علامات استفهام امامها ، كي لا اقاطعه ، ومن ثم اسأله عنها ، لكنني كثيرا ما انسى ذلك ، فظلت الكثير من الامور بحاجة الى توضيح 0
5- بيك : قدح شراب 0
6 - عريضة : طلب مكيوب 0
7 - معكل : يرتدي على رأسه العقال 0
8 - موذح : مسرع 0
9 - عتكت : عتقت ، اصبحت قديمة 0
10 - مسودن : مجنون 0
11 - كضت : انتهت 0
12 - سواديني : جنوني 0
13 - وضعت كلمة تمازتي بين قوسين لانها حلقة الانتقال من الهجة العامية الى اللغة الفصيحة 0
14 - جزء من قصيدة (بعد ان غاب القمر ) نقلتها عن مسودة للقصيدة التي كتبها الشاعر بتاريخ 25 / 2 / 1994 0
15 – (غير الله) تلفظ كما تلفظها العامة 0
16 - ظواهر معنوية في شعر رشيد مجيد – المرأة بين عذرية الحب وحسية الخطاب الشعري – جريدة بابل – 20 / 11 / 1993
17 - من قصيدة (من خلال رواسب الماضي - 1973) – وجه بلا هوية 0
18 - وجه بلا هوية -14 0
19 - وجه بلا هوية –22 0
20- المصدر السابق – 38 0
21 - المصدر السابق – 40 0
22 - من مسودة قصيدة لم يذكر لها عنوانا 0
23 - هذا البيت اضيف للقصيدة بعد كتابتها ، كما تبين ذلك من مسودة القصيدة 0
24 - وهومن اوائل كاتب قصة قصيرة في الناصرية ، وشغل في سنواته الاخيرة في النصف الاول من الستينات وظيفة امين المكتبة المركزية في الناصرية 0
25 - من قصيدة (عزران والمقهى - 1978) من ديوان (لا كما تغرق المدن )0
26 - السديناوية : هي احدى نواحي محافظة ذي قار ، محاددة لمينة الناصرية من الشرق 0
27 - يلولح : يترك رجليه سائبتان في النهر 0



#داود_سلمان_الشويلي (هاشتاغ)       Dawood_Salman_Al_Shewely#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشعر خارج منطقته - ليس دفاعا عن الشاعر سعدي يوسف -
- هل مات مانديلا ؟
- ذكريات مع الشاعر رشيد مجيد - 2
- ذكريات مع رشيد مجيد
- - عاشوراء - الذكرى والتأسي
- رسالة حب الى المثقفين والادباء والفنانين
- رحلة في الذاكرة - ما الأدب ؟ - شهادة ابداعية-
- عيد بأية حال عدت يا عيد (المتنبي ومصيبة العراقيين)
- الاحزاب الدينية والحريات
- حرية الرأي - ج 1
- حرية الرأي - ج 2 - المناهج الحديثة في دراسة وتحليل ونقد النص


المزيد.....




- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - داود سلمان الشويلي - ذكريات مع الشاعر رشيد مجيد - 3