أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - عبد اللطيف زوال - ما فوق النقد/بيروقراطية الكتابة الفاشلة















المزيد.....

ما فوق النقد/بيروقراطية الكتابة الفاشلة


عبد اللطيف زوال

الحوار المتمدن-العدد: 4314 - 2013 / 12 / 23 - 10:16
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    



"أنا لا أخلع صاحبي عرفته وعاشرته إذن لا أخلعه".و للتاريخ فقط لا غير ! لم أرغب في وضع بعض النقاط على الحروف لو لا تمادي صاحب ما فوق النقد في كتابته الفاشلة إلى حد نشرها في أعمد الحوار المتمدن، وقد نبهناه إلى ذلك من قبل ومن واجبنا تنبيهه بعدم علمية ما يكتب ماديا تاريخيا علاه يبلغ به الرشد حد الرجوع إلى الصواب.

يقول في كتابه الفاشل :"فقاعات سيدنا الحسين آمال المشهد الأول":

"يتعلق أمر هذه الكتابة، بنشر غسيل إحدى المقالات الطائشة، كونها لم تقدم أفكارا أوهي تعبر عن خط فكري معين، بقدر ما هي، بدءا من عنوانها حتى نهاية جملها، تجميع قسري لكلمات و مفاهيم سياسية تم العصف بمضمونها المادي التاريخي و بقيمتها الفكرية الثورية حين تم عزلها عن بنيانها الفكري المادي و إقحامها قسرا في بناء عشوائي لا أساس له و لا منطق يربطها فيما بينها فيه."

نلمس هنا أن صاحب ما يمسى نقدا ولا يريد تسميته بنقد أنه يكتب فوق النقد باعتباره يحمل الحقيقة المعرفية كل الحقيقة، ويدعي أن المقال خارج عن السياق المادي التاريخي للمفاهيم التي يتضمنها وبنائها النظري ودائما في سياق منهجي يغري صاحبنا ليقدم لنا نفسه على أنه مالك الحقيقة التي لا يمكن أن يمتلكها أحد، معتقدا أنه قائد الفكر التنظيري الماركسي اللينيني في هذا العصر. كل ذلك في محاولة لاستمالة أنظار القراء لما يكتبه ويريد أن يقوله عن صاحب المقال وليس عن المقال نفس وبشكل فج دون أن يعير أي اهتمام للقراء الذين لا يملكون حسب نطره أي معرفة، إنه غرور الكتاب الفاشلين وجنون الغافلين عن المعرفة وعن مدى استيعاب القراء لها.

يستطرد صاحبنا قائلا :"صراحة، لم أنتبه للغسيل إياه لحظة نشره سنتين من قبل على بوابة الحوار المتمدن، و لولا نشره على صفحة "إلى الأمام الثورية" لما جاءت محاولة نشر غسيل ذاك المقال".

وفي هذا القول معضلته الكبرى حيث يقر أنه غافل عما يكتب ومن بينه المقال الذي يستهدفه وذلك من أجل تقديم نفس أنه فوق الكتابة وفوق النقد، جاهلا أن في جهله لما يكتب جهل بما يدعيه من المعرفة المطلقة التي لا يمكن أن يحققها أي كان غيره، جاهلا أنه بتجاهله للآخرين ضعف لا يمكن تعويضه بتعاليه فوق القراء والكتاب وأنه بكونه لا يعطي اهتماما لما يكتب في حينه تجاهل وغرور قد يسقطه في مطبات النقد وفوق النقد الذي يمارسه.

يقول صاحب فوق النقد : "إن المهمة الأساسية (و ضع سطرا على هذه المهمة السياسية بامتياز) هي بناء الحزب الماركسي اللينيني. أما مسألة تغلغل الفكر الثوري وسط جماهير العمال و الفلاحين الفقراء، فهي عملية من ضمن عمليات أخرى كمحاربة أفكار البرجوازية الصغرى وسط التنظيم مثلا، و هي كلها عمليات تجري في صيرورة تلك المهمة الأساسية من عملية البناء السياسي للحزب الثوري. قد تكون هذه المهمة أو تلك، رئيسية في هذا الطور أو ذاك من أطوار تطور التنظيم و خطه الفكري و السياسي، لكنها ليست بالأساسية، بل هي تخضع للمهمة الأساسية التي يقوم عليها كل البناء التنظيمي؛ الفكري و السياسي للتنظيم، و هي مهمة بناء الحزب الماركسي اللينيني، "الأداة" الوحيدة و الواحدة لتحقيق هدف السلطة السياسية."

وهذه الفقرة من كتابه ما فوق الفاشلة تبين عدم استيعابه للديليكتيك حيث يضع الحدود بين "تغلغل الفكر الثوري وسط الجماهير ..." و بناء الحزب الماركسي اللينيني، فمتى تكون المنظمة قادرة على بناء الحزب الثوري بدون تغلغل الفكر الثوري في أوساط الجماهير ...؟ ومتى وضعت المنظمة نفسها فوق الجماهير لتكون مهمتها المركزية هي بناء الحزب الثوري بدلا عن الطليعة الثورية للطبقة العاملة ؟ ومتى أصبحت منظمة المحترفين الثوريين وصية عن البروليتاريا كي تبني الحزب البروليتاريا خارج تغلغل الفكر الثوري في ...؟

يجيب صاحب فوق النقد أن "تغلغل الفكر الثوري في ...." هي عملية فقط وليست مهمة أساسية، وهنا يسقط في الفكر الميكانيكي التجزيئي الذي يخلط بين بناء المنظمة وبناء الحزب الثوري ويعطي مثالا لذلك ب"محاربة الفكر البورجوازي الصغير داخل المنظمة" الذي يساوي في نظره مهمة "تغلغل الفكر في أوساط الجماهير ..."، وهو يخلط بين المهام الأساسية للمنظمة وبين بناء المنظمة في خلط صارخ لحسائه المسموم الذي يريد تقديمه للقراء، إن تغلغل الفكر الثوري في أوساط الجماهير هي مهمة مركزية للمنظمة أعلى من مهمة بناء الحزب الثوري، لكون هذا الأخير لا يمكن بناؤه كما تدل جميع التجارب الثورية العالمية دون تغلغل الفكر الثوري في أوساط الجماهير القادرة على فرز طليعتها الثورية بدل مهمة الثوريين المحترفين وهي تغلغل الفكر الثوري في أوساط الجماهير ...

واتجاه صاحبنا إنما هو اتجاه بيروقراطي فوق الجماهير لكونه يضع المنظمة فوق الجماهير وذلك دليل قاطع على الفكر البيروقراطي الذي وقعت فيه جميع التجارب الثورية العالمية التي تضع الحزب فوق الجماهير مما أدى إلى زوالها اليوم، وصاحبنا ينشر اليوم غسيله باسم نشر غسيل الآخرين وذلك دليل قاطع على تعاليه ليس الفكري فقط إنما كذلك في الممارسة أيضا، وحجة قاطعة على ما أسميناه "فوق النقد" أي "فوق القراء" وأكثر من ذلك "فوق الجماهير"، وهذا الإتجاه له تعبيراته في الحركة الماركسية اللينينينة التي تدعو إلى بناء الحزب الثوري فورا عند تكوين مجموعة تسمى "منظمة ثورية" تشرع فورا في بناء الحزب الثوري.

يقول صاحب ما فوق النقد :"نتمم قراءة الجملة من "تفشي التحريفية الانتهازية...." إلى نهاية الفقرة، و نطلب من القارئ و صاحب الغسيل الانتباه لا غير. الحديث هنا عن تفشي التحريفية الانتهازية غير دقيق و مطلق. فالجملة بهذا الشكل، تمنح الانطباع أن الأمر يسري على كل تاريخ المنظمة التي جاءت في نشأتها للقطع مع التحريفية الانتهازية و الإصلاحية."

وهنا بدون تعليق، على القراء أن يلمسوا ذلك فقط في قوله "فالجملة بهذا الشكل، تمنح الانطباع أن الأمر يسري على كل تاريخ المنظمة"، ذلك أن الفكر البيروقراطي لدى صاحبنا يجره إلى تنزيه المنظمة من التحريفية والإنتهازية وذلك دليل قاطع على جهله بالديليكتيك الذي يقر بوجود التناقضات في أي حركة مهما كانت طبيعية أواجتماعية فما بالك بمنظمة بسيط في مجمل تاريخ البشرية وتاريخ الحركة الثورية العالمية، إنه الصفاء الفكري الذي يدعيه أصحاب ما فوق النقد، إنه الفكر البيروقراطي الذي دمر الحركة الماركسية اللينينية المغربية وخاصة منظمة إلى الأمام، وصاحبنا يريد أن يتجاهل أن التحريفية بمنظمة إلى الأمام تنظيرا وممارسة انبعثت أصولها الجذرية من صلب منظريها المركزيين ؟؟ ما هذا الهراء ؟؟؟؟

ويستطرد صاحب فوق النقد :"و الأوسخ من ذاك الشكل من الحديث، أنه يسري حتى على أحد أهم أطوار تطور المنظمة، و هو طور التحديد السديد لإستراتيجيتها الثورية الوطنية الديمقراطية الشعبية قبل الاغتيال السياسي للشهيد زروال. هذا الأمر يعلم به أعداء المنظمة و أصدقائها، و لا نظن أن جرة قلم حمقاء من صاحب ذاك الغسيل، قد تستطيع تحريف ذاك التاريخ الثوري و طبعه كله بغلبة التحريفية وسطه."
هنا يريد صاحبنا للفكر البيروقراطي الذي يتملكه أن يسود ولو على حساب التاريخ وتدمير قواعد التاريخ وتجاوز حركة التاريخ، وهو يعتقد أن الديليكتيك هو تنميق التاريخ وليس نقده نقدا جبارا لا هوادة فيه وأن إنجاز ورقة ثورية تحمل ما تحمله من أخطاء وعدم القدرة على بلورتها إنما ذلك هو العمل الثوري الذي يحصن المنظمة من التحريفية، إنه الهراء بعينه الذي لا يمكن أن يحجبه صاحبنا بغربال فكر ما فوق النقد الذي يتسم به اتجاهه الفكري البيروقراطي، إنه الحنين إلى الماضي الأليم الذي ألم بصاحبنا وأخذ مسافات بعيدا عن معاناته تاريخيا إلى قراءة كتابة الآخرين بانعكاس رجعي متخلف لا أساس له من العلمية بمكان.

أكتفي بهذا القدر ولو أنني لا أرغب بنشر غسيل فكر ما فوق النقد إلا أنه من واجبنا محاربة البيروقراطية في أوساط الحركة الماركسية اللينيننة، وهي تشكل اليوم تعبيرا صريحا عن ممارسة التحريفية الإنتهازية التي تقلب المفاهيم كلمات بسيطة والتاريخ مرورا مر الكرام والممارسة على هامش التاريخ.



#عبد_اللطيف_زوال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- ولاية أمريكية تسمح للمعلمين بحمل الأسلحة
- الملك السعودي يغادر المستشفى
- بعد فتح تحقيق ضد زوجته.. رئيس وزراء إسبانيا يفكر في تقديم اس ...
- بعد هدف يامين جمال الملغى في مرمى الريال.. برشلونة يلجأ إلى ...
- النظر إلى وجهك أثناء مكالمات الفيديو يؤدي إلى الإرهاق العقلي ...
- غالانت: قتلنا نصف قادة حزب الله والنصف الآخر مختبئ
- بايدن يوقع قانون مساعدات كبيرة لأوكرانيا والمساعدات تبدأ بال ...
- موقع أمريكي ينشر تقريرا عن اجتماع لكبار المسؤولين الإسرائيلي ...
- واشنطن.. التربح على حساب أمن العالم
- السفارة الروسية لدى سويسرا: موسكو لن تفاوض برن بشأن أصول روس ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - عبد اللطيف زوال - ما فوق النقد/بيروقراطية الكتابة الفاشلة