أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمد حدوي - مائة كيس أرزللتنمية البشرية..














المزيد.....

مائة كيس أرزللتنمية البشرية..


محمد حدوي

الحوار المتمدن-العدد: 4310 - 2013 / 12 / 19 - 22:04
المحور: المجتمع المدني
    


سفير احدى الدول العربية الى اليابان كتب ذات مرة في احدى المواقع الالكترونية مقالا رائعا عن قصة«المائة كيس أرز». وهذه القصة الجميلةأعجبتني كثيرا وأرتأيت ان اشارككم فيها لتعميم الفائدة.لقد تناول السيد السفيرفي القصة ما قاله رئيس وزراء ياباني أسبق يدعى «كوئيزومي». و تدور القصة الرائعة حول تجربة الاستثمار في العنصر البشري في مدينة يابانية أرسل لها الامبراطور مائة كيس أرز لإغاثتها من المجاعة التي نتجت عن الحرب الأهلية حيث آثر سكان المدينة عدم أكل الأرز وانما بيعه والاستفادة من ثمنه لبناء مدرسة .وفعلا، هذا ماحدث، باع اهالي المدينة المنكوبة الارز رغم المجاعة وحاجتهم الماسة اليه وثم بناء مدرسة بعائداته لتعليم ابنائهم ولا تزال المدرسة التي تخرج المئات من الطلاب قائمة الى يومنا هذا حسب قول السفير. حين قرأت هذه القصة التي تحدث عنها السيد السفير تساءلت مع نفسي :اين جمعياتنا التنموية وجمعيات مجتمعناالمدني الكثيرة والمتنوعة من هذا العمل الذي قام به اليابانيون؟ ، واين تذهب كل تلك الاموال والهبات التي تحصل عليها من الدعم الحكومي وغير الحكومي وحتى الاجنبي..؟..لو كان الفاعلون الجمعويون والمجتمع المدني عامةعلى طول وعرض بلدنا مثل ابناء المدينة اليابانية المنكوبةالذين فضلوا استثمار عائدات الارز في التعليم بدل اكلها لكان لدينا منذ انطلاق برامج التنمية البشرية في بلدنا عشرات جامعات من "هارفرد "و"بيل"و"جورج تاون"و"أوكسفورد"وأمثالها من الجامعات المعروفة عالميا التي تعلم لشعوبها طريقة صيد السمك الذي يصطاده اليابانيون والامريكيون والفرنسيون وغيرهم كل يوم في الاسواق العالمية وبما في ذلك اسواقنا الصناعية والتجارية وحتى على عرض شواطئنا البحرية العريضة..اكلنا الملايين من خيش مساعدات وهبات الطحين وقفف الزيت والسكروأعقنا فرص ظهور عشرات من جامعات "هارفرد" و"بيل" و"اكسفورد" وغيرها من المشاريع التنموية الاخرى ولازلنا بعد كل هذا لم نخجل من انفسنا ونحن نطالب بالمزيد..
أثبتت التجارب العالمية بأن المعونات والهبات يمكن أن تسد حاجات معينة وفي وقت محدد وفي ظرف وجيز ولكنها لا تستطيع أن تخلق فرص عمل مستدامة.. فالصدقة والهبات عبارة عن مسكنات مؤقتة لا تغني ولا تسمن من جوع. وتقول الحكمة التقليدية: "لا تعطي الفقير سمكا، ولكن علمه كيف يصطاد".وهذا ما انتبه اليه ابناء المدينة اليابانية بعبقريتهم حين فضلوا بيع اكياس الارزعلى اكله وهم في حالة جوع لأستثماره في بناء مدرسة تعلم ابناءهم طريقة صيد السمك .ولانستغرب اليوم حين نرى دولة اليابان المعروفة بزلازيلها المدمرة ووعورة تضاريسها والشح في ثرواتها الطبيعية قد اكتسبت وتعلمت الف والف طريقة لإصطياد السمك بصمت في بلدها وفي كل بقاع العالم ..ولانستغرب اليوم إذا كنا نرى اليابان تستقطر كل سنة بل كل شهرواسبوع مليارات الدولارات من امريكا والدول الصناعية الكبرى وفي العالم جراء اختراعاتها الصناعية والتكنولوجيا الكثيرةوالمدهشة التي تغزو بها العالم.لايعني كلامي هذا ان قصة المائة كيس من الارز وحدها هي التي رفعت اليابان، فقد اتينا بهذه القصة كنموذج وكنقطة من بحر إبداعات الشعب الياباني العبقري مما نعرف وما لانعرف.. فوراء نجاح دولة اليابان تاريخ طويل وقصص بطولية كثيرة من العبقرية والصمود ونكرات الذات والتضحية يجهل العالم حولها الكثيرمن الاسرار..كماأتينا بهذه القصة أيضالنقارن بها ما قام به ابناء سكان المدينة اليابانية المنكوبة وما يقوم به بعض ما يسمون في بلدنا زورا وبهتانا انفسهم بالفاعلين الجمعويين الذين إذا قلت لهم: ماذا فعلتم في العمل الجمعوي؟، تجدهم يقولون بدون خجل : وماذا ربحنا نحن من هذاالعمل؟،إن كان هناك مال يمكننا العمل، اما ان كان ما سنقوم به مجانا فنحن مشغولون.. وحتى حين تقدم لهم الدولة اموالا كثيرة، وما ان يبتلعوها حتى يتعالى الضجيج من جديد وهم يطلبون المزيد، ترى الى متى ستظل جهودالدولة تضيع في نفخ مثل هذا البالون المثقوب؟..عجبا ،الم يعرف هؤلاءان ديننا يوصينا بعمل الخير والتطوع في سبيل الله ،ام يا ترى لاملة ولادين لدى هؤلاء ؟،وهل بمثل هذه السلوكات الرثة يمكننا ان نتقدم و ننافس دولة اليابان وغيرها من امم الارض التي لها نصيب وافر في وليمة الحياة؟ ..متى سندرك جميعا ان الصالحين هم الذين يرثواالارض كما جاء في الكتاب المبين ؟، والذين هم الاكثر عملا صالحا اليوم هم اليابانيون واليهود والاروبيون والامريكان والروس والصينيون.. المقارنة احيانا مفيدة لإستخلاص بعض العبروالنتائج، وهذه المقارنة هي التي تجعلنا نعرف قدر انفسنا ونعرف كيف ان اليابان والغرب صنعوا معجزاتهم بالعقل وكيف صنعنا نحن كوارثنا بأيديناوعواطفنا وجهلنا ، وفي ذات السياق دائما أضع هذا السؤال على نفسي وعلى الاخرين:تصوروا لو ان شعب اليابان او السويسرا او ..هو من يعيش في المغرب، فكيف سيكون هذا المغرب؟..فيه كل شيء ، وأهم شيء الشمس والتراب والماء..إن المشكلة ليست في أرضنا التي حباها الله بكل الخيرات والنعم، بل المشكلة في ابناء آدم الذين استوطنوا هذه الارض المباركة ،وكلنا نتحمل مسؤولية تخلفنا وجهلنا وبؤسنا بما كسبت ايدينا..



#محمد_حدوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنا حرامي وتمساح .. وافتخر!؟
- نحن في حاجة الى قانون حمو رابي
- الاخوان ومشكلة إقصاء الاخر
- حين يلتقي فساد الأشرار بصمت الاخيار
- الغرب و مواطنيه الجهاديين في سوريا
- التهم الجاهزة للقضاء على الخصوم
- النيران التي احرقت مبارك ومرسي..
- من على حق في مصر..؟
- ثورة مصرالثانية..
- كتب الأعاجيب القديمة
- لمن نكتب ما نكتب؟
- لمن نكتب؟
- لامخرج الا العلم والمعرفة
- الاحتجاجات ردا على الفيلم المسيء للرسول
- لماذا طال أمد حل الأزمة السورية؟
- شروط الفتيات التعجيزية في الزواج
- في العلاقات الجنسية الشبابية، الأنثى دائما هي الخاسرة
- حكايتان متشابهتان:الأولى ببادية﴿ ج ﴾بالمغرب وأ ...
- الصرع:كيف نتعامل مع شخص أصيب بنوبته؟
- الرغبات الهوجاء ومشكل تنظيمها


المزيد.....




- سفارة روسيا لدى برلين تكشف سبب عدم دعوتها لحضور ذكرى تحرير م ...
- حادثة اصفهان بين خيبة الأمل الاسرائيلية وتضخيم الاعلام الغرب ...
- ردود فعل غاضبة للفلسطينيين تجاه الفيتو الأمريكي ضد العضوية ...
- اليونيسف تعلن استشهاد أكثر من 14 ألف طفل فلسطيني في العدوان ...
- اعتقالات في حرم جامعة كولومبيا خلال احتجاج طلابي مؤيد للفلسط ...
- الأمم المتحدة تستنكر -تعمد- تحطيم الأجهزة الطبية المعقدة بمس ...
- يديعوت أحرونوت: حكومة إسرائيل رفضت صفقة لتبادل الأسرى مرتين ...
- اعتقال رجل في القنصلية الإيرانية في باريس بعد بلاغ عن وجود ق ...
- ميقاتي يدعو ماكرون لتبني إعلان مناطق آمنة في سوريا لتسهيل إع ...
- شركات الشحن العالمية تحث الأمم المتحدة على حماية السفن


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمد حدوي - مائة كيس أرزللتنمية البشرية..