أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كارل كاوتسكى - الدين والصراع الطبقى فى المجتمع الشرقى العبودى القديم - ترجمة سعيد العليمى















المزيد.....



الدين والصراع الطبقى فى المجتمع الشرقى العبودى القديم - ترجمة سعيد العليمى


كارل كاوتسكى

الحوار المتمدن-العدد: 6035 - 2018 / 10 / 26 - 20:06
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


مقدمة المترجم - اهتممت منذ زمن طويل بمسألة تطبيق المنهج المادى التاريخى على الاديان . وصادفت منذ عقود كتاب كارل كاوتسكى : اسس المسيحية الذى يعده البعض واحدا من اهم مائة كتاب فى العالم . وهو كتاب لازال يلقى التقدير رغم انصرام مايزيد عن قرن على كتابته . والكتاب لايتعرض للمسيحية فقط وانما لليهودية ايضا , وفى كل الاحوال فان الابحاث العلمية الاخيرة التى تابعتها حتى وقت قريب فى هذا المجال لم تنقض اطروحاته ومقولاته الأساسية . وقد ترجمته بوصفه منهجا يحتذى فى النظر للديانات الابراهيمية الثلاث اجمالا مقتفيا اثر من قال ان الترجمة هى " تأليف بشكل غير مباشر" . ورغم ان الكتاب يتعرض لما تناوله بشكل علمى نقدى يحترم عقائد المؤمنين بالدينين الا ان الظروف التى احاطت ببلادنا قد دعتنى الى ارجاء نشره عدة مرات رغم انتهائى منه منذ زمن طويل. وقد افادتنى هذه الترجمة فائدة هائلة فقد كان على ان اقرأ مكتبة كاملة تتناول تاريخ هذه الفترة من نواح عدة بدءا بحضارات الشرق الادنى القديم حتى مخطوطات البحر الميت مرورا بالطبع بالتوراة باسفارها المعترف بها وغير المعترف بها ( الابوكريفا ) وكذلك التوراة والانجيل فضلا عن بعض ماورد عن المسيحية فى تراثنا الاسلامى فى فترات تاريخية حاسمة ( فترتا الغزو الصليبى , والخروج من الاندلس بكل مافيهما من مرارة ) . ولابد من التنويه الى ان " الحقائق الدينية " تتمايز عن الحقائق التاريخية . فالحديث عن شخصية يسوع عند المؤرخ الذى تعنيه المصادر التاريخية غيرها عند المؤمن بالمسيحية او الاسلام الذى يرجع فى هذه الحال الى القرآن والأناجيل . وأود هنا ان اشير لبعض الكتابات التى يمكن الرجوع لها لتعميق المعرفة ولمتابعة التطورات اللاحقة لمن يرغب : 1 - سيرة السيد المسيح لابن عساكر الدمشقى - تحقيق سليمان على مراد - الصادر عن المعهد الملكى للدراسات الدينية - دار الشروق - رام الله -1996 - 2 -عيسى ومريم فى القرآن والتفاسير- تحرير رياض ابو وندى وعلاء رشق وآخرون - المعهد الملكى للدراسات الدينية - دار الشروق - رام الله 1996 - وكذلك الى : 3- التاريخ القديم للشعب الاسرائيلى - توماس ل . طومسون - ترجمة صالح على سوداح - دار بيسان - بيروت - ط.ا. 1995 . 4 -- تاريخ نقد العهد القديم تحرير زالمان شازار - ترجمة احمد محمد هويدى - المشروع القومى للترجمة - 2000 ج. م. ع. 5 - بابل والكتاب المقدس - جان بوتيرو ومحاورات مع ايلين مونساكريه- ترجمة روزا مخلوف - دار كنعان - دمشق 2000 - 5 - انبياء التوراة والنبؤات التوراتية - م . ريجسكى - ترجمة د . آحويوسف - دار الينابيع - دمشق 1993 .


أسـس المسيحيـة دراسة فى أصول مسيحية
تأليف: كارل كاوتسكي
ترجمة: سعيد العليمي
المحتويات
مدخل ................................................................
القسم الأول: شخصية يسوع .........................................
الفصل الأول: المصادر الوثنية ...............................................
الفصل الثانى: المصادر المسيحية .............................................
الفصل الثالث: الصراع من أجل صورة يسوع ................................
القسم الثانى: المجتمع الرومانى فى المرحلة الإمبراطورية ...........
الفصل الأول: نظام تملك العبيد ...............................................
أ - ملكية الأرض ...........................................................................
ب - العبودية المنزلية .......................................................................
ج - العبودية فى الإنتاج السلعى .............................................................
د - الدونية التقنية لنظام تملك العبيد ..........................................................
هـ - التدهور الاقتصادى ...................................................................
الفصل الثانى: حياة الدولة ....................................................
أ - الدولة والتجارة ..........................................................................
ب - النبلاء والعامة .........................................................................
ج - الدولة الرومانية ........................................................................
د - الربـا ..................................................................................
هـ - النزعة الاستبدادية ....................................................................
الفصل الثالث: التيارات الفكرية فى الفترة الإمبراطورية الرومانية .............
أ - ضعف الروابط الاجتماعية ...............................................................
ب - الـســذاجة ..........................................................................
ج - اللـجوء إلى الكـــذب ...............................................................

د - النزعة الإنسانية .........................................................................
هـ - النزعة الأممية ........................................................................
و - الاتجاه إلى الدين .......................................................................
ز - التوحيــد .............................................................................

القسم الثالث: اليهود .................................................
الفصل الأول: بنــو إسرائيــل ............................................
أ - الهجرات القبلية السامية ..................................................................
ب - فلســطــين ........................................................................
ج - مفهوم الرب فى إسرائيل القديمة ........................................................
د - التجارة والفلسفة .........................................................................
هـ - التجارة والقومية ......................................................................
و - كنعان معبر الأمم .......................................................................
ز - الصراعات الطبقية فى إسرائيل .........................................................
ح - ســقوط إســرائيــل ..............................................................
ط - التدمير الأول لأورشليم .................................................................
الفصل الثانى: اليهود بعد المنفى ..............................................
أ - النـفــى ..............................................................................
ب - الشتات اليهودى ........................................................................
ج - الدعاية اليهودية ........................................................................
د - كراهية اليهود ...........................................................................
هـ - أورشليم ..............................................................................
و – الصدوقيون .............................................................................
ز- الفريسيون ...............................................................................
ح – الغيورون(القنائيون) .....................................................................
ط – الإسينيون ...............................................................................

القسم الرابع: بدايات المسيحية .......................................
الفصل الأول: المجمع المسيحى الأولى ..........................................
أ - الطابع البروليتارى للمجمع ...............................................................
ب - الحقــد الطبـقــى .................................................................
ج - الـشــيوعيــة .....................................................................
د - الاعتراضات على الشيوعية .............................................................
هـ - احتـقــار العــمــل ............................................................
و - تدميــر العــائلة ....................................................................
الفصل الثانى: الفكرة المسيحية عن المخلص ....................................
أ - مجيء مملكة الرب .....................................................................
ب - أســلاف يســـوع ................................................................
ج - يســـوع كمـتـمـرد ..............................................................
د - قـيامـة المـصــلوب ...............................................................
هـ - الفــادى الأمـمــى ..............................................................
الفصل الثالث: المسيحيون اليهود والمسيحيون الوثنيون ........................
أ - التحريض بين الوثنيين ...................................................................
ب - التعارض بين اليهود والمسيحيين .......................................................
الفصل الرابع: قصــة آلام المسـيـح ......................................
الفصل الخامس: تطور تنظيم المجمع .........................................
أ - بروليتاريون وعبيد ......................................................................
ب - تدهور الشيوعية ........................................................................
ج - الرسل، أنبياء ومعلمون .................................................................
د - الأســقـف ...........................................................................
هـ - الـديــر ............................................................................
الفصل السادس: المسـيحـية والاشتراكـية ..................................
9

21
23
30
40

47
49
49
52
54
61
69
87
87
94
98
104
108
114
114
128
140

146
159
165
175

181
183
183
186
194
198
203
207
211
214
216
221
221
236
245
255
260
263
273
283
295

309
311
311
315
319
323
332
333
341
341
346
349
355
362
365
365
369
376
388
388
294
402
412
426
436
مدخــل
كنت مهتما لفترة طويلة بالمسيحية وبالنقد الإنجيلى. وقد أسهمت منذ خمس وعشرين عاما بتمامها بمقال فى مجلة كوزموس (cosmos) ، حول أصل تاريخ ماقبل تاريخ الإنجيل، وبعد ذلك بعامين كتبت مقالا آخر لمجلة الأزمنة الحديثة Neue Zeit حول أصل المسيحية. إنها من ثم لهواية قديمة تلك التى أعود اليها الآن. ومناسبة هذه العودة كانت ضرورة إعداد الطبعة الثانية من كتابى رواد الاشتراكية.
إن الانتقادات التى وُجهت للكتاب الأخير - تلك التى أتيحت لى فرصة قراءتها - قد وجدت أخطاء فى المدخل بصفة خاصة، حيث عرضت فيه موجزا قصيرا عن شيوعية المسيحية الأولية. لقد أعلنوا أن وجهة نظرى لن تصمد لضوء المعرفة الناتج عن الأبحاث الأخيرة.
وسرعان ما أعلن جوريه Göhre وآخرون عقب أن ظهرت هذه الانتقادات، أن وجهة النظر هذه - أى، لاشئ محدد يمكن أن يقال عن شخصية يسوع، وأن المسيحية يمكن أن تُفسر بدون الرجوع الى هذه الشخصية - التى دافع عنها أولا برنوباور ثم قبلها بعد ذلك فى نقاطها الأساسية فرانز مهرنج وأنا، وصغتها بشكل مبكر فى عام 1885، قد باتت الآن عتيقة.
ولذلك فلم أرغب فى نشر طبعة جديدة من كتابى، الذى ظهر منذ ثلاثة عشر عاما مضت، دون أن أراجع بعناية أولا، على أساس الأدب الأخير حول الموضوع، تلك الأفكار التى حصلتها من دراسات أسبق.
وفى النهاية توصلت الى النتيجة المرضية بأن لاشيء يحتاج الى تغيير، غير أن الأبحاث اللاحقة قد كشفت لى عددا من وجهات النظر الجديدة ومقترحات جديدة، أدت الى توسيع تنقيح مدخلى لكتاب رواد الى كتاب كامل.
أنا لا أدعى، بالطبع، أننى استنفد الموضوع، الهائل بذاته الى حد يستعصى على الاستنفاد. وسوف أكون راضيا إذا نجحت فى الإسهام فى فهم تلك المراحل من تاريخ المسيحية التى تثير انتباهى باعتبارها الأكثر أساسية من وجهة نظر المفهوم المادى للتاريخ.
ولا أستطيع أن أجرؤ على مقارنة نفسى علمياً، بالنسبة لشئون التاريخ الدينى، باللاهوتيين الذين جعلوا هذه الدراسة مهمة حياتهم، بينما كان على أن أكتب المجلد الماثل فى ساعات الفراغ القليلة التى أتاحتها لى أنشطتى التحريرية والسياسية، فى فترة كانت فيها اللحظة الراهنة غاية فى الكفاية لتحتكر انتباه أى شخص يشارك فى النضالات الطبقية لزمننا، إلى الحد الذى كان فيه وقت قليل متاحا للماضى: إننى أشير إلى الزمن الواقع بين استهلال الثورة الروسية عام 1905 وانفجار الثورة التركية عام 1908.
غير أن من المحتمل أن نصيبى الكثيف فى النضالات الطبقية للبروليتاريا قد زودنى تحديدا بتلك اللمحات عن جوهر المسيحية الأولية التى قد تبقى بعيدة عن متناول أساتذة اللاهوت والتاريخ الدينى.
يرد المقطع التالى عند جان جاك "روسو فى كتابه جولى، أو هيلواز الجديدة: "يبدو لى من السخرية محاولة دراسة المجتمع (العالم) كمجرد ملاحظ خارجي. إذ أن من يرغب فى أن يلاحظ فقط لن يلاحظ شيئا، حيث لافائدة في ذلك فى العمل الفعلى ومقيت فى التجديد، فلن ينطوي فى أيهما. إننا نلاحظ أفعال الآخرين الى المدى الذى نفعل فيه نحن أنفسنا فقط. فى مدرسة العالم مثلها فى ذلك مثل مدرسة الحب، يجب أن نبدأ بالممارسة العملية لذلك "الذى نرغب فى تعلمه". (القسم الثانى، الرسالة17).
ربما يوسع هذا المبدأ، المحدد هنا بدراسة الإنسان، لينطبق على بحث كل الأشياء. لن يجرى الحصول على الكثير فى أى مجال بمجرد الملاحظة دون مشاركة عملية. ويصدق هذا حتى على بحث مثل تلك الأشياء البعيدة كالنجوم. أين سيكون علم الفلك اليوم إذا كان قد اقتصر على مجرد الملاحظة، إذا لم يكن قد اقترن بالممارسة، أي باستخدام التلسكوب، والتحليل الطيفى، والتصوير ! ولكن يعتبر هذا المبدأ صائبا حتى بدرجة أكبر حين يطبق على أشياء هذه الأرض، التى لممارستنا معها عادة إجبارنا على صلة أكثر قربا من مجرد الملاحظة. إن مانتعلمه من مجرد ملاحظة الأشياء قليل الى حد بعيد حين يقارن بما يمنحه لنا العمل العملى على هذه الأشياء وبهذه الأشياء. دع القارئ يتذكر فحسب الأهمية الضخمة التى حازها المنهج التجريبى فى العلوم الطبيعية.
لايمكن أن تُصنع التجارب كأدوات لبحث المجتمع الإنسانى، ولكن النشاط العلمى للباحث مع ذلك ليس بأية حال ذو أهمية ثانوية، كيفما كان الأمر، فإن شروط نجاحه مشابهة للشروط المتعلقة بتجربة مثمرة. وتتقوم هذه الشروط فى معرفة أكثر النتائج التى أحرزها الباحثون الآخرون أهمية، وإلمام بمنهج علمى يشحذ تقويم النقاط الأساسية فى كل ظاهره، مُعِينا الباحث على تمييز الأساسى من غير الأساسى، كاشفا العنصر المشترك بين تجارب متنوعة.
لن يواجه المفكر المجهز بمثل هذه الملكات، والدارس لحقل هو منخرط فيه فى عمل فعال، متاعب فى الوصول الى نتائج لم يكن له سبيل إليها إذا كان قد بقى مجرد ملاحظ.
ويعتبر هذا صحيحا خاصة فيما يتعلق بالتاريخ. إذا كان السياسي العملي مجهزا بتدريب علمى كافٍ، سوف يفهم بسهولة أكثر تاريخ السياسة، وسوف يجد بسرعة أكثر وجهته فى دراستها من فيلسوف منعزل لم يكن لديه أبدا أدنى اطلاع عملى على القوى المحركة للسياسة. وسوف يجد الباحث أن تجربته العملية ذات قيمة خاصة، إذا كان منخرطا فى دراسة حركة لطبقة فى المجتمع كان هو نفسه نشطاً فيها ومن ثم مطلعا على نحو أفضل على طابعها النوعى.
كان هذا الإلمام بالحقائق غالبا حتى الآن، فى متناول الطبقات المالكة، التى احتكرت التعلم، على وجه القصر. وقد وجدت حركات الطبقات الدنيا فى المجتمع بعد بعض الدارسين المقدرين لأهميتها.
كانت المسيحية فى بداياتها بلا شك حركة الطبقات المفقرة من أشد الأنواع تباينا، التى يمكن أن تسمى بالمصطلح العام "بروليتاريين" على أن "يفهم هذا التعبير باعتباره لا يعنى فقط العمال المأجورين. إن رجلا بات ملما بالحركة البروليتارية الحديثة، والذى يفهم العنصر المشترك لمراحلها فى البلدان المختلفة من خلال عمله بنشاط فيها، رجل تعلم أن يحيا فى مشاعر وإلهامات البروليتاريا، مقاتلا بجانبها، له أن يدعى القدرة على فهم كثير من الأشياء عن بدايات المسيحية بسهولة أكثر من المدرسيين الذين نظروا للبروليتاريا من بعيد فقط.
ولكن بينما للسياسى العملى المدرب علميا ميزة على مجرد مدرسيى الكتاب من نواحى متعددة فى كتابة تاريخه، فإن هذه الميزة غالبا ماتوازن على نحو فعال بالغواية الأقوى التى يتعرض لها السياسى العمــلى، وهى ألا يسـمح لفصيله بأن يــعاق. فهناك خــطران يهــددان بصفة خاصة الإنتاج التاريخى لـلسياسيين العمليين أكثر مــن إنتاج الباحثين الآخرين: فى المـحـل الأول، قد يحاولون أن يصيغوا الماضى كلية وفق صورة الحاضر، وفى المحل الثانى، ربما يسعون للنظر إلى الماضى على ضوء إحتياجات سياسة الحاضر.
ولكننا نحن الاشتراكيون، إلى الحد الذى نكون فيه ماركسيين، نشعر بأن لدينا وقاية ممتازة ضد هذه الأخطار فى المفهوم المادى للتاريخ، الذى يرتبط جوهريا بوجهة نظرنا البروليتارية.
ينظر المفهوم التقليدى للتاريخ للحركات السياسية باعتبارها صراعا من أجل إيجاد مؤسسات سياسية نوعية معينة فقط - الملكية، الأرستقراطية، الديمقراطية، الخ - والتى تُعرض بدورها باعتبارها نتاج مفاهيم ومطامح أخلاقية معينة. ولكن إذا لم يتقدم مفهومنا للتاريخ ماوراء هذه النقطة، إذا لم نفتش عن أساس هذه الأفكار والمطامح والمؤسسات، فسرعان ماسنتوقف فجأة فى مواجهة حقيقة أن هذه الأشياء تعتريها فقط تغيرات زائفة فى مجرى القرون، حيث تبقى هي هى فى الأساس، حتى كأننا نتعامل دائما مع نفس الأفكار، والمطامح، والمؤسسات، التي تتكرر مرة بعد أخرى، وأن التاريخ بأسره يتجلى كنضال طويل واحد لاينقطع من أجل الحرية والمساواة، الذى يُقابل مرة بعد أخرى بالقمع وعدم المساواة، التى لم تتحقق أبدا، ولم يقضى عليها تماما أبدا.
حيثما كان أبطال الحرية والمساواة منتصرين لوهلة، فقد حولوا انتصاراتهم دائما الى قاعدة لقمع جديد ولامساواة، مما نتج عنه الظهور الفورى لمناضلين جدد من اجل الحرية والمساواة. ويبدو المجرى الكلى للتاريخ من ثم كدورة تعود دائما الى نقطة الاستهلال، تكرارا أبديا لنفس الدراما، مع تغير الأردية فحسب، وبدون تقدم حقيقى للإنسانية.
إن من يتبنى هذه النظرة سوف ينزع دائما لتصوير الماضى فى صورة الحاضر، وكلما عرف الإنسان أكثر كما هو الآن، كلما أمعن في تصوير الإنسان فى العصور المنصرمة طبقا لنموذجه الحاضر. هناك نظرة أخرى تتعارض مع هذه النظرة للتاريخ، وهي لاترتضى بتقدير الأفكار التاريخية وحدها، وإنما تسعى لأن تلاحق أسبابها الحقيقية التى تكمن فى ذات أساس المجتمع. سوف نواجه فى تطبيق هذا المنهج مرة بعد أخرى نمط الإنتاج، الذى يعتمد بدوره على مستوى التقدم التقنى، بالرغم من أنه لا يعتمد عليه وحده.
بمجرد أن نباشر بحث المصادر التقنية ونمط إنتاج العصور القديمة، نتخلى على الفور عن فكرة أن نفس التراجيكوميديا تتكرر أبديا على مسرح العالم. حيث يُظهر التاريخ الاقتصادى للإنسان تطورا مستمرا من الأشكال الدنيا الى الأشكال العليا، التى ليست، بأية حال، مُطَّردة أو موحدة فى الاتجاه. ولكن إذا بحثنا الشروط الاقتصادية للكائنات الإنسانية فى الفترات التاريخية المتنوعة، فإننا نتحرر على الفور من وهم التكرار الأبدى لنفس الأفكار والطموحات، والمؤسسات السياسية. نحن نعلم الآن أن نفس الكلمات ربما تغير معناها عبر مجرى القرون، وأن الأفكار والمؤسسات التى تشبه بعضها خارجيا لها مضمون مختلف، لأنها نشأت من احتياجات طبقات مختلفة وفى ظل ظروف مختلفة. إن الحرية التى يطالب بها البروليتارى الحديث مختلفة تماما عن تلك الحرية التى كانت قد ألهمت ممثلى الطبقة الثالثة عام 1789، وكانت هذه الحرية بدورها مختلفة جوهريا عن تلك التى ناضل من أجلها فرسان الإمبراطورية الجرمانية فى بداية الإصلاح.
إذا ماتوقفنا عن النظر الى النضالات السياسية بإعتبارها مجرد نزاعات تتعلق بأفكار مجردة أو بمؤسسات سياسية وكشفنا أساسها الاقتصادى، فإننا نكون مهيأون لأن نفهم أنه فى هذا الحقل، وكذلك فى حقل التقنية ونمط الإنتاج يجرى تطور ثابت نحو أشكال جديدة، وانه لا توجد حقبة تشبه تماما حقبة أخرى، وأن نفس الشعارات ونفس الجدالات ربما يكون لها فى أزمنة مختلفة معان مختلفة.
إن وجهة نظرنا البروليتارية سوف تسمح لنا بأن نرصد على نحو أكثر سهولة مما يتيسر للباحثين البورجوازيين تلك المراحل من المسيحية الأولية التى يجمعها شيء مشترك مع الحركة البروليتارية الحديثة. ولكن التأكيد الذى وضع على الشروط الاقتصادية، وهو لازمة ضرورية للمفهوم المادى للتاريخ، يقينا من خطر نسيان الطابع النوعى للبروليتاريا القديمة لأننا نرصد فحسب العنصر المشترك فى كلا الحقبتين. إن سمات البروليتاريا القديمة تعود الى مركزها الاقتصادى النوعى، الذى جعل مع ذلك طموحاتها مختلفة كليا عن تلك التى للبروليتاريا الحديثة برغم تشابهات عدة،.
بينما تقينا النظرة الماركسية للتاريخ من خطر قياس الماضى بمستوى الحاضر وتشحذ تقديرنا لنوعية كل حقبة وكل أمة، فإنها تحررنا أيضاً من خطر آخر، وهو محاولة تكييف عرضنا للماضى للمصالح العملية المباشرة التى ندافع عنها فى الحاضر.
لايوجد إنسان شريف بالتاكيد، أيا ما كانت وجهة نظره، سوف يسمح لنفسه بأن يضل فى تزييف واعٍ للماضى. ولكن الباحث ليس أحوج منه فى أى مجال لعقل غير متحيز منه فى العلوم الاجتماعية، وليس هناك حقل أصعب منها لاكتساب مثل هذا الموقف.
ليست مهمة العلم ببساطة عرضا لما هو كائن، بإعطاء صورة أمينة عن الواقع، حتى يقال بأن ملاحظاً بعينه سوف يشكل عادة نفس الصورة. تكمن مهمة العلم فى ملاحظة العام، أي العنصر الأساسى فى كتلة الانطباعات والظواهر المتلقاة، وهكذا يزودنا بمفتاح يمكن لنا بواسطته أن نجد اتجاهنا فى متاهات الواقع.
أضف الى ذلك، أن مهمة الفن، مشابهة تماما. إن الفن لايعطينا صورة عن الواقع فحسب، حيث يتعين على الفنان أن يعيد إنتاج مايثير انتباهه باعتباره المسألة الأساسية، الحقيقية المميزة للواقع الذى يعرض تصويره. يتمثل الاختلاف بين الفن والعلم فى حقيقة أن الفنان يعرض الأساسى فى شكل طبيعى ملموس، يؤثر فينا من خلاله، بينما يعرض المفكر الأساسى فى شكل مفهوم، تجريد.
وكلما كانت الظاهرة أشد تعقيدا. وكلما قل عدد الظواهر التى يمكن أن تقارن بها، كلما كان أصعب عزل ماهو أساسى فيها عما هو عرضى. كلما جرى الشعور أكثر بالسمة الذاتية للباحث ومعيد الإنتاج. وعلى ذلك فالأكثر لزوماً هو أن تكون نظرته واضحة وغير متحيزة.
من المحتمل أنه لاتوجد ظاهرة أشد تعقيدا من المجتمع الإنساني، مجتمع البشر، حيث كل واحد أكثر تعقيدا فى ذاته من أى كائن آخر نعرفه. بالإضافة الى ذلك، إن عدد العضويات الاجتماعية التى يمكن أن تقارن بعضها بالآخر، فى نفس مستوى التطور، قليلة للغاية نسبيا، لم يكن، من ثم، مدهشا، أنه كان على الدراسة العلمية للمجتمع أن تبدأ متأخرة عن الدراسات التى تتعلق بأى مجال آخر من التجربة، وليس مدهشا أنه فى هذا الحقل فقط كان على وجهات نظر الدارسين أن تتشعب بشكل واسع.
ويتزايد تعاظم الصعوبات إذا كان للباحثين المتنوعين، كما هو الحال غالبا فى العلوم الاجتماعية، مصالح عملية تتجه فى اتجاهات غاية فى الاختلاف، وغالبا متعارضة، بصدد نتائج أبحاثهم، الأمر الذى لايعنى أن هذه المصالح العملية يجب أن تكون شخصية حسب طبيعتها ؛ فربما تكون بشكل غاية فى التحديد مصالح طبقية.
البين أنه يستحيل علينا تماما أن نحتفظ بموقف قضائى إزاء الماضى بينما نحن مهتمون بأى طريقة بالتعارضات والصراعات الاجتماعية فى زمننا، رائين ظواهر الحاضر هذه تكرارا لتعارضات وصراعات الماضى. تصبح الأخيرة مجرد سوابق، متضمنة تبريرا وإدانة للأولى، فالآن يعتمد الحاضر على حكمنا على الماضى. هل يمكن لمن يهتم حقا بقضيته أن يبقى غير متحيز؟ كلما كان أكثر ارتباطا بالقضية كلما تصبح وقائع الماضى أكثر أهمية بالنسبة له - وسوف يؤكد عليها باعتبارها أساسية – خاصة تلك التى يبدو أنها تدعم وجهة نظره الخاصة، بينما يزيح الى الخلفية تلك الوقائع التى يبدو أنها تدعم وجهة النظر المعاكسة. يصبح الدارس أخلاقيا أو محاميا، مُمَجِدا أو واصما ظواهر نوعية من الماضى بسبب أنه مدافع عن أو خصم لظواهر مشابهه فى الحاضر، مثل الكنيسة، الملكية، الديمقراطية، إلخ.
يصبح الوضع مختلفا تماما، على أية حال، حين يُدرك الدارس، نتيجة لفهمه الاقتصادى، أنه ليس هناك مجرد تكرار فى التاريخ، وأن الظروف الاقتصادية للماضى قد مضت ولن تعود أبدا، وأن التعارضات الطبقية السابقة والصراعات الطبقية مختلفة بصفة أساسية عن تلك التى تدور في الحاضر، ومن ثم فإن مؤسساتنا الحديثة وأفكارنا، بالرغم من تطابقها الخارجى مع تلك التى تتعلق بالماضى، هى مع ذلك ذات مضمون مختلف كلية. يفهم الدارس الآن أن كل حقبة يجب أن تقاس بمعيارها الخاص، وأن طموحات الحاضر يجب أن تؤسس على شروط الحاضر، وأن النجاحات والإخفاقات فى الماضى لها مغزى شديد الضآلة حين تعتبر وحدها فقط، وأن مجرد التوسل بالماضى من أجل تبرير متطلبات الحاضر قد يكون مضللا بكل مافى الكلمة من معنى. اكتشف ديمقراطيو وبروليتاريو فرنسا هذا مرة بعد أخرى أيضاً فى القرن الماضى حين وضعوا إيمانهم فى "تعاليم" الثورة الفرنسية أكثر مما فى فهم العلاقات الطبقية القائمة فعليا.
إن من يقبل وجهة نظر المفهوم الاقتصادى للتاريخ يمكن أن يتبنى وجهة نظر غير متحيزة تماما بشأن الماضى، وإن كان منخرطا بنشاط فى الصراعات العملية للحاضر. فعمله يمكن فقط أن يشحذ نظرته لكثير من ظواهر الماضى، فلا تبدو معتمة.
كان هذا هو الغرض من عرضى لركائز المسيحية الأولية. لم يكن لدى أى نية سواء لتمجيدها أو التقليل من شأنها، حـسبى الرغـبة فى فهمـها. لقد عـرفت أنه أياً مـا كـانت النـتائج التى قد أصل اليها، فإن القضية التى أناضل من أجلها لن تتأثر بذلك. أياما كان الضوء الذى قد يظـهر فـيه بروليتاريى الفترة الإمبراطورية لى، وأياً مـا كـانت طموحاتهم، ونتائج هذه الطموحات، فليس هناك شك فى انهم كانوا مختلفين تماما عن البروليتاريا الحديثة، مناضلين وعاملين فى وضع مختلف كلية وبمصادر مختلفة كلية. وأياً ما كانت عظمة الإنجازات والنجاحات، النواقص الصغيرة والهزائم، الخاصة بالبروليتاريين القدامى، فلايمكن أن تَعنى شيئا فى تكوين تقدير لطبيعة ومنظورات البروليتاريا الحديثة سواء من وجهة نظر مُحبذة أو غير محبذة.
ولكن، مادامت هذه هى الحالة، فهل هناك أى غرض عملى على الإطلاق من أن ينشغل المرء بالتاريخ؟ تعتبر النظرة العامة أن التاريخ بمثابة خريطة لذلك الذى يبحر فى بحر النشاط السياسى ؛ يجب أن تشير هذه الخريطة للجبال والمياه الضحلة التى سببت حسرة للبحارة السابقين، وتمكن خَلَفهُم من أن يبحروا فى البحر متفادين العاقبة. على أية حال، إذا كانت طرق الإبحار الصالحة فى التاريخ متغيرة دوما، فإن المواقع الضحلة تتحول متكونة مرة بعد أخرى فى بقاع أخرى، وإذا كان على الملاح أن ينتقى طريقه من خلال سبر أغوار البحر من أجل إبحاره الخاص فى الطرق المائية ؛ فإن مجرد إتباع الخريطة القديمة فقط غالبا ما يقودنا للضياع، لم إذن دراسة التاريخ على الإطلاق، عدا ربما كهواية تربية الحيوانات؟
إن القارئ الذى يصل لهذا الافتراض يرمـى بالفعـل الحنـطة مع الزوان.
إذا استبقينا المجاز السابق، فيجب أن نعترف بأن التاريخ باعتباره خريطة دائمة لملاح سفينة دولة هو بالفعل بلا فائدة، ولكن هذا لا يعنى أنه ليس له فائدة أخرى؛ إن الفائدة التي سيستخرجها منه ذات طبيعة مختلفة. فهو يجب أن يستخدم التاريخ بمثابة خيط سبر، كوسيلة لدراسة الطرق التي يبحر فيها، لفهمها ولموضعه فيها. إن الطريقة الوحيدة لفهم ظاهرة ما؛ هى فى تعلم كيف نشأت. لا أستطيع أن أفهم المجتمع الحاضر إذا لم أعرف الطريقة التي صار بها، كيف تطورت ظواهره المتنوعة: الرأسمالية، الإقطاعية، المسيحية، اليهودية، الخ.
إذا كنت قد حصلت على فكرة واضحة عن الوظيفة الاجتماعية، المهام والمنظورات التى تخص الطبقة التى أنتمى إليها أو ربطت نفسى بها، يجب أن أحرز فهما للعضوية الاجتماعية، يجب أن أتعلم كيف أرصدها من كل زاوية، وهو الأمر الذي يستحيل كليا إذا لم أكن قد تتبعت نموها. فمن المستحيل أن تكون محاربا واعيا بعيد النظر فى الصراع الطبقى بدون فهم لتطور المجتمع. بدون فهم كهذا يبقى المرء معتـمدا على الانطباعات الـتى تحـيط به مباشرة واللحظة المباشرة، ولن يكون المرء متأكدا أبدا من أن هذه الانطباعات لن تأخذه الى طرق تقود بوضوح الى الهدف، ولكنها تأتى به بالفعل بين منحدرات لامهرب منها.
لقد نجح بلا ريب عديد من الصراعات الطبقية بالرغم من حقيقة أنه لم يكن لدى المشاركين مفهوما واضحا عن الطبيعة الأساسية للمجتمع الذى عاشوا فيه. وتزول شروط مثل هذه النجاحات فى مجتمع اليوم، مثلما يصبح أمراً عبثيا بشكل متزايد فى هذا المجتمع أن يسمح المرء لنفسه بأن يقاد فى اختياره للطعام والشراب مستهديا بالغريزة والتقليد فحسب. ربما كانت هذه الأدلة كافية فى ظل ظروف طبيعية، بسيطة. كلما أصبحت شروط حياتنا أكثر اصطناعية، بسبب تقدم الصناعة والعلوم الطبيعية، كلما ابتعدت أكثر عن الطبيعة، وكلما باتت المعرفة العلمية المطلوبة أكثر ضرورة للفرد، حتى يختار من بين فيض المنتجات الاصطناعية المتاحة، تلك التى تكون أكثر ملائمة لعضويته. حينما شرب البشر الماء فقط، فقد كان كافيا أن تكون لديهم غريزة تقودهم للبحث عن نبع ماء جيد وأن يتفادوا ماء المستنقعات الراكد. ولكن هذه الغريزة عاجزة فى وجود مشروباتنا المصنعة ؛ حيث يصبح الفهم العلمى الآن ضرورة مطلقة.
الحال شديد الشبه فى السياسة وفى النشاط الاجتماعى بصفة عامة. فى مجتمعات العصور القديمة، التى كانت غالبا صغيرة جدا، بشروطها البسيطة الواضحة، التي بقيت بلا تغيير لقرون، التقاليد و"الحس العام الواضح" - بمعنى آخر، الحكم السليم الذى حصل عليه الفرد من التجربة الشخصية - كانت كافية لترية مكانة ووظيفته فى المجتمع. ولكن اليوم، فى مجتمع يطوق سوقه العالم كله، الذى هو فى عملية تحول دائم، من الثورة الصناعية والاجتماعية، الذى ينظم فيه العمال أنفسهم فى جيش من الملايين، والرأسماليون يراكمون الملايين من النقود، فإنه من المستحيل لطبقة صاعدة، طبقة لاتستطيع أن تقنع باستبقاء الوضع القائم status quo، والمضطرة لأن تهدف إلى إعادة بناء كاملة للمجتمع، أن تقود نضاله الطبقى بذكاء ونجاح بواسطة اللجوء إلى مجرد "الحس العام الواضح" وللعمل التفصيلى للرجال العمليين. يصبح ضرورة لكل مقاتل أن يوسع أفقه من خلال الفهم العلمى وأن يرصد إشتغال القوى الاجتماعية الكبرى فى الزمان والمكان، ليس من أجل أن يلغى العمل التفصيلى، أو حتى أن يزيحه إلى المؤخرة، وإنما من أجل أن ينظمه فى علاقة محددة مع العملية الاجتماعية ككل. ويصبح ذلك أكثر ضرورة مادام هذا المجتمع، الذى يطوق عمليا العالم بأجمعه الآن، ويدفع قدماً تقسيمه للعــمل، قاصـرا الفرد أكثر فأكثر على اختصاص مفرد، على عملية مفردة، وهكذا يميل إلى أن يدنى بشكل متلاحق مستواه العقلى ليجعله أكثر تبعية وأقل قدرة على فهم العملية ككل، التى تتفكك فى نفس الوقت إلى أقسام هائلة.
يصبح عندئذ واجب كل إنسان جعل تقدم البروليتاريا عمل حياته، أن يعارض هذا الميل تجاه الركود الروحى والغباوة، وأن يجذب انتباه البروليتاريين لوجهات نظر عظمى، ولمنظورات كبرى، ولأهداف ذات قيمة.
تكاد لاتكون هناك أى طريقة لعمل هذا أكثر فعالية من دراسة التاريخ، بالنظر ورصد تطور المجتمع عبر فترات كبيرة من الزمان، خاصة حينما يكون هذا التطور قد شمل حركات إجتماعية هائلة يستمر عملها حتى الوقت الحاضر.
لإعطاء البروليتاريا فهما اجتماعيا، وعيا بالذات ونضجا سياسيا، لجعلها قادرة على تشكيل رؤى عقلية عظيمة، يجب أن ندرس لهذا الغرض العملية التاريخية بمساعدة المفهوم المادى للتاريخ. فى ظل هذه الظروف فإن دراسة الماضى، تكون بعيدة عن أن تكون مجرد هواية آثارية قديمة، وتصبح سلاحا ماضيا فى نضال الحاضر، بهدف تحقيق مستقبل أفضل.
كارل كاوتسكى برلين، سبتمبر، 1908



#كارل_كاوتسكى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كارل كاوتسكى - الدين والصراع الطبقى فى المجتمع الشرقى العبودى القديم - ترجمة سعيد العليمى