أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - طارق حميد امين - لينين واللينينية















المزيد.....

لينين واللينينية


طارق حميد امين

الحوار المتمدن-العدد: 4310 - 2013 / 12 / 19 - 03:44
المحور: في نقد الشيوعية واليسار واحزابها
    


الماركسية منهج معرفي على غرار الكثير من المناهج المعرفية وهو أكثرها صحة لانه منهج علمي مادي جدلي تاريخي كالمناهج المعرفية الأخرى ولد في تطبيقاته الاجتماعية مجموعة من النظريات كنظرية الثورة ونظرية فائض القيمة ونظرية الدولة وغيرها كما ولد المنهج مجموعة من الأفكار عند ماركس وانجلز ولينين وبليخانوف وتروتسكي وكاوتسكي في معرض تناولهم لمختلف الإحداث والمظاهر من خلال تعاملهم مع الماركسية كمنهج معرفي لقد استوعب لينين المنهج الماركسي واستفاد منه ومن أفكار ماركس وانجلز وبلخانوف وغيرهم وأضاف أفكارا أخرى من خلال دراسة الواقع الروسي فأعاد انتاج الماركسية روسيا أي وفق ظروف روسيا وخصائصها المحلية لقد استند في تطبيقاته على المنهج الماركسي في تحليل الواقع الروسي الذي ولدت لدى لينين افكار عديدة كبناء الحزب من طراز جديد والتحالف بين العمال والفلاحين ودكتاتورية البروليتاريا وتصوراته حول بناء الاشتراكية في روسيا وغير ذلك من تصورات وتطبيقات على الواقع الروسي كما اتسم نشاط لينين الفكري في كتاباته التي دافع فيها عن أفكار ماركس وانجلز وتوضيحا لها بالاضافة الى دراسته ظاهرات لم تكن واضحة في حينها كدراسته للامبريالية والتي تعد تطويرا لأفكار ماركس وانجلز واستكمالا لها ان اغلب نشاطات لينين الفكرية هي روسية الطابع أي انها تدخل في اطار انتاج الماركسية روسيا وفق المنهج الماركسي الذي ولد في تطبيقاته مجموعة من النظريات وعلى الرغم من هذا النشاط الفكري لم يعتبر لينين نفسه صاحب مذهب بل كان يؤكد على انه ماركسي يسترشد بمنهج ماركس وأفكاره . ان مصطلح الماركسية اللينينية هو مصطلحا ستالينيا دخلت كلمة اللينينية حيز الاستخدام الفكري والسياسي على يد ستالين بعد وفاة لينين عندما شرح أفكار لينين في محاضراته والتي جمعت في كتابين الأول اسس اللينينية والكتاب الثاني حول مسائل اللينينية ان فرض مصطلح النظرية الماركسية اللينينية على الحركة الشيوعية في الحقبة الستالينية بدلا من النهج الماركسي انه نوع من تعميم الخاص وإعطاء المحلي الروسي طابعا عالميا ان تناقض العمليات الجارية في المجتمعات المختلفة من حيث مضامينها السياسية والاجتماعية والاقتصادية وابعادها الفكرية العميقة التي شوهتها وطمستها الممارسات الستالينية الاستبدادية التي شابها الجمود الفكري وعبادة الفرد الذي رافق مسيرة البناء الاشتراكي وما رافقها من تشوهات ونواقص جراء النهج الستاليني والتي اعتبرت من المسلمات التي لا يمكن المساس بها والتي يجب مراجعتها بشكل موضوعي لإعادة الاعتبار للفكر الماركسي الذي شابه الكثير من التشوهات منذ ثلاثينات القرن الماضي والتي جرى الترويج لها على أساس كونها أيدلوجية الدولة الاشتراكية والتي استمدت شرعيتها من قوة الدولة السوفيتية التي وقفت ضد آي محاولة تحديث للفكر الماركسي ان التطور الكبير الذي حدث في المجتمعات يتطلب إعادة مراجعة الافكار والمقولات والنظريات التي أدت الى مشكلات اسايببية في التشخيص والاستنتاج ومن اجل الفهم الواعي للنهج الماركسي والإفادة من قوانين تفاعلاته الجدلية للوصول الى نظريات وأفكار جديدة وانطلاقا من هذا فان الماركسية لا يمكن ان تكون نظرية بل منهج معرفي أي وسيلة او طريقة للمعرفة العلمية الصحيحة لأنها منهج مادي جدلي تاريخي وعلى العكس من هذا عندما تعتبر نظرية ستتوقف عن التطور وتتحول الى مصدر لتجميد عقول معتنقيها. فالتأكيد على الفصل بين المنهج والنظريات التي ولدها هو الشرط الأساسي لأولى مراحل التحرر الفكري من الجمود العقائدي لان النظريات هي نتاج مناهج معرفية وهي غير قادرة على التطور بذاتها بل تنفى من قبل نظريات احدث منها. فالماركسية منهج معرفي يولد في تطبيقاته الاجتماعية العديد من النظريات والأفكار التي يمكن ان تعطي في ظروف مختلفة نظريات وأفكار مختلفة قد تنفي الكثير مما قد تم التوصل أليه لذا فان التمسك بنصوص ومقولات معينة وإعطائها صفة الإطلاق النظري خارج حدود الزمان والمكان ومحاولة تطبيقها بشكل قسري هو استلاب للنهج الماركسي لا انها اذا اعتبرت نظرية ستتوقف عن التطور وتتخلف عن مواجهة التطورات الاجتماعية والاقتصادية وكذلك في مواجهة تطور وتكيف الامبريالية وحركة الرأسمال المتوحش لان النظرية لاتتطور بذاتها بل تنفى من قبل نظرية احدث منها لذا فان دمج المنهج بالنظريات التي ولدها هو مصادرة للمنهج وتجميد لعقول معتنقيه.ان لينين الماركسي المبدع لم يكن ليقبل بإغلاق باب الإبداع والاجتهاد امام العقل الماركسي ان مصطلح النظرية الماركسية غير صحيح على الإطلاق ويعتبر كأساس للجمود العقائدي وينبغي ان توخذ كمنهج معرفي كما أخذها لينين. لقد حاد ستالين عن النهج الماركسي كخطوة أولى لخطوات متلاحقة من التطبيقات الخاطئة التي أدت الى انهيار التجربة الاشتراكية المتمثلة بالماركسية السوفيتية والتي بداءت أولى خطواتها بعد وفاة لينين في يناير 1924حيث تألّفت الحكومة من الثلاثي : ستالين، و كامينيف، و زينوفيف. وفي فترة الحكومة الثلاثية، نبذ ستالين فكرة الثورة العالمية الشيوعية لصالح الاشتراكية المحلية وترسيخ الوطن الاشتراكي الام مما ناقض بموقفه هذا مبادئ تروتسكي المنادية بالشيوعية العالمية. تغلب ستالين على الثنائي كامينيف و زينوفيف وأصبح القائد الأوحد بعدما كانت الحكومة ثلاثية الأقطاب، بوصول ستالين للسلطة المطلقة في 1930، عمل على إبادة أعضاء اللجنة المركزية البلشفية وأعقبها بإبادة كل من يعتنق فكر مغاير لفكر ستالين او من يشك ستالين بمعارضته. تفاوتت الأحكام الصادرة لمعارضي فكر ستالين فتارة ينفي معارضيه إلى معسكرات الأعمال الشاقة، وتارة يزجّ بمعارضيه بالسجون، وأخري يتم إعدامهم فيها بعد إجراء محاكمات صورية، بل وحتى لجأ ستالين الى الاغتيالات السياسية فتم قتل الآلاف من المواطنين السوفييت وزج آلاف آلاخرين في السجون لمجرد الشك في معارضتهم لستالين ومبادئه الأيديولوجية ولم يسلم منها حتى تروتسكي . لقد استخدم ستالين اللينينية لمحاربة خصومه بينما لم يكن للينين قائد الثورة الاشتراكية الا ماركسيا ملتزما بالنهج الماركسي المعرفي الى اخر ايامه



#طارق_حميد_امين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من اجل استنهاض الجهود لتوحيد الشيوعيين
- من تاريخ الحركة الشيوعية في العراق الحزب الشيوعي
- من اجل مواجهة فشل تجربة الاسلام السياسي
- من اجل توحيد اليسار الشيوعي العراقي
- مواقف الأحزاب الشيوعية من التحرر الوطني
- الدكتور مهدي المخزومي
- المخزومي
- العولمة
- تطور القدرات النووية الاسرائيلية
- إشكالية الحركة الشيوعية العراقية
- الإشكالية الفكرية
- قراءة في الجذور التاريخية للطائفية في العراق لهادي العلوي ظ ...
- حقوق الإنسان
- العولمة الثقافية
- ابن عبدكه


المزيد.....




- إماراتي يرصد أحد أشهر المعالم السياحية بدبي من زاوية ساحرة
- قيمتها 95 مليار دولار.. كم بلغت حزمة المساعدات لإسرائيل وأوك ...
- سريلانكا تخطط للانضمام إلى مجموعة -بريكس+-
- الولايات المتحدة توقف الهجوم الإسرائيلي على إيران لتبدأ تصعي ...
- الاتحاد الأوروبي يقرر منح مواطني دول الخليج تأشيرة شينغن متع ...
- شاهد: كاميرات المراقبة ترصد لحظة إنهيار المباني جراء زلازل ه ...
- بعد تأخير لشهور -الشيوخ الأمريكي- يقر المساعدة العسكرية لإسر ...
- -حريت-: أنقرة لم تتلق معلومات حول إلغاء محادثات أردوغان مع ب ...
- زاخاروفا تتهم اليونسكو بالتقاعس المتعمد بعد مقتل المراسل الع ...
- مجلس الاتحاد الروسي يتوجه للجنة التحقيق بشأن الأطفال الأوكرا ...


المزيد.....

- عندما تنقلب السلحفاة على ظهرها / عبدالرزاق دحنون
- إعادة بناء المادية التاريخية - جورج لارين ( الكتاب كاملا ) / ترجمة سعيد العليمى
- معركة من أجل الدولة ومحاولة الانقلاب على جورج حاوي / محمد علي مقلد
- الحزب الشيوعي العراقي... وأزمة الهوية الايديولوجية..! مقاربة ... / فارس كمال نظمي
- التوتاليتاريا مرض الأحزاب العربية / محمد علي مقلد
- الطريق الروسى الى الاشتراكية / يوجين فارغا
- الشيوعيون في مصر المعاصرة / طارق المهدوي
- الطبقة الجديدة – ميلوفان ديلاس , مهداة إلى -روح- -الرفيق- في ... / مازن كم الماز
- نحو أساس فلسفي للنظام الاقتصادي الإسلامي / د.عمار مجيد كاظم
- في نقد الحاجة الى ماركس / دكتور سالم حميش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - طارق حميد امين - لينين واللينينية