أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود حامان - الاسلام السياسي والديمقراطية















المزيد.....

الاسلام السياسي والديمقراطية


محمود حامان

الحوار المتمدن-العدد: 4314 - 2013 / 12 / 23 - 11:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المقصود بالإسلام السياسي : الحركات والاحزاب السياسية التي تتخذ من الاسلام كدين ايديولوجيا لها .وينظر الاسلام السياسي لنفسه على انه البديل الانسب للمجتمعات التي تدين اغلبها بالدين الاسلامي . وتقوم هذه الحركات باستغلال ذكي للوضع الراهن للوصول الى الحكم واحتواء الثورات والضغط باتجاه انحرافها عن مسارها . ان ظهور هذه الاحزاب وانتشارها ليس صحوة عابرة مؤقتة كما يعتقد البعض بل هناك أسباب موضوعية داخلية وخارجية تؤدي إلى جعل هذه الأحزاب والحركات تتسع في وسط الجماهير البسيطة وتحتل مساحة مهمة على الخريطة السياسية في المنطقة وتلقى قبولا وتأييداً من قبل الكثير من الناس البسطاء ومن أهم هذه الأسباب
1- تدني مستوى الوعي العام لدى الكتلة الشعبية والتي حرصت السلطات الحاكمة والسلطات الدينية على ابقائها متدنية من اجل استغلالها
2- سياسات القمع السياسي والأمني والاجتماعي من قبل الانظمة الحاكمة وتجاهل مشاكل أغلبية الشعب وخاصة الفقراء منهم
3- غياب التنمية الحقيقية
4- عجز الانظمة المتعاقبة عن إيجاد حلول للأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وعجز هذه الانظمة عن اختيار طريق التقدم والتطور الذي يحرر هذه البلدان والشعوب من التخلف التاريخي
5- فشل التجربة التي حملت اسم الاشتراكية
6- فشل الأحزاب القومية ( البعثية – الناصرية )
7- عدم قيام منظمات المجتمع المدني والمثقفين بدورهم في رفع مستوى الوعي
8- قمع وحرمان هذه الأحزاب من المشاركة في السلطة مما دفع معظم الناس البسطاء الى الاعتقاد بأن هذه الحركات تملك حلولا لمشاكلهم وبالتالي اصبح شعوب المنطقة متعطشة للحكم الاسلامي بعد حظر دام عقود مما شجع هذه الاحزاب على استغلال هذا المنع والقمع والممنوع مرغوب عندنا في الشرق لذلك قدمت هذه الاحزاب نفسها بديلا للتجارب الفاشلة في الحكم استناداً الى ذلك حاولت جذب اوسع الجماهير اليها من خلال ما يثير الدين كوعي سائد في المجتمعات الاسلامية فتم مخاطبة الناس من خلال الشعائر والطقوس الدينية وليس عن طريق تقديم برامج ومشاريع وبدائل للوضع الراهن.
صحيح ان كثيراً من هذه الأحزاب والحركات تحارب الأنظمة الحاكمة المستبدة ولكن ليس من اجل تقديم بدائل تؤسس لدول عصرية ديمقراطية وهي عاجزة حتماً عن تقديمها ورافضة لها من حيث المبدأ لان سلاح الدين هو سلاح الضعفاء سلاح الذين فشلوا فكرياً وادارياً واقتصاديا في نهضة الشعوب هذا من جهة ومن جهة اخرى ان من شروط بناء الدولة المدنية الديمقراطية ان تقوم على قاعدة الفصل ما بين الدين والدولة وهذا يتناقض مع مبدأ الاسلام السياسي بأن الاسلام دين ودولة والأخطر من كل ذلك الحركات الاسلامية لا تعترف بالتعددية بل تعمل على تجريد الشعوب المتأسلمة من تاريخها وثقافتها وتجعل من نفسها نقطة البداية وخير مثال على ذلك طمس الهوية الكردية والامازيغية الا ان اغلب الجماهير لا تعرف حقيقة هذه الحركات . برأيي الشخصي سنحتاج الى كثير من الوقت والجهد قبل ان تكتشف شعوب هذه المنطقة بأن هذه الاحزاب تتاجر بالدين وتستغله لمخاطبة مشاعرها البسيطة للوصول الى السلطة وامتيازاتها وبما ان الجماهير طبقاً لمستوى وعيها سوف تختار ونحن نعلم ان وعي أي طبقة يتشكل من خلال تفاعل عناصر ثلاثة كما يقول نصر حامد
أولا حقيقة وجودها الاجتماعي والتاريخي ومحيطها الجغرافي
ثانياً ممارساتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية
ثالثاً تراثها الفكري والعقلي الذي تستمده من ماضيها
بتحليل العناصر الثلاثة نجد
حرمان الجماهير من ممارسة حقها السياسي والاقتصادي والفكري منذ تأسيس الدولة الحديثة أما فيما يتعلق بالتراث لقد تم اختزال التراث بالإسلام وبالتالي مجرد الرجوع إلى التاريخ أو التراث يعني الرجوع إلى الإسلام
هذا بالإضافة إلى احتكار الأنظمة الحاكمة وبعض المؤسسات الدينية جميع أدوات صنع الوعي وصياغة الذاكرة من تعليم وأحزاب وإعلام وقنوات فضائية كل ذلك ساهم في تدني مستوى الوعي من جهة وتشويه وتزييف الوعي من جهة أخرى وبالتالي لمجرد وجود صحوة ديمقراطية ليس من المعقول أن تختار الجماهير اختياراً موفقاً للأسباب التي ذكرناه سابقا
فإذا كانت الجماهير بسبب نقص وعيها ستختار حلاً إسلاميا أو أي حل آخر وحرصاً على مستقبل الديمقراطية فان من حقها ان تمارس تجربة اختيار هذا الحل وعليها ان تدفع الثمن اللازم لاستكمال وعيها التاريخي والاجتماعي
أما بحجة الدفاع عن الديمقراطية او الخوف عليها من الاسلاميين او اية جهة اخرى نلغي أو نرفض نتائج الانتخابات هذا يعني
1- القضاء على الديمقراطية
2- حرمان الجماهير من دورها وممارسة حقها الطبيعي واعتبارها قاصرا لذلك يجب أن تكون تحت وصاية العسكر أواي فئة اخرى
3- هذا يساهم في صناعة الدكتاتور ونحن نعلم بأن الدكتاتور يشكل خطراً على الحياة الديمقراطية اكثر من أية جهة أخرى
وللأسف بدلاً من أن تقوم تلك الأحزاب والشخصيات العلمانية واللبرالية واليسارية والثورية والقومية بنقد حقيقي للذات وبمراجعات حقيقية والاعتراف بتقصيرهم ومعرفة الأسباب التي دفعت الجماهير لاختيار هذا أو ذاك والعمل على مدى أربع سنوات مقبلة لتعويض خسائرها وتجاوز هذه المرحلة بطريقة ديمقراطية ومنع تفاقمها وعدم الوقوع في الخطأ في التعامل مع هذه الحركات كما حدث في مصر لان هذا سوف يؤدي إلى انقسام في المجتمع ما بين المسلمين وغير المسلمين وبالتالي فان هذه الحركات سوف تقنع موريديها بان الدين هو المستهدف وبالتالي سوف يؤدي إلى تلميع صورتهم وتجميع الناس حولهم من جديد فليس العداء للدين مهمة أي حزب او مؤسسة تأخذ على عاتقها تحقيق الديمقراطية فالقاعدة الأساسية هي تحرير الدولة من الاستخدام السلبي للدين وليس محاربة الدين وذلك عن طريق إقناع الناس بطريقة ديمقراطية وهي عملية تراكمية شاقة وتحتاج إلى كثير من الوقت
أما أن تضع الشعب امام خيارين لا ثالث لهما يا سيسي يا مرسي أو يا بشار يا داعش وكأننا نخاطب الأموات ونتحدث عن الآخرة لا يوجد خيار ثالث ما بين الجنة والنار وهذا يتناقض جذرياً مع مبدأ الديمقراطية ويستهدف الديمقراطية من أية جهة أخرى لان الديمقراطية هي احترام إرادة الشعب فعندما تضع الجماهير امام خيارين فقط هذا يعني التحكم باتخاذ القرار او تريد من الجماهير ان تتخذ قراراً عفوياً بدون تفكير وعدم ترك المجال للشعب باتخاذ القرار المناسب
والخلاصة كل من يرفض نتائج الانتخابات بحجة الدفاع عن الديمقراطية هو مشروع دكتاتور لان المستهدف في هذه الحالة هي الديمقراطية سواء كان قاتلها الإسلاميين أو العسكر أو أية جهة أخرى لأنه يؤدي الى العودة إلى نقطة الصفر أي مزيداً من التأزم مزيداً من الاحتقان مزيداً من القتل وندور في حلقة مفرغة والنتيجة نستبدل دكتاتورا بدكتاتور آخر.
يجب نبز الحل الأمني والعسكري في التعامل مع نتائج أي عملية انتخابية حتى لو كان الفائز حزباً اسلامياً والاعتراف بحقيقة وجود هذه الاحزاب والعمل على رفع مستوى الوعي السياسي وبناء الانسان والمقصود ببناء الانسان هو ان تصنع منه قوة ضاغطة فعالة ليكون قادرا على مواجهة الظلم والفساد والاستبداد من جهة واختيار الانسب والأكفأ بعيداً عن التعصب القبلي او الديني او الطائفي من جهة اخرى.



#محمود_حامان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يمكن نجاح ثورة شعبية بدون دعم خارجي
- ما هي الخطوة الاولى في بناء الاوطان
- العوامل التي تدفع الثورة السورية باتجاه الحرب الاهلية
- من هم العظماء
- طريق الديمقراطية سالك بصعوبة قي الشرق الاوسط
- دور الثورة السورية في كشف حقيقة الغرب
- هل سقوط النظام في سوريا هو شرط كافي لبناء سوريا حرة ديمقراطي ...
- ما سبب ضعف المعارضة في سوريا
- ما الفرق بين دكتاتورنا ودكتاتورهم
- الانسان المعدل فكرياً
- ما هو هدف السيد المالكي من شراء الاسلحة هل هو قرار رشيد
- أخي الانسان
- السلطة الخامسة


المزيد.....




- بسبب متلازمة -نادرة-.. تبرئة رجل من تهمة -القيادة تحت تأثير ...
- تعويض لاعبات جمباز أمريكيات ضحايا اعتداء جنسي بقيمة 139 مليو ...
- 11 مرة خلال سنة واحدة.. فرنسا تعتذر عن كثرة استخدامها لـ-الف ...
- لازاريني يتوجه إلى روسيا للاجتماع مع ممثلي مجموعة -بريكس-
- -كجنون البقر-.. مخاوف من انتشار -زومبي الغزلان- إلى البشر
- هل تسبب اللقاحات أمراض المناعة الذاتية؟
- عقار رخيص وشائع الاستخدام قد يحمل سر مكافحة الشيخوخة
- أردوغان: نتنياهو هو هتلر العصر الحديث
- أنطونوف: واشنطن لم تعد تخفي هدفها الحقيقي من وراء فرض القيود ...
- عبد اللهيان: العقوبات ضدنا خطوة متسرعة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود حامان - الاسلام السياسي والديمقراطية