أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - بشير صقر - لماذا الثقافة الجادة ولماذا التنوير.. ولماذا محو الأمية السياسية ..؟














المزيد.....

لماذا الثقافة الجادة ولماذا التنوير.. ولماذا محو الأمية السياسية ..؟


بشير صقر

الحوار المتمدن-العدد: 4312 - 2013 / 12 / 21 - 19:29
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


لماذا الثقافة الجادة .. ولماذا التنوير .. ومحو الأمية السياسية ..؟ ( 7 )

ابتذال المفاهيم .. والمخاطر المنتظرة

،،،،،،،،

لعبت المدرسة ( أى التعليم النظامى ) فى أزمنة مضت دورا عظيما فى التقدم العلمى والاجتماعى وفى التغيير الحضارى والتنمية .. فى مواجهة التركيبة التقليدية للمجتمع . لكن تلك الصفة التقدمية لها لم تستمر إلى مالا نهاية بل اقتصرت على مراحل النهوض وأزمنة الثورات وما أعقبها من فترات لم تدم طويلا ، بعدها أصبحت انعكاسا للمجتمع .. ومجرد أداة من الأدوات يستخدمها النظام السياسى القائم لبث إيديولوجيته وتنميط السكان منذ الطفولة طبقا لأهدافه ورؤاه.. فى الكثير من بلدان العالم.
وفى أزمنة " السلم " تَشيعُ- فى المجتمعات المتخلفة والمتقدمة صناعيا على السواء- مقولةٌ شهيرة - فى أوساط علماء التربية والاجتماع وبعض الساسة - مفادها ( كما يكون المجتمع .. تكون المدرسة ) وهو ما يعنى أن " المدرسة ليست تحررية بطبعها ؛ بل هى انعكاس للنظام الاجتماعى القائم .. لأنها كأية مؤسسة نظامية لا تسعى للاستجابة للظروف المتغيرة فى المجتمع بقدر ما تسعى لإخضاع الظروف الخارجية – أى التغيرات المشار إليها – لمنطقها ".
والمدرسة عندما تكف عن هذه الاستجابة لا تعدو أن تكون مجرد أداة فنية فى وقت يتطلب فيه التغيير وتنمية المجتمع عملية سياسية شاملة .
وهذا ما دفع كثيرا من الأصوات للمناداة بإصلاح التعليم النظامى فى مصر الذى فقد ليس تأثيره أو فعاليته بل وظيفته وتحول بمرور الوقت إلى هياكل صدئة تقذفنا سنويا بمئات الألوف من المتسربين منه ؛ وتغلق الباب أمام أعداد هائلة من الأطفال فى سن الإلزام ، علاوة على جيوش المرتدين للأمية ممن لم يكملوا تعليمهم ؛ وهو ما أتاح الفرصة أمام المدرسة الموازية - الدروس الخصوصية – لإزاحته جانبا والحلول تقريبا محله . ومن ناحية أخرى تم اللجوء إلى محو أمية الكبار الذين أفرزهم نفس التعليم النظامى.
إذن فالمدرسة الحالية ليست هى المدرسة السابقة ولا مدرسة عصر النهوض والثورات بل على العكس من ذلك تلعب دورا فعالا معاكسا فى مفاقمة الأمية .. وتبديد ميزانيات التعليم.
ولأن محو الأمية هو فى مفهومنا أكثر من أداة فنية بل أداة سياسية فإن الوضع التعليمى والاجتماعى يحتاجها شرط أن تتجاوز المفهوم التقليدى إلى محو الأمية الثقافية والوظيفية.
ولأن التعليم من زاوية أخرى هو أداة اتصال الفرد بمحيطه.. فكلما ارتقت الأداة كلما اتسع العالم الذى يتواصل معه .
ولأن كل أداة من شأنها أن تكون سلاحا ذا حدين كالذرة مثلا التى ( تستخدم فى إنتاج القنابل الفتاكة إلى جوار إنتاج الكهرباء وتحلية المياة المالحة ومن ثم زيادة الأراضى الزراعية) فمن المنطقى اشتراط الهدف الذى تُستخدم فيه الأداة قبل الحصول عليها لتجنب مخاطر استخدامها الخاطئ الذى يتجاوز حدود الأشخاص ليعرض المجتمع للخطر.
ولأن العلوم الحديثة محايدة - ومنها علوم الذرة - إلا أنها عندما تجرى صياغتها كمفردات للحضارة ويبدأ استخدامها ؛ فإنها تنحاز ناحية منتجيها وملاكها ضد مستهلكيها، فكيف نحصن البشر - ومرتادى فصول محو الأمية منهم - من جوانبها السلبية والمدمرة..؟
لذلك فاختزال تعليم الكبار فى جانبه الأبجدى يُقْصر عملية محو الأمية على التحول لأداة فنية بحتة يستفيد منها من يملك القوة فى المجتمع خصوصا إن لم تجد من يوقفه .
فهل ستكون وظيفتنا العمل كموردين ( لمواطنين يعرفون الأبجدية ) دون أن نعبأ بالمآل الذى يذهبون إليه خصوصا إذا ما كان ذلك المآل فى كثير من احتمالاته ضارا بالمجتمع كله ؟.
إن الهبوط بالنظرية لمستوى المفردات الركيكة ؛ وابتذال الأفكار بتجزيئها وتفكيكها واستخدام جزء منها وترك بقيتها؛ والحفاظ على الشكل دون المضمون ؛ ومسخ المفاهيم .. تتشابه كلها مع مثال ( تحويل محو الأمية الشاملة إلى محو الأمية الأبجدية ) ومن ثم تخريج مواطنين لا يعرفون سواها دون التيقن من مصائرهم ودون امتلاكهم أى سلاح للنقد والفرز والتمييز لمعظم ما يحيط بهم من أحداث وأفكار وثقافات.
لكل ذلك أصبحت الممارسة وما تفرزه - من إضافات أو تعديل لبعض مفاهيم تعليم الكبار- أصبحت جزءا لا يتجزأ من تلك المفاهيم ؛ وهو ما يتحتم أن ينعكس على الفكرة العامة لتلك المفاهيم وعلى التطبيق فى هذا المجال.
إن ما نعنيه بالثقافة الجادة هو تحويل جميع ألوان المعرفة ومنابعها وموادها إلى معاهد ومزارات متاحة لكافة أفراد الشعب الذى يتوجب تهيئته لذلك بحملات التنوير التى تعايشه حتى فى مخدعه ؛ ليتمكن من ملاحقة وفهم ما يدور حوله فى العالم الواسع بل وانتقاء ما يراه صالحا منه ومفيدا ومبهجا له ؛ وهو ما يُلزمنا بالتصدى للأمية السياسية والثقافية التى تفوق مخاطرها - على صحة المجتمع - جملة الأمراض العضوية فتكا بالبشر.. كما أكد ديفيد وارنر: [ الصحة هى شئ أكثر من عدم المرض .. إنها " الوضع الطيب.. جسديا .. وعقليا .. واجتماعيا ". ]
ولا يمكن أن يظل الشعب المصرى فريسة للكثير من أنواع القهر ولا يتغنى سوى بما أنجزه على مدار التاريخ ( من آثار وملاحم ووقائع لمقاومة الغزاة والطغاة ) يشير أغلبه إلى ثقل ما كابده وعاناه .
لقد آن له أن يعيش ويتحقق بما يتناسب مع طاقاته الكامنة والتى تألقت فيما مضى ومع خبراته وحضارته لأنه آنذاك لن يكتنزها لنفسه بل سيشرك فيها الكثيرين ليعود بمصر كما كانت وأفضل " سلة لغلال العالم ، ومنارة له ".



#بشير_صقر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- استنهاض الثقافة الجادة وبعث التنوير .. ومحو الأمية السياسية ...
- استنهاض الثقافة الجادة وبعث التنوير . والأمية السياسية (5) ع ...
- استنهاض الثقافة الجادة وبعث التنوير .. و الأمية السياسية (4) ...
- استنهاض الثقافة الجادة .. وبعث التنوير.. والأمية السياسية ( ...
- استنهاض الثقافة الجادة وبعث التنوير .. والأمية السياسية (2) ...
- استنهاض الثقافة الجادة وبعث التنوير .. والأمية السياسية فى م ...
- حيث لا وقت نبدده فى المماحكات.. لنضع النقاط على الحروف .. عن ...
- مأساة بعض شباب منظمات المجتمع المدنى فى مصر: قراءة فى مسودة ...
- استيعاب - المضللين - من أعضاء جماعة الإخوان .. الوهم الأشد خ ...
- لو افترضنا جدلا ..
- عن الجيش المصرى .. والثنائية المفتعلة ( ثورة أم انقلاب..؟ )
- طريقان لا ثالث لهما .. التطهير وإعادة البناء.. أو المصالحة و ...
- حائط الصد الأخير.. وحديث عن النخب
- لكى تعود مصر .. ونعود فراعنة مرة أخرى : جففوا منابع التمويل ...
- مدخل لحل مشكلةالإسكان فى الريف المصرى والمناطق الزراعية المس ...
- شواهد مزعجة تعترض مستقبل الثورة المصرية : هل يتكرر سيناريو ث ...
- ( ثورة جديدة ونداءات مريبة بالمصالحة)
- مصالحة .. أم محاصصة جديدة برعاية الجيش المصرى
- ثورة جديدة - ونداءات مريبة بالمصالحة
- الجوع .. وأوهام الأمن الغذائى فى مصر


المزيد.....




- شاهد ما حدث على الهواء لحظة تفريق مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين ف ...
- احتجاجات الجامعات المؤيدة للفلسطينيين تمتد لجميع أنحاء الولا ...
- تشافي هيرنانديز يتراجع عن استقالته وسيبقى مدربًا لبرشلونة لم ...
- الفلسطينيون يواصلون البحث في المقابر الجماعية في خان يونس وا ...
- حملة تطالب نادي الأهلي المصري لمقاطعة رعاية كوكا كولا
- 3.5 مليار دولار.. ما تفاصيل الاستثمارات القطرية بالحليب الجز ...
- جموح خيول ملكية وسط لندن يؤدي لإصابة 4 أشخاص وحالة هلع بين ا ...
- الكاف يعتبر اتحاد العاصمة الجزائري خاسرا أمام نهضة بركان الم ...
- الكويت توقف منح المصريين تأشيرات العمل إلى إشعار آخر.. ما ال ...
- مهمة بلينكن في الصين ليست سهلة


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - بشير صقر - لماذا الثقافة الجادة ولماذا التنوير.. ولماذا محو الأمية السياسية ..؟