أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - قاسم حسن محاجنة - مخاطر -مهنة - الابداع ..














المزيد.....

مخاطر -مهنة - الابداع ..


قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا


الحوار المتمدن-العدد: 4314 - 2013 / 12 / 23 - 17:29
المحور: الادب والفن
    


مخاطر "مهنة " الابداع ..
لكل مهنة مخاطر تنبع من طبيعة العمل وبيئته . فكابوس عامل المنجم ، أن ينهار الردم ويدفن من في الداخل ،أو في أحسن الأحوال أن يُغلق المداخل ، فلا هواء ، متنفس أو خروج !! وأسوأ كابوس يراود مخيلة عامل البناء ،هو أن يسقط عن علو شاهق ليرتطم اشلاء متناثرة على الارض !! وعلى كل حال فلكل مهنة مخاطرها ، لذا فلكل مهنة ايضا طُرق وقاية ووسائل وقاية مناسبة .
لكن ، ما هو الخطر الذي يواجههه ،من ينقب في مناجم الروح والنفس البشرية عن أجمل أو أسوأ ما فيها ..؟؟ وما هو الخطر الذي يتهدد من يُحلق في سماء الخيال باحثا عن فكرة شاردة أو واردة ؟؟
أذن كيف تنتهي حياة المُبدع ؟؟
قد تنتهي في سجن ، أو بيد قاتل لا يُجيد القراءة حتى ، قد تنتهي بيد العسكر أو الشرطة ، وقد تنتهي حياته ايضا وهو جالس الى جانب المُستبد على مائدة عامرة ،يتناول الطعام ويُشرعن للظالم ظلمه واستبداده !!
قد تنتهي حياة المبدع (بيدي لا بيد عمرو )، كما فعلها خليل حاوي وتيسير السبول وأخرون غيرهما ، لا أتذكرهم في لحظتي هذه !!
قد ينتحر المبدع ، لتعففه وأنفته واحترامه لنفسه ومكانته ، حينما يرفض أن "يمد " يده طالبا العون ولقمة يتبلغ بها ، كي لا يموت جوعا !! أو يموت لأنه لا يجد بيتا يأويه ، فيموت مشردا على الطرقات !!
قد يموت لأنه يرفض التنازل والانحناء أمام الانذال الذين سرقوا كل شيء ولم يتركوا للغالبية ما تأكل أو ما تلبس !!
قد يموت المبدع ، لأنه يرفض ان يتسول حياته ليحياها ذليلا !!
مات محمد بهنسي ، المُبدع متعدد المواهب ، الشاعر ، الروائي ، العازف ، المُلحن والفنان التشكيلي . مات من البرد على قارعة الطريق ، في المدينة الكبيرة .!!
لم يكن محمد بهنسي حيا ، لأنه بلا مأوى !! وأخيرا وجد مأواه في باطن الارض ، والتي لم تُوفر له هي وسكانها مكانا دائفا يضطجع فيه .
مات بهنسي ، لأننا نُجيد البُكاء على من رحلوا ، ولا نُجيد "اطعام " الاحياء .
أن "جريمة قتل " بهنسي هي جريمة جماعية ، جريمة السلطة وجريمة العامة ، اين هم كل "زملاءه " المبدعين ؟؟ أين هي الصحافة ووسائل الاعلان ؟؟ أين هم شباب الثورة ، أدباءها ، مُفكروها ..... اين كانوا وأين هم ؟؟
نعاه الكاتب والمفكر الكبير عمار علي حسن ، مما يدل على أنهم عرفوه واعترفوا بموهبته !! لكنهم تركوه "يفترش " الطرقات ويلتحف ....؟؟؟
طلبت الروائية الكبيرة أحلام مُستغانمي من محمد بهنسي أن يُسامحنا ؟؟ قائلة له قل هل سامحتنا ؟؟
" محمد بهنس أيها السوداني النبيل.. قُل أنّكَ سامحتنا ! ...بقلم : احلام مستغانمي

على قارعة التجاهل ، تكوّم ذلك الشاعر ، وترك الثلج يُكفّنه في أحد شوارع القاهرة . محمد بهنس ابن السودان الطيّب الكريم ، كان يثق في كرم الثلج ، يُفضّل على حياةٍ يتسوّل فيها ركناً دافئاً في قلوب الغرباء ، ميتةً كريمة ، لا يمدّ فيها يده لأحد . يده تلك التي لم تكن تصلح سوى للعزف وكتابة الشعر .
لماذا كابرتَ إلى هذا الحدّ أيها الرجل الأسمر؟ لا أحد كانفي بياض قلبك غير الثلج . وما جدوى أن نبكيك الآن ، وما عُدتَ معنياً بدمعنا ، وأن نزايد عليك شاعريّة ، لأنك هزمتنا عندما كتبتَ بجسدكَ الهزيل المُكفّن كبرياءً ، نصاً يعجز كثير من الشعراء المتسوّلين الأحياء عن كتابته .
لم أقرأ لكَ شيئاً ، ولا سمعتُ بكَ قبل اليوم ، ولكني صغرتُ مذ مُتّ جائعاً على رصيف العروبة البارد . كلّ كلماتي ترتجف برداً في مقبرة الضمير ، عند قبرك المُهمل . أيها السوداني النبيل ، قل أنّك سامحتنا ، كي لا أستحي بعد الآن كلّما قلتُ أنني كاتبة .
في زمن مضى ، كانوا يكتبون على حائط في شارع " اخفض صوتك . هنا يسكن شاعر يكتب الآن " .
اليوم يعبر المارة أمام جسدِ شاعر مُتكوّم من البرد ، فيسرعون الخطى كي لا تقول لهم الجدران " أدركوه.. ثمّة شاعرٌ يموت الآن " .
رغم أنني بكيت تقريبا عند قراءتي لبكائية أحلام ، لكنني قررت أن أكون للحظة ولي الدم ، ولي دم محمد بهنسي ، لأُجيب باسمه ، بأنه لن يُسامحكم أبدا !!!
فأُمة يموت مبدعوها على قارعة الطريق "بردا وجوعا " ، لا تستحق أن يُسامحها أحد !!
سيسامحكم في حالة واحدة ، فقط أذا كان "بهنسي " أخر المذبوحين بسيف الجهل ، الأُمية والاهمال
المتعمد !!
وداعا يا محمد بهنسي ، فقد كشفت بموتك عاريا في الصقيع ، عورات أمة من المحيط الى الخليج .
وكتبت الجزء التالي من روايتك راحيل ، كتبتها بعنوان الرحيل الصاخب !!
يحق لك أن تبصق في وجوهنا جميعا ........تفووووووووووووووو !!




#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -اصوات - مثلية -تخرج - من الخزانة ..
- محمود -الشوعي - وأراؤه
- جنس ودواجن...!!
- تخصصات نادرة ...
- بين النقد والشتيمة ..
- لا لقتل اسرائيل .. نعم لإنقاذ فلسطين
- قطاع غزة والجنة ...!!
- أحاديث في غرفة العناية المُكثفة ..
- شيطنة أم مواجهة ؟؟!! تعليق على مقال الاستاذ خالد الحروب
- هاجس الكتابة بين النرجسية والعلاج الذاتي
- جدلية العلاقة بين الشكل والمضمون
- هل حقا هذا موقع للحوار ؟؟
- العملاق هوى .. مانديلا يفارق الحياة
- لنا .. ولكم .
- لوركا وعُرس الدم السوري ...!!
- سيدنا ماعز والمُراهقان المغربيان ..أو التلاميذ أشطر من المُع ...
- ألهوية والجغرافيا ..
- عرب اسرائيل وجدلية العلاقة بين المُواطن والدولة ..
- -نحن لا نضرط أبدا ..!!-..
- اليهود ، العرب وصراع الحضارات ..


المزيد.....




- باتيلي يستقيل من منصب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحد ...
- تونس.. افتتاح المنتدى العالمي لمدرسي اللغة الروسية ويجمع مخت ...
- مقدمات استعمارية.. الحفريات الأثرية في القدس خلال العهد العث ...
- تونس خامس دولة في العالم معرضة لمخاطر التغير المناخي
- تحويل مسلسل -الحشاشين- إلى فيلم سينمائي عالمي
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- ناجٍ من الهجوم على حفل نوفا في 7 أكتوبر يكشف أمام الكنيست: 5 ...
- افتتاح أسبوع السينما الروسية في بكين
- -لحظة التجلي-.. مخرج -تاج- يتحدث عن أسرار المشهد الأخير المؤ ...
- تونس تحتضن فعاليات منتدى Terra Rusistica لمعلمي اللغة والآدا ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - قاسم حسن محاجنة - مخاطر -مهنة - الابداع ..