أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رحمن خضير عباس - ماذا ستقول السيدة النعيمي الى دولة الرئيس














المزيد.....

ماذا ستقول السيدة النعيمي الى دولة الرئيس


رحمن خضير عباس

الحوار المتمدن-العدد: 4313 - 2013 / 12 / 22 - 02:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


" لااريد عزاك ..عزاي اريد التقي بك .اقابلك آنا وزوجي
عندي حجي هواية وياك .. حجي يبرد كلبي.."

هذا ماقالته السيدة النعيمي مخاطبة رئيس الوزراء المالكي ،من خلال احدى القنوات التلفزيونية التي زارتها الى بيتها ، لتصور لقائها مع قاتل ابنتها . وفي البداية اعترف بان هذه الأم الفاضلة التي ثُكلت بابنتها هي أمُّ تستحق منا - كعراقيين - الإنحناء ، احتراما لصمودها وحزنها ، كما اثبتت للجميع انها مثال جميل للمرأة العراقية في ابهى تجلياتها الإنسانية . حين رأت القاتل لم تنتقم منه كما توقع البعض ، بل عاملته بنبل لايستحقه ، ثم قبّلت رأسه المشحون بالحقد والجريمة حتى أبكته ! . قالت له : انت اسرعت في ارسال ابنتي الى الجنة " زفيت بنتي للجنة " ثم قالت له كلمات تصدع حتى الصخر " انت جاهل لاتقرأ وهي تعرف لغتين ..انت جاهل وهي متعلمة " ثم بدأت تلك السيدة تستعرض إنجازات ابنتها الأعلامية المبدعة نورس النعيمي . كتبها واوراقها الملوثة بالدم ، رسومها ، شهاداتها ، طموحاتها في الحصول على الدكتوراه . ولكن فوّهات مسدسات الجهل والإرهاب والحقد كانت لها بالمرصاد .
ماذا يمكن لهذه السيدة المثكولة ان تقول للمالكي ؟
ستقول له : انك المسؤول الوحيد عن التدهور الأمني المريع في العراق ، وذالك لأنك قد نصبت نفسك قائدا وزعيما لكل المرافق الأمنية في البلد ، ومنها رئاسة الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة ، ولكنك لم تستطع ان تفعل شيئا . وبقي الأمن غير متوفر في البلد ، لأنك يا دولة الرئيس غير كفوء . فما علاقتك بالأمن والدفاع والداخلية وانت خريج لكلية اصول الدين التي لاعلاقة لها بهذه المناصب التي احتكرتها دون وجه حق . فلا انت بالقادر ان تفعل شيئا ، ولاانت من تعطيها لمن هو أكفأ منك ، فبقي شعبنا العراقي يعاني ولسان حاله كقول المثل المشهور " لا أغنيك ، ولا أخليك تجدي "
إنّ قوة اي نظام وهيبته تكمن في قوة سجونه واستحكاماتها , لأن السجن له علاقة بقوة القضاء ايضا وهيبته ( ولا اعني سجون الرأي ) فاذا استطاع السجناء ان يَهربوا أو يُهربوا بين الفينة والأخرى، فما قيمة القضاء ، وكيف يمكن للمجرمين ان يقلعوا عن جرائمهم .. ان سجونك يادولة الرئيس مخترقة وقد هرب المئات من عتاة المجرمين والأرهابيين من السجون ، لتبدأ معهم دورة جديدة من القتل والفتك فاذا مات احدهم فهو الى جنة الحوريات وخمرة الفردوس !، واذا لم يمت فهناك تطمينات بأنهم ، اي القتلة سيخرجون من السجون بالتهريب كما حدث في سجونك يادولة الرئيس .. هل تحملت المسؤولية ؟ هل إعتذرت للعراقيين عن فشلك ؟ ولكنك بدلا من هذا وذاك قدمت تصريحات ساذجة تتهم فيها الشركاء مرة ودول الجوار مرة اخرى ، ولم يخطر ببالك وانت تعيش في نعيم السلطة ان تحمّل نفسك .
ان قاتل نورس النعيمي هو احد المنحرفين الموعودين بالجنة او بالأخراج من سجونك الورقية ومن قادتك وجنودك المرتشين .. اتعلم يادولة الرئيس بأن اباطرة الصين بنوا سور الصين العظيم لأتقاء هجمات أعدائهم ، ولكن الأعداء دخلوا من ابواب السور عن طريق شراء الحراس ! وبما انك بنيت جيشك على اساس الولاء للحزب او المذهب او المال وليس على اساس الكفاءة او المواطنة فان هؤلاء سيبيعونك ويدخلون اعداء الوطن من الأبواب . ولاشك ان الطاغية صدام قد مر بنفس الخطأ وها انت تسير على نهجه في تجنيد الموالين لك ولحزبك ، وها انت تجعل من ابنك احمد يحذوا كحذو عدي في الإستئثار بمناصب ومسؤوليات - كما ذكرت ذالك في احدى مقابلاتك التلفزيونية - وكذالك توزيع المناصب على الأصهار والمقربين .
إنّ الفساد الذي ينخر حكومتك يا دولة الرئيس جعل من العراق اما في ذيل القائمة العالمية اذا كان البحث عن الأحسن او في رأس القائمة اذا تعلق الأمر بالأسوء . وقد ساهمتَ حكومتك في تكريس الفساد واشاعته . وقد اصبح العراق برمته غنيمة يتمتع به ( الدعاة ) من حزبك ومن الأحزاب الحليفة ، والتي لبست جلباب الدين او المذهب . الفساد في حكومتكم هو الحاضنة الرئيسية للأرهاب الذي أغرق البلد في بحر من الدماء . الفساد الذي جعل من ميزانياتنا السنوية تتلاشى دون ان نرى مردودا على الأرض . ليس لدينا مستشفيات ولا مدارس ولاخدمات كبقية الناس .. كلما زدنا ثراءا زدنا جوعا .. وكلما زاد الأنفاق على الجيش والشرطة كلما ازداد الموت
لقد احتكرتم السلطة وتصورتم ان البلد قد اصبح ملكا لكم ، وملكا لأفكاركم ، فجعلتموه مرهونا لمعتقداتكم ، ولم تفكروا - ولو قليلا - ان الديمقراطية ليست الأصوات التي تجمعونها من المحتاجين بشتى الوسائل كي تصلوا الى الحكم . الديمقراطية هي حرية الرأي وحقوق المواطنة والعمل على خدمة الوطن اعتمادا على مبدأ الكفاءة والمواطنة .واتاحة الفرص الى الجميع بدون استثناء او استئثار . اما ديمقراطيتكم فقد جعلت خيرة الناس ايتاما في وطنهم ، فهاجروا الى ارض الله الواسعة ، وبقيتم انتم تقطفون ثمارا لم تساهموا في بذرتها ، وتناسيتم انكم إزاء شعب كبير في تنوعه .فاغرقتم البلد في ما تعتقدونه انتم ‘ ونسيتم أنّ الديمقراطية هي وجه من وجوه العلمانية التي توفر العدالة والحرية لكل أطياف المجتمع .
عذرا للسيدة المفجوعة بابنتها ، لقد تكلمت نيابة عنها ، مع انها اكثر فصاحة منا جميعا ، واكثر شجاعة ونبلا . انها امّ مثالية . ولكنني لاأعتقد ان ما قلته اوستقوله السيدة ، سيكون له تأثير على دولة الرئيس ، لأنه ببساطة لا يقرأ ولايسمع .



#رحمن_خضير_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكايات مرّة
- حول ضرب البريطانيين في البصرة
- هاشيدا...رائحة الدم ولون الدمع
- جان جينيه ..القبر والمدينة
- فنانون ..بلاحدود
- مسرى الناي .. سِفر الوجع المزمن
- على صهوة المجد.. واشكالية الهوية الشعرية
- عيّنة من نوابك ..ايها الشعب العراقي
- مظاهرات اليوم
- تجليات الواقع والخيال ..في رواية طوفان صدفي
- هروب سجناء القاعدة
- السطوع
- مدن اخرى ..وقلق المكان
- الجونوسايد في مصر
- رواية (كوميديا الحب الألهي) والذاكرة المعطوبة
- الرحيل ..وحزن اوتار العود
- علي دواي .. بصيص أمل في عراق جريح
- قف بالمعرة ..
- وأد الأطفال ..في بلاد النفط
- أحمد القبانجي .. سجينا


المزيد.....




- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...
- الرئاسة الفلسطينية تحمل الإدارة الأمريكية مسؤولية أي اقتحام ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: وعود كييف بعدم استخدام صواريخ ATAC ...
- بعد جولة على الكورنيش.. ملك مصر السابق فؤاد الثاني يزور مقهى ...
- كوريا الشمالية: العقوبات الأمريكية تحولت إلى حبل المشنقة حول ...
- واشنطن تطالب إسرائيل بـ-إجابات- بشأن -المقابر الجماعية- في غ ...
- البيت الأبيض: يجب على الصين السماح ببيع تطبيق تيك توك


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رحمن خضير عباس - ماذا ستقول السيدة النعيمي الى دولة الرئيس