أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - اسعد عبدالله عبدعلي - فيلم صرخة نملة محاولة للحاق بركب الثورة المصرية














المزيد.....

فيلم صرخة نملة محاولة للحاق بركب الثورة المصرية


اسعد عبدالله عبدعلي

الحوار المتمدن-العدد: 4313 - 2013 / 12 / 22 - 19:53
المحور: الادب والفن
    



ان السينما ليست مجرد طريقة لاضاعة الوقت والتسلية , بل هي تعطي الافكار والقناعات للمشاهد عبر الصورة الساحرة والحوار المقنع والفكرة التي يتقبلها المتلقي . انها صناعة تواكب الاحداث وترسم سيرة للاحداث , وتحاول ان تنصف وتعطي رايها بما يحصل من منظور مهم . وهنا نتسائل كيف كان اداء السينما العربية سياسيا ؟هل لها نفس الدور الذي تقدمه السينما العالمية؟
ناخذ في هذه السطور فيلم صرخة نملة مثلا للمناقشة . ان فيلم صرخة نملة او كما اطلق عليه البعض فيلم الثورة قد كان اول فيلم يتطرق للتغيير والثورة في مصر . والفيلم من كتابة طارق عبد الجليل , واخراج سامح عبد العزيز , وبطولة الفنان المصري عمرو عبدالجليل . وقد عرض الفيلم مع الاسابيع الاولى لنجاح الثورة المصرية بالخلاص من حكم مبارك الذي دام قرابة ثلاث عقود .
الحقيقة ان فيلم صرخة نملة كان نقده موجه للفساد بصورة كاملة فهو يسير بنسق فيلم طباخ الريس وفيلم عايز حقي وفيلم ظاظا ! حيث يقدم الفساد على انه فساد حكومة والريس بعيد عنه او لا يعلم به وفي النهاية يلجا البطل للريس كي ينصف المحرومين من الفاسدين كانه بوصلة العدل والذي لا يتحقق العدل الا من خلال الريس !
وقد يتسائل البعض لماذا الفيلم يؤشر الفساد ما قبل الثورة وينتقدها ويجعل منها محور الفيلم؟ والجواب ببساطة لان تسعون بالمائة من الفيلم تم تصويره قبل الثورة , اما بعد الثورة ارتاء منتجوه الحاق الفيلم بركب الثورة ! فحصل ربط بين الفيلم والثورة لكن لم يتحقق الربط التام بسبب اكمال تسعون بالمائة من مشاهد الفيلم والتي لا يمكن شطبها لذلك كانت الفكرة ان يتم تغيير مسار الفيلم , فتم اضافت مشاهد حركة الناس والميدان التحرير والثورة بنهاية الفيلم ! وهذا لا ينسجم تماما مع الفيلم بل صنع للمشاهد الواعي حالة من الارباك مؤشرة بوضوح لا يمكن تجاهلها ! فقط اريد به ان يلصق بالثورة باي شكل حتى لو تسبب الربط بالفشل فنيا ! اما كيف نرى الفشل فاليك تفصيله. الفيلم يرسم صورة بائسة للمواطن المصري المستسلم لقدره تحت ضغوط الفقر والفساد والحرمان الخاضع تماما للسلطة ! المواطن النملة الذي لا يسير بجانب الحائط بل هو كالنملة يعمل ثقبا صغيرا في الحائط ويخفي نفسه فيه ! كي لا يثير غضب السلطة ويكون مواطن مستسلم بالكامل للظلم والقهر ! ويبرز هذه الصورة من خلال شخصيتين باسم (( مصري )) والاسم دلالته عامة على الشعب المصري كما يريد ان يقول منتجو الفيلم . الصورة الاولى هي لجد بطل الفيلم حيث تقوم الدولة بهدم قبور الموتى وضمنها قبر ((مصري)) جد بطل الفيلم من اجل بيع الارض ! وهذا يعني ان الانسان المصري ميت ,ولا فعل له ! وحتى وهو ميت يتم التجاوز على شخصيته ! مما يعني انعدام وجود الانسان الثوري الذي قد يقوم بشي بالمستقبل.
والشخصية الثانية هو الطفل باسم (( مصري )) ابن بطل الفيلم وهذا الطفل كثير البكاء مما دفع زملائه في الصف نعته بلقب ( العيوطي ) مما يعني ان الاجيال التي ينتظرها مصير الموت ليس امامها الا البكاء كتعبير عن الحزن والماساة التي تلاصق المواطن المصري المستسلم للفساد والظلم . ولم يتوقف الفيلم عند هذا الحد بل اراد ان يوصل رسالة ان المواطن المصري مات من زمان فاطلق جملة (( الله يرحمك يا مصري )) كان يقصد بها الشخصية الاولى لكن هي تسقيط على عمق الازمة وحجم الصورة القاتمة التي يصورها الفيلم لعدمية المواطن المصري وانعدام اي فرصة لتحقيق اي شيء . مما شكل عدم انسجام مع نهاية الفيلم ومشاهد الثورة فاي ربط ؟ لا شيء فقط اراد القائمين على الفيلم ان يكونوا ممثلين للثورة وكسب شعبية وتحقيق نجاح بسبب تخلل الفيلم مشاهد الثورة باعتباره اول فيلم يتصدى للموضوع الاهم للمصريين الا وهو الثورة وسقوط حكم مبارك .
فالفيلم لا يرسم اي امكانية للمواطن المصري ان يثور ويواجه اسباب فشله ويعود للحياة لانه ببساطة صوره الفيلم على ان المواطن المصري ميت !
اعتقد ان لا علاقة بين الفيلم والثورة فقط النفاق والسعي للتكسب من عواطف الناس في سبيل زيادة ارباح شباك التذاكر فالثوار رفضوا العيش بذل وخرجوا يواجهون الموت وليسوا اموات , يحملون روح الثورة وليسوا جيلا خانع لذا فالفيلم لا ربط له بالثورة والثوار .



#اسعد_عبدالله_عبدعلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صراع الفكر الديمقراطي و الدكتاتوري في العراق
- الشعوذة والمجتمع
- ظاهرة ولادة الأحزاب في العراق لماذا ؟؟
- لماذا المرأة لا تقرأ
- الفساد وخفافيش الواقع
- مسلسل يوسف الصديق نجاح لم يحققه أي مسلسل عبر فضائيات القمر ن ...
- سلبيات جامعاتنا متى يتم التصحيح
- دوافع الكذب في التاريخ
- نموذج دعم العنف في السينما
- التطرف الديني لماذا ؟
- حوار مع الدكتور كريم الجاف حول مشروعه الفلسفي (منتدى فلاسفة ...
- فكرة التسليم للقدر


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - اسعد عبدالله عبدعلي - فيلم صرخة نملة محاولة للحاق بركب الثورة المصرية