أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إدريس نعسان - ماذا يحدث في سوريا؟














المزيد.....

ماذا يحدث في سوريا؟


إدريس نعسان

الحوار المتمدن-العدد: 4311 - 2013 / 12 / 20 - 08:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تنوعت التكهنات حول نهاية الثورة السورية و أختلف المحللون كثيراً حتى ضاعت التحليلات في متاهات التحولات الكثيرة و المفارقات المضللة، لأنها و كما قال عنها أقطابها الرئيسية "المعارضة و النظام" هي لا تشبه غيرها من الدول التي شهدت ثورات قبلها، و لن تشبه ما يليها، لكن لم يقل أحد لماذا لا تشبه غيرها و إن أشاروا إلى بعض ما يميزها، فالحقيقة التي ربما لم يكترثوا لها، أن المعارضة السورية لا تشه معارضات الآخرين و أن النظام لا مثيل له في العالم لا من حيث السلوك و لا من حيث التركيبة الفريدة من نوعها.

فالمعارضة التي تقسم إلى شقين، الشق الداخلي و بمعظمه يملك تاريخاً نضالياً طويلاً و محكوميات مديدة في سجون النظام، لكنها و بمعظمها أيضاً تفتقر إلى القاعدة الجماهيرية المتينة و جلها شخصيات فقط لا تمثل إلا ذواتها أو بضعة أناس حولها، طبعاً حدث ذلك باستراتيجية ممنهجة من ممارسات النظام الشمولي البعثي لإنهاكها و بتر جذورها و أغصانها، و هذا الشق استبعد من أجندات و حسابات الدول الإقليمية المحسوبة في خانة أصدقاء الشعب السوري كما يجري تسميتهم، لأنها لا تشارك في هدم بنيان الوطن كونها تعي عواقب ذلك، لانها تعرف النظام جيداً و تعرف تركيبة المنطقة و لأن تاريخها النضالي يضعها أمام مسؤوليات تاريخية تفرض عليها التحلي بالواقعية لا أكثر و لهذا فهذه المعارضة كانت دائماً خائنة و عميلة في نظر الشعب المحكوم بالتعبئة الإعلامية المواكبة لغايات و اهداف أصدقاء الشعب السوري أنفسهم و الشق الخارجي، بمجمله وليد الثورة، يعتمد على اجندات خارجية و مراهنات إقليمية أو طائفية و إن اجتمعت في أطر جامعة فليس إلا بدفع ممن يمولها، أي أن أطرها هشة و وقتية و ستتلاشى بمجرد اختلاف الممولين فيما بينهم أو تحول الصراع إلى مرحلة الغنائم و المحاصصات، و هذا ما يحدث فعلياً، فالخلافات إما تكون مستوردة أو حيال مصالح تتعلق بحصص السيادة القادمة دون التركيز على إسقاط النظام أولاً كما يدعون عبر وسائل الإعلام و هذا ما يعطل المعراضتين حتى اللحظة الراهنة.

و لذا فإن قوى الثورة العاملة على الأرض و خاصة الشبابية منها، بقيت بلا مقود ناضج، يمتلك خبرة و دراية بقراءة الواقع قراءة صحيحة، فأستطاع النظام الولوج إلى الثورة عبر مندسين حقيقيين أو عبر دفع الأغرار إلى أرتكاب التسليح بإعطاءهم المبرر حين أطلق الرصاص على المتظاهرين العزل مرات عديدة، لأنه كان يعي تماماً أن سلمية الثورة تنخر في عظامه سريعاً و ترسم نهايته خلال فترة وجيزة، فأنزلقت الثورة عن مسارها تماماً و تحولت من هتافات الحرية و الكرامة إلى بازار لتجار الأزمات، و إلى مسرح لصراع الأجندات، ليس للشعب السوري فيها إلا فواتير القتل و الدمار و النزوح و اللجوء الباهظة، و في مقتليه حسرة و حيرة لماذا لا يستنجدني العالم؟

ربما الإجابة على هذا السؤال تتطلب فهم سلوكيات القوى العظمى الصديقة للشعب السوري كما تدعي، فهذه القوى هي التي خانت الشعب السوري و هي التي راهنت على مصالحها و تفاهماتها على حساب النزيف السوري، مرتهنت تحركاتها بتفاهمات المعارضة السورية و توحدها و هي مطمئنة من عدم وحدتهم، لأنها كانت إحدى أسباب شقاقها، لهذا تأخر الحل و أنقلبت الموازين و تأرجحت الشرعية و اللاشرعية مراراً بين النظام و المعارضة لتستقر الشرعية في صالح النظام أخيراً و ليفوز بشار بثقة المجتمع الدولي في النهاية كونه الخيار الأقل سوءاً من بين الخيارات المطروحة لحل الكارثة السورية، و لهذا أيضاً نجدهم مرة يقزمون الثورة السورية في تنازل النظام عن سلاحه الكيماوي و أخرى في ضعف الجيش الحر و سطوة المتطرفين على الساحة السورية، ليشرعنوا إبقاء جزء كبير من النظام في معضلة الحل القادمة، و هكذا نستطيع القول أن الثورة السورية ولدت في الخارج و ستموت بأيادي الخارج، إلا الثمن محلي بأمتياز!



#إدريس_نعسان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دوامة الصراع لن تنتهي إلا بإرادة السوريين أنفسهم!
- المجتمع المدني بين الولادة و التشوهات
- إغلاق المعاهد الخاصة في كوباني: بدوافع سياسية أم لضرورات ترب ...
- في سوريا إعادة لترميم النظام في غفلة من الموت السريري للمعار ...
- الهلال الأحمر في كوباني مهدد بفقدان مقره و ممارسة عمله في خي ...
- الوفد الكوردي المستقل بضمانة كيري و لافروف
- الإعلام الكوردي السوري تطور كمي و ضعف مهني
- المتعارضون يُمزقون المعارضة و ينهكون الثورة!
- على اعتاب الحل نحوج رؤية ثورية واضحة
- اللقاء الأخير
- هل يأتلف جميع الكورد في الائتلاف السوري؟
- هل تصدق الضربة الأمريكية بعد الغوطتين؟
- أطفال الغوطة يسقطون الأقنعة المزيفة!
- الكورد بين استحقاقات القضية و اللعبة الدولية
- أزمة المياه و الحرب الخفية في الشرق الأوسط
- المعضلة السورية و أفق الحل


المزيد.....




- إزالة واتساب وثريدز من متجر التطبيقات في الصين.. وأبل توضح ل ...
- -التصعيد الإسرائيلي الإيراني يُظهر أن البلدين لا يقرآن بعضهم ...
- أسطول الحرية يستعد لاختراق الحصار الإسرائيلي على غزة
- ما مصير الحج السنوي لكنيس الغريبة في تونس في ظل حرب غزة؟
- -حزب الله- يكشف تفاصيل جديدة حول العملية المزدوجة في عرب الع ...
- زاخاروفا: عسكرة الاتحاد الأوروبي ستضعف موقعه في عالم متعدد ا ...
- تفكيك شبكة إجرامية ومصادرة كميات من المخدرات غرب الجزائر
- ماكرون يؤكد سعيه -لتجنب التصعيد بين لبنان واسرائيل-
- زيلينسكي يلوم أعضاء حلف -الناتو- ويوجز تذمره بخمس نقاط
- -بلومبيرغ-: برلين تقدم شكوى بعد تسريب تقرير الخلاف بين رئيس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إدريس نعسان - ماذا يحدث في سوريا؟