أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسن محسن رمضان - تزوير مسيحية يسوع - 14















المزيد.....


تزوير مسيحية يسوع - 14


حسن محسن رمضان

الحوار المتمدن-العدد: 4310 - 2013 / 12 / 19 - 17:43
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



ملاحظة: هذه المقالة تُعتبر كتكملة لسلسلة المقالات السابقة تحت عنوان (تزوير مسيحية يسوع – 1 إلى 13)، ويجب أن تُقرأ المقالات السابقة كمقدمة أساسية وضرورية لهذه المقالة.


(جئتُ لألقي ناراً على الأرض [...] أتظنون أني جئتُ لأعطي سلاماً على الأرض؟! كلا، أقولُ لكم: بل انقساماً)
يسوع الناصري، [لوقا 12: 49 و 51]

"لا يستحق غير المؤمنين الطرد من الكنيسة فقط، ولكن يجب إبادتهم من الأرض بواسطة القتل".
القديس توما الأكويني، Summa Theologica, 1271



يرتكز النشاط الدعائي العقائدي المسيحي على الترويج لمقولة (المسيحية دين محبة وسلام)، وبالتالي هو يتعمد إبراز النصوص المسيحية التي يُفهم من (عمومياتها دون تفاصيلها وحقيقة نشأتها) أن النص المسيحي المقدس هو بالفعل كذلك، بينما يتعمد في نفس الوقت (التغطية والتمويه) على النصوص المسيحية المقدسة التي تروّج للعكس تماماً مع غض النظر عن التاريخ المسيحي في ممارسة التوحش. كما أنه يتعمد الترويج لمقولات يُفهم من معناها أن منظمومة حقوق الإنسان ومبادئ التعايش المشترك في المجتمعات الأوروبية والأمريكية الشمالية ومعايير البحث عن (الحقيقة) العلمية هي (نتاج مباشر للفكر المسيحي) وذلك بدلاً من الحقيقة التاريخية الواضحة وهي أن كل هذا هو (نتاج مباشر لمعارضة الكافرون بالمسيحية وفكرها اللاهوتي، ونتاج المعارضة لهيمنة الكنيسة، ونتاج لمعارضة تدخُّل النص المسيحي في العلم والسياسة وتفاعلات المجتمع). إذ الحقيقية التاريخية الثابتة هي أن النص المقدس المسيحي وما نتج عنه من لاهوت، على مر القرون، كان (يرفض رفضاً قاطعاً) أن يتعايش مع الآخر المختلف، وكان (يرفض رفضاً قاطعاً) مناهج البحث عن الحقيقة خارج إطار تقريرات اللاهوت المسيحي، وكان (يرفض رفضاً قاطعاً) أن يمتنع عن استخدام (أدوات التوحش) ضد معارضيه. بل هو أباح بشكل سافر وصريح ومباشر أن يسلب الكرامة والحقوق الإنسانية الطبيعية وحتى حق الحياة من خصومه كما تبدى صريحاً في إعلان البابا أنوسنت الرابع (Pope Innocent IV) عن الأمراً البابوي الذي سماه (بدأت - ابتدأت) (Ad extirpanda) والذي أباح فيه صراحةً استخدام التعذيب لانتزاع الاعترافات من (الهراطقة) في محاكم التفتيش الأوروبية وذلك كمقدمة لقتلهم في أغلب الأحيان. هذا (التوحش السادي) استمر إلى حوالي منتصف القرن العشرين عندما (انهزمت المؤسسة الكنسية) وإلى الأبد وتهذبت أفكارها. فمثلاً، إذا استعرضنا تاريخ إسبانيا مع الكنيسة، ففي سنة 1830 تحالفت الكنيسة الكاثوليكية بشكل سافر مع معارضي الملكية الدستورية، فجاء رد الدولة على الكنيسة بأن استولت على أملاك الكنيسة الإقطاعية وألغت الضريبة التي كانت تفرضها الكنيسة على الشعب، هذا أدى بدوره إلى إضعاف دور الكنيسة السياسي بعد أن نضبت مواردها المالية التي كانت تستخدمها في شراء الولاءات وتمويل التمييز المذهبي، فاضطرت للاعتراف في سنة 1851 بالنظام الليبرالي. إلا أن استعادة العرش الإسباني في عام 1874 أتاحت للكنيسة أن تعاود نشاطها (التسلطي والسياسي) مرة أخرى من خلال التحالفات السياسية مع الدولة، إلى أن انتهى هذا التحالف في سنة (1930 – 1936) عندما بدا واضحاً أن الكنيسة (لا تقبل إطلاقاً) التفريق بين الكنيسة والدولة وتُصر على ممارسة التدخل في شؤون السياسة والمجتمع وتتعمد إذكاء الصراع المذهبي والطائفي. كان إنهاء هذا التحالف يعني للكنيسة (خسارة) امتيازات كبيرة جداً كما حدث في القرن التاسع عشر، فما كان منها إلا أن (باركت الحرب الأهلية الإسبانية الدموية واعتبرتها حملة دينية للتحرير)، كما أنها (شاركت) في الاضطهادات الدينية في عدة مناطق من القطاع الجمهوري، و (تغاضت عن عمليات القمع مهما كانت وحشيتها، بل هي باركتها) في بعض الأحيان، وانتهت الكنيسة كطرف في هذا الصراع الدموي. [لاستعراض هذه الأحداث وغيرها انظر: الأديان العامة في العالم الحديث، خوسيه كازانوفا، مركز دراسات الوحدة العربية]. بالطبع، من وجهة نظر (المؤمن) هو يرفض أن يتهم (يسوع) أو قديسيه أو أن يتهم (إنجيله) ونصوصه المقدسة، ويُصر بدلاً من ذلك على (الفصل) بين التاريخ والعقيدة، وبين الكنيسة والنص المقدس، وبين الجريمة ويسوع وبولس والآباء الأوائل. هذا (التمييز) الوهمي المخادع هو ما ترتكز عليه الدعاية المسيحية لتلك العقيدة. إلا أن ما يفوت أكثر هؤلاء (المؤمنين) هو (التساؤل)، الذي يُلغيه من ذهنه كل مؤمن بطبعه، عن السبب الذي جعل لب هذا الدين هو ذات التوحش والقتل والدموية والتخريب الذي استمر عشرين قرناً متواصلة من (الفضائع والإجرام والكره والتمييز والعنصرية وإبادة شعوب كاملة) وكل ذلك تحت رمز الصليب وشعارات عذابات إلهه وتضحية إله آخر بابنه من امرأة بشرية بواسطة صلبه من جانب جنود الرومان؟ ألم تكن هذه الممارسات المتوحشة السادية ترافق تماماً (موعظة الجبل) ونصوص (المحبة والسلام) في الإنجيل والتي تروّج لها الدعاية المسيحية اليوم؟ فالمسيحيون لم يكتشفوها فجأة منذ سنوات قليلة مضت، ولكنها كانت موجودة أمام أنظار أسلافهم لمدة 2000 سنة، فكيف مارسوا هذا التوحش الشاذ، ولا زالوا، مع هذه النصوص؟ وهل الذي اختلف هو (المسيحية) كعقيدة وكنص مقدس أم المحيط العلماني (الكافر بالدين ورجاله ونصوصه) وهو الذي أجبر المسيحية على تقليم أظفارها وتهذيب ممارساتها المتوحشة؟

المشكلة هنا، من وجهة نظر هذه السلسلة من النقد، أن هذا المنهج التاريخي المسيحي في ممارسة العنف والتمييز والتصفية (يخالف جملة وتفصيلاً) توقعات العهد القديم واللاهوت اليهودي (عند قدوم المسيح). فمن هذه الجزئية بالذات، جزئية (حقيقة توحش النص المسيحي واللاهوت المصاحب له مع ممارساته التاريخية)، تنطلق بعض أوجه النقد اليهودي لشخصية يسوع ولِما نتج فيه من عقيدة مسيحية. إذ المسيح اليهودي عندما يأتي فإن زمانه (يجب) أن يكون زمان محبة وسلام وتناغم، ويجب أن يستمر الحال على ذلك، وذلك بحسب نصوص العهد القديم ذاتها، على عكس ما تميز به وقت حياة يسوع وما نتج عن المسيحية مِن بعده من (فظائع وجرائم ووحشية) فاقت في شذوذها كل أديان الأرض مجتمعة. تلك هي (حقيقة) تاريخية ثابتة لازمة لا يمكن إنكارها. هذه المقالة سوف تُركز على جزئية النقد اليهودي الذي يُقارن النص اليهودي المقدس في العهد القديم عن وصف زمن قدوم المسيح مع ما نتج من يسوع والعقيدة فيه.

النص المقدس اليهودي يشير صراحة إلى (صفة الزمان) الذي يأتي فيه المسيح الذي ينتظرونه. فهو يصفه بـ (آخر الأيام)، زمان السلام والعدل والتناغم بين الشعوب ونبذ الحروب والوفرة الغذائية، ولا توحي تلك النصوص إطلاقاً إلى (مدة انتظار ألفي سنة) من الفظائع والإجرام والمجاعات حتى هذه اللحظة بعد قدوم المسيح ومغادرته مرة أخرى ميتاً إلى جهة غير معلومة. بل حتى (يسوع) ذاته كان (يتوهم) أن الأمر قريب جداً، فهاهو يقول لتلامذته (حقاً أقول لكم: إن من القيام ههنا قوماً لا يذوقون الموت حتى يروا ملكوت الله) [لوقا 9: 27] و [متى 16: 28]، وقال أيضاً في مناسبة أخرى (الحق أقول لكم: لا يمضي هذا الجيل حتى يكون هذا كله) [مرقس 13: 30] و [متى 24: 34] و [لوقا 21: 32]، إلا أن هذا التوقع كان إما (وهماً) من جانب يسوع أو (تزويراً) من جانب مَنْ تولى تزوير مسيحانية يسوع، ولا خيار ثالث إلا عملية [التفذلك] العقائدي التبريري المسيحي الذي يحاول أن يخرج من هذا الخطأ الواضح على لسان إلهه. هناك عدة نصوص في العهد القديم تشير لوصف زمان قدوم المسيح اليهودي صراحة. فمثلاً في سفر إشعياء، السفر المفضل عند اللاهوت المسيحي، النص (المسيحاني) واضح وصريح جداً: (ويكون في آخر الأيام أن جبل بيت الرب يكون ثابتاً في رأس الجبال، ويرتفع فوق التلال، وتجري إليه كل الأمم [...] فيقضي بين الأمم وينصف لشعوب كثيرين، فيطبعون سيوفهم سككاً ورماحهم مناجل. لا ترفع أمة على أمة سيفاً، ولا يتعلمون الحرب في ما بعد) [إشعياء 2: 2 و 4] [وانظر أيضاً: ميخا 4: 1-5]، (هوذا بالعدل يملك ملك، ورؤساء بالحق يترأسون [...] إلى أن يسكب علينا روح من العلاء، فتصير البرية بستاناً، ويحسب البستان وعراً، فيسكن في البرية الحق، والعدل في البستان يقيم. ويكون صنع العدل سلاماً، وعمل العدل سكوناً وطمأنينة إلى الأبد) [إشعياء 32: 1 و 15-17]. وفي سفر هوشع (ويكون في ذلك اليوم أني أستجيب، يقول الرب، أستجيب السماوات وهي تستجيب الأرض. والأرض تستجيب القمح والمسطار والزيت، وهي تستجيب يزرعيل) [هوشع 2: 21-22]. إذن، نصوص العهد القديم واضحة جداً في وصف الزمان الذي سوف ينشأ عن قدوم هذا المسيح. إلا أن وصف هذا الزمان هو (معاكس جداً) لكل شيء تفتق عنه قدوم (يسوع) وما تلا زمان صلبه. بل إن العقيدة التي نشأت فيه بالذات تحت مسمى (المسيحية) هي التي تولت بنفسها تلك الجرائم والتمييز والظلم والحروب والكوارث الإنسانية. بل النقد اليهودي يذهب إلى خطوة أبعد، فهو يشير إلى النصوص المسيحية المقدسة التي (تُبشر)(!!!) وتُعلِّم العكس تماماً لهذه النصوص في العهد القديم، وهي تعاكس أيضاً شعار (دين المحبة والسلام) الذي ترفعه الدعاية المسيحية لعقائدها. هذه جملة من تلك النصوص المسيحية المقدسة التي تقدم (صورة مختلفة جداً) عن الدعاية المسيحية للمحبة والسلام والمغفرة وقبول الآخر المختلف، وتعارض أيضاً النصوص المسيحانية اليهودية في ضرورة تناغم كل شعوب الأرض وحلول السلام الشامل (كما أنها تُفسر أيضاً لماذا هذا الدين يحمل بذرة التوحش في داخله):

1- يسوع الناصري يتحدث عن السلام: (جئت لألقي ناراً على الأرض، فماذا أريدُ لو اضطرمت) [لوقا 12: 49].
2- يسوع الناصري يتحدث عن السلام: (لا تظنوا أني جئت لألقي سلاماً على الأرض. ما جئت لألقي سلاماً بل سيفاً) [متى 10: 34].
3- يسوع الناصري يتحدث عن السلام: (أتظنون أني جئت لأعطي سلاماً على الأرض؟ كلا، أقول لكم، بل انقساماً) [لوقا 12: 51].

4- وصف إله المسيحية يسوع: (هو متسربل بثوب مغموس بدم، ويدعى اسمه كلمة الله. والأجناد الذين في السماء كانوا يتبعونه على خيل بيض، لابسين بزاً أبيض ونقياً، ومن فمه يخرج سيف ماض لكي يضرب به الأمم. وهو سيرعاهم بعصاً من حديد، وهو يدوس معصرة خمر سخط وغضب الله القادر على كل شيء) [رؤيا يوحنا اللاهوتي 19: 13-15].

5- يسوع يرفض أن يفهم الناس ما يقول حتى لا يتم خلاصهم: (فقال لهم [أي لتلاميذه]: قد أعطي لكم أنْ تعرفوا سر ملكوت الله. وأما الذين هم من خارج [أي للشعب الذي يستمع لكلامه] فبالأمثال يكون لهم كل شيء، لكي يُبصروا مُبصرين ولا ينظروا، ويسمعوا سامعين ولا يفهموا، لئلا يرجعوا فتُغفر لهم خطاياهم) [مرقس 4: 11-12].

6- يسوع الناصري يدعو تلامذته لشراء السيوف قبل إلقاء القبض عليه وما تلاه من قتال خلال أحداث القبض عليه: (فقال لهم: لكن الآن، من له كيس فليأخذه ومزود كذلك. ومن ليس له فليبع ثوبه ويشتر سيفاً [...] فقالوا: يا رب، هوذا هنا سيفان. فقال لهم: يكفي [...] فلما رأى الذين حوله ما يكون قالوا: يا رب، أنضرب بالسيف؟ وضرب واحد منهم عبد رئيس الكهنة فقطع أذنه اليمنى) [لوقا 22: 38 و 49-50].
7- يسوع الناصري في مَثَل يضربه عما سيفعل بأعدائه، أي الذين لا يريدون أن يؤمنوا به: (أما أعدائي، أولئك الذين لم يريدوا أن أملك عليهم، فأتوا بهم إلى هنا واذبحوهم قدامي) [لوقا 19: 27].
8- يسوع الناصري عن امرأة متنبأة اسمها إيزابل: (أولادها أقتلهم بالموت) [رؤيا يوحنا اللاهوتي 2: 23].
9- يسوع الناصري عن الذين لا يؤمنون به: (يرسل ابن الإنسان ملائكته فيجمعون من ملكوته جميع المعاثر وفاعلي الإثم، ويطرحونهم في أتون النار. هناك يكون البكاء وصرير الأسنان) [متى 13: 42].

10- يسوع الناصري يتحدث عن العلاقات العائلية: (فإني جئت لأفرق الإنسان ضد أبيه، والابنة ضد أمها، والكنة ضد حماتها. وأعداء الإنسان أهل بيته) [متى 10: 35-36].
11- يسوع الناصري يتحدث عن العلاقات العائلية: (لأنه يكون من الآن خمسة في بيت واحد منقسمين: ثلاثة على اثنين، واثنان على ثلاثة. ينقسم الأب على الابن، والابن على الأب، والأم على البنت، والبنت على الأم، والحماة على كنتها، والكنة على حماتها) [لوقا 12: 52-53].
12- يسوع الناصري يتحدث عن العلاقات العائلية: (إنْ كان أحد يأتي إليَّ ولا يُبغض أباه وأمه وامرأته وأولاده وإخوته وأخواته، حتى نفسه أيضاً، فلا يقدر أن يكون لي تلميذاً) [لوقا 14: 26].
13- يسوع الناصري لا يقبل إطلاقاً بالاختلاف ويدعو لنبذ المختلف: (كل من ترك بيوتا أو إخوة أو أخوات أو أباً أو أماً أو امرأة أو أولاداً أو حقولاً من أجل اسمي، يأخذ مئة ضعف ويرث الحياة الأبدية) [متى 19: 29].

14- يسوع الناصري يقول للمرأة غير اليهودية، وعبرها لكل غير يهودي: (ليس حسناً أن يؤخذ خبز البنين [أي اليهود] ويطرح للكلاب [أي غير اليهود]) [متى 15: 26].
15- بولس يؤكد على وجوب عزل المؤمنين لأنفسهم عن غيرهم: (لا تكونوا تحت نير مع غير المؤمنين، لأنه أية خلطة للبر والإثم؟ وأية شركة للنور مع الظلمة؟ وأي اتفاق للمسيح مع بليعال؟ وأي نصيب للمؤمن مع غير المؤمن؟ وأية موافقة لهيكل الله مع الأوثان؟ [...] ) لذلك اخرجوا من وسطهم واعتزلوا، يقول الرب: ولا تمسوا نجسا فأقبلكم) [رسالة بولس الثانية إلى أهل كورنثوس 6: 14-16 و 17].
16- يوحنا يؤكد على عدم استقبال غير المسيحيين في البيوت وعدم بدؤهم بالسلام: (إن كان أحد يأتيكم، ولا يجيء بهذا التعليم، فلا تقبلوه في البيت، ولا تقولوا له سلام. لأن من يسلم عليه يشترك في أعماله الشريرة) [رسالة يوحنا الثانية 1: 10-11].
17- يوحنا يصف غير المسيحي بالكذاب وبضد المسيح: (من هو الكذاب، إلا الذي ينكر أن يسوع هو المسيح؟ هذا هو ضد المسيح، الذي ينكر الآب والابن) [رسالة يوحنا الأولى 2: 22].
18- يوحنا يصف غير المسيحيين بضد المسيح: (قد دخل إلى العالم مضلون كثيرون، لا يعترفون بيسوع المسيح آتياً في الجسد. هذا هو المضل، والضد للمسيح) [رسالة يوحنا الثانية 1: 7].

19- يوحنا يقول المسيحيون فقط من الله والعالم الباقي كله من الشيطان: (نعلم أننا نحن من الله، والعالم كله قد وضع في الشرير) [رسالة يوحنا الأولى 5: 19].

20- يسوع الناصري في مَثَل يضربه لا يرى بأساً بضرب العبيد: (وأما ذلك العبد الذي يعلم إرادة سيده ولا يستعد ولا يفعل بحسب إرادته، فيضرب كثيراً، ولكن الذي لا يعلم، ويفعل ما يستحق ضربات، يضرب قليلاً) [لوقا 12: 47-48].
21- بولس يكرس الدكتاتورية والظلم والخضوع للسلاطين ويؤصل حكمهم كأنه مستمد من الله: (لتخضع كل نفس للسلاطين الفائقة، لأنه ليس سلطان إلا من الله، والسلاطين الكائنة هي مرتبة من الله. حتى إن من يقاوم السلطان يقاوم ترتيب الله، والمقاومون سيأخذون لأنفسهم دينونة) [رسالة بولس إلى أهل رومية 13: 1-2].
22- بولس يؤكد الخضوع للسلاطين: (ذكّرهم أن يخضعوا للرياسات والسلاطين ويطيعوا، ويكونوا مستعدين لكل عمل صالح) [رسالة بولس إلى تيطس 3: 1].
23- بطرس يؤكد ضرورة الخضوع للعنف والعسف من جانب العبيد: (أيها الخدام، كونوا خاضعين بكل هيبة للسادة، ليس للصالحين المترفقين فقط، بل للعنفاء أيضاً) [رسالة بطرس الأولى 2: 18].
24- بولس يؤكد طاعة العبيد لسادتهم يساوي تماماً طاعتهم لله: (أيها العبيد، أطيعوا سادتكم حسب الجسد بخوف ورعدة، في بساطة قلوبكم كما للمسيح، لا بخدمة العين كمن يرضي الناس، بل كعبيد المسيح، عاملين مشيئة الله من القلب) [رسالة بولس إلى أهل أفسس 6: 5-6].

25- يسوع يتحدث عن "حرية التعبير": (ولكن أقول لكم: إن كل كلمة بطالة يتكلم بها الناس سوف يعطون عنها حساباً يوم الدين، لأنك بكلامك تتبرر وبكلامك تدان) [متى 12: 36-37].
26- يسوع يتحدث عن حرية الاختلاف: (وإن لم يسمع منهم فقل للكنيسة. وإن لم يسمع من الكنيسة فليكن عندك كالوثني والعشار) [متى 18: 17].
27- بولس يتحدث عن الاختلاف والتعبير ويصف شعب بأكمله (الكريتيون) من دون استثناء بأنهم كذابون: (فإنه يوجد كثيرون متمردين يتكلمون بالباطل، ويخدعون العقول، ولاسيما الذين من الختان [يقصد اليهود]. الذين يجب سد أفواههم، فإنهم يقلبون بيوتاً بجملتها، معلمين ما لا يجب، من أجل الربح القبيح. قال واحد منهم، وهو نبي لهم خاص: الكريتيون دائما كذابون. وحوش ردية. بطون بطالة. هذه الشهادة صادقة) [رسالة بولس إلى تيطس 1: 10-13].
28- بولس يحذر أتباعه من الفلسفة: (انظروا أن لا يكون أحد يسبيكم بالفلسفة وبغرور باطل، حسب تقليد الناس، حسب أركان العالم، وليس حسب المسيح) [رسالة بولس إلى أهل كولوسي 2: 8].

29- يسوع في البداية يقول للناس: (من قال لأخيه: رقا، يكون مستوجب المجمع، ومن قال: يا أحمق، يكون مستوجب نار جهنم [...] أحبوا أعداءكم. باركوا لاعنيكم. أحسنوا إلى مبغضيكم، وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويطردونكم) [متى 5: 22 و 44]، كلام جميل، لكنه بعد ذلك يقول لأعداءه ومخالفيه من اليهود: (ويل لكم أيها الكتبة والفريسيون المراؤون [...] أيها الجهال والعميان [...]أيها الفريسي الأعمى [...] أبناء قتلة الأنبياء [...] أيها الحيات أولاد الأفاعي) [متى 23: 13 و 14و 15 و 17 و 19 و 26 و 33]، (يا أولاد الأفاعي) [متى 12: 34]، (أنتم من أب هو إبليس ، وشهوات أبيكم تريدون أن تعملوا) [يوحنا 8: 44] (!!!!).


30- يسوع يعاكس تماماً النصوص المسيحانية لقدوم المسيح عن زمان السلام والرخاء والوفرة: (سوف تسمعون بحروب وأخبار حروب. انظروا، لا ترتاعوا. لأنه لابد أن تكون هذه كلها، ولكن ليس المنتهى بعد. لأنه تقوم أمة على أمة ومملكة على مملكة، وتكون مجاعات وأوبئة وزلازل في أماكن. ولكن هذه كلها مبتدأ الأوجاع) [متى 24: 6-8].


ولا يزال، في الحقيقة، هناك الكثير جداً وخصوصاً إذا أردنا اقتباس كتابات الآباء الأوائل وقدّيسي (!) المسيحية. إلا أن النقطة التي يُراد إثباتها هنا أن التصرفات المسيحية وكتاباتها المقدسة (لا تعكس إطلاقاً) المفهوم اللاهوتي اليهودي لزمن قدوم المسيح الذي ينتظره اليهود، بل هي، وبكل بساطة، تعاكسها تماماً. إذ على المؤمن أن يسأل نفسه سؤال بسيط جداً: إذا كان اليهود كانوا ينتظرون بحرقة قدوم مسيحهم حتى يخلصهم، فلماذا رفضوا يسوع وبشكل كامل تماماً إلى الحد أنهم صلبوه؟ بالطبع، (المؤمن) سوف يركن إلى جواب (لأن الأب جعل قلوبهم غليظة) كما قال آباء المسيحييون الأوائل في محاولتهم إجابة هذا السؤال المُلح، إلا أن الباحث عن الحقيقة لابد وأن يخرج بنتيجة مغايرة تماماً لهذا الجواب الساذج.

...يتبع


ملاحظة: بسبب اقتراب بداية السنة الجديدة وبداية العطلة السنوية لها، سوف أكمل هذه السلسلة بعد انتهاء تلك الإجازة.
وأود بهذه المناسبة أن أهنئ قراء موقع الحوار المتمدن بقدوم العام الجديد متمنياً لهم عاماً سعيداً موفقاً.
حسن



#حسن_محسن_رمضان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تزوير مسيحية يسوع - 13
- تزوير مسيحية يسوع - 12
- تزوير مسيحية يسوع - 11
- تزوير مسيحية يسوع - 10
- تزوير مسيحية يسوع - 9
- تزوير مسيحية يسوع - 8
- تزوير مسيحية يسوع - 7
- تزوير مسيحية يسوع - 6
- تزوير مسيحية يسوع - 5
- تزوير مسيحية يسوع - 4
- تزوير مسيحية يسوع - 3
- تزوير مسيحية يسوع - 2
- تزوير مسيحية يسوع -1
- العلم الطاهر
- الرواية الإباضية للإسلام - 2
- الرواية الإباضية للإسلام - 1
- ابن خلدون يقول لكم - أنتم أمة وحشية
- أهذه معارك تستحق اسم الله؟
- التشخيص النفسي كأداة لنقد الإنجيل
- إشكالية ذهنية التخوين في الوطن العربي


المزيد.....




- لمتابعة أغاني البيبي لطفلك..استقبل حالاً تردد قناة طيور الجن ...
- قادة الجيش الايراني يجددن العهد والبيعة لمبادىء مفجر الثورة ...
- ” نزليهم كلهم وارتاحي من زن العيال” تردد قنوات الأطفال قناة ...
- الشرطة الأسترالية تعتبر هجوم الكنيسة -عملا إرهابيا-  
- إيهود باراك: وزراء يدفعون نتنياهو لتصعيد الصراع بغية تعجيل ظ ...
- الشرطة الأسترالية: هجوم الكنيسة في سيدني إرهابي
- مصر.. عالم أزهري يعلق على حديث أمين الفتوى عن -وزن الروح-
- شاهد: هكذا بدت كاتدرائية نوتردام في باريس بعد خمس سنوات على ...
- موندويس: الجالية اليهودية الليبرالية بأميركا بدأت في التشقق ...
- إيهود أولمرت: إيران -هُزمت- ولا حاجة للرد عليها


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسن محسن رمضان - تزوير مسيحية يسوع - 14