أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - طاهر مسلم البكاء - عالمية الولاء الحسيني














المزيد.....

عالمية الولاء الحسيني


طاهر مسلم البكاء

الحوار المتمدن-العدد: 4310 - 2013 / 12 / 19 - 22:59
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


كربلاء الأرض الغير مأهولة التي اختارتها جيوش شيعة آل ابو سفيان لأيقاف المسير المقدس للحسين بن علي واصحابه والذي كان ينشد اعادة الحياة والنور للأمة التي فقدتهما بحكم بني امية ، يقول الحسين مفجر ثورة كربلاء الخالدة :
( أنا أهل بيت النبوة ،ومعدن الرسالة ، ومختلف الملائكة ،بنا فتح اللة ،وبنا ختم ،ويزيد فاسق ، فاجر شارب الخمر ،قاتل النفس المحترمة ،معلن بالفسق والفجور،ومثلي لايبايع مثله ) ،بهذه الكلمات أطلق أبا الاحرار ثورته على الحكم الاموي الدموي الرهيب..
، كربلاء تلك اصبحت اليوم المنارة التي يشع منها الألق الحسيني الخالد الذي وشى ارضها بسناه فحولها من خربة لاساكن فيها الى عاصمة للدنيا تتجه صوبها الملايين وترنو اليها الأفئدة والأبصار ، انها تتفوق بسحر ثورة الحسين وشذى دماء آل الرسول على أكبر مدن الدنيا وتتحداها ،رغم انها اليوم لاتزال لاتملك الأمكانات والعمران والطرق والخدمات الحديثة التي تملكها العواصم الكبرى في هذا العالم ،ولكنها تتحدى بعنفوان وتفاخر بما تملكه من كنوز حسينية وبما تحويه ارضها من ابطال تحدوا بقلوب عظيمة لايمكن وصف شجاعتها بالكلمات ،أولئك الذين وقفوا بين يدي الحسين غير عابئين بالجيوش الجرارة التي لانهاية لها ،ووسط صليل السيوف وقعقعة الرماح وصيحات الحرب كان يسرى الحماس والاندفاع في النفوس العظيمة لتلك الامة القليلة العدد ،الكبيرة الهمة التي تصحب الحسين نحو بلوغ المراتب العالية كانوا يعلنون لقائدهم والذي يدركون انه سليل الأنبياء :
( و اللة لو اننا قتلنا فيك ثم عدنا ثم قتلنا سبعين مرة ما فارقناك ) .
وقفة كربلاء :
يقف الى جنبي أحد الصحافيين من دولة غربية وهو مهتم بالحصول على أفضل الصور التي تظهر الملايين من عشاق الحسين وهم يتجهون صوب مشارف الحائر الحسيني يرفعون الأكف بنسق واحد ، ويؤدون مختلف الفعاليات التي تبرز مدى الحب والولاء الحسيني، ويثيره أنهم من مختلف أقطار الدنيا لايجمعهم سوى الولاء الحسيني والأيمان برسالة جده ،يحدثني بما معناه :
ان ما يرى مشاهد عظيمة لم يراها في غير هذا المكان ، وان هذا يدل على عظم مقام الشخص الخالد الموجود في هذه الأرض ، وان كربلاء يجب ان تكون افخم مما هي عليه الأن لتليق بمقام الحسين ولتناسب هذه المشاهد وحضور كل هذه الملايين من انصار الحسين .
ما قصده بني امية والخلود الحسيني :
لم يكن يدر في خلد بني امية وطاغيتهم يزيد ان ما حصل بعد قتلهم الحسين سوف يحدث ،لقد كانوا يحسبون ان مقتله سوف يقضي على أي مقاومة بعده وسيختفي أي ذكر للحسين وصحبه النجباء وسوف تخرس الأصوات ويحلو لبني أمية الملك ، ولكن ما حصل بعد ذلك جعلهم يندمون وتدول دولتهم ، حيث انتصر الدم على السيف وكان من اسباب انهيار دولة بني امية إذ اصبح الدم الحسيني علما ًلثورات كبرى هزت الحكم الأموي ، كما بقي الحسين علما ً ازليا ً يقض مضاجع الظلمة في كل عصر وأوان ، إذ اصبح رمزا ً لكل ثائر وطالب للحرية ،ونلمس امتداد الأحتفال بالثورة والبطولة الحسينية في كل مشارف الأرض ، فمع أن حضور الملايين الى كربلاء لايقتصر على العراقيين بل يشمل كل أقطار الدنيا ،فأن هناك شعائر الأحتفال ذاتها ومشاركة العزاء نفسه الذي يجري على أرض كربلاء يجري في أغلب أقطار الأرض، ونستذكر قول المهاتما غاندي :طالعت بدقة حياة شهيد الاسلام الكبير ودققت النظر في صفحا ت كربلاء وأتضح لي ان الهند أذا أرادة أحراز النصر فلا بد من أقتفاء سيرة الامام الحسين .
وقال محمد علي جناح ثائر دولة باكستان : لانجد في العالم مثالا ً للشجاعة كتضحية الامام الحسين بنفسه وأعتقد أن على جميع المسلمين أن يحذو حذو هذا الرجل القدوة الذي ضحى بنفسه في أرض العراق .
وهكذا مئات غيرهم من أعاظم ثوار العالم ، فكل من يطالع هذه السيرة العظيمة ويدرك معانيها لايملك إلا ّ الأنفعال فيها .
واليوم ونحن نعيش هذا الاصطفاف المليوني الذي يتجه من كل أصقاع البلاد الاسلامية وغير الاسلامية ، متوحدا ً في كربلاء ، مستنشقا ً اريج المبادئ والمثل التي ضحى من اجلها سيد الشهداء بكل ما يملك وبأعز ما يملك ، نشعر بالفخر وبالاعتزاز ونتوسم في جميع زوار الحسين أن تكون هذه المثل ، نورا ً أبديا ًيطرز جباههم وأفعالهم الحياتية ليكونوا فائزين بخير الدنيا وسعادة الاخرة .
ونشعر ان دماء كربلاء كما كانت على مدى العصور ،دافعا ً للوقوف بوجه الظلمة ،فهي اليوم تشمخ علما ً يوحد شتات الامة وفرقتها ،وهي نورا ً شامخا ً يضئ الطريق لكل من ظل الطريق المستقيم أن يراجع نفسه بموضوعية ويعدل مساره ،وفي ختام هذه العجالة نقتطف ابيات من قصيدة (الحسين ) لشاعر مصر أحمد بخيت :

إيٍه أبا الشهداءِ وابنَ شهيدِهم ... وأخا الشهيدِ كأن يومَك أعْصُرُ
جسدٌ من الذِّكْرِ الحكيمِ أديمُهُ ... درعٌ على الدينِ القويمِ ومِغْفَرُ
الأنبياءُ المرسلونَ إزاءَهُ … والروحُ والملأُ الملائِكُ حُضَّرُ
ومحمدٌ يُرخِي عليهِ رداءَهُ ... ويقول: يا وَلَدَاه فُزتَ وأُخْسِروا
يا داميَ الأوصالِ لا قَبْرٌ لهُ ... أفْدِيكَ إِنِّ الشَّمْسَ ليستْ تُقْبَرُ
طُلاّبُ موتك يا اَبْنَ بِنْتِ محمدٍ … خَرَجوا من الصحراءِ ثم تصحّروا
وكأنما ارتدوا على أعقابهم ... فأبوك أنت وهم جميعا خيبرُ
أوَلم يشمُّوا فيك عطرالمصطفى ... كذبوا فعطر المصطفى لا يُنكَرُ
بايعت عن نجباءِ مصرَ جميعِهم ... وأنا ابنُ وادي النيل واسْمي الأزهرُ








#طاهر_مسلم_البكاء (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأنتخابات .. انتباهة غير مجدية
- اليابان تصدر الملوثات ايضا ً
- أمبراطورية الفوضى
- مانديلا..ثورة السلام والعدل والحرية
- القادم .. رقبة حزب الله
- العرب .. الكرسي قبل الكرامة
- النقب تعيد ذكرى مأساة اغتصاب فلسطين
- فلسطين ..قصة احتلال جديدة
- الأنتخابات ويوم السعد
- ممرضاتنا هنديات
- إذن هل هناك فساد ام لا
- التوجه الروحي والخواء الثقافي والسياسي
- على العرب تحمل المسؤولية
- مهلا ً معالي الوزير
- المطر وبناء من كارتون
- من السيد امريكا أم أسرائيل
- خطأ أعتماد الميزانية على النفط فقط
- سبات ستة أشهر كل عام
- أقتنعت تركيا أخيرا ً
- طفولة في الشوارع


المزيد.....




- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- الشرطة الفرنسية تستدعي نائبة يسارية على خلفية تحقيق بشأن -تم ...
- السيناتور ساندرز يحاول حجب مليارات عن إسرائيل بعد لقائه بايد ...
- إعادة افتتاح متحف كانط في الذكرى الـ300 لميلاد الفيلسوف في ك ...
- محكمة بجاية (الجزائر): النيابة العامة تطالب بخمسة عشر شهرا ح ...
- تركيا تعلن تحييد 19 عنصرا من حزب العمال الكردستاني ووحدات حم ...
- طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز ...
- اعتقال عشرات المتظاهرين المؤيدين لفلسطين في عدة جامعات أمريك ...
- كلمة الأمين العام الرفيق جمال براجع في المهرجان التضامني مع ...
- ال FNE في سياق استمرار توقيف عدد من نساء ورجال التعليم من طر ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - طاهر مسلم البكاء - عالمية الولاء الحسيني