أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد الحمد المندلاوي - حكايا و أساطير من رُبى كرمسير /3














المزيد.....

حكايا و أساطير من رُبى كرمسير /3


احمد الحمد المندلاوي

الحوار المتمدن-العدد: 4310 - 2013 / 12 / 19 - 02:16
المحور: الادب والفن
    


المقدمة:
**بعد أن قدّمنا أربع حكاياتٍ شعبية من مادة (حكايا و أساطير من رُبى كرمسير ) في الجزء الأول ؛كانت إثنتانِ و هما: ( جنّي الجبل) ، و( معزة هياس) ،و في هذا الجزء الثاني ذكرنا حكايتينِ أخريينِ وهما (التيس المتبختر) و (الوهم) ،و ها نسردُ أساطير أخَرَ من ربى كرمسير:
الحكاية الخامسة : الفأس و الاشجار
يذكرها الأستاذ محمد توفيق وردي كالآتي:
أوصَلتْ أشجارُ الغابة الى ملكتهم خبراً مُحزِناً و قالوا:
- إنَّ عدوّاً شرساً دخل الغابةَ،و لا مثيلَ له في الظلم و البطشِ.و طلبوا منها إيجاد وسيلةٍ للتخّلصِ من هذا العدوّ الجبّارِ.
قالت ملكة الأشجارِ:
- ما إسمُ هذا العدوّ ؟ما جنسُهُ ؟ما شكلُهُ؟
فقالوا لها:
- إنَّ إسمَهُ – الفأس-.
أرسلت الملكةُ بعضَ المخبرينَ و العُقلاءِ لمعرفة هذا العدوّ الطارئ الذي عكّرَ حياةَ سكانِ الغابةِ الآمنة!.
راقبَ المخبرون الفأسَ،فوجدوه وحشاً قاسياً لا يَرحم.فرجعُوا الى ملكتهم حزينينً باكينَ ،و أخبروها عن هذا العملاق الغادرِ و قالوا:
- إنَّ الفأسَ مفترسٌ،رأسه من الحديدِ الصُّلْبِ و حادٌّ جداً ،يقطعُ أكبر شجرةٍ بطرفةِ عينٍ !.
سألتهم الملكةُ:
- و ما أعضاءُ جسمِ هذا الماردِ الجبّار؟
فأجابوها:
- تعيشُ ملكتُنا المحبوبةُ،إنَّ رَبَدَهُ منّا.مصنوعٌ من الخشبِ و هذهِ هي مصيبتُنا!
تأوَّهَت الملكةُ،وسالَت بعضُ الدموعِ على خدّيها،وقالَت بحسرةٍ،ووجهُها أصفرُ كالليمونِ:
- إنَّ وضعَنا حرجٌ جداً،طالما ذيلُهُ منّا فَلَن يبقَ أحدٌ منّا حيّاً ،فإتّخذ الفأسُ واحداً منّا رَبَداً لهُ تحطَّمَتْ وحدتُنا،و لنْ نستطيعَ الوقوفَ بوجهِهِ .قالَت الأشجارُ:
- و كيفَ الخلاصُ يا مليكتَنا العزيزة؟!
فأجابَتِ الملكةُ الحكيمةُ :
- نيا أبنائي.. يا بناتي..لا تخافوا.الفأسُ لا يعملُ من دونِ رَبَدٍ ،فعليكم أن تفروا من وجهِهِ ،و لا تكونوا عُرضَةً لَهُ،فيتّخذ منكم أيدياً لَهُ للبطشِ ،فيفترسَكم واحداً واحداً .يقولُ الشاعر الكورديّ الحاج قادر:
- من السّهلِ أن يكونَ العدُوُّ أجنبيّاً ، لكنَّ المصيبةَ أن يكونَ عدوُّنا من بينِنا!!.(1)
الحكاية السادسة : زليخا و تاري العاشق
يذكرها الأستاذ جمال برواري كالآتي:
زليخا الفتاة الكوردية الجميلة الفاتنة،كان هناك شاب مغرم بحبّها الى درجة العبادة اسمه فاتول،أراد فاتول أن يؤكد لها حبَّه ذات يوم ،فسألها عمّا ترغب فهو مستعدُّ لأن يهبها القمر لو أرادت،و لكن زليخا كانت تكتفي بمجيء أحد الشعراء ليغنّي بجمال الشمس و الطبيعة ،لأنَّها كانت تحبُّ الشعر و الغناء،و عن طريق الصدفة مرََّ من أمام قصر زليخا شاب كوردي يدعى تاري؛و هو موسيقي جوّال من إصفهان ،و رأى الطرب أوجَه ،فدخل ليشترك في هذا الإحتفال ،وكانت زليخا جالسة على عرشها أمام حشد من الضيوف من مختلف البلدان لمشاهدة الأميرة الكوردية الفاتنة ، و ما أن يمسَّ تاري أوتار قيثارته حتى يصاب الجميع بالدهشة و الإعجاب و تتقدم زليخا مأخوذة بصوت موسيقاه و أنغامه الشجيّة،و تتقابل نظراتهما و يبدأ الشاعر بالغناء بينما تسيل الدموع من عيني زليخا ..
(أنا تاري العاشق ،أبحث عن عمل،أغنّي للحريّة و للنّاس،عن التعاسة و الشقاء في هذه الحياة..) و تثير هذه الكلمات الأميرة الرقيقة فتقع في حبّ الموسيقي الشاب.
و ها هو الليل قد أقبل و ساد السكون و رقد الجميع بعد أن أسكرتهم أنغام الطرب ،و لكن زليخا لوحدها تسهر حتى الصباح تنتظر أمراً لا تعرفه و تتساءل اذا كان تاري قد رحل؟ وينفتح الباب ليظهر تاري على عتبته و.. و يتعانق الحبيبانِ . و تشي بهما خادمة لئيمة الى فاتول الذي يفاجئُهما و هما يتعانقانِ،فتنصبُ مشنقة في اليوم التالي في ميدان عام و يعلق عليها تاري الغريب الذي لم يعرفه أحد و يوجه نظرته الأخيرة قبل أن يلفظ أنفاسه الى حبيبته،إذ تكون زليخا في هذه اللحظة قريبة و ترى المشهد ،و تبكي النساء مع زليخا و يذهبن بها الى القصر يحاولن التخفيف عن بؤسها ،و يصادفن في طريقهن الخادمة الواشية فتأخذ زليخا خنجراً و تطعن به قلب الغادرة.
و لا تستطيع زليخا أن تنسى حبيبها فتزيّن قبره بالزهور و تبقى حزينة في القصر و لا تتحدث مع أحد و يحاول فاتول ملاطفتها و التودد اليها عبثاً ،و ذات يوم يلاحظ خروجها فيحاول منعها الا أنّها تهرب منه فيأمر بنبش قبر تاري و رمى جثته في الهور .
و يؤثر ذلك في نفس العاشقة الحزينة كثيراً فتصاب بالذبول.و في ليلة كانت السماء ساطعة بنجومها تبدأ بالبحث عن جسد حبيبها،و تطوف في السهول و الوديان غير واجلة من الذئاب و الحيوانات المفترسة ، تغنيّ للجبال و الأشجار تنوح طالبة إرشادها الى جثة الحبيب،و في ضوء القمر تجد زليخا عند أسفل شجرة عظاماً بشريّة تتعرف عليها ،فالهيكل العظمي ما زال سليماً و لكن اختفى اللحم تحت تأثير المطر والريح ،و تجلس زليخا قرب الجثة تبكي ،تعول كثيراً،ثم ترجع بعد ذلك الى إصفهان و تتعرض في طريقها للمطر و الرياح الباردة و ما أن تصل الى قصرها حتى تسقط طريحة الفراش حيث تفارق الحياة بعد أيامٍ.(2)
للبحث صلة ..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الهوامش
1-نماذج التراث الشعبي.ترجمة محمد توفيق وردي .
2-جمال برواري – صحيفة التآخي العدد:5597 في 3/5/2009م



#احمد_الحمد_المندلاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكايا و أساطير من رُبى كرمسير /2
- بختياري:إحدى القبائل الكوردية العريقة
- القسورة..
- رمّان مندلي..
- الشيخ أيوب يوسف ومناجاته العينية..
- خواطر حول رحلة ابولو 11..
- التعريب والحضارة المريضة..
- شيء عن تاريخ القصة الأدبية في مندلي ..
- بلح عراقي..
- الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في ذكرى تأسيسه
- الحكمة و تأثيرُها في المجتمع
- الزنزانة..
- لعلعَ القندُ
- باعَ في سوق الخطايا أسهمَه..
- الحيدر: من مفاخر الثقافة الكوردية في بغداد..
- هدايا ناعمة
- حكومة مندلي المؤقتة خلال ثورة العشرين
- الأسماء الشعبية للكورد الفيلية/3
- رباعية رازفروش..
- الأسماء الشعبية للكورد الفيلية/2


المزيد.....




- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد الحمد المندلاوي - حكايا و أساطير من رُبى كرمسير /3