أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ياسين الياسين - سياسيّوا الغلس ... والغلاسة















المزيد.....

سياسيّوا الغلس ... والغلاسة


ياسين الياسين

الحوار المتمدن-العدد: 4310 - 2013 / 12 / 19 - 22:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يلاحظ العراقي من شمال البلاد إلى جنوبها أن حكومته وبرلمانه وكل المسؤولين فيها درجوا على خطى هي ليست إلاّ فلسفة سياسية جديدة أوبالأحرى هي ضرب من ضروب الفلسفة الغلاسوية إن صح التعبير في عالم التسلّط والتجبّر والظلامات وسلب الأرادات ، ومما يثير جدلية يتوحّد فيها الشعب العراقي بكل أطيافه وطوائفه أن هؤلاء درجوا على نهج غلاسوي لم نشهد له في التاريخ ممارسة وعلى مر الأزمان والعصور إلاّ التجربة الوحيدة والمتفرّدة التي نمر بها ونعيشها وللأسف بمرارة مع أولائك الذين دخلوا إلى بلادنا مع قوات الأحتلال الأميركي وتحت حمايتهم ومظلّتهم ، والمحتل الأميركي الذي جاء للقضاء على نظام حكم الطاغية الذي لم يستطع أي كائن من كان من تلكم الأحزاب الذاوية على نفسها بكثرة الأنشقاقات والأختلافات حتى لتكاد لاتمر سنتين متتاليتين إلاّ وقد إنشطر عنها منشطرون ، وتآلفوا في حزب أوتيار جديد كالبكتيريا الأنشطارية ، والتي لها مضار على الآخر أكثر بآلاف المرات من منافع وجودها ، وأما الأميركان فليس لهم حاجة بتلك الوجوه أواللاتنظيمات سوى أنّها تريدهم كغطاء شرعي للأحتلال بحجة كون أولائك هم أبناء الرافدين الذين عانوا المرارات والتغرّب وأنّهم طرائد نظام الطاغية ، وأنهم اليوم يمثلون المعارضة الشعبية العراقية للنظام ، وبما أنّهم أي الأميركان أتوا المنقذين بحس إنساني لأبناء الشعب العراقي فضلاً عن البحث عن أسلحة الدمار الشامل التي أشاعوا نبأ إمتلاك الطاغية لها ، وهكذا ركب المحتلون أولائك مطيّة لدخولهم وليكونوا لهم واجهة مقبولة عند الشعب المقهور من نظام الطاغية ، وكان الشعب بحال يرثى له وهو يتحلّق بقشّة حين يعتقد أنها ستبعده وتباعده عن الطاغية وأزلامه ، وفعلاً أصيب بالدهشة والصدمة حين رأى أزلام النظام يهربون كالجرذان حتى أن طاغيتهم بذاته وشخصه دخل حفر الجرذان نفسها مختبئاً من إرادة القدر ، وليس لأولائك الدخلاء ممّن يدّعون المواطنة والجهاد والكفاح أي دخل أوفضل ولو بمقدار قشّة في إسقاط نظام الطاغية ، وإنّما ركبوا مطيّة الفرصة أيضاً كما ركبهم الأميركان ، وأحسنوا الأحتيال والتصرّف وإستغلالها ليس إلاّ ، ولذلك تراهم يتجنّبون أي ممارسة إنتخابية ديمقراطية حقيقية وبالقوائم المفتوحة ، وفي أن تكون كل مدينة في العراق دائرة إنتخابية واحدة بذاتها تنتخب من بين أبنائها واحداً أوأكثر وحسب النسبة لتلك المدينة من السكان لمن يمثلها في البرلمان ، وهم يُصرعون من هذا الكلام وترتعد فرائصهم لأنهم يدركون تماماً أن الشعب سيقذفهم قذفاً في سلال المهملات ، والتي ستكون لهم مكانهم الطبيعي وليس غير ، فهم دخلاء بحق ومن جنسيات مختلفة حتى أن بعضهم يصرّ بعناد على دوام الأحتفاظ بها ، ومازالت عوائل البعض الآخر منهم إلى الآن تستقر في بلاد أخرى ، وليس لهم بنا من صلة سوى أنّهم يتكلّمون العربية ويدّعون أنّهم عراقيون ، وعاثوا في بلاد الرافدين فساداً لم يعبث بمثله من قبل حكماء وخلفاء فاسدين كما العباسيون وقبلهم الأمويون ، وفي أحداث تترى وتتوالى كل يوم من قبيل قتل وسلب وذبح على الهوية وتشريد وتهجير ، وكل ذلك والبرلمانيون والحكومة يتصرّفون وكأن شيئاً لم يكن ، وكأن أمور القتل الجماعي اليومي أمراً عادياً لاينبغي الوقوف عندها والوصول بها إلى ضفة أوشاطيء ليحلّوا عن أنفسهم وعن الشعب المجروح ركاب المظلومية والظلامات التي ترتكب كل يوم وكل ساعة ، وقد درج العرف السياسي الحكوماتي عالمياً على محاسبة أي شخص مهما كان شكل مسؤوليته عن مسؤوليته التقصيرية ، وقد يصل الأمر حتى إقالة الحكومة وحل البرلمان من قبل رئيس الجمهورية أو الملك أوالحاكم العام في حال مقتل شخصين أوأكثر في حادث يمكن أن يسمى أوتنطبق عليه مواصفات الجريمة البشعة ، أوأن الحكومة نفسها أوالمسؤول في القيادة العسكرية المعني أو قائد الشرطة يسارع إلى تقديم إستقالته من منصبه ، وعندها فقط تعتبر تلك الأستقالة عقوبة ذاتية من خلال الشعور بالذنب وبالتقصير الأدائي ، ولذلك ومن وازع وطني وأخلاقي يعاجل المسؤول بتقديم إستقالته ليحفظ له ماء الوجه ، وليبقى ناصعاً في قابل أيامه السياسية ومستقبله السياسي ، ولكن مانراه من تلكم الوجوه الدخيلة أنها ليس لها من هم وكرب سوى أنّها لاتكل ولاتمل من جمع الثروات والمال الحرام سحتاً من المال العام بمختلف الوسائل وبوقاحة قلّ نظيرها في النظم السياسية العالمية ، وحتى وصل الأمر بعمليّات قرصنة وسرقة كبيرة وفي وضح النهار وأمام الملأ ، ويستخدم فيها الجناة سيّارات الدولة نفسها والحكومة لتداهم مصارفاً وبنوك ، والدولة لاتتعب نفسها سوى أنها تسارع بتشكيل لجان تحقيقية وهي من باب ذر الرماد في العيون وإسكات الأصوات ، ومن ثم يضيع الخبر ويتم نسيانه وتناسيه ، وتذهب تلك المليارات في أرصدتهم في الخارج ، ويعاجلنا خبر آخر بإشتعال حريق كبير في البنك المركزي العراقي وآخر في وزارة الصحة وآخر في وزارة الدفاع ورابع وخامس وسادس وهلمّ جرّا ، وليس بعدها إلاّ تشكيل لجنة تحقيقية ولم نسمع بأمر إحالة إلى المحاكم والقضاء وليس حتى أدنى شيء من تحمّل المسؤولية الأخلاقية في الأستقالة على أقل تقدير ، وقد وصل الفساد حدّاً لم يبلغ بمستوياته في أكبر دول الفساد في العالم ، وبدأت الناس تتذكّر عمليات البناء والأعمار في زمن الطاغية والآلية التي كان يعمل بها ، وهي شاهد حي وشاخص في الذاكرة إلى اليوم يدك أنف المسؤولين العراقيين في الوقت الحاضر رغماً عن أنوفهم ، وواحداً من تلك الشواهد هو الجسر المعلّق الذي دكّته الطائرات والصواريخ الأميركية دكّاً ، فأعاده الطاغية إلى جسر بممرين كبيرين وذات طابقين وهو شاخص إلى اليوم قوي متين متراص في بنائه وإعماره في صورة من صور التحدي بغض النظر عن إعتبارات كونه طاغية العراق ومجرم العصر ، ولوقارنّا ذلك بمشروع بناء ثانوية البسمة في البصرة التي أحيلت إلى المقاولين بعد السقوط والتغيير في محافظة البصرة ، وهي ثانوية للبنات بثلاثة طوابق والتي تم إستلامها قبل سنة فقط ، فهوى سقفها يسقط على الأرض قبل أيام في حادث كاد أن يودي بأرواح وأن يكون كارثياً في عدد الضحايا من الطالبات لولا أنه سقط في منتصف الليل ، وهذا شاهداً واحداً بسيطاً جداً من شواهد الفساد التي ليس لها مثيل على وجه الأرض ، وأمّا العمليات الكبيرة والدسمة جداً فهي تلك التي يختلط فيها المال والفساد بدماء العراقيين ، وهي من أبشع وأقذر عمليّات الفساد التي يندى لها الجبين في التاريخ ، وهي تلك التي سوّدت وإلى الأبد وجوه المسؤولين العراقيين المتواجدين الآن على الساحة وفي المشهد السياسي العراقي ، وبمختلف أشكالهم وألوانهم وصورهم ، وحتى الذين لم يشتركوا فيها منهم ، فهم ولابد شركائهم بالسكوت عنهم والرضا لأعمالهم ، وقد جاء في الحديث الشريف : من رضي عن عمل قوم حشر معهم ، وهم أي الباقون راضون وساكتون وساكنون تماماً ، وهذه العمليات القذرة تتجلّى في عمليّات تهريب أكبر الرؤوس من القادة في تنظيم القاعدة الأرهابي ومن المجرمين العتاة في ذلك التنظيم ، فمنهم من تولّى عمليات ذبح الأبرياء من الشيعة وفصل رؤوسهم عن أجسادهم بيده القذرة ، وهكذا وببساطة يستهين المسؤولون العراقيون بالضحايا وشهداء الأمة حين يسهّلون عمليات هروب أولائك ليعاودوا عملهم وممارساتهم الأجرامية من جديد ، والتي إشتدّ وطيسها فيما بعد جرّاء تلك الخيانة العظمى للشعب والوطن مقابل حفنة من الدولارات الأميركية لتينك الساسة والقادة الفاسدين ، والغريب أنّهم ولشدّما تألّم العراقيون وتحمّلوا هول الصدمات والموت في الشوارع والأسواق ، وفقد الكثير منهم فلذات أكبادهم أنّهم أي المسؤولون لم يأبهوا حتى بقلوب الأمّهات لأولائك الشهداء حين لم يتمكّنوا حتى من التضحية بفاسد واحد ومجرم إرهابي واحد وتنفيذ حكم العدالة فيه بمكان جريمته في شارع أوزقاق أوسوق ليكون عبرة للآخرين من أزلام الأرهاب والفساد ، وليشفى بعض من غليل أمّهاتنا الثكلى بالآلام والأحزان ، وذلك على الأقل للتمويه في إحترام الشعب المجروح ، وحتى هذه لم يجرؤ أحد على فعلها من المسؤولين ، فتصوّروا الكم الكبير من الأستهانة بالناس وبأسترخاص دمائهم والغلاسة عن كل الجرائم بعين يملؤها الملح لاتستحي من شيء ، ولن تقر بفعل القبيح من الجرائم سوى التصريحات والتلميحات بضرورة محاسبة المقصّرين وإحالة المجرمين للعدالة ، وما إلى ذلك من بوسترات شجب وإستنكار عافها الناس وقرفتها من قوى وأحزاب إدّعت أنها إسلامية ومانراها إلاّ غير ذلك ، وما يقزز النفس ويثير فيها الشجن ويستشعرها بالألم أنّهم يهيّئون لأنفسهم ويطبّلون لتلك الأحزاب التي أتت إلينا بالويلات والدمار إستحضاراً للأنتخابات القادمة ، وسيعيدون الكرّة في المحاصصة المقيتة القاتلة والمشاركة اللاوطنية ، وسيبقى الوضع على ماهو عليه إن لم يتوجّهوا به إلى الأسوأ في قابل الأيام ، وسنذهب بهم ومعهم إلى المستقبل المجهول ، ومايؤسفنا في هذه الأنتخابات القادمة هو أن شعبنا مازال بسيطاً ، ومازال نائماً ، ومازال الأغلب منه ساذجاً سرعان ماسيتم خداعه والضحك عليه بوعود هي لابد ستكون نهاياتها أقبح من تلك التي كانت في الدورات السابقة ، وسيعيد الألم والقهر والحيف والحرمان كرّته على هذا الشعب المظلوم .. الشعب المحروم .. وللأسف .. وياللأسف .



#ياسين_الياسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة مبكرة ... في نتائج الأنتخابات القادمة
- العراق .. بين إزمة القيادة ......... وقيادة الأزمة
- العلوجيون ... وديماغوجية الفرصة
- ماذا نحن فاعلون ... وشعبنا يستغيث وهو يعيش ميّتاً
- لاحجاً مبرور .. ولاسعياً مشكور
- الطبقية ... ومعاييرها في المجتمع
- الطرش ... مرض جديد يصيب النواب العراقيين
- تركيا وأردوغان .. وأذنابهم من العرب المتخاذلين
- ماجرى في ذي قار إنتخاب .. أم إنقلاب ؟ ..
- تأشيرة دخول .. ولماذا ؟ ..
- البطاقة التموينية .. تنظيم إرهابي جديد
- مؤشرات .. وأسئلة بعد الأجتماع الرمزي
- الوطنية .. معيار أخلاقي
- الحداثوية .. مظهر تجديد حقيقي أم مظهر إنحرافي خطير
- مسلسل القتل في العراق .. إلى أين ؟ ..
- مامعنى ان يكون الكاتب مبدعاً .. وأن يكون مأجوراً ومنافقاً
- إنتهاك الدستور والقانون .. منهج إحترافي أم حذاقة لصوص
- الأكراد .. هل هم قادمون ؟
- الأنفجارات .. وثقافة الأستقالة
- المحافظات .. ونتائج الأنتخابات


المزيد.....




- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...
- مئات المستوطنين يقتحمون الأقصى المبارك
- مقتل فتى برصاص إسرائيلي في رام الله
- أوروبا.. جرائم غزة وإرسال أسلحة لإسرائيل
- لقطات حصرية لصهاريج تهرب النفط السوري المسروق إلى العراق بحر ...
- واشنطن.. انتقادات لقانون مساعدة أوكرانيا
- الحوثيون: استهدفنا سفينة إسرائيلية في خليج عدن وأطلقنا صواري ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ياسين الياسين - سياسيّوا الغلس ... والغلاسة